أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هايل نصر - نساء من وطني














المزيد.....

نساء من وطني


هايل نصر

الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 22:23
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم يكن الرجال وحدهم عماد الثورة الحالية في العديد من الأقطار العربية. النساء أيضا عماد ومعين وظهير وقادة. شاركن. تحدين, تظاهرن, اعتصمن, صرخن احتجاجا في ميادين التحرير في الشوارع والساحات العامة, في تونس, في مصر, في اليمن, في سوريا . هتافاتهن شقت وتشق عنان السماء: لا للذل. لا للتبعية. لا لاستبداد. نعم للكرامة للحرية للديمقراطية. يا لنساء وطني.
رد قوي, بقوة وعمق واتساع المعاناة, على أنظمة الاستبداد التي قمعت حرية الرجل والمرأة معا, وحقوق الطفل. ورد على تعصب غلاة المتطرفين, بان المرأة مكانها البيت فقط وخدمة زوجها, والعودة لبيت الطاعة إن احتجت على ظلم, ونادت بكرامة, وطالبت بحرية ومساواة. رد على الاستبداد, ورد على التخلف, رد جاءهم كاسحا ومفاجئا فأُخذوا على حين غرة. انه رد المرأة :العربية, الكردية, القبائلية .. , المسلمة والمسيحية, في مشرق الوطن العربي ومغربه.
لم تكن النساء التونسيات الثائرات اقل شجاعة وحزما وتصميما من الثوار من رجال تونس الرائدة على التغيير والثورة . من لم ير صلابة أم محمد البوعزيزي وهي تتغلب على حزنها بفخرها واعتزازها بمفجر الثورة والشرارة التي أسقطت نظام ابن علي. من لم يرهن في المظاهرات والاحتجاجات قبل وبعد سقوط الطاغية. معلمات, محاميات, قاضيات, إعلاميات, موظفات, تلميذات وطالبات وربات منزل. ومن لم ير وجودهن القوي والفعال في البناء الجديد للدولة الجديدة؟.
سطرت نساء مصر, صفحة مشرقة لنضال المرأة في ثورة غير مسبوقة في التاريخ القديم والحديث باسلوبها واتساعها وزخمها وحضارتها, وكانّ التاريخ المصري بكل ايجابيته وقف وقفة عز ليصنع في ميادين التحرير ثورة. ثورة تغير مسار التاريخ العربي. ثورة ملايين المصرين, نساء ورجال, مسلمون ومسيحيون. أعادوا بقوة أم الدنيا إلى الدنيا لتعود مصر كبيرة رائدة ومعلمة.
النساء الليبيات شاركن الثوار في الاحتجاجات وتحملن ماسي الحرب التي شنها القذافي "الفاتح" الذي أراد إعادة فتح ليبيا بكل أسلحة الدمار وأساليب القتل. المرأة الليبية تقف مع الرجال في وجه هذا الفتح غير الميمون, تصرخ غاضبة مستبسلة متحدية أمام عدسات الفضائيات " جاينلك" ياقذافي أين ستذهب منا. يا لروعة أحفاد وحفيدات عمر المختار. ويا البؤس القذافي الذي دمر وطنا وأراد قتل شعب ليبني "مجدا" قذافيا صرفا.
نساء اليمن المثابرات على الاعتصام في ميدانين التحرير في اليمن كله تحدين النظام ورأس النظام الذي خرج عن ابسط قواعد الأخلاق ليتهمهن في كرامتهم, وهو المفترض أنه بحكم الموقع الذي يحتله, غاصبا, مسؤول عن كرامة شعبه. نساء لم يشاركن مجرد مشاركة في الثورة وإنما ساهمن بقيادتها. يهتفن فتردد مئات الآلاف هتافهن. صوت المرأة الثائرة يحرك عنيفا الجماهير الثائرة.
لم تكن المرأة السورية بأقل من المرأة التونسية أو المصرية أو الليبية أو اليمنية, فهي أيضا تحب الحرية, وتخرج تطالب بها. سارت تظاهرات نسائية مطالبة بالإفراج عن المعتقلين من الأبناء والأزواج. اعتصمن واعتقلن. وكتبن عن الحرية وصرخن بجرأة لم تجرأ المحطات الفضائية على نقلها او نقل صداها. قدمن العرائض والاحتجاجات. نساء حوران , يا لعظمة نساء حوران (اخوات الرجال) شاركن الرجال كبرا ونخوة وشهامة وعزة, وكرامة وإباء. ومن لا يعرف نساء حوران لا يعرف كثيرا الصلابة والعفة والكرامة التي أودعها فيهن الله وسهل حوران وجبله.
نساء وطني سيعيدون مع رجاله بناء الوطن. بناء الدولة المستقبلية, التي لم تبن يوما في المنطقة العربية, على الحق والقانون والعدالة والمساواة بين الرجل والمرأة, باني وبانية الدولة المنشودة الدولة الديمقراطية.
معاناة نساء وطني ورجاله من القهر والظلم والفساد فجرت ثورات وأية ثورات . ثورات سلمية حضارية غير مسبوقة في تاريخ البشرية. يريدون انتزاع الحرية انتزاعا ولا يستجدونها استجداء. فتجربتهم وتجربة الشعوب تُعلّم أن الحرية لا تقدم هدية.
ثورة المرأة العربية ليست لحظة آنية, عاطفية, إنها نوع من الانفجار على تراكمات عمرها قرون, زادها بشاعة في عصرنا, عصر النور, اضطهاد الأنظمة السياسية المستبدة الظالمة المتحكمة منذ عقود بالبلاد والعباد. إنها حين تشارك في الثورة تريد اخذ مكانتها في المساهمة في دولة ما بعد الثورة. تريد بناء المجتمع الجديد جنبا إلى جنب مع الرجل. المجتمعات الحديثة لا تُبنى بناء متينا عادلا وقويا بنصف واحد وإنما بالنصفين معا.
لم تحصل المرأة الفرنسية, على سبيل المثال, على حقوقها كاملة إلا بعد مساهمتها الكبيرة في المقاومة الفرنسية. فقد فرضت الاعتراف لها بحق المشاركة والبناء في الجمهورية الخامسة, في الانتخاب, والتشريع, في القضاء, في الوظائف العليا. فأصبحت رئيسة وزراء, وزيرة دفاع, وزيرة عدل ...
حقوق المرأة لا تكون بتعديل هذه المادة القانونينة بمادة أخرى, أو حذف فقرة وإضافة أخرى, لا تنال المرأة حقوقها بالتعديل والترقيع, وإنما بإلغاء منظومة قانونية كاملة. وإحلال مبادئ وقواعد قانونية تعكس المفاهيم والقيم الجديدة التي تفرزها الثورة والتغيير. قد يقال أن هذا فيه مبالغة في مجتمعات مثل مجتمعاتنا, ولكن للتذكير قبل أيام قليلة فقط كان يقال بان الواقع السياسي العربي راسخ إلى الأبد, ومن المبالغة أو "الخرف" تصور تغييره. وان شعوبينا لا تصلح للديمقراطية, ولا يمكنها دخول الحداثة والقرن الواحد والعشرين. ليس عن معجزة نتحدث وإنما عن إرادة تفرض التغيير إن أرادت.
مساهمة المرأة العربية في بناء الدولة الجديدة ــ دولة الديمقراطية, التي تحمي الأقليات من الأكثرية, والأكثرية من الأقلية, والأقليات من بعضها البعض, والأكثرية من نفسها, والمرأة من تعسف الرجل. وترسخ مفهوم المواطنية ــ مساهمة تستطيع نقل حقوقها من دائرة المطالبات والقواعد الأخلاقية غير الملزمة, ومن المبادئ العامة, إلى الدائرة القانونية الملزمة بما يتضمنه ذلك من دقة ووضوح وحماية. وهذا ما تضمنه الدولة الحديثة دول المؤسسات لا دولة الأفراد والقادة والزعامات.
أليس من اجل هذا استرخص رجال ونساء وطني كل التضحيات؟.



#هايل_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة من اجل الحرية والديمقراطية
- السياسة فن الممكن
- إلغاء مبكر لحالة الطوارئ.
- المحاكمة. ساعة الحقيقة.
- الشعب يريد اسقاط النظام كل النظام
- سموا الاشياء باسمائها
- إصلاحات ما قبل الرحيل
- محامو السويداء. للحق وقفة. اعتصام وحداء.
- سُعار السلطة
- في محاكمة بيتان مارشال فرنسا هل يفلت طغاتنا من المحاكمة ؟
- ميادين التحرير. اسقاط أنظمة ورقابة شعبية 2
- ميادين التحرير. إسقاط أنظمة ورقابة شعبية .
- الثورة والبناء الديمقراطي
- ثورة لا إصلاح
- أم الدنيا تعود للدنيا أما للعرب
- على هامش الثورة. حكماء وسياسيون مفلسون
- ثورة شباب مصر والبلطجة
- الشارع يُسقط الدكتاتوريات والتنظير والتكفير
- أسف فرنسي على بن علي تم سريعا لحسه
- سيدي بوزيد.. العصابات الملثمة .. والضرب بالرصاص ..


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هايل نصر - نساء من وطني