مختارات من دفتري القديم ( رباعيات مشتركة )

حيدر الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3360 - 2011 / 5 / 9 - 02:37
المحور: الادب والفن
    

رباعيات مشتركة :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بتاريخ الخميس5 /2/1981
ارسل لي الأستاذ حافظ خالد الداغستاني رسالة بواسطة أخي الاكبر (أنور) يقول فيها :
كما علمتُ انك تكتب شعراً، لذا فاني أرغب أن أكتب معك قصيدة مشتركة بقصد الإطلاع على ماهية شعرك وتلميس إمكانية شاعريتك.
وودتُ أن تكون هذه القصيدة على شكل رباعيات ، كلٌ يقول رباعية وانني أبدأ الرباعية كما يلي :
واطلب منك الرد عليها برباعية مماثلة ، أما أسم القصيدة فسوف يحدد لا حقاً .. وشكراً .
..............................
أتدري لماذا ومنذ الأزلْ
تعاني جميع النفوس العِللْ
ويخترق المنتهى عاصفٌ
يجزُ القلوبَ ويطفي المقلْ
.......... 5/2/ 1981 حافظ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكان جوابي له في التاريخ نفسه :
( لست بشاعر ولكن لي محاولات متواضعة في هذا المجال، وألبي طلبك بهذه الرباعية : ...)
................................

لماذا محالُ علينا الكمالْ
سؤال يطوفُ ببحرِ الجدالْ
نسائلُ ومنذُ قديم الزمانِ
يغوصُ الجوابُ ويطفو السؤال
......... 5 /2 /1981 حيدر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأجابني بتاريخ السبت 7/2/1981 :
إذا شئت تمشي بدرب الضبابْ
وأثرتَ تجري وراء السرابْ
فغابَ الكمالُ وحلَّ النقيضُ
كما عن سؤالي جوابك غاب ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأجبته بتاريخ الإثنين 9/2/1981 :
ترى أيّ لغز ٍ يلفُُّ الجوابْ
وكيف الوصول لدرب الصوابْ
نسيرُ ونرسي ولا نهتدي
لماء ٍ زلالٍ وليس سرابْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاجابني في التاريخ نفسه :

يهزُّ المُهزُّ إهتزاز الهزورْ *
و يعجزُ عن حلِّ كُنه الرموزْ
فهذا يجوزُ بعرف ِ الفهيم ِ
وليس بعرف ِ البليدِ يجوزْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأجبته بتاريخ الثلاثاء 10/2/1981 بالرباعيتين التاليتين:
تهزُّ المهزّةُ مهدَ الرضيعْ
فيغفو على صوت هزٍّ بديعْ
وبعد اهتزازاتِ مهد الحنانِ
تطلُّ الحياة ويزهو الربيع
...........
لماذا يهزُّ غناء الهَزارْ
وليس يطاقُ نهيق الحمارْ
ويسعى جريرٌ لجرِّ الجريرْ *
ويجري جريرٌ لجر الجرارْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأجابني بتاريخ الأربعاء 11/2/1981 بالرباعيتين التاليتين
وطلب أن تكون رباعيتهالأولى بعد رباعيتي الأولى والثانية بعد الثانية :
نظام الحياة دقيقٌ دقيقْ
فَلَمْ يستبرهُ حِجا المستفيقْ *
فكيف سيستبرهُ راقدٌ
يغطُ بنوم ٍ عميق ٍ عميقْ
............
لأن الحمار نجيّ الحمارْ *
وإنَّ الهزارَ نجيّ الهزارْ
وأعجبُ منهُ إذا لاحَ فأرٌ
يخافهُ هرٌّ بوضحِ النهارٌّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأجبته بتاريخ الخميس 12/2/1981 :
يدورُ الزمانُ بهذا المدارْ
وليس َ لهذا المدار قرارْ
وتاجٌ يدور بكلِّ الرؤوس
فيومٌ لهرٍّ ويومٌ لفارْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأجابني بتاريخ الأحد 15/2/1981 :
لكلِّ صغير ٍ وكلِّ كبيرْ
قرارٌ أقرَّ مداهُ مُديرْ
إذا لمْ يكن للمدار قرار
فكيف نظام الحياة يسيرْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاجبته بتاريخ الإثنين 16/2/1981 :
مُديرٌ قديرٌ يُديرُ الحياةْ
ومن ذا يشكُ بتلك الصفاتْ
حكيمٌ عليمٌ عظيمُ القرارِ
يهدُّ العروشَ يذلُّ الطغاةْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاجابني بتاريخ الخميس 19/2/1981 :
أليس تمادت أيادي الحكيمْ
بصنعِ طُغاةٍ تذلُّ الكريمْ
وتعصرُ من أكبد المُدقعين
دماءً تُسمنُ كرشَ اللئيمْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاجبته بتاريخ الجمعة 20/2/1981 :
لا بل تمادت أيادي اللئامْ
بصنعِ سياطِ لجلدِ الكرامْ
وفتل حبالٍ لخنق الضعافِ
وصهر الرصاص لمنع الكلامْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاجابني بتاريخ الاربعاء25/2/1081 :
الفتُ الصعود الى القممِ
ورشف الرحيق من الحُلَمِ
وحدرةُ شوقٍ لوادي المنى
أُضئُ بآفاق ِ أنجمي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأجبته في التاريخ نفسه :
ألفنا جميعاً صعود الرُبى
وفوق الرَبايا لنا مأربا
فهذا يروم رحيق الكؤوسِ
وذاك يوِّدُ رجوع الصبا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاجابني بتاريخ الإثنين 2/3/1981 :
تأملتُ كيف يعيش البشرْ
وأمعنتُ فيه دقيق النظرْ
وجدتُ السكارى وعاة العقول
وأن الوعاة سكارى السيَّرْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاجبته بتاريخ الإثنين /3/1981 /9:
يدورالحديثُ ومغزى الحديثْ
لفصل الخبيث عن اللا خبيثْ
يحل الحديثُ محل القديمِ
وياتي القديمُ محل الحديثْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاجابني بتاريخ الأربعاء 11/3/1981
تصارعَ فيلٌ مع العنكبوتْ
بما حاز من قوة الجبروتْ
فما أجْدَت الفيلُ عند النزالِ
قوى الجسم وإنتصرَ العنكبوتْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاجبته تاريخ السبت /3/1981/ 14:
لكلِ نزال ٍ شريف ٍ شروط ْ
بلا إلتواء ٍ سليم الخطوط ْ
فذلك فيلٌ وذا عنكبوت
شديدُ الدهاءِ دقيق الخيوط ْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فأجابني بتاريخ الخميس 19/3/1981 :
فتلك حقيقة هذا الوجودْ
تعيش مع الشوكِ أحلى الورودْ
وأن الثعالب و في غفلةٍ
من الدهر تصطادُ أضرى الأسودْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فكتبت له بتاريخ الأحد 29/3/1981 :
يدقُ الخريفُ طبول الخطرْ
ويرمي بطيش ٍ غصون الشجرْ
ورغم الخريف يعودُ الربيعُ
فتزهو الحياة بابهى الصوَّرْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكانت تلك آخر رباعية ، إذ تعذر تبادل الأجوبة بيننا لترك أخي محل عمله .
حيث كنا نلتقي أونترك الأجوبة عنده ... وهكذا إنتهت هذه المحاورة الشعرية ،
وبقيتُ على أمل عودة الربيع والإلتقاء بصديقي الأستاذ (حافظ الداغستاني ) من جديد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيدر الحيدر
..........................................
اشارات ومعاني :
ــــــــــــــــــــــــــ
* المُهز : الّذي يقوم بفعل الهز / الهزوز الشئ المهتز(المهد)
* جرير : الشاعر الأموي المعروف
جرير : حبل يوضع في رقبة الدابة لجرها
جرير : اسم لأحد الصحابة من الانصار
( وقد جرَّ جرير نافة الرسول ـ ص ـ عند دخوله يثرب مهاجراً ،
وعندما حاولوا منعه قال لهم الرسول ـ ص ـ :خلّوا بين جرير والجرير )
* جرار: جمع جرّة : وعاء كبير لوضع الماء أو الخمرة
* يستبر : ا يكتشف غور الأشياء، أي عمقها
* حجا : من الحِجّة أي البرهان
* النجي : من السر: من تساره أي تتحدث اليه سراً / ويأتي أيضا صوت الحادي

#حيدر_الحيدر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات