أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - هل هؤلاء ساسة أم مهرجون؟














المزيد.....

هل هؤلاء ساسة أم مهرجون؟


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 16:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل هؤلاء ساسة أم مهرجون؟
جواد وادي

يقول ذوو الخبرة والباع في السياسة بأنها فن الممكن وهذا يعني أن السياسي ينبغي أن يكون على قدر من النباهة والموضوعية بسعة معرفية ووعي، ليقنع بشخصيته كل من يلامس طروحاته ويضفي عليه هالة من الاحترام وبالتالي يكون شخصا موثوقا به يتسم بالوعي والنزاهة والموضوعية وبعد النظر وقبل كل شئ بروح المواطنة الحقة ليغلّب الانتماء للوطن على مرجعيته الطائفية والدينية والقومية والإثنية والسياسية لنصفق له جميعا ونبارك له خطواته وجهوده في العمل بروح المسؤولية والتفاني من أجل الوطن والمواطن.
فهل أن سياسيينا في العراق يتميزون ولو بجزء يسير بهكذا توصيفات؟
للإجابة على هذا السؤال نعود الى يومية كل سياسي عراقي بغفلة من الزمن أمسك بالمنصب ليكون له مملكة خاصة به يعمل بمعزل عن توجه الحكومة التي هو أحد منتسبيها، فبدل أن يكون أمينا لوظيفته وحافظ سر لحكومته ينطق بلسان الجماعة ولا يغرد خارج السرب، شأنه شأن أي موظف سامي يمثل اتجاه الحكومة التي يعمل في إطارها، نجده وزيرا كان أم موظفا كبيرا يدلي بتصريحات ويلعلع بتهديدات ويعلن مخططات من شأنها أن تهد الحكومة وبالتالي الوضع السياسي مما يفقد الحكومة عنصر التوافق ويفسد خططها ويعود أمر منتسبيها كأمر ساكنة المارستانات من حيث طبيعة عملهم التي لا تتوافق وتصريحاتهم ليعود الوضع السياسي ضبابيا ولا يفهم المراقب طبيعته ومهمات فرسانه دونما توحيد في الخطاب والعمل والرؤيا ليطمئن المواطن أنه فعلا قد وضع ثقته في شلة سياسيه الذين إنتخبهم واللعنة على يوم الخطأ القاتل بالإدلاء بأصواتهم فكانت الصدمة المخيبة للآمال.
في الموصل قاد السيد المحافظ تظاهرة احتجاجية ضد حكومته المركزية وهو المسؤول الأول في المحافظة، بمعنى أنه يمثل الحكومة ومسؤول أمام الناس لسياساتها إن كانت سلبا أم إيجابا، فكيف له أن يبادر بهكذا إنفلات لا مسؤول؟ وما هي خلفية فعله هذا؟ وما الدافع وراء هذه الصبينة السياسية علما أننا كمواطنين متضررين من سياسة الحكومة ندين بشدة أعمالها وتجاوزاتها في الإهمال للخدمات بكل بنياتها وفساد منتسبيها الناهبين للمال العام.
ولكن ما لم نفهمه أن منتسبا حكوميا يقود إنقلابا بهذه الطريقة وهو ما يزال عضوا فاعلا فيها والأسوء من هذا أنه يهدد بالزحف على بغداد عندما أعلن أمام الحشد المؤيد له من المشبوهين عزمه على تطهير العراق من العملاء والخونة ويعلن الحرب ضد الإحتلال وهتف بسقوط النظام وهو جزء منه وأخوه رئيس برلمان الدولة التي لا يعترف بها السيد أثيل النجيفي
فمن يسعفنا بفهم هذا الموقف الطلاسمي علما أن السيد النجيفي قد أقسم دستوريا بالحفاظ على أمن وسلامة النظام والحفاظ على أسرار عمله.
طرف آخر من نسيج دولة العراق يصرح وبجرأة وأمام الملأ (بشان استقدام مقاتلين أجانب لصفوف جيش المهدي في حال تمديد الوجود الأمريكي بالإضافة الى مقاتلين من طوائف ومكونات أخرى لمقاتلة القوات الأمريكية لو لم تنسحب من البلاد)
هل هذه دولة أم ولاية بطيخ بدليل أن الانفلات السياسي عاد من الخطورة لتدلل أن الحكومة العراقية لا هيبة لها ومن الممكن أن تتحول الى حكومات عدة وبمراكز قرارات ما أنزل الله بها من سلطان أن لم تكن هي فعلا هكذا.
أين هي سلطة السيد رئيس الوزراء وكيف يتم السكوت على مثل هذه التجاوزات المخيفة دون محاسبة لإحالة الشاذين من الساسة للمساءلة وهذا حق دستوري؟ أم أنه كالآخرين من ساسته الميامين كل يعزف على وتر السلطة بانفرادهم بالقرار دون حسيب أو رقيب وكل يعزف على هواه .
أما القيادي في حزب الدعوة السيد خضير الخزاعي فأعلن على رؤوس الأشهاد بأنه (سيدمر التحالف الوطني ويفجّر الوضع السياسي في حال عدم المصادقة على ترشيحه لمنصب نائب رئيس الجمهورية)
الله..الله على هذه المواقف!
كيف لنا إذن أن ندين طغاتنا أذا قارناهم بسياسي عراقي سيحرق الأرض وما عليها وهو بعد لم يجلس على الكرسي ليصبح نائبا لرئيس منزوع الصلاحيات، أما اذا أصبح رئيسا فعليا وعلى فصالة طغاتنا فلا غرابة أن يحرق الأخضر واليابس على أن يسلم السلطة.
فهذا سيحرق العراق والآخر سيفتح الباب لمقاتلين من خارج العراق وآخر سيقود زحفا مقدسا للإطاحة بالحكومة ويحرر بغداد من الخونة.
هل شاهدتم فيلما كوميديا يماثل أو يقترب من سخرية الوضع السياسي في العراق وفرسانه السرياليين.
اذا كان السياسي العراقي بهذا القدر من الهشاشة الفكرية واللا إلتزام الأخلاقي فكيف نعقد الآمال لأن نحفل بمستقبل مضمون وهو بيد هذه المخلوقات الغريبة؟ يقينا سيكون مستقبل العراقيين على كف عفريت.
يبقى أن نقول للعراقيين أن لا يراهنوا أبدا على ساستهم، تشريعيين كانوا أو تنفيذيين وحتى حماة قانون وموظفين أدنى شأنا ومواقعا إن استمرت ذات الوجوه تمسك بسلطة القرار والخراب يحوم في كل الأرض العراقية.

[email protected]



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يتوقف مسلسل الفساد في العراق؟
- شكرا للبعث السوري
- المرجعية ومواقفها الغامضة
- لصوص بحماية القانون
- بغداد كما وجدتها لا كما ودعتها
- فراس عبد المجيد شاعر يخرج من ركام الأزمنة المرة...
- حسين إسماعيل الأعظمي فنان وباحث أصيل لفن المقام العراقي
- ارفعوا أياديكم عن إتحادنا
- الكاتب المسرحي ماجد الخطيب يوثق لمحنة وطن وعذابات أمة
- أول الغيث قطر.......
- مذبحة سيدة النجاة لن تكون الأولى ولا الأخيرة
- هزلت والله...!!
- طيور عابسة مرثية لكل المغتربين
- هاكم أجساد العراقيين على حمولة من ناسفات أيها القتلة
- حوتة صغيرة فعلت كل هذا فماذا عن الحوت الكبير؟!
- حذار من غضب العراقيين.. أيها اللصوص
- إتحادنا....واتحاداتهم!!!
- حذار من الغلو أيها الطائفيون
- أي هوان أنت فيه يا عراق؟!
- قصائد


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - هل هؤلاء ساسة أم مهرجون؟