أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - فيلم (Bocaccio 70)رسالة حب موجهة للمرأة















المزيد.....

فيلم (Bocaccio 70)رسالة حب موجهة للمرأة


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3357 - 2011 / 5 / 6 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


فيلم (Bocaccio 70):رسالة حب موجهة للمرأة
في عام 1962 قام المنتجان (Antonio Cervi) والشهير (Carlo Ponti) بجمع أربعة مخرجين لصناعة فيلم دعي فيما بعد ب (Bocaccio 70) بحيث يتكون الفيلم من أربعة أجزاء تولى كل مخرج إخراج جزء منه ثلاثة منهم يعتبرون من كبار مخرجي الفن السابع وهم فيدريكو فليني ولوتشينو فيسكونتي وفيتوريو دي سيكا بالإضافة إلى ماريو مونسيلو (Mario Monicelli) الذي تولى بدوره أخراج الجزء الأول أو القصة الأولى من الفيلم والتي جاءت متواضعة كاستهلالية غير موفقة لهذا الفيلم والذي يتحدث عن المرأة بأربعة أبعاد مختلفة.
القصة الأولى كما قلنا سابقا تولى إخراجها ماريو مونسيلو تدع ب(Renzo& luciana) حول زوجان شابان حديثي الزواج يعملان معا في مكتب من تعليماته أن لا يكون أي موظف متزوج الأمر الذي جعل منهما متزوجان بالسر على الأقل أمام مدير وموظفي المكتب اللذان يعملان به،ولكن الظروف تتطور لأن لوسيانا تصبح مصيدة للرجال كما أنها لا تستطيع أن تخفي حملها-رغم أن مؤشرات الحمل لم تسفر عن حمل حقيقي-وعلى الرغم من الفقر الذي تعيشه لوسيانا فجزأ من راتبها يذهب لسداد دين أهلها إلا أنها تنفجر فجأة وتبوح لمديرها الذي يذكرها دائما بمصاص الدماء بأمر زواجها فتضطر لمغادرة العمل-طردا- ولكن المفارقة تحدث عندما يعمل رينزو في عمل ليلي بينما تعمل لوسيانا في النهار بل يكون موعد خروجها هو موعد حضور زوجها رينزو وبالتالي سيكون اليوم الوحيد الذي سيجمعهما هو يوم العطلة أي يوم الأحد...
هذه القصة كانت تستطيع أن تقول الكثير،فالواقعية والبيروقراطية والظروف الاجتماعية هي عناصر كانت ظاهرة بقوة في هذه الجزأية من الفيلم وأي منها يستطيع أن يجعل الفيلم ناجحا وليس من باب المبالغة لو تحدثنا عن عناصر تراجيدية أدبية-حتى لو كانت كوميدية-خاصة لو ركزنا على العمل الليلي للزوج والعمل النهاري للزوجة ولكن الفيلم أعتمد أولا وأخيرا على السرد الذي أكسب الفيلم تسطيحا دراميا لكل تلك العناصر والقصة جاءت أشبه بمن يرتب موضوعا على شكل نقاط.
ربما كانت الأربعين دقيقة وهي مدة عرض هذا الجزء من الفيلم والتي قطعت أصلا من العروض الأمريكية للفيلم لم تكن كافية لماريو مونسيلو لصياغة ما كان يريد أن يقوله ولكن هذا ليس بالعذر المقنع أبدا.
ولكن إذا كانت البداية ضعيفة ففليني سيقول الكثير في جزأيته القادمة والتي استغرقت تقريبا حوالي الخمسين دقيقة والتي تدعى ب إغواء الطبيب أنطونيو
الدكتور أنطونيو أولا وأخيرا هي شخصية ساذجة لأن فليني يتعمد أن يروي قصته على لسان طفلة صغيرة تخرج لسانها للدكتور انطونيو مع بداية الفيلم فأنطونيو من الواضح بأنه يعاني من الكبت الجنسي وهذا الكبت مصدره عنصران أولهما هو النقص فمن الواضح أن شخصية أنطونيو ليست جذابة بالنسبة للنساء فيأتي دور العنصر الثاني ليجد تبريرا خفيا لهذا النقص عندما يتشبث الطبيب بالأفكار الدينية فيطالب بإعادة القيم الأخلاقية المسلوبة من روما.
ولكن العقدة الرئيسية تبدأ عندما يوضع إعلانا كبيرا لمرأة عظيمة الصدر ذات جسد شهواني هي الممثلة السويدية (أنيتا إيكبرغ) باسمها الحقيقي داخل الفيلم والتي عملت سابقا في الفيلم الذي لا ينسى لفليني، الحياة حلوة...
ولكن الإعلان يوضع تماما في مقابل شقة الدكتور أنطونيو الذي يحتقر الأوضاع الجنسية للجنس الآخر وهذا الاحتقار مصدره الرغبات الدفينة عند الدكتور والتي ستتحرك لتخلق من هذه الصورة إنسانا أو رمزا جنسيا لمرأة تخرج من هذه الصورة وتبدأ بالحديث مع الدكتور أنطونيو.
ستكون أنيتا إيكبرغ الآن كائنا حيا عملاقا يعامل الدكتور أنطونيو القزم بسذاجة ...لنلاحظ الآن إن الإعلان للحليب وأنيتا تطلب من الدكتور شرب الحليب كما أن الطفلة التي تروي القصة تطلب من الدكتور شرب الحليب حتى من بل عرض هذه الصورة وهذا إن دل لإانه يدل على أن فليني يرى بأن الدكتور أكتسب أفكارا طفولية من خلال فهمه للنصوص الدينية الكنسية،وإذا كانت فكرة المرأة العملاقة والقزمية للدكتور تدل على الطفولة فهي تدل أيضا وفي نفس الوقت على الشهوة الجنسية التي تجعل من المرأة كائنا عملاقا لا يمكن لأي رجل الاستغناء عنه ولكن الدكتور يخاف المرأة بسبب عقدة النقص فيظهر الخجل منها وليس هذا هو العامل الوحيد،فهو يصرخ باسم الله وباسم سدوم وعمورة....؟؟!!
إن أفكار عالم النفس الشهير كارل يونغ ظاهرة في الفيلم كما صرّح فليني نفسه ذات مرة،هناك فكرة الصراع الداخلي بين الميول الجنسية والدينية والخيال الذي عاني منه الطبيب بإخراج هذه المرأة الفاتنة من لوحة إعلانها يشبه تماما ممارسة العادة السرية وطبعا سيقود كل هذا الدكتور إلى الخبل وستظهر الطفلة والدكتور محمولا في سيارة الإسعاف نظرا لجنونه وهي تخرج لسانها وتطلب منه شرب الحليب.
هذه الجزأية هي أجمل ما في الفيلم لأنها تحتمل الكثير من وجهات النظر...
العاشق:لوكينو فيسكونتي
بداية الفيلم مع الفضائح مع التمثال الذي ظهر في المشهد الأول وهو عاري الخصيتين ومع الزوج الأرستقراطي (Ottavio ) المتورط مع الصحافة في فضيحة ضبطه مع عاهرات وهو متزوج من (Pupe) تعاني من الاكتئاب والفشل العاطفي وتعامل كل شيء بسطحية من الواضح بأنها متعمدة لأن الزواج هو عبارة عن مظهر اجتماعي أراده الأب بالإضافة إلى أنها تعيش مع زوج غشاش والزوجة تبحث عن حل تريد البحث عن عمل وأن تصبح امرأة حقيقية غير متكلة على ثروة والدها...
ويطول السرد للتعريف بالعلاقة بين الزوجين فهناك خطط الانفصال والزوج مكبوت لا يستطيع إخفاء غضبه اتجاه زوجته خاصة فيما يتعلق بخططها المستقبلية.
لوكينو فيسكونتي يمارس في النهاية لعبة الكبار حيث يعمد إلى تكثيف العنصر الدرامي والعاطفي بوضع كلا الزوجين في مكان واحد، غرفة واحدة ويتعمد أن تعمل الزوجة على إطفاء وأشعال الأضواء بشكل متكرر تجعل المتفرج يلهث نحو النهاية والأمر المهم هنا أن الذي يعمل خلف الكاميرا هو أهم كثيرا ممن يعمل أمامها فهذه اللقطة محسوبة لفيسكونتي بقوة...لقطة ومشهد يذكرنا بقوة بشخصيات زميله بيرغمان الذي كانت دائما ما تمارس أبعادها الدرامية داخل مكان ضيق كمنزل أو غرفة ضيقة...
الزوج لاهث نحو الجنس والزوجة تريد أن تقلد العاهرات التي يتعامل معها زوجها بكثرة فتطلب منه أن يدفع لها...الأمر لازال يعتبر مزحة بالنسبة للزوج ولكنه ينقاد لها كنوع من إكمال مهزلة ولكن الأمر لا يبدو بالنسبة للزوجة كذلك لأن الأب يتصل بها أثناء انشغال الزوج بكتابة الشيك الذي هو ثمن هذه الليلة فتقول له بأنها أخيرا وجدت عملا...
هذه اللقطة المتقنة استفادت كثيرا من عنصر المكان بحيث جعل منها فيسكونتي كاملة وكأنها لا تصلح سوى لذلك المكان...غرفة صامتة خالية من المؤثرات الموسيقية مظلمة أحيانا ومنيرة أحيانا أخرى تجمع بين زوجين والجميل أيضا أن الرابطة العاطفية بين الزوجين معدومة ولكن العاطفية كانت مكثفة جدا بحيث هي التي كانت تتحدث في هذه اللقطة...
على افتراض إن التفاهم الفيزيائي موجود بين الزوجين(سابقا) فالتفاهم الفيزيائي غير كافي أبدا لإنجاح علاقة زوجية وهي أحد الأفكار التي قالتها سردية الفيلم عن العلاقة بين الزوجين.

بيع اليانصيب:فيتوريو دي سيكا
يقود المخرج فيتوريو دي سيكا صاحب التحفة الواقعية (سائق الدراجة) في قصة تبدو سطحية وخالية من الهموم حيث تقوم صوفيا لورين بالتنقل في كرفان.
ويقوم زوج أختها ببيع تذاكر اليانصيب وستكون الجائزة نوم ليلة في سرير (Zoe) وحيلة المخرج أن يقنعنا بأن لورين مجبرة على فعل ذلك من خلال أختها الحامل المريضة والضرائب المتراكمة عليها وعلى أختها.
كانت الحبكة ضعيفة والمعالجة تخلو من عنصر مثير للاهتمام على الأقل في أفلام لمخرج على شاكلة دي سيكا لأن النهاية التي ستكون بأن Zoe سوف تتخلى عن كل عوائد اليانصيب من أجل الحب الذي وجدته حقا تصلح لأن تكون نهاية لفيلم ميلودرامي أو أوبرا صابونية.
فيلم (Bocaccio 70) كما قالوا عنه هو رسالة حب موجهة للمرأة وهو كفيلم لم ينل الشهرة الكافية ولكن وربما من أجل جزئية فيدريكو فليني في هذه الفيلم قد يكون هذا الفيلم بحاجة إلى إعادة توصية.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحالمون2004:أين كنا عام 1968
- راقص في الظلام:رؤية تشاؤمية للأخلاق البشرية:لارسن فون تراير ...
- التانغو الأخير بباريس:الحواس كتعبير عن اليأس الروحي:برتولوتش ...
- أضواء المنوعات 1950 استعراض لحياة فليني القادمة من خلال قصة ...
- مدينة النساء1980(فدريكو فليني):صورة لمجتمع نسائي منفصل عن ال ...
- مدينة الملائكة(1998): فانتازيا رومانسية تعالج مسألة الحب وال ...
- لارسن فون تراير وتأسيس سينما الدوغما
- حب في المدينة -1953- لقاء العمالقة في نقطة لن تتكرر أبداً
- بروفة اوركسترا لفليني 1978قصة تحذيرية عن خطر الفوضوية
- أغيرا: غضب الرب 1972 فيلم عن الشخصية بامتياز
- (Little Chilren2006) أطفال صغار نظرة طبيعية لمجتمع مستقر أو ...
- ليلة القديس لورنزو(ليلة تساقط النجوم)1982
- ثلاثية صمت الله لبيرغمان:(من خلال زجاج معتم-ضوء الشتاء-الصمت ...
- ساتيركورن فليني 1970: رؤية لفليني عن أسطورة غير منتهية
- روما فليني 1972:روما بعيون فليني
- فيلم21غم:قصيدة ساحرة عن العبثية الحياتية وعن الموت
- حسن ومرقص:فيلم أيديولوجي بدون رؤية أيديولوجية واضحة
- فيتيزجالدو:1981/العظمة البصرية وتحقيق الأحلام البشرية
- غرفة الابن(لناني موريتي): ضرورة التعايش مع فكرة الموت
- فيلم Gomorra/نجح في حصد أكبر الجوائز الأوروبية وفشل في الحصو ...


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - فيلم (Bocaccio 70)رسالة حب موجهة للمرأة