أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - وما قتلوه..!














المزيد.....

وما قتلوه..!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 15:09
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



حكاية بن لادن، الشخص والعمل الجهادي والتنظيم والظاهرة..، هي الحكاية التي استأثرت بنصيب الأسد، في القرن الحادي والعشرين، من نظرية "المؤامرة"، لجهة صوابها وصدقها، ولجهة كونها، بحسب وجهة نظر القائلين بها، والمتعصِّبين لها، "السياسة" في حقيقتها الخافية عن أبصار وبصائر الناس باستثناء أرباب الفعل التآمري؛ ولعلَّ خير وأحدث دليل على ذلك هو أنَّ نبأ (مع صور) مقتل زعيم تنظيم "القاعدة" لم "يَقْتُلْ" الأسئلة والتساؤلات التي هي جميعاً من النمط الذي يستدعي أجوبة تسقي نظرية "المؤامرة" بمزيدٍ من ماء الحياة؛ حتى سؤال "هل قُتِل بن لادن حقَّاً؟" ظَهَر وبَرَز وأُثير بعد شيوع نبأ مقتله.

وبحسب نظرية "المؤامرة"، التي هي صحيحة إنْ فُهِمَت على أنَّها جزء من السياسة، وخاطئة إنْ فُهِمَت على أنَّها السياسة كلها، أو جوهرها وأساسها، ينبغي لنا أنْ نفهم "النبأ"، أي نبأ مقتل بن لادن، على أنَّه نبأٌ يحيطنا عِلْماً بأنَّ الخافي أعظم؛ فالشيخ (في بعضٍ من الآراء التي قرأتها أو سمعتها) لم يُقْتَل، وما زال حيَّاً يُرْزَق، وعمَّا قريب سيظهر، وكل ما زعمته الولايات المتحدة، أو إدارة الرئيس أوباما، باطل ولا أساس له من الصِّحة؛ حتى الصور التي يظهر فيها بن لادن قتيلاً ليست صحيحة؛ وإذا قال بعض الناس إنَّهم رأوا بأعينهم جثَّته فهؤلاء الشهود ليسوا سوى "موظَّفين" لدى أصحاب هذه "الكذبة (الإعلامية) الكبرى"؛ أمَّا "لماذا يكذبون هذه الكذبة الكبرى؟"، فهذا سؤال لم ينتهِ (المشكِّكون) بعد من صُنْع، أو اكتشاف، إجابة (منطقية) له.

وثمَّة "دليل إثبات" على صدق زعمهم، نَقِف عليه في تساؤلهم عن سبب احتفاظ "القاتل" بـ "جُثَّة القتيل"؛ ثمَّ عن سبب رمي "الجُثَّة" في اليمِّ؛ لعلَّ سمك القرش يَكْتُب الخاتمة لهذه الحكاية.

لكن، لماذا اختاروا "البحر" حلاًّ لمشكلة "جُثَّة بن لادن"، وكان في مقدورهم أن يَسْتَحْدِثوا لسجن "غوانتانامو" مقبرة يدفنون فيها زعيم السجناء؟!

الشيخ قُتِل؛ لكنَّه لم يُقْتَل إلاَّ بعد "إلقاء القبض" عليه؛ ولقد قُتِل "الآن" هذا "المُعْتَقَل"، منذ بعض الوقت، لأسباب انتخابية تخصُّ إدارة الرئيس أوباما.

الشيخ لم يُعْتَقَل، ولم يُقْتَل، بل "انتهت صلاحية استعماله"، فاستعاده "أسياده"، و"صُنَّاع أُسطورته"، ليبدأ (في مكانٍ ما) حياة جديدة، باسمٍ جديد، وشخصية جديدة؛ فالولايات المتحدة على كل شيء قديرة!

الشيخ قُتِل؛ وقتله "أسياده"؛ لأنَّ عمله انتهى واسْتُنْفِد؛ ولأنَّ لهم مصلحة في أنْ توارى "الحقيقة" جُثَّة القتيل التي وُرِيَت التراب؛ وهذا ليس بالتصرُّف غير المألوف في "عالم المؤامرة السياسية"!

الشيخ مُنَزَّه عمَّا يأفكون؛ ولقد جاء "استشهاده" ليقيم الدليل المُفْحِم على أنَّ "الشهيد" كان "مجاهداً لا ريب في جهاده في سبيل الله"؛ ولم يكن صنيع أولئك الكفرة الذين قاتلهم، وقاتلوه، حتى قتلوه؛ وإنَّ في قتلهم له لخير دليل على أنَّه كان عليهم، ولم يكن منهم.

الشيخ إنَّما قَتَلَه، أو أخرجه من النور إلى الظلمات، "أسياد اللعبة"، و"أرباب المؤامرة"؛ فهؤلاء استنفدوا "لعبة الإسلام المتطرِّف (في عدائه للغرب)"، وشرعوا يلعبون "لعبة الإسلام الوسطي المعتدل" الذي يمكن أنْ تجري رياح الثورات العربية بما تشتهي سفينته؛ فـ "القاعدة" لعبة انتهت، و"الإخوان المسلمون" لعبة بدأت؛ وما على الشعوب العربية الثائرة إلاَّ أنْ تَنْظُر إلى القوَّة الإمبريالية العظمى في العالم على أنَّها "المُغْتَصِب الأرضي" لنظام القضاء والقدر من السماء، وتَفْهَم، في الوقت نفسه، "إرادتها الحُرَّة" على أنَّها هي أيضاً جزء من هذا النظام المُغْتَصَب!
في "مماته"، لا في حياته، أرى "عَظَمَة" الولايات المتحدة تُسْلِم الروح، وأرى "أُسطورتها"، لا "أُسطورة بن لادن"، تَذْهَبُ بها حقائق الواقع؛ فهذه الدولة لم يبقَ لديها من شيء تفخر به وتعتز، إلاَّ قَتْل، أو إعلان قَتْل، بن لادن، الذي لولا تضخيمهم له، شخصاً وظاهرةً وفعلاً واتِّجاهً، لَمَا كان من داعٍ لـ "الضخامة التاريخية" في قول أوباما "الولايات المتحدة قتلت بن لادن!"؛ وهل من عَظَمَة تبقى للولايات المتحدة إذا ما دخلت التاريخ بصفة كونها قاتلة بن لادن؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُولى ثمار الثورة المصرية كانت فلسطينية!
- نحو -جامعة للشباب الثوري العربي-!
- يا عمَّال العالم اسْتفيقوا!
- هؤلاء المحامون عن -سورية الأسد-!
- -حملة إصلاحية- تَذْهَب بأوَّل -إمارة إسلامية-!
- سورة -الشعب-!
- -الجمعة العظيمة-.. لحظة بدء السقوط!
- -ورقة التوت- القومية و-العورة الديمقراطية-!
- عندما يُحْظَر التظاهر بموجب -إلغاء الطوارئ-!
- -فِلْمٌ- أصْدَق من -خطاب-!
- لماذا هذه الحملة الظالمة على شاهين؟!
- الأردن وسورية!
- السيِّدة المسالمة.. بأيِّ ذنبٍ أُقيلت؟!
- دكتور بشارة.. يا للأسف!
- -الإصلاح- في سورية بين الوهم والحقيقة!
- الأهمية الثورية ل -الاعتصام-!
- -الدِّين- و-الثورة- في ميزان -الوسطية-
- تقرير -فيلكا إسرائيل-.. كيف يجب أنْ يُفْهَم؟
- التِّيه العربي إذ شرع ينتهي!
- سؤالٌ صالح جعلناه فاسداً!


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - وما قتلوه..!