أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - مجتمعٌ بلا امرأة حُرّة .. مجتمعٌ مهزوم














المزيد.....

مجتمعٌ بلا امرأة حُرّة .. مجتمعٌ مهزوم


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3360 - 2011 / 5 / 9 - 21:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أكثر الأقوال في المرأة مقتاً هو حين يجهر المرء بأنها لا تتقن الحرية ، وأنها تسيء لها إذا مُنِحتْها . وهذه هي الفكرة المهيمنة على عقول الكثير من الذكور العرب . لكن ما يزيد من المأساة هو عندما تتفق بعض "الإناث" مع هذه الفكرة، فتصبح مثل المتلذذ بالانتقاص من قدْره .

كلما صار حديث عن حرية المرأة ، تشرئب رقاب البعض ، وقد يكون كثيراً، ويلقون بأسوأ أنواع الضيم عليها حين يصورونها على شكل مفترس داخل القفص باحث عن الرذيلة أو الفاحشة ،إذا أفلت منه وقعت الواقعة . فكيف لمجتمعات أنْ لا تكون مهزومة إذا حسبت أن حرية المرأة هلاك لها وعار لأهلها ، و أن القضبان الاجتماعية والأغلال الفكرية هي صون لها ونجاة.
إن العادات والتقاليد التي ينشأ عليها "الذكر" العربي تجعله يظن أن الحرية هي من شأن جنسه ، وأنه القادر على ممارستها ، بينما " الأنثى" تبقى في نظره طفلة يجب أن تتسلط عليها رقابة الذَكر حتى لو ناهز عمرها العقد الخامس أو السادس، لذلك امتازت مجتمعاتنا بأنها مجتمعات القيود والوصايات ، فإذا شاءت المرأة أن تتعلم ، مثلاً ، قيادة سيارة ، عليها أن تتسلح بعدم ممانعة من ولي أمرها ، وكذا إذا أرادت السفر أو الدراسة ، ولعل بعضهن في حاجة إلى موافقة ذكورية إذا شئن فتح حساب على الفيسبوك أو تويتر.

من العار على مجتمعاتنا أن يعتقد كثير من أفرادها أن المرأة الباحثة عن حريتها وتحررها من الوصايات غير الموصى بها ، إنما هي باحثة عن فاحشة ، أو في طريقها نحو الرذيلة لافتراس رَجل ، وكأن الفضيلة من شأن الذكور فحسب . والطامّة أن هذا الاعتقاد تطور إلى إيمان معشعش في عقول كثيرين بأن المرأة والحرية خطان يجب أن لا يتقاطعا، فبئس هذا الإيمان ، ولا حُمّلت رِجلا رَجُلٍ على هذا الإيمان.

لقد قزّم البعض الجائر حرية المرأة واختصرها في بنطال الجينز الضيق أو البلوزة " البودي" ، وما الضيّق إلا عقل يفكر بهذه الطريقة ، بل هو أكثر ضيقا من ذاك البنطال ، وقلص بعض آخر ظالم مفهوم الحرية للمرأة على أنها انسلاخ عن الدين و الأخلاق واستباحة لأنوثتها وعرضها ، وتفسيرات أخرى ،غير لائقة بإنسانيتها ، لا ترى الحرية الأنثوية سوى أنها فتنة ، بينما إذا أتى أحدهم على ذكر الحرية الذكورية فلا يسمع المرء أياً من تلك الترّهات ، وكأن طاعة الخالق والالتزام بتعاليم دينه فرض على الأنثى فقط .

إن الحرية أبعد من تلك التأويلات الضيقة ، إنها الإنسانية بعينها . هي التي تتعلق بحريتها في خياراتها في حياتها بدءاً من تعليمها واختيار تخصصها الجامعي وفي العمل ،مروراً باختيار شريك حياتها أو في طلب الطلاق منه ، و في تشكيل آرائها وقناعاتها الشخصية ، وصولاً إلى حريتها في التمرد على تقاليد بالية ما زالت تتعامل معها كما لو ما زالت في زمن الوثنية أو الجاهلية وإنْ أدنيْنا عليه الزي العصري .

سيقول الكثير إن الإسلام منح المرأة حقوقها وأن المرأة المسلمة أفضل حالاً من غيرها . نعم ، منحها الإسلام حقوقاً ، لكن لم يطبق الكثير من المسلمين ما تباهوا به بخصوص قواريرهم ، فلم تعد المسلمة أفضل حالاً ، لذلك بلا جريرة تُوأد حرية الفتاة حين تُولَد، ولذلك بلا ذنب تُقْتل العذارى.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتح وحماس .. التحامُ الدم
- وكمْ أبٍ هو حاكمٌ ديكتاتور !!
- مسلمون عكس الإسلام
- جوليانو والرصاصات الخمس
- إيمان العبيدي.. ثورة المغتَصَبات
- الناطقون -باسم الله-
- الشعب يريد إسقاط -النجوم-
- لا تلُمْني في هَواها
- أحزاب الفقاعات
- ويكيكيبس
- في ذكرى التّقسيم ... تقسيمات
- حُكّام كرة القدم ...حُكْم الرّجُل الواحد
- رسالة موؤودة إلى أبيها القاتل
- أسطول الحرية .. فرصة مشهد المتوسط
- عَرَبْبُوك أمامَ فيسبوكيزم
- -ألف ليلة وليلة- على قائمة الإرهاب
- رسالةُ الحُبّ
- -صرخة حَجَر-..صرخة في وجْه الدراما العربية
- راشيل كوري بطلة أمريكية في رواية فلسطينية
- مائة عام على يوم المرأة


المزيد.....




- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد أبوعبيد - مجتمعٌ بلا امرأة حُرّة .. مجتمعٌ مهزوم