أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - هل سيكون الوضع السوري مخرج الازمتين السورية والصهيونية؟















المزيد.....

هل سيكون الوضع السوري مخرج الازمتين السورية والصهيونية؟


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعلوم ان الفعل السياسي هو عمل ارادي برنامجي هادف, بغض النظر عن كونه محلي او خارجي, لكنه من المعلوم ايضا ان لكل عمل سياسي نتائج جدلية موضوعية, قد تكون على اتساق او تناقض مع الاهداف الارادية للفعل الذي نتجت عنه.
ومن الواضح ان تفاعل الربيع العربي مع االصراع في المنطقة احدث نتائج موضوعية ربما لم تكن في وارد حسابات الاطراف الاقليمية, حيث تغير وضع وظروف واوزان محاور المنطقة, الامر الذي جاء وبصورة موضوعية لصالح اعادة تعزيز النفوذ الامريكي في المنطقة, واعادة ضبط حراك الاطراف المحلية السياسي بما يتناسب وتعزز النفوذ الامريكي.
وبعيدا عن التعليق على ردود فعل الكيان الصهيوني المتعددة على تعدد الوقائع في المنطقة, والتي تتخذ من بعضها موقفا مؤيدا ومن بعضها الاخر موقفا رافضا, فاننا نجد ان القراءة الصهيونية للمحصلة الموضوعية لمتغيرات الصراع في المنطقة, تم تلخيصه في مقولة انها تحمل الخطر على _الامن السياسي الاستراتيجي _ للكيان الصهيوني, فما هو هذا الامن السياسي الاستراتيجي؟ وكيف تتهدده متغيرات الوضع الاقليمي؟ وكيف سيستجيب الكيان الصهيوني لهذا التحدي؟
ان الامن السياسي الاستراتيجي للكيان الصهيوني يتمثل في تجسيد شعار اسرائيل الكبرى في الواقع الاقليمي, وهو برنامج يحتاج تحقيقه الى مراحل طويلة ومتعددة, بدأت بمولد الكيان في الواقع, وإن بشرط تقبل وضعه الوظيفي في خدمة النفوذ الاستعماري العالمي وهيمنته على المنطقة. وقد استفاد الكيان الصهيوني ولا يزال يستفيد من هذا الوضع الوظيفي, غير ان الكيان الصهيوني بتحولاته الذاتية الاقتصادية الاجتماعية السياسية, وتراجع احساسه بخطر احتمال القضاء عليه, خلق في مجتمع هذا الكيان وحراكه السياسي الداخلي اتجاها استقلاليا يسعى للتحرر من علاقة الكيان الوظيفية بمراكز الاستعمار العالمي, والاستقلال بقرار تقرير مصيره وحركته الخاصة, وقد اشرنا سابقا الى ان جوهر الصراع الداخلي في مجتمع الكيان الصهيوني انما هو عملية التجاذب بين اتجاه التحرر والاستقلال واتجاه الولاء لمراكز القوة والنفوذ العالمي, وان استمرار انحراف هذا المجتمع الجماعي نحو اليمين انما يعكس تعزز روح الاتجاه الوطني الاستقلالي فيه.
لقد عملت الادارات الصهيونية المتعاقبة على تعزيز هذا الهدف, وكان اداتها في ذلك تهربها المستمر من تسوية الصراعات بين اطراف المنطقة معها, وبصورة خاصة تهربها من تسوية الصراع مع الطرف الفلسطيني, وكانت تتكيء في ذلك الى دعم واسناد الولايات المتحدة الامريكية لها, الى ان تفاجأت باطلاق الولايات المتحدة الامريكية نفسها لمسار تسوية الصراع الفلسطيني الصهيوني لحظة وقف اطلاق النار في الحرب على العراق, ومن ذلك الوقت دخلت في مناورات وتاكتيكات محاولة التهرب من الاصرار الامريكي على انجاز التسوية, لكن نجاحاتها بقيت نسبية الى ان تبلورت حالة الانشقاق الاقليمية الى محاور الاعتدال والممانعة وتوظيفها حالة عدم استقرار الوضع اللبناني وحالة الانشقاق الفلسطيني, كرافعة لمناورتها في التهرب من استحقاقات تسوية هذا الصراع,
فحتى نهاية العام الماضي وفي ظل هجوم واسع لمحور الممانعة على النفوذ الامريكي في المنطقة وعلى مشاريعه, فقد اصاب النفوذ الامريكي درجة من التاكل وصلت حد رفض الرؤية الامريكية للتسوية وتملص الكيان الصهيوني علنا من الضغوط الامريكية, بل وحد الرفض الفلسطيني لهذه الضغوط وهو الطرف الاضعف اقليميا, تحت مبرر ان الولايات المتحدة لا تستطيع فرض تصورها الخاص للتسوية مما يلغي ضمانة الانصياع الصهيوني للاتفاقات.
ان الفترة الذهبية الصهيونية كانت نفسها فترة قوة محور الممانعة وفترة سيادة الحالة الانشقاقية الاقليمية بصفة عامة وفي بعض المواقع بصفة خاصة, حيث سرع الكيان الصهيوني من عملية تعزيز تطبيق رؤيته الخاصة للتسوية في الواقع, والتي كانت تعني بناء تراكم اكبر من المعيقات امام امكانية تطبيق الرؤية العالمية بصورة عامة للتسوية والمنظر الامريكي منها بصورة خاصة. وليس الوجه الاخر لهذا التاكتيك الصهيوني سوى تعزيز شروط _ السيادة والاستقلال _ . لذلك لم يكن غريبا ان نرى حدة رد فعل الكيان الصهيوني على المتغيرات الاقليمية, واعنفها رد فعله على المصالحة الفلسطينية,
ان مجمل التغيرات الاقليمية اعادت تعزيز النفوذ الامريكي على الكيان الصهيوني, وهي الى درجة كبيرة ستسهم في اجهاض انجازاته الكبيرة التي حققها خلال فترة انقسام المنطقة الى محاور الممانعة والاعتدال, حيث تعززت وحدة الاتجاه الاقليمي بفعل تخلخل وضع محور الممانعة, خاصة التخلل الراهن في وضع النظام السوري منه, مما سمح باعادة اصطفاف للقوى في لبنان, واطلق المصالحة الفلسطينية,
ان الكيان الصهيوني تبعا لهذه الصورة يدرك ان ما حققه من انجاز على صعيد امنه السياسي الاستراتيجي هو تحت خطر العودة للهدف الوظيفي الاقليمي الذي لاجله خلقته مراكز الاستعمار العالمي, وان حجم تحرره من هذا الشرط اخذ في التراجع, الامر الذي سيكون له انعكاساته السيئة على الوضع الصهيوني الداخلي وعلى علاقاته العالمية خاصة بالولايات المتحدة الامريكية, اذا اختار المواجهة معها.
اننا بالطبع نحاول قراءة جدل الحركة الموضوعية في صورة الواقع, ومن منطلقنا النظري القومي الفلسطيني فانه لا اوهام لدينا حول ان اي شكل ومستوى سيتحقق للتسوية انما سيكون على حساب ثوابت الحق _ القومي _ الفلسطيني, سواءا تجسد في الواقع المنظور الامريكي او الاوروبي او الصهيوني, مع فارق نسبي بينها جميعا, لكننا نحاول هنا استقراء كيف ستكون المناورة الصهيونية للتعامل مع المتغيرات ومعالجة نتائجها الموضوعي, بصورة برنامجية.
من الواضح ان واقعا موضوعيا على هذا الحجم من الضخامة لن يتم مواجهته الا بمناورة ضخمة, سيكون مضايقة اطراف محلية, كلبنان وفلسطين, هو من مكوناتها النوعية التي تعمل كروافع وادوات تخدم المناورة الرئيسية, فالمناورة الصهيونية يجب ان تكون على مستوى محلي واقليمي وعالمي, وما مضايقات السلطة الفلسطينية ومحاولة اعاقة وافشال المصالحة الفلسطينية منها سوى ايسر مجالاتها, خاصة ان الوضع الفلسطيني هو في قبضة النفوذ الصهيوني وهي قادرة على ان تدفع به الى مستوى _ الفوضى الخلاقة_ في صورة انتفاضة فلسطينية ستشكل مدخلا لعرقلة استعادة مسار التفاوض, كما ان استثارة عش الدبابير اللبناني ايضا هو في مقدور الكيان الصهيوني, ولكن الاجابة على سؤال هل يكفي ذلك هو المهم, كذلك الامر بالنسبة للعب على نهج توظيف اللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة الامريكية واللعب على التناقضات الحزبية الامريكية الداخلية, وحتى الاستفادة من فارق المواقف الاوروبية الامركية,
ان المناورة الصهيونية كانت دائما تبدا من قدرتها على التحكم بوضع _ استقرار شرق المتوسط_ كمدخل لحراكها السياسي, وهو مدخل نرى الان ان النظام السوري يستعير التعامل فيه من اجل تحجيم تدخل الاجندة الاجنبية في تحديد كيفية تعامل النظام مع الانتفاضة الشعبية السورية ومنعه من تقرير مصير النظام, فهل ستشكل مسالة التحكم فيي استقرار وضع منطقة الشرق الاوسط وتحديدا في الموقع السوري مدخلا مشتركا لكلا الطرفين النظام السوري والكيان الصهيوني من اجل ان يعالج كل منهما ازمته الخاصة؟



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتفاق المصالحة يجب ان يكون خطوة في مسار انجاز الوحدة الوطنية ...
- سوريا, فوضى بفوضى, والباديء اظلم:
- حين لا تخلو الانتفاضات من الشبهات:
- اين هو البرنامج القومي للانتفاضة الشعبية؟
- اغتراب الرؤية السلفية عن الواقع في مقال ثقافة الاحتجاج:
- محاذير حول مسار الوضع السوري
- حمل العنزات والعودة للمفاوضات:
- الانتفاضة الشعبية طريق انهاء وضع الصوملة الفلسطينية:
- الوضع الفلسطيني في المتغير الاستراتيجي الاقليمي:
- في العرف الفلسطيني القتل حلال:
- فشل المصالحة الفلسطينية زنقة زنقة
- سيد جولدستون انت عار على مهنة القضاء:
- ترويض حركة حماس لخدمة مخطط نتنياهو:
- الدم الفلسطيني يسفح على نغم التصعيد المحسوب:
- مرة اخرى ضرورة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية:
- الانتفاضة وشمولية النضال الفلسطيني:
- نداء عاجل الى الشعب الفلسطيني ...الان وقت التحرك الشعبي :
- فلسطين وطن قومي لا خيار فردي:
- قناة الجزيرة تهيء للعدوان الصهيوني على قطاع غزة:
- بين علمانية ولاية الخامنئي وعلمانية ولاية القرضاوي :


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - هل سيكون الوضع السوري مخرج الازمتين السورية والصهيونية؟