أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - أسرع.. أسرع!!














المزيد.....

أسرع.. أسرع!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 11:43
المحور: كتابات ساخرة
    


«لتعلمهه عل ركض» هي أول نصيحة ـ فيما اعلم ـ يتلقاها طفل يحاول أن يجعل طائرته الورقية تعلو في السماء.. أول نصيحة يتعلم فيها طفل إن طائرة الورق لن تطير ـ غالباً ـ حين يركض فيها إلا بعد أن ينقطع منه النفس لهاثاً، وهي ـ إن طارت ـ لن تحلق عاليا أبداً.. «لتعلمهه عل ركض»، نصيحة تذكرتها حين ثار «عبرية» الكية التي استقلها على سائق لا ينتمي إلى جيل «الحداثة والمعاصرة» الذين لولا السيطرات الأمنية والمطبات الطبيعية والاصطناعية وكثرة التخسفات في المسالك والدروب لما كان بإمكان سائقو «الفورميلا one» أن يتفوقوا ولفازوا عليهم بيسر وسهولة، وربما نافس عديد ضحايا قيادتهم الرعناء المتهورة على الطرقات عديد ضحايا الإرهاب.
لعله مرض أصابنا، أو علة ألمّت بنا.. التسرع والعجلة واشتقاقاتهما صارتا سمة أعمالنا وتحركاتنا.. نتسرع دوما في إصدار حكم على الآخرين، فما أسهل أن نلخص ونختصر إنساناً بكلمة صغيرة مبتسرة «تعبان».. نتعجل في انجاز عمل بلا ترو أو تمهل فيخرج من بين أيدينا من دون جمال ولا إتقان.. نتسرع في رؤية أبنائنا يكبرون ويشتد عودهم فنقتل طفولتهم وبراءتهم ونجعلهم قساة القلوب، كما تعجّل « عباس المستعجل» في رؤية بذور زرعه ناضجة فقتلها وضيع موسمه وجهده!!
نحن في عصر عُرف بعصر السرعة، لأنه فرض إيقاعه السريع في العمل وهو ما لم تعرفه بعد دوائرنا الحكومية، والدليل هو المعاملات التي تسير بخطى السلحفاة. وعلى الرغم من دخولنا الألفية الثالثة، إلا أن موظفينا تسمروا في عالم تحكمه الأوراق والدفاتر والسجلات لتبقى المعاملات الرسمية إرثاً اجتماعياً تتوارثه الأجيال!!
تمنينا لو أن عدوى السرعة تنتقل إلى حكومتنا فتنهي أزمة عدم اكتمالها، وتسرع في إزالة كل سبب يدعو إلى التظلم والشكوى منها، وتعجل في القضاء على الفساد.. تمنينا لو أن عدوى السرعة تنتقل إلى موظفينا في الدوائر الحكومية ليصبح سباق إنهاء المعاملات مجال منافسة بين الموظفين فنثبت أن عصر السرعة لم يكن في الطرقات فقط بل دخل إلى كل دائرة ومؤسسة وشركة.
ننسى إن هناك فارقاً واسعاً بين السرعة والتسرع.. فبين أن يتمهل سائق في قيادة عجلته الحديثة ليصل إلى بيته وعائلته سالماً بأسرع وقت، وبين أن تنام معاملات رسمية في أدراج موظفين أو تتأخر تشكيلة حكومة لأكثر من عام ثمة بون شاسع كبير..
نعلم إن أطيب شاي نشربه حين ينضج على نار هادئة.. غير أننا نعلم، أيضاً، أن السلحفاة لم تفز على الأرنب في الحكاية الشهيرة ليس لأن الثاني لم يكن سريعاً بما يكفي، إنما كان متسرعاً متهوراً!!



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يأتوا اليوم.. سيأتون غداً!
- مزوّرو الشهادات.. يتظاهرون!!
- أقوال.. وأقوال فقط !!
- لنلغ هيئة النزاهة
- المهنية والمصداقية والإعلام الموجه
- وطن أوسع من الأحلام
- الدم الملوث!
- آسف.. نحن لا نعتذر!!
- أعيدوا شبابي!
- ثورة قد تفضي إلى ظلام!!
- الإصغاء.. فن!!
- صگر فويلح!!
- دناءة!!
- تعظيم سلام!
- خطر الديمقراطية
- تونس.. قلبي على الثورة
- بعض الهمة والغيرة!!
- رصاص للتشييع!!
- فوضى الخطط وغياب الهدف
- صنّاع القوانين!


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - أسرع.. أسرع!!