أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصمت المنلا - الآن،الآن يابشار.. وليس غداً















المزيد.....

الآن،الآن يابشار.. وليس غداً


عصمت المنلا

الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 23:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الآن يابشار.. وليس غداً
يمّمْ وجهك نحو الجولان بدلاً من الداخل .. وأقول لأهلنا في درعا: حدود إسرائيل أوْلى ببطولاتكم يال"نشامة" فالفداء عن الوطن هو الرجولة وليس إيواء مُتمرّدين مُسلّحين بالمال الحرام والعتاد
الذي حرّم الله إشهاره ضد مسلم .. لازالت الفرصة (الأخيرة) سانحة أمام رجال درعا وقراها للتعويض عمّا فات من أخطاء قاتلة بحق سوريا ومواطنيها الذين لن يرحموا أحداً أراد مصيراً
لسوريا كمصير العراق أو ليبيا او الصومال أوالسودان.. وتصحيح الخطأ بالشكل الذي يحفظ ماء وجه درعا ويُعوّض للسوريين ما أصابهم من بلاء، وما ينتظرهم من مصير رهيب، لايتم إلاّ بتصويب وجهة السلاح نحو الحدود التي لاتبعد سوى كيلومترات قليلة، من أجل أن تبقى سوريا، وحقناً للدماء التي تسفك وتهْدَرُ عبثاً بانخراط غير مسؤول، وبلا وعي في لعبة الإرهاب التي يُديرها مُرتزقة من تنظيم "الأخوان" عملاء الأميركان بوعد من واشنطن لتسهيل تسلّمهم الحكم على أنقاض الفوضى الهدامة الضاربة اليوم في وطننا العربي من محيطه الى خليجه تحت شعارات برّاقة لايمكن لأحد أن يعترض عليها.. فمَن منا لايتمنى الحرية والتحرر من القمع والفساد..! ولكن عندما يكون مصير الوطن والمواطنين في أقصى درجات الخطورة بولوج هذا المسار.. يكون في التأني السلامة للجميع، والحمد لله فإن لأهل درعا وللسوريين جميعاً عقولاً تميّز الخير من الشرّ.. وهل من شرّ أكبر ممّا تنحدر اليه أحوال البلاد والعباد في سوريا لتصل الى قاع هاوية لامُسْتقرّ لها إذا استمر المسار الإرهابي التصادمي
المعمول به في هذه الأيام والذاهب الى حروب أهلية وطائفية ومذهبية وعشائرية ومناطقية لن تنتهي في عشرات السنين في حال اندلعت كما خطّط وحرّض وجيّش لها أعداء سوريا بدءاً من مركز عمليات الموساد في قطر و"جزيرتها" حيث أصيب حكامها بالصدمة جرّاء رفض بشار مشروع التسوية بالشروط الإسرائيلية التي لايُمكن لمواطن سوري قبولها، مرورا ودعماً مُرَكّزاً من خائني الحرمين الشريفين حكام تلك الأرض المقدّسَة الذين هالهم أن يصفهم الرئيس السوري في أحد مؤتمرات القمة بأشباه الرجال رافضاً مُبادرتهم للسلام المزعوم مع إسرائيل، تلك المُبادرة المُذِلّة التي اشترى القبول بها في قمّة بيروت ملك بلاد الحَرَميْن، لكنه لم يتمكّن من رشوة رئيس سوريا لقبولها..إضافة الى حكام قطر والسعودية.
هنالك أبواق صارخة من إيران وأتباعها،على مدار الساعة، تحريضاً للجماهير العربية للثورة على حكّامها وأنظمتها.. تلتقي في ذلك بالمخطّط الصهيو-أميركي لإسقاط العرب في الفوضى الهدّامة، ونسِيَت أن تحريضها سيُغرّر بحلفائها في سوريا، وصولاً الى أقزام السياسة من المنفيين السوريين في الخارج الذين تزكِمُ فضائح خياناتهم لوطنهم، وفسادهم الذي مارسوه لعقود في حلْب الضرْع السوري لخزائنهم المالية، وجرائمهم الدمويّة ضدّ مواطنيهم السوريين، سواء في مدينة حماه وغيرها (رفعت أسد)، أو في لبنان (عبد الحليم خدّام) وقد تعاملا مع إسرائيل في صفقة الجولان (حرب حزيران-يونيو1967)، وعميلان للبلاط الملكي السعودي الذي يزورانه باستمرار علناً أحياناً، وغالباً في السرّ..لكن يجهد كلٌ منهما على حِدَه في إيقاع أكبر وأخطر الخسائر البشرية والمادية في مناطق اللاذقية (رفعت) وبانياس وحمص (خدّام) مُستخدمين مئات العناصر المُسَلّحَة من أتباعهما
حتى أن تنظيم"فرسان" رفعت أسد في طرابلس (لبنان) هم الذين يُرَوّعون عادة سُكّان "باب التبّانة" و "جبل مُحْسن" بقذائف الإنيرجا التي يُطلقونها عشوائيّاً على الجانبَيْن لخداع السكان وإيقاع الفتنة المذهبية بينهما.. في حين يقوم مُرتزقة "الخدّام" في بعض قرى البقاع اللبناني بإثارة المشاكل والإشتباكات الأمنية بين حين وآخر، للتدليل على استمرارية خدّام في الإمساك ببعض أوراق اللعبة في لبنان..!
يَمّم وجهك نحو الجولان بدلاً من الداخل يابشار..الآن، وليس غداً، فالسهم الذي ينطلق الى حدود الأعداء هو الذي سيُنقذ سوريا من البلاء الذي يكاد يصيبها في مَقتل هذه الأيام، وهذا التوجه (يكاد يكون الوحيد الفاعل الآن بعد استنفاذ مُعظم الأسهم – عَبَثاً)..به تفشل الفتنة الكبرى لتقسيم سوريا وإشعال الحروب الأهلية بين مُواطنيها، وبهذا التوجّه (وحده) تتحوّل يابشار الى بطل قومي عربي، بالطبع، بعد أن تكون قد حَشَرْتَ أعداءك في الزاوية، وستحقق مجداً لبلدك يكاد يبدو اليوم مُستحيلاً.. لاتنسى القاعدة التي تقول: لاشيء مُستحيلاً في هذه الحياة.. لقد وصلت البلاد الى هذا الدِرْك من الإنحدار نحو الهاوية لأنك تأخرت كثيراً في مُعالجة الأزمة لحظة انفجارها، ولأنك حَسِبْت نفسك لازلت تعيش كأيام دراستك في بريطانيا تؤمن بالمشورة وباتخاذ القرارات الحسّاسة من خلال المُؤسّسات الرسمية والحزبية، ولم تسمح لنفسك بتخطّيها وإعلان قرارات إصلاحية تغييرية جذرية مُنفرداً.. هذا الأسلوب الغربي يكاد يُوْدي بسوريا وشعبها الى التهلكة.. على أية حال، لقد فات أوان هذا الكلام، لكنني اضطُرِرْت لقوْله كي لاتضيّع الفرصة المُمكنة حتى الآن بأن توَجّه أنظارك شطر الحدود، فهنالك قارب النجاة لسوريا إذا عَرِفت كيف تقوده، حتى لَوْ أمطرت السماء لَهَباً وناراً على الأرجاء السورية..ووقع دمار أقسى من الدمار الذي وقع في لبنان ذلك الصَيْف المُلتهب عام 2006 فإنه سيحفظ سوريا من التحلّل، ومن التمزٌق الى قطع جغرافية مُتناثرة، مُتخاصمة، مُتقاتلة، سيذهب ضحيّتها مئات الألوف من المواطنين، أليس هذا ماحدث للجيران الأشقاء في العراق؟..يهون على وطنك ومُواطنيك كل شرّ وبلاء ودماء تنزل بعدوان الأعداء وليس بالإقتتال الأهلي، مع الثقة بأن القوات المسلّحة السورية قادرة على المواجهة، فأنقذها من السقوط في المستنقع الداخلي..الفخ الذي نصبه الأعداء، كل الأعداء، لاصطياده واستنزافه عدداً وعتاداُ في مواجهات داخلية تُمَرّغ الشرف العسكري (أي شرف عسكري في أية دولة)، وقد لاحظنا جميعاً كيف أبى الجيش المصري التعامل بالسلاح مع مواطنيه، وترك قوى الأمن تتمرّغ في دماء المصريين، واكتفت قيادة الجيش بإدارة مراحل الأزمة بأسلوب ذكي (ليس الوقت الآن لمناقشة وتحليل خلفية هذه القيادة..)..فإذا ماتراءى لك أن سهم الخلاص من المحنة أمضى من كل أسلحة المؤامرة,,أطلقه يابشار بشجاعة، لاتستشر أحداً ممّمن حولك في ذلك، تذكّر أنك لست في يلاد الإنجليز حيث المشورة وتبادل الرأي، واتخاذ القرارات بشرعية جماعية.. أنت في سوريا، والنار مشتعلة في كافة الأرجاء، والأعداء في كل مكان، يالداخل والخارج، وأصدقاء الأمس المزعومين كشروا عن أنيابهم بمجرّد تلقيهم كلمة السر بالهجوم من أسيادهم في واشنطن وتل أبيب.
الآن يابشار، وليس غداً، ارتدي "يونيفورم" الميدان، ليس شرطاً أن يعلو كتفيْك مايدلّ على رتبتك، أو منصبك العسكري..فأنت رئيس سوريا، المسؤول الأول عن بلدك وشعبك، وانس أن أهل درعا قد فقدوا البوصلة فوجّهوا بطولاتهم الى القلب والصدر من وطنهم، وآووا حفنة من المرتزقة ولم يُبلغوا عنهم، وانس مشكلة تسرّب هؤلاء عبْرَ الحدود الأردنية، فملك الأردن ونظامه محشور ومُستهدف أيضا
من أعدائه الطامعين بالحكم، إن تنظيم "الأخوان" الأردني له أجندته الخاصة بالجغرافيا الأردنية، أمّا العناصر التي تسلّلت الى درعا، فالجميع يعرف مَن سلّحها وموّلها، إنك وملك الأردن في الهمّ والأزمة
عينها، صحيح أنه تنازل عن كبريائه يوم طار الى دوحة الموساد، واستأنف لدى حكامها للعفو، لكنهم أجّلوا الشأن الأردني طالما أن القضية السورية قد حظِيَت بالأولوية مرحليّاً.. فالمعلومات المُتَداوَلَة في بيروت تتحدث عن الموقف السوري السلبي حيال ماعرضه رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم بن جبر في زيارته الأخيرة الى دمشق، وكان يتوقع قبولاً بشروط إسرائيل للتفاوض والتسوية، بخاصة بعد تفجير الساحة السورية، واستخدام العصا الغليظة بدلاً من الجَزرَة مع الرئيس السوري، وكان قد أرسل حاكم قطر وليّ عهده الى دمشق قبل أسبوع من مجيء رئيس وزرائه وكانت الإجابة هي ذاتها برفض الشروط الإسرائيلية.. فكان أقصى التصعيد الأمني المُسَلّح بعد إحباط حكام قطر، مُتعهّدو المشروع الإسرائيلي-الأميركي في المنطقة.
كان قراراً صائباً رفض التسوية بشروط إسرائيل.. وحتى لَوْ حدثت التسوية فلن تمنع تخلّي إسرائيل عن النظام في دمشق، فقد فعلت ذلك مع رجُلها في مصر أنور السادات وقد وقع معها معاهدات إستسلامية مُخزية في "كامب دايفيد" لكنه لم يسلم من شرّها عندما لم يعد لديه ما يُعطيه، ووجدت ضالّتها في نائبه حسني مبارك الذي تخلّص من السادات بطلق ناري من مسدسه تحت المنصة، ولبس بسلاح عبود الزمر..وكانت الرئاسة المُكافأة التي توقعها مبارك نتيجة تواطؤه مع كيسنجر في ترك ثغرة "الدفرسوار" لشارون الذي قاد من خلالها 400 دبابة الى الأرض المصرية الزراعية في ذلك ال"تشرين-أكتوبر" من عام 1973 وهاهي إسرائيل تستغني اليوم عن خدمات حسني مبارك لمصلحة تنظيم "الأخوان" لأن المرحلة الآن للحروب الطائفية والمذهبية، ولتفتيت الكيانات العربية..كانت تلك فرضية إمكانية التوصل الى تسوية مع إسرائيل.. لكن في حقيقة الأمر، فإنها (مع وضع الخطط البديلة موضع التنفيذ) فإن إسرائيل لن تتنازل عن الجولان، وكل المعلومات المتداولَة في بيروت تؤكّد هذه
الستراتيجية الإسرائيلية الثابتة رغم روايات كثيرة ضلّلتنا باستعدادها لقبول تنازلات في الجولان مقابل السلام الشامل والتطبيع، والآن تنقض كل مُؤشرات رغبتها بالتفاوض من أجل تسوية إحتلال الجولان فقد كانت لتمضية الوقت حتى تصل المنطقة الى مرحلة الإنفجار الكبير الذي نشهده الآن في الوطن العربي.. أمّا
المخفي من الخطّة، فهو التحشيد والإعداد لمواجهة عسكرية شاملة بين الدول العربية وإيران لسنوات طويلة.. تنتج حروبا مذهبية في بلدان المنطقة، تتيع لإسرائيل التربّع سيدة على الجميع، آمنة ومستقرّة.
لذلك نقول: الآن يابشار، وليس غداً، بالإمكان تفشيل المشروع الإسرائيلي على الأقل في الشأن المتعلّق بسوريا..حتى لو كان الثمن باهظاً.. يظلّ أخف وأقل بكثير من ضياع سوريا وتمزقها..!



#عصمت_المنلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب إختلاف الوضع السوري عن الآخرين


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصمت المنلا - الآن،الآن يابشار.. وليس غداً