أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - قصص من مآسي المرأة العراقية














المزيد.....

قصص من مآسي المرأة العراقية


أسماء الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 3360 - 2011 / 5 / 9 - 19:29
المحور: الادب والفن
    


حين وقفنا قرب مكان الورود في أحد الأسواق سألتني إبنتي ، أي نوع من الورود تحبين يا أمي فهذا اليوم هو عيد الأم هنا في أميركا ، قلتُ هذه الباقة من ورود الليلك إنها جميلة وأنا أحب هذه الزهور، هذه المناسبة وباقة الورد أعادتني لوجه إمرأة رأيتها قبل فترة في برنامج على الأنترنيت ، كانت إمرأة شابة وبقربها ثلاث فتيات ، وحين تساءلتُ هذه المرأة الجميلة وهؤلاء الفتيات الصغيرات أكلهن لها.. أجل قالتْ إبنتي ولها إبنة رابعة ، . ولكن المرأة تبدو صغيرة فكيف .. سأعيد لك البرنامج لترين ، كان برنامجاً أرسلته إحدى الصديقات على الفيس بوك وكان يعكس مأساة من مآسي النساء العراقيات والتي لا تُعد ، إمرأة لا زالت في العشرين من العمر تدور بين قطع من الأسمنت الثقيلة هي ونسوة أخريات مقاربات لها في الأعمار ، وبوسائل تكاد تكون بدائية يحملن القطع المعدة للبناء . بدأتْ المرأة بطرح مشكلتها ،زواج مبكر في عمر الثانية عشرة وبدون أوراق رسمية فالعقد أجراه السيد ،وقد كانت هذه المرأة هدية من أخيها لمن زوجوها له لأنه أراد أن يتزوج أخت زوجها وهوزواج أسموه الصدق ،ولا أدري من أي صدقٍ جاءت هذه التسمية وها هي أم لأربع بنات كبراهن في السادسة من العمر ثلاثة منهن يعشن معها وهي مسئولة عن إعالتهن فهي مطلقة ،وقد يكون سبب طلاقها إنجابها للبنات فقط ،والمسكينة حين ذكرت إبنتها الصغرى لم تستطع الأستمرار في كلامها إذ تقطع بدموع غسلت ذاك الوجه الملائكي الجميل قلت معلقة لا أدري كم ستعيش هذه المرأة مع هذا العمل الذي لا يستطيعه رجل وبسواعد قوية
سألتني إبنتي حين سمعت تعليقي..ولكن لم يا أمي تقولين هذا ؟ وهؤلاء بناتها المسكينات ،فؤاضح إنها مهتمة برعايتهن وهذا يبدو من مظهرهن وبما تعكسه الأم من أفكار ناضجة وكأنها بدرجة جيدة من التعليم رغم إنها لم تدخل المدرسة قلت لقد علمتها الحياة الكثير رغم صغر سنها .وسأقص عليك لم قلت هذا ..حين كنت في بغداد قبل عدة أشهر رأيت فتاتين بعمر هؤلاء الصغيرات يدخلن الباب الخارجية لبيت قريبتي فهي تعطف عليهن ببعض المساعدات سألتها ..هؤلاء الفتيات وكأنهن المشردات أجابت ..وهن كذلك ومنذ موت الأم وهن بهذه الحال ،والأب أين هو..إنه يعمل في حراسة أحد البيوت التي تركها أهلها في نهاية الشارع ..ولكن ما الذي حدث للأم عدتُ لأتساءل ،فهي حتماً إمرأة شابة ،فماذا جرى ،قالت قريبتي هذا الأب الكسول كان يدفعها للعمل من الصباح الباكر وحتى المساء إذ كانت لديها عربة من الخشب تضع عليها برميلاً تملأه بالنفط من محطة البنزين وهذا ليس بالسهل إذ كان يستوجب الوقوف ساعات عديدة ومن الصباح الباكر ثم ولوحدها كانت تدفع العربة لتوزع النفط على البيوت في شوارعنا ،ورغم الأجهاد الذي كان جسدها الضئيل يتعرض له ،فلم يرحمها ذاك الزوج القاسي بمساعدتها في العمل بل كان يسيطر على الكثير مما تحصل عليه ،واستمرت على هذا العمل الشاق عدة سنوات وفي الفترة الأخيرة كنا نرى وجهها يشحب يوما بعد يوم وكانت تشكو إجهاداً في صدرها والزوج القاسي لم يرحمها يوما لترتاح ولم يحتمل القلب المجهد كل هذه القسوة ،فتوقف عن العمل وذهبت المسكينة ،لتترك هاتين الطفلتين للتشرد،وهذا هو حال الكثيرات من النساء العراقيات ،معاملة قاسية في بيوتهن ورعاية إجتماعية معدومة من قبل الأنظمة المهينة للبشر والتي إبتليت بها دولنا
نظرتُ للزهور في يدي قلتُ هذه الزهور الجميلة لا تستحقها غير أمهات بوجوه وقلوب كالملائكة وأيادي نبيلة مثل تلك الأمهات
وإني أتساءل متى يلتفت أصحاب السعادة المسئولين في حكومة العراق لمثل هذه العوائل المسكينة ؟ وكم هو عدد مثل هذه العوائل يا سادتنا الكرام؟
Los Angeles
11/08/05



#أسماء_الرومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفيف الحنين
- من أين أنتم يا زارعي الموت
- شمس الألحان الذهبية
- النافذة الخضراء
- صواريخ القتلة الذكية
- حديث القمر
- الجمعة الحزينة
- سيتفجر الصمت
- يا شاكي الوحدة
- دمشق وقت البعث ولىّ
- دموع القمر
- أحلام المساء
- التوق إلى الماضي
- من الرافدين لبردى سلام
- راية الحرية
- غيمة حزينه
- سيذوب الثلج
- جيل الشمس
- ركب الفضاء
- غنوة الضفاف


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - قصص من مآسي المرأة العراقية