أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند السماوي - انحدار وسقوط الاحزاب العربية















المزيد.....

انحدار وسقوط الاحزاب العربية


مهند السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 19:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انحدار وسقوط الاحزاب العربية:
من سمات العصر الحديث هو ان اغلب الثورات تقوم بها جماعات منظمة سياسيا ومن النادر ان نرى ثورة شعبية بلا احزاب معارضة كما حصل في بداية الثورة الفرنسية وغيرها...فالحزب المعارض هو حكومة ظل تقوم بواجب المعارضة وقيادة الثورة نحو حكم جديد اذا عجزت عن الانتقال السلمي للسلطة،لانها الاقدر على مجابهة الاوضاع السياسية ومستجداتها نحو بناء نظام سياسي جديد.
العالم العربي لم يكن شاذا عن تلك القاعدة... فمنذ نهاية الحرب العالمية الاولى، والاحزاب السياسية المعارضة تقود الشارع نحو الاستقلال والحرية بعد ان كانت المعارضة متمثلة بالهيئات الدينية ورجال القبائل والمتنفذين،واصبحت من خلالها راسخة الجذور في المجتمعات العربية الى درجة اصبح بعضها جزءا من التراث الوطني وتاريخه السياسي بل تجاوز ذلك الى الذات وتضحياتها!.
وبعد الحرب الثانية والاضطرابات التي تلتها وصولا الى مرحلة التصفيات الدموية واستقرار انظمة الحكم الاستبدادية منذ بداية السبعينات،والاحزاب الموجودة على الساحة تراوح مكانها...فهي اما في الحكم واصبحت جهازا امنيا اضافيا وفارغا من اي محتوى فكري واخلاقي يستحق الاحترام والتقدير! بل تحولت الاحزاب الحاكمة الى مافيا اجرامية تمارس الارهاب والرعب والفساد من خلال استغلال المواقع الرئيسية في الدولة،واصبحت تلك الاحزاب مثالا سيئا للبقية التواقة للحكم من خلال انهيار منظومة الفكر السياسي الخلاق والمبدع وانحراف وتشويه الوطنية المخلصة،والنماذج كثيرة في الاحزاب الحاكمة في العراق وسوريا ومصر وتونس والجزائر واليمن والسودان ولبنان وغيرها.
انهيار احزاب المعارضة:
الانهيار الثاني والاخطر فعليا هو سقوط احزاب المعارضة الفعلي من خلال عجزها عن مواكبة حركة الثورات العربية الشعبية او تصدر الصفوف الامامية لحماية الثائرين والتي اندلعت في عام 2011 والمفروض منها كذلك ان تكون هي القائدة والمدبرة لعملية الثورة وادارتها...الذي حدث هو ان مجموعات الشباب المتعددة في شبكة الانترنت،استغلت حالة الفراغ والركود السياسي فأصبحت هي المدبرة والقائدة للثورات بالرغم من ضعف خبرتها الميدانية وعدم امتلاكها لرؤية سياسية واضحة مثلما هو موجود لدى احزاب المعارضة،ولكن اكيد ان النضج السياسي سوف ينتشر بمرور الزمن...ولنا في تونس ومصر امثلة كيف تفاجئت الاحزاب بحركة الشارع ومجموعات الثورة الالكترونية وهي لم يكن لها وجود يذكر في ليبيا بسبب الابادة السابقة وانتشار القبلية،اما في البحرين واليمن وسوريا فأنها لم تستطع مواكبة التحركات الشعبية وان تلبي طموحاتها المشروعة ولا استطاعت ان تفتح جبهات اخرى لمساندتها بل اصبحت جزءا بسيطا منها،اما الدول التي بقيت خارج نطاق التحرك الثوري مثل الجزائر والمغرب والسودان ولبنان والاردن فأنها علامة على الانحدار والاضمحلال والركود،بينما بقيت دول الخليج الاخرى في حالة من الترقب والانتظار لان الاحزاب غير موجودة كما ان سطوة السلطة والفعاليات المختلفة بقيت حاضرة ويقظة لحد الان وهذا لا ينطبق على المستقبل لانه مجهول للجميع!.
لماذا الانهيار الثاني اخطر من الاول؟!... لان المنظومة السياسية الحاكمة بقوة الحديد والنار وبالخداع المتواصل والارهاب الوحشي والتي لا تملك من اصول الثقافة شيئا!جعلها بالفعل منهارة وخائفة من ادنى حركة الى درجة استعدادها ان تبيع وطنها للبقاء في السلطة فهي اذا لا تحتاج سوى الى ضربة حذاء ترميها الى الابد في مزابل التاريخ!...اما احزاب المعارضة فهي تبني سمعتها طويلا على نغم ايقاع خطواتها في معارضة الاستبداد والخيانة المستمرة والوقوف الى جانب الشعب في معركته المصيرية في سبيل الحرية والعدالة،وسمعة المعارض لا تبنى او تعطى بسهولة وهي كنز حقيقي لا يعرف معناه الا من حازه بجدارة بينما سمعة رجال السلطة تبقى في اسوأ مكانة واكثرها احتقارا مهما تجمل بطرق الخداع والتمويه!...هكذا تاريخ يجب ان يراعى ويحترم لانه جزءا رئيسيا من تراث الامة وقيمها المعنوية المتعددة، والمحافظة على سمة وسمعة المعارض مهمة بالفعل صعبة وتحتاج الى جهد ذاتي وتحديثات مستمرة لمواكبة تطورات العصر مع الابقاء على الاصول الثابتة التي لا تتغير مع الاحداث.
الضربات الاستباقية والحرب المعلنة من جانب الانظمة العربية ضد احزاب المعارضة جعلها منهوكة القوى ومخترقة حتى اصبحت هي الاخرى هياكل عظيمة تستحق الشفقة لانها فقدت جزءا رئيسيا من مقدرتها الفكرية والسياسية القادرة على توجيه طاقات المجتمع نحو حركية سياسية جديدة تسمو بالحياة الديمقراطية الفعلية... بل الادهى من ذلك ان بعضها سقط في مستنقع الوراثة السياسية كما سقطت اضدادها الحاكمة فيه! فكيف يمكن لاحزاب فقدت القدرة والنشاط وترهلت واختزلت بأشخاص،ان تستغل الثورة التكنولوجية وتسخرها لخدمة الشعوب التي انهكها الاستبداد والطغيان والفساد؟!...
من غباء وخيانة الانظمة الاستبدادية العربية انها ابادت احزاب المعارضة ولم تحتويها وتروضها ضمن لعبة سياسية محكمة، بل وجعلت الباقي منها فارغا من اي مضمون وعليه فأن التوجه الجماهيري وبخاصة قواه الشابة نحو طرق جديدة للتعبير والمعارضة ان تكون بعيدة عن سيطرة الحكومات والاحزاب المعارضة التي ترهلت وسقطت في اختبار الوراثة السياسية والانقسامات الداخلية وعجزت بالتالي عن استيعاب اسس الديمقراطية والحقوق الفردية وقيمها العالية...من هنا نشأت وسوف تنشأ احزاب جديدة من المجموعات الشبابية تمنح للعمل السياسي روحا جديدة خالية من اخطاء المراحل السابقة وسوف تكون القواعد الجديدة المتفق عليها وهي مدار الفكر والعمل المؤدي له...ولكن تبقى الاحتمالات متضاربة فيما لو تحرك الاثنان نحو الشارع للاستحواذ على تأييده،فأحزاب المعارضة القديمة لها مؤيديها وقواعدها بينما الشارع متوجه نحو المنتصرين الشجعان الذين تحدوا ارادة الارهاب والقمع.
ولكن يبقى السؤال الخالد:هل يبقى ذلك التجديد مستمرا؟!...الجواب هو كلا لان الحياة لا تسير وفق منهج وسلوك ثابت،فهي دائمة التغيير وعليه فأن الافكار الجديدة والاحزاب المنبثقة منها هي ايضا لمرحلة معينة،قد يطول بقائها اذا كانت الظروف مواتية واستطاعت استيعاب كل جديد،ولكن موتها البطيئ واندثارها سوف يكون سريعا في حالة الجمود والتقوقع الفكري والعملي الذي يؤدي الى الانحدار.
الاحزاب والمنظمات هو شر لا بد منه اذا احسنا استخدامه!.



#مهند_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقارنة الاستدلالية 5
- المقارنة الاستدلالية 4
- المقارنة الاستدلالية 3
- المقارنة الاستدلالية 2
- المقارنة الاستدلالية 1
- المارقين الجدد!
- الاحتجاج الوجوبي
- حفاري قبورهم!
- الفوائد الجلية من الثورات البهية
- في سياحة الكتب 12
- هجرة بلا حدود!
- عندما يكشف الغطاء
- الاغتصاب السياسي!
- في سبيل الحرية
- السقوط المدوي للحزب الدموي
- مذكرات من بيت الاغتراب 5
- عبقرية القمع الجديدة!
- المتسلقون الوضاعون!
- الرقص على آهات الضحايا!
- المحنة البحرينية


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند السماوي - انحدار وسقوط الاحزاب العربية