أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الخطيب - هواجس -أقلّية- على ضفاف الثورة السورية...














المزيد.....

هواجس -أقلّية- على ضفاف الثورة السورية...


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواجس "أقلّية" على ضفاف الثورة السورية...
"لا يكفي أن يكون المرء ذو عقلٍ حاذق،المهم أن يستعمله بشكل حاذق".. اعتقاد بعض أفراد "الأقليات" أن الأكثرية "الدينية" ستمارس بعد سقوط النظام نفس أسلوب نظام العائلة ضد الأكثرية، أي شيء من الانتقام والثأر، وهذا لا يُبنى على أية حجج ومبررات، وأن بارودة ماهر الأسد هي حامية الأقليات المذهبية -وحتى لو فرضنا وجود مثل تلك السياسة عند البعض، لا يُمكن أن تكون الحلّ العقلاني، بل هو الهروب، والبندقية لم ولن تكون يوماً حامية لأيّ فئة قليلة كانت أم كبيرة. أعتقد أن هكذا سلوك هو تآمر على مستقبل أبنائنا وأحفادنا، تآمر على وحدة وطننا. لا يحمي أي إنسان إلاّ المواطنة ودولة القانون سواء كان فرداً أو منتمياً إلى مجموعة "مذهبية أو قومية أو حتى إجتماعية"، ولا يحفظ وجود وكرامة أيّ "أقلية" إلاّ دولة القانون. ومن يُفكّر بغير ذلك يكون يُطلق النار على غده ومستقبله. بعد تجربة نصف قرن من القمع وغياب دولة المؤسسات والقانون مازلنا نتكلم عن ذلك الخوف، وهذا وحده إثباتٌ أن الاحتماء بغير دولة القانون هو وهمٌ مؤقت وخداعٌ بالأمن والاستقرار، وعواقبه كبيرة، ولابد من الشجاعة في تخطي تلك "الفوبيا" التي استعملها النظام بهدف تفرقة مكونات المجتمع وبالتالي سهولة السيطرة عليه. العلمانية لا تعني قمع فئة على حساب أخرى، وتجربة دول الاتحاد السوفييتي سابقاً ولاحقاً تعطي أمثلة كثيرة، وتجربة بلدنا سواء في فترة النضال ضد الاستعمار أو في فترة خمسينيات القرن الماضي تظهر لنا وحدة وطنية ارتقت فوق الطوائف، حتى انقلاب الضباط وخاصة بعد اغتصاب الأسد للسلطة وعندها بدأ فعلياً التعامل الطائفي للنظام، والخروج من هذا السلوك أو الخوف من ردّة فعل هو بالتأكيد ليس بمتابعة سياسة نظام العائلة الإقصائي القمعي وإنما الحل في الدولة ذات المؤسسات، وخير دليل ما تطرحه شعارات الانتفاضة/الثورة من خطاب ناضج عصري يوّحد المجتمع ودون أي مؤشر غير ذلك..
يحلو للبعض الحديث عن تخوين من يدعو لتدخل عسكري أجنبي في وطننا، دون أن يذكر اسم أحد أو واقعة ما صدرت من أي فئة كانت تدعو لذلك، أي أن مسألة التدخل العسكري الأجنبي لا توجد إلاّ في مخيلة البعض والذي التقط خطاب نظام السلطة التخويني لكل معارضٍ له. رغم ذلك أكدت كل الفصائل والشخصيات المعارضة وشعارات الانتفاضة/الثورة على رفضها أي شكل للتدخل العسكري الخارجي، إلاّ أن البعض يصرّ على استجرار تلك الفزاعة إضافة لفزاعة الأخوان المسلمين، وهذا يعني أن نظام العائلة هو الأفضل رغم كل التفريط بالوطن ورغم السياسة الإقصائية التي انتهجها. ويستشهد هذا البعض الذي يريد قول "اللي بتعرفه أحلى من اللي بتتعرف عليه" وهو تعبير عن الخواء والخوف غير المبرر أنه حصلت تدخلات عسكرية في العراق مثلاً. ومن السذاجة السياسية أن يعتقد الإنسان أن ما حصل من تدخل خارجي سواء في العراق أو لبنان أو أي بلد هو بسبب طلب فئة سياسية معارضة، أي أن تدخل أمريكا في العراق لم يحدث نتيجة دعوات المعارضة العراقية آنذاك، كذلك دخول الجيش السوري إلى لبنان ليست بسبب دعوة رئيس لبنان آنذاك، وحتى داخل بلدنا لم يدخل الجيش السوري درعا ويحاصرها بسبب طلب بعض أهالي درعا كما يقول خطاب النظام، بل هو بناء على حسابات الدولة أو الجهة المتدخلة. أمريكا لا تسمع لفلان أو علّان من هنا أو هناك عند قرارها التدخل في مكان ما. الدول لا تبني سياستها الخارجية اعتماداً على نصائح أفراد معارضة من أي لونٍ كانت..
يبني بعض أبناء محافظة السويداء –حيث يعيش دروز سوريا- توقعاته المستقبلية البديلة للنظام على فرضيات بدون حجج ومنطق لاستشفاف حدوثها، لكن الأكيد أن الماضي يثبت غير ذلك، يؤكد على لحمة وطنية رائعة جمعتنا مع كل مكونات الوطن، ولو لم يأتِ الأسد لكانت علاقتنا أكثر ودية ومتانة وحضارية مع كل المكونات السورية. علينا الوقوف بشجاعة وتوضيح ما هو غير واضح للبعض بصراحة وبدون أوهام. نحن بحاجة لوقفة ذاتية وتقييم علاقتنا مع النظام بكل صراحة وجرأة. نحن والمعذرة على التعبير "كدروز" أكثر ما تضررنا من نظام وسياسة الأسد – التفريط بالجولان، اغتيال جنبلاط، تعذيب سليم حاطوم حتى الموت وكان صديق حافظ الأسد ثم اغتيال ابن سليم حاطوم تخوفاً من ثأره لدم أبيه، ولم نتحدث عن اغتيالات خصومه ومعارضيه السياسيين من الأقليات وبينهم من "طائفته" أيضاً، وهذا يؤكد لنا خيانة الأسد لرفاقه وغدره لمنافسيه السياسيين والعسكريين، تهميش الجبل وسرقة آثاره، تشويه تاريخنا وثقافته ونبله...إلخ. إضافة للقهر والقمع والإذلال والتهجير والإفقار الذي نعانيه أسوة بباقي أخوتنا في الوطن. مرحلة الخمسينيات من القرن الماضي فيها أدلة حضارية على التعايش المشترك لكل مكونات المجتمع في ظل دولة القانون والتعددية. نحن نعيش هنا في سوريا، وهمومنا هي جزء من الهمّ السوري العام، ونستطيع بخطابنا كبح كثير من المتطرفين. نحن مصيرنا ووجودنا ومستقبل أحفادنا مرتبط مع المكونات السورية الأخرى وليس مع العائلة الفاسدة الدموية، هذا قدرنا، ولا هروب منه، ولا أحد يحمينا، ولا تكون حمايتنا بقمع غيرنا، علينا إيجاد اللغة الذكية والتعامل المقبول، وحتى لو نظرنا من ناحية "براغماتية ونفعية بحتة" نرى أن الأسد لا يستطيع حماية نفسه فكيف يكون حامي الأقليات؟ وتخوّف البعض بعد "احتمائه" بسلطة الأسد نصف قرن لم يُغيّر من خوفه شيئاً، لأنه غير موجود إلاّ في مخيلته وفي بعض الأصوات الشاذة القليلة جداً. العار أن يكون الأسد هو سدنا ضد فتاوى اللحيدان! هل الاحتماء خلف جزاري حماه وتدمر وصيدنايا وبطل الجولان ومجرمي قتل الانتفاضة ومحاصري حوران ومجوعي أهله-أقول هل الشهامة والكرامة تقول بتبرير أو دعم أو حتى السكوت عن هذا النظام الساقط؟..
فاضل الخطيب، 1 / 5 / 2011.



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين لله والوطن للجميع ليس شعار انتفاضة سوريا فقط بل نهجها
- صوتٌ وصمتٌ بين الوهم والواقع...
- شقيقي التوأم نسيَ أن يحتفل بعيد ميلادي...
- من المناسف للمناشف!..
- النقاط التي يجب أن تُكتب وتُلفظ
- مطّاط الوجوه المستعارة...
- وحدة الهدوء والصمت..
- اندلاع الثور/ي/ة وزخمهم...
- إن البازلتَ قليلُ. في الحَتّ والتعرية..!
- آخر البؤساء..
- وَقفة وردّ غطاها..
- فضة الكلام وذهبُ السكون/ت، خوش/نعم..
- الشِبريّة فوق البنفسجية وتحت الحمراء...
- حناجر بين قفزة أرمسترونغ ومتعة غروسكي ...
- جملة واحدة عن الطغيان...
- عاقل يحكي وأعقل يفهم...
- تنذكَر وما تنعاد، تنعاد وما تِنذَكَر!..
- الالتفاف حول الصفر المئوي 97%...
- الدنيا كِدَه، وكِدَه! ولاّ كِدَه؟...
- حوارات شامية


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل الخطيب - هواجس -أقلّية- على ضفاف الثورة السورية...