أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طه اسماعيل محمد - بوبوس














المزيد.....

بوبوس


طه اسماعيل محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 21:17
المحور: كتابات ساخرة
    


شاهدت في زيارتي الأخيرة للقاهرة فيلم بوبوس لعادل إمام، وكأي من أفلام عادل إمام منذ أن سطع نجمه وأستطاع أن يفرض أفكاره على افلامه، فإن فيلمه الاخير يحوي الكثير من الشجن المغطى بطبقة كثيفة من شيكولاتا الكوميديا التي عودنا عادل إمام عليها.
وفكرة الفيلم مبنية على مسارين متوازيين يتفاعلان ويتحركان معاً.
في المسار الأول نرى محسن هنداوي (عادل إمام) و مهجة هانم (يسرا) مستثمرين من مستثمري هذا الزمان الذين أبتليت بهم بعض دول العالم الثالث (وهذا هو رأي الفيلم بالطبع)، فالأول يستغل علاقاته برجال الدولة (نظام عبدالدايم الذي قام بدوره عزت أبو عوف) بإنشاء مشاريع خيالية مثل مصنع هنداوي للحديد والصلب ومصنع هنداوي للدخان ومشروع هنداوي للريف العصري، فيقوم بالحصول على تسهيلات كبيرة من البنوك بنى على اساسها إمبراطوريته الفارغة، والثانية (مهجة هانم) أرملة رجل أعمال من نفس التشكيلة تستغل جمالها وعلاقاتها لدعم موقفها المالي.
وبالتوازي ، نشاهد عاملين فقيرين في القصر المشترك لمحسن ومهجة ، هما رأفت (أشرف عبدالباقي) و تهاني (مي كساب) اللذان يعبران عن كيفية طحن الشعب ، والطبقات الفقيرة منه على وجه الخصوص ، نتيجة إستغلال الطبقات السرطانية التي ظهرت في المجتمع لموارد المجتمع بدون وجه حق (على رأي الفيلم طبعاً).
وطبعاَ بين هذا وذاك يظهر إستغلال نفوذ الدولة، ورجل الدولة نظام عبدالدايم شريك في كل هذه الصفقات عن طريق حصة لإبنه الصغير بوبوس (عادل مصطفى متولي).
ومع أن الفيلم هو كوميديا لطيفة لذيذة يقصد بها الضحك والإمتاع وخاصة أن فيه العديد من المشاهد النسائية التي تستحق المشاهدة، أقول رغم ذلك فإن بعض الخبثاء (ولغاية في نفس يعقوب عليه السلام) يربطون بين احداث الفيلم وما يجري في بعض بلدان العالم الثالث، فمثلاً –هم- يقولون إنه بدأت تتكون في بعض البلدان طبقات سرطانية تستفيد من الثغرات الموجودة في القوانين النافذة (أو الثغرات التي تصنع لهم إن لم تكن موجودة) للحصول على ميزات وموجودات بمليارات الدولارات مقابل مشاريع وأحلام خيالية. ويقول –الخبثاء- أن مستثمري هذه الدول لا يحتاجون أن يتلاعبوا بالبنوك لأنهم بالفعل يتلاعبون بالدولة، وأنه ليس هناك أكثر من نماذج من أشكال محسن الهنداوي ومهجة هانم سوى نماذج من أشكال رأفت وتهاني التي تمزقهم طحناَ عجلة الفساد الإداري التي ترعرعت بعيداً عن نور رحمة الله.
ويدعي –الخبثاء- بأن هناك فرقان جوهريان بين أحداث الفيلم وما يجري في بعض دول العالم الثالث .
الفرق الاول إنه تم في الفيلم طرد محسن الهنداوي من قصره بينما في الواقع يتم عادةَ طرد رأفت من كوخه.
أما الفرق الثاني هو أن مستثمري هذا الزمان لا يحتاجون أن يتلاعبوا على البنوك، لأنهم مقابل مشاريعهم الخيالية يحصلون على أراض مجاناَ قيمتها الحقيقية عند الإستلام عدة مليارات من الدولارات يقومون بعد إستلامها برهنها في البنوك للحصول على قروض لتنفيذ جزء من مشاريع على أراضي أخرى حصلوا عليها مجاناَ وقيمتها هي الأخرى عدة مليارات من الدولارات. وإنه بدلاً من أن تعطي الدولة المستثمرين أراضي بمناطق نائية وبدون خدمات وبأسعار معقولة ، يقوم هؤلاء المستثمرون بإصلاح هذه الأرض وإيصال الخدمات لها بحيث تكون القيمة الجديدة للأرض هي نتيجة لما أضافه هؤلاء المستثمرون اليها بجهودهم واستثماراتهم، فإنه في بعض هذه الدول يتم منح أراض بقلب المدن قيمتها الفعلية مليارات الدولارات مجاناً وبدون منافسة أو عروض، وفي بعض هذه الحالات قام هؤلاء الذين يدعون بمستثمرين ببيعها بمليارات الدولارات وبدون أن يصرفوا فلساً واحداً.
ويقول -هؤلاء الخبثاء- بأن أراضي الدولة هي ليست ملكاً لحكومة معينة وإنما هي ملك لكل الأجيال القادمة ولذلك يجب التصرف بها بعناية، فمثلاً للأغراض الصناعية والسياحية والزراعية يكفي أن تؤجر الأرض للمشروع لمدة طويلة أو طيلة عمر المشروع بأسعار رمزية أولاً ومعقولة بعد مرور فترة زمنية عليها بحيث تشجع الإستثمار من جانب وتحفظ حق المجتمع من جانب آخر. أما لأغراض السكن فيجب الـتأكد وضمان الإمكانية المالية والفنية للمستثمر أولاً، وأن لا يتم تمليك الأرض إبتداءً ، بل بعد إنتهاء المشروع للمستفيدين مع ضمان بقاء المناطق المخصصة للخدمات (الشوارع، الحدائق، المستشفيات، المدارس....الخ) ملكاً للدولة. وفي كل الأحوال يجب أن تجري جميع اجرآت الدولة بالتصرف بالأراضي أو أية موجودات أخرى في جو من الوضوح والشفافية والتنافس الشريف وبشروط واضحة ومضمونة. وأن أي تصرف بممتلكات الشعب خلاف ذلك سيكون مدعاة للشك، حتى لو كان استناداً لقانون، لأن كثيرا من القوانين في الدول النامية تخلق أساساً لتغطية الفساد وتبريرة تحت مسميات دعم الإستثمار وتطوير الإقتصاد.
كان الفيلم جميلاً ومرحاً كما هو الحال مع أفلام عادل إمام ، أضيفت اليه مشاهد لطيفة لجميلات (من غير هدوم). أما ما يدعيه الخبثاء فهو رأيهم وحدهم ولا علاقة لنا به. تماما كما انه لا علاقة لنا بأبيات سهيل بن ملك الفزاري التي يقول فيها:
"يا أخت أهل البدو والحضارة
ماذا ترين في فتى فزارة
أصبح يهوى حرة معطارة
إياك أعني واسمعي يا جارة".



#طه_اسماعيل_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبحي عبدالحميد
- دلاور
- بودا
- صور من بغداد
- طوفان نوح
- الحب الأول
- عمو بابا ....و عبدالكريم قاسم
- الموصل
- هيباتيا


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طه اسماعيل محمد - بوبوس