أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - عزاء واجب ورثاء لهيبة الدولة والقانون















المزيد.....

عزاء واجب ورثاء لهيبة الدولة والقانون


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3354 - 2011 / 5 / 3 - 19:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صحيت من النوم معمص ومفرهد ومفروس ومهموم كمن لم يذق النوم من شهور. أزحت الستار الداكن عن النافذة حتى يدخل نور الصباح قيبدد الوخم والرخم ويحُسنى على اليقظة. لكن كانت السحب الرخامية تملأ السماء وتحجب ضوء الشمس والسماء تدمع مطرا, فتوجست خيفة من هذا الصباح الكالح الباكى. إغتسلت ونويت الخروج لأداء واجب التصويت فى الانتخابات الكندية اليوم الاثنين الثانى من مايو. فتحت التلفاز لأعرف أخبار الصباح, وكما توقعته يوما مشئوما ظلوما ومطين بطين, كان الخبر الرئيسى هو مقتل المجاهد الإسلامى العظيم أسامة بن لادن, ولهذا السبب كانت دموع السحب تبلل الطرقات. بالقطع سيعم الحزن جميع البلدان العربية والإسلامية وأنا من جهتى أشاطرهم الأحزان وأبثهم العزاء وأطلب لأهله ومريديه الصبر والسلوان وعزاؤنا أنه الآن مع حبيبه يتعانقان. يتهمه البعض ظلما أنه إرهابى ومخالف لتعاليم الإسلام, ولكننى أراه مسلما حقيقيا أجاد قراءة القرآن واختبر سنة نبى الإسلام ووعى كل ما جاء فيها من تعاليم. ولم ينافق ويداور كما ينافق المنافقون ومن يغالطون العالم دهاءً وخبثا ويدعون أن الإسلام دين السلام والمحبة. هو مسلم صحيح الإيمان شديد المعرفة بتعاليمه, ولم يجد حرجا فى أن يعلن للعالم أن الإسلام قد جاء ليسود العالم ولن يتوقف الجهاد والحرب بين دار السلام " البلاد الإسلامية" ودار الحرب "بلاد الكفرة والمشركين" حتى يتحول العالم أجمع إلى دار السلام طوعا أو جبرا. تجلت أعماله الخالدة فى موقعة الحادى عشر من سبتمبر وتمزيق برجى نيويورك والبنتاجون رمزى أمريكا الكافرة المالى والعسكرى. كان هذا فيض من غيض فأعماله الخالدة لا تعد ولا تحصى منها ما تم فى اليمن ومنها ما تم فى نيجيريا أو بلاد أوربا العاهرة. وما أكثر ما أنجب من نجباء ومجاهدين وجندهم فى قلب بلاد الحرب ليكونوا قنابل موقوتة يفجرها بين الحين والحين.منهم من قتل زملاء السلاح فى العراق ومنهم من قوص عشرت من الجنود فى فورت هود ومنهم من فجر قطارات لندن ومدريد ومنهم من حاول تفجير الطائرات فوق سماء الأمريكان, كثير هم أبناء لادن ومريديه منبثين فى كل مكان وهم يعرفون ما يفعلون وسوف ينفذون. مات ابن لادن وهناك فى الشرق ملايين من أبناء لادن يسيرون على الدرب ويواصلون الجهاد ويستكملون الرسالة, وكما يقول العامة بلادنا ولادة يموت عيل نخلف ألف. وأولاد لادن والحمد لله كثيرون كرمال الصحراء, معروفين من سيمائهم ونور وجوههم الموسومة بالذبائب واللحى, ومن ملابسهم المميزة, ونظراتهم الحادة الجاحظة, وهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ومصر بلادنا الحبيبة بالذات بها من أولاد لادن ما لا يعد ولا يحصى, تنوعت أعمالهم الجهادية العظمى والتى سوف يخلدها التاريخ بأحرف من نور ونار. خلدهم التاريخ فى العديد من الغزوات كغزوتى الكشح وغزوة نجع حمادى وغيرها من الغزوات المتميزات فى الزاوئة الحمرة والبلينا وديرمواس وأطفيح وغيرها من القرى التى تركب الجمال والحمير, وآخرها غزوة الصناديق وغزوة تركيع الحكومة ورفض المحافظ الكافر ليحكم إمارة قنا السعودية الإسلامية.
نترك ابن لادن فى عناقه الحار مع حبيبه ونعود لما يحدث فى مصرنا الإسلامية أو كما يسميها أولاد لان مصرستان. فى بعض الأزمات وعندما يفلت الزمام أو يكاد تلجأ الدولة فى بلادنا النائمة إلى طرق نراها ملتوية لحل نراه غير جائز أو عادل لتخطى هذه الأزمات. وبدلا من تفعيل قوة القانون وردع من يفتئتون ويتجرأون على سلطة الدولة نجدهم يلجأون لوساطة رجال الدين اللادنيين والمتلدينين أو لعلية القوم من أثريائها وعمدها وزعماء قبائلها وأعضاء برلمانها, معتمدين على ما يسمى فى دراسات الرأى العام بقادة الرأى الذين بخبرتهم وتفاعلاتهم مع الناس يمكنهم أن يقوموا بدور ملموس خاصة فى الأزمات الداخلية البسيطة. قد يكون هذا جائزا فى حدود محسوبة ومقننة, ولكن ما حدث ويحدث فى مصر بعد اندلاع ثورة اللوتس وتقليص أو غياب سلطة الشرطة أعطى لبعض من كانوا مهمشين وهم لا فى العير ولا فى النفير, قوة قد اكتسبوها من ضعف الحكومة وسطوة قد اكتسبوها من تردد أومساندة المجلس العسكرى المهيمن على الأقدار, فصار لعبهم على المكشوف لصالح أجنداتهم الخاصة, وأوضح أمثلة لذلك ما حدث فى أزمة كنيسة صول أو مشكلة قطع أذن مترى وأخيرا أزمة محافظ قنا. قد يرى البعض أن ليس فى ذلك ما يشين وأن تدخل قادة الرأى فى حل الأزمات محمود وذلك لتوسيع نطاق المشاركة المجتمعية لحل بعض الأزمات قبل أن تصل لمرحلة الانفجار, وأن لها ما يبررها هذه الأيام لعدم اكتمال المؤسسات السياسية للدولة. ولكن ما نلحظه ويلحظه كل من له عين ترى أنه باتساع هذه الممارسات وتكرار لجوء الدولة لأبناء لادن أعطاهم المبرر والضوء الأخضر ليقوموا بما هم يرغبون دون خشية أو خوف لتيقنهم من ضعف ووهن وتراجع هيبة الدولة, فأصبحوا هم الأقوى والأشرس حتى وصل الأمر برئيس الحكومة أن يتوسل إليهم كى يقبلوه ضيفا عليهم بقنا لمناقشة مطالبهم وتنفيذ ما يرغبون. فى كل بلاد العالم المتحضر وحتى فى الكثير من الدول النامية الواعية نجد القضاء هو الجهة الوحيدة المناط بها حسم ما يحدث من اعتداءات على الأرواح أو الممتلكات, وأن الدولة حين تصدر أمرا أو قرارا يكون واجب التنفيذ بحسم يحافظ على هيبة الدولة السيادية من خلال الحكومة المنتخبة ديموقراطيا. ولكن فى بلادنا التى اختلط فيها الحابل بالنابل والحق بالباطل تحل القضايا عرفيا بوساطة رجال الدين وعلية القوم فيُنصَف الظالم ويرضخ للظلم مقهورا المجنى عليه. لرجال الدين واجبهم الروحى والتربوى يقومون به فى دور العبادة وبيوت الصلاة وعليهم أن يكونوا أول من يحترم القانون ليعطوا القدوة والمثل للجميع, لكنهم للأسف قد أعطو لأنفسم حقوقا فوق حقوق البشر وابتعدوا عن واجباتهم المطلوبة منهم, ونصّبوا أنفسهم حكاما وقضاة بل ومنفذين لما به يحكمون. فألغوأ سلطة الدولة وأصبحوا يمارسون كل السلطات. يوجهون الاتهامات ويقومون بالتحقيق, ويقررون العقاب وبنفذون. يرفضون حكم القضاء ويشجبونه ويعلنون على الملأ رفضهم لحكم قضائى بمنع المنقبات من آداء الامتحانات وهن منقبات, مهددين بتحركهم لمقاومة هذا الحكم بالقوة. يقوم شيخ منهم بقيادة مظاهرات يُقسم فيها بأغلظ الإيمان بأنه شخصيا سيتحرك لمهاجمة الكنائس والأديرة إذا لم تخرج المسلمات المحتجزات بها كما يزعمون وعلى رأسهن كاميليا بالرغم من تأكيد شيخ الأزهر وسليم العوا أن كاميليا مسيحية ولم تعلن إسلامها. يتهم بعضهم مسيحى بارتكاب الفحشاء مع مسلمتين منحرفتين ويقبضون عليه ويحاكمونه وينفذون شريعتهم ويقطعون أذنه بل ويحاولون ذبحه, رغم علمهم بارتكاب تلك المسلمات الفحشاء دون اعتراض, وغيرتهم تظهر فقط حين يكون الزانى معهن مسيحيا. ويكفر بعضهم من يقيم الموالد معتبرين إقامة الأضرحة بالمساجد كفر ويقررون الهدم والتنفيذ, وليست هذه الأفعال مجرد تدخل فى سلطات الدولة ولكنه هدم واضح لأسس الدولة المدنية والقانون والدستور, وردة إلى عصور الظلام والتبشير بدولة بوليسية دينية من نوع جديد, وسحقا لهيبة الدولة والقانون ومرحى بدولة المشايخ وأصحاب الذبائب والذقون.



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مولد سيدى القمة وصاحبه غايب
- التمهيد وفرش الطريق لدولة الخلافة
- الخيبة القوية فى المسألة الليبية
- نعم لقد تم اختطاف الثورة
- العاقبة وسوء المآب بين الهوجة والانقلاب
- أخشى على الثورة من المتسلقين
- أحلام لما بعد الثورة
- ثورات المصريين ضد الغزاة العرب
- التنحى بالذوق أو بالعرشزوق
- من تونس بدأت شرارة الغضب
- بيت الذل يا شيخنا
- يا دلع دلع والقلب مولع
- كنيسة العمرانية بين الواقع وسوء النية
- الحضارة الفرعونية المجنى عليها
- الديموقراطية هنا وهناك
- الإرهاب بين عودة الخلافة وانتظار المهدى
- أمراضنا المزمنة آن الأوان للتخلص منها


المزيد.....




- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - عزاء واجب ورثاء لهيبة الدولة والقانون