أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - ونحن من يعوضنا ؟ أم عوضنا على الله !!!















المزيد.....

ونحن من يعوضنا ؟ أم عوضنا على الله !!!


كريم المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خبر مصادقة البرلمان العراقي في الثلاثين من أبريل الماضي على اتفاقية دفع " التعويضات لمواطنين أمريكيين تعرضوا لمعاملة قاسية من قبل القوات العراقية أثناء حرب الخليج " تنفيذا للإتفاقية الموقعة بين بغداد وواشنطن في أيلول/سبتمبر الماضي والتي تضمنت دفع التعويضات بمبلغ 400 مليون دولار لضحايا سوء المعاملة من رعايا الولايات المتحدة الذين اعتقلوا في العراق خلال عامي 1990 و1991 ، هذا الخبر نزل " كالصاعقة " على العراقيين الذين يتساءلون ، إذا كنا ندفع كل هذه المبالغ " بإدعاء " أمريكي كاذب ، إذن فعلى البرلمانيين العراقيين المطالبة بتعويضات إنتهاك الولايات المتحدة للقانون الدولي الإنساني المتمثل في إتفاقيات لاهاي لعام 1899 وعام 1907 وأتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949 والقانون الجنائي الدولي وجرائمها المثبتة بالوثائق والأدلة الدامغة .
الخبراء القانونيون ومن بينهم سالم حواس الساعدي وكما نشرته الوكالة الوطنية العراقية للأنباء /نينا/ يشددون على انه لا يحق لمجلس النواب التصديق على اتفاقية تسوية المطالب الأمريكية بحجة التصديق بالتخوف المستقبلي من إقامة دعاوى ضد العراق لأن هذه " الحجج واهية ولا تستند على أي أساس قانوني ، لان مجرد الظنون والافتراضات أو التهديدات لا تبرر تعجيل دفع الثمن او المقاصة القانونية تنفيذا دون صدور قرار حكم مكتسب درجة البتات" .
وهنا يبرز سؤال مهم يستحق التوضيح من واضعي الإتفاقية أليس من الأجدر والأولى أن يتم تشكيل فريق عمل مستقل ، مكون من الخبراء القانونيين والحقوقيين والمحامين ، وبشكل مهني لمتابعة هذا الملف والتصدي للدعاوى وإعداد الدفوع القانونية بذلك قبل الاستسلام ودفع الأموال بمجرد الادعاء ؟؟ و أليس من المفترض إدراج مبدأ مماثل للضحايا من العراقيين ؟؟ خصوصا وإن ما يدعونه الأمريكان لا يستند إلى أي أسس قانونية أو شواهد في حين لدى الضحايا العراقيين ما يسند دعواهم !! .
والقرار هذا ، أليس كان من الواجب أولا أن تعتذر الولايات المتحدة الأمريكية للشعب العراقي عن المآسي التي عاشها خلال السنوات الماضية نتيجة قرارها بتدمير العراق !! حيث لازالت تكبد العراق خسائر وأضرار كارثية ببنية المجتمع العراقي ،الذي تكبد من الخسائر ما لا يمكن وصفه من أعداد القتلى واليتامى والأرامل والمهجرين إلى مختلف بقاع العالم إضافة إلى المهجرين في الداخل" ، ناهيك عن الأضرار الجسيمة التي أصابت البنية التحتية .


وإذا كنا نعوض الأمريكان لمجرد " إدعاءات " فمن يعوض الاغتصاب الأمريكي لنساء العراق ! ووفقا للجنة حقوق الإنسان في العراق فإن قوات الاحتلال الأمريكي والبريطاني قامت باغتصاب العشرات من نساء وأطفال العراق ، وقتل مئات العراقيين بعد اعتقالهم ، ووجهت اللجنة رسالةً بذلك إلى المنظمة العربية لحقوق الإنسان قالت فيها: إنها سجلت 57 حالة اغتصاب لنساء عراقيات على يد القوات الأمريكية والبريطانية و27 حالة اغتصاب لأطفال، منها 11 حالة على يد القوات البريطانية، و3 حالات على يد القوات الدنماركية !!.
ومن يعوض مقتل تسعة آلاف جندي عراقي أسير عام 1991 عقب استسلامهم لقواته وإلقائهم أسلحتهم ورفعهم رايات بيضاء !!!! وحسب إعتراف الجنرال الأمريكي ماكافوري نشرته صحيفة نيويوركر وعدة صحف أمريكية ، معززة بإعترافات شهود من ضباط أمريكيين ، الذي أعطى أوامره بإبادة الجنود وطلب آنذاك من دبابات قواته وجرافاتها التقدم إلى خنادق واستحكامات الجنود العراقيين المستسلمين لدفن الأسرى العراقيين تحت ركامها لأنه وجد " التخلص منهم جماعياً بهذه الطريقة أفضل من قتلهم بالأسلحة الفردية " . !!!
ومن يعوض العراق بما كشفته صحيفة نيويورك تايمز في 17 فبراير 1993 عن استخدام الطيران الأمريكي لقذائف تحوي اليورانيوم ضد الشعب العراقي ، و قتل الكثير من أطفال العراق بسببها، وكتبت الصحيفة أن الأطفال كانوا أكثر تأثراً بهذه القذائف؛ لأن اليورانيوم الموجود فيها يترك آثاره بسرعة في الخلايا والهياكل العظمية للأطفال، ويقضي على الأجنة في أرحام الأمهات أيضاً. !!! .
ومن يعوض العراقيين عما أرتكبه الجنود الأمريكان من طرق وحشية في اقتحام منازل المواطنين الأبرياء غالباً، ونشرت مجلة ( الأمة The Nation) الأمريكية في عددها الصادر في نهاية تموز 2007 إعترفات لخمسين من الجنود الأمريكيين أعطوا أسماءهم الحقيقية ورتبهم العسكرية، بارتكابهم جرائم حرب في العراق تنطبق عليهم أشد عقوبات أحكام القانون الدولي ، خصوصا أنه لا تحتاج ملاحقة هؤلاء وقادتهم ورئيسهم بوش قانونيا إلى توثيق أكثر من تلك الاعترافات التي أدلوا بها هم أنفسهم بحرية، وبمباهاة واستهتار في كثير من الحالات ، حتى أن واحدهم يقول « كنت أستطيع قتل أي شخص لا تعجبني نظرته، بدعوى انه كان يهدد أمني» .
ومن يعوض العراقيين الذين قتلوا على أيدي عناصر " بلاك ووتر" سيئة الصيت ومن بينها حادثة شهداء ساحة النسور بعد أن وجه لعناصرها الخمسة 14 اتهاما بالقتل و20 اتهاما بالشروع في القتل واتهام واحد بانتهاك يتعلق بالأسلحة بخصوص إطلاق للنار في بغداد في عام 2007 !!!
الإستهتار بالحقوق العراقية هي التي جعلت الأمريكان يتعاملون مع فضيحة جرائمهم في سجن أبي غريب ضد السجناء العراقيين بنوع من اللامبالاة ، استناداً إلي هذه الحصانة التي يستشعرون تمتعهم بها، بل وأن يصل الأمر بالرئيس الأمريكي ووزيري دفاعه لرفضهما الاعتذار للشعب العراقي، ثم الاعتذار فقط أمام الشعب الأمريكي بعدما أثار الأمر خلافاً بين معسكري الحزبين الجمهوري والديمقراطي اللذان سيتنافسان في انتخابات الرئاسية الماضية ! .
والغريب أن البرلمانيين العراقيين يعرفون كل هذا ، ويعرفون بأن القيادة العسكرية الأمريكية في العراق كانت على علم بانتهاكات حقوق الإنسان وأعمال التعذيب التي كان المعتقلون يتعرضون لها في السجون العراقية وموت مئات المدنيين العراقيين قتلوا على حواجز التفتيش التي أقامتها القوات الأمريكية في أعقاب غزو العراق عام 2003 ، وهذا يعني أن هناك سبق إصرار وترصد في الجرائم المرتكبة ضد العراقيين وهذا لا يستوجب فقط التعويض فقط ، بل ومحاسبة المتهمين بإرتكاب هذه الجرائم وإحالتهم للمحاكم حتى الدولية منها .
وثائق ويكليكس التي نشرت في يونيو الماضي تتحدث عن مقتل 109 آلاف و32 شخصا في العراق، بينهم 66 ألفا و81 مدنيا (بمن فيهم 15 ألفا ‘’لم يتم الكشف عنهم حتى اللحظة’’)، 23 ألفا و984 ‘’من الأعداء’’، 15 ألفا و196 عنصرا في القوات العراقية و3771 جنديا في قوات الائتلاف. فيما وصفه مؤسس موقع ويكيليكس بأنه ‘’حمام دم’’، تظهر الوثائق أن الجيش الأمريكي كان على علم بحالات سوء معاملة عدة على يد القوات العراقية إلا أنه غض النظر عنها.
إن الاعتذار ودفع التعويضات للعراقيين ليس إلا خطوة يمكن أن تجبر بعض الجراح ولكن المسؤولية التاريخية لما أسفر عنه الاحتلال من مآسي ستبقى حية في نفوس العراقيين حتى يستعيد البلد وحدته وعافيته ويعود الأمن والاطمئنان إلى شعبه وتعويض كافة الذين تضرروا .



#كريم_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يضحك على من !!!!
- الثورات العربية من وجهة نظر روسية
- كتاب جديد - إمبراطور الغاز
- أنا وضعي مختلف .. !!!
- هل نحن بحاجة لدراسة اللغة اليابانية !!
- كوسا وحسين ، وإن تعددت أسباب هروبهما ، فمصيرهما واحد
- أفتخر .. لأنك عربي
- ماذا لو كانت ليبيا بلدا للموز ..... ؟
- صحوة موت عمرو موسى سياسيا
- أيها الليبيون .. العبرة لمن أعتبر
- في العراق .. عجيب أمور .. غريب قضية
- بعد خطاب مبارك .. مصر إلى أين !!


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - ونحن من يعوضنا ؟ أم عوضنا على الله !!!