أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الرفيق بن حدو - حركة 20 فبراير : نشأتها وآفاقها - نحو مقاربة ماركسية لينينية -















المزيد.....

حركة 20 فبراير : نشأتها وآفاقها - نحو مقاربة ماركسية لينينية -


الرفيق بن حدو

الحوار المتمدن-العدد: 3351 - 2011 / 4 / 30 - 20:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يتوجب التأكيد في بداية هذه المناولة المتواضعة أنها موجهة إلى عموم المتعاطفين مع الفكر الثوري : الماركسي اللينيني، قصد التداول والمناقشة لبلورة رؤى وصياغة توجهات تهم بالأساس الفعل النضالي الميداني لكل من له صلة بالنضال من أجل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية والانتقال بالمجتمع المغربي للولوج لعهد الحضارة والإنسانية الحقة ضدا على نظام العبودية والإستغلال الرأسمالي. وهي محاولة تستهدف بالأساس فتح نقاش جدي عن حجم حركة 20 فبراير وتأثيرها في الشارع المغربي وعن الآفاق التي يمكن أن تمنحها للمناضلين الثوريين بالأساس حتى يتسنى لهم فعلا التموقف منها بشكل سليم، ولكوننا لا نحتكر أدوات التحليل العلمي ولا ننزه ما نخلص إليه من استنتاجات عن السقوط في بعض "النواقص"، مفضلين بالتأكيد إنتاج المواقف بشكل جماعي مع كل من يتقاسم نفس الأهداف والغايات الكبرى، وذلك راجع بالأساس إلى مدى اقتناعنا -على حد تعبير الشهيد الرفيق مهدي عامل- بأن "دور الممارسة النظرية لا يقع على الفرد، وإن قام به أفراد، بل على الحزب، لأن الممارسة النظرية هي إنتاج الوعي العلمي للحركة التاريخية الثورية، داخل هذه الحركة بالذات. والوعي هذا، من حيث هو وعي تاريخي، ليس وعيا فرديا، بل هو وعي جماهيري، أي وعي الجماهير التي تصنع التاريخ في عملية معقدة من الصراع الطبقي الذي تقوده الطبقة العاملة المنظمة تنظيما ثوريا" مقدمات نظرية لدراسة أثر الفكر الاشتراكي في حركة التحرر الوطني، الطبعة السادسة 1990 الصفحة 179. فالثوريون بالمغرب -باعتبارهم المعبر الحقيقي عن فكر الطبقة الثورية النقيض- اليوم أمام تحدي تاريخي لإبراز مدى استعدادهم وجاهزيتهم لخوض الصراع الطبقي حتى النهاية والسير به لإبرازه في شكله السياسي من أجل طرح مشكل حسم السلطة السياسية، وإبراز مدى قدرتهم على تنظيم الجماهير الشعبية وحشدها للإلتفاف حول برنامج الثورة، خاصة بعد نشأة ما يسمى بحركة 20 فبراير كنتيجة طبيعية للتناقضات الطبقية التي تحكم البنية الاجتماعية المغربية في علاقتها الوثيقة بالأزمة البنيوية للإمبريالية/ المرحلة العليا من الرأسمالية.
مما لاشك فيه أن النظام التبعي القائم بالمغرب، يعيش حالة سباق مع الزمن من أجل محاولة الكبح والحد من تأثير ما أطلقه خروج الشعب المغربي بجميع فئاته وتشكيلاته الطبقية وتعبيراتها السياسية، وهذا ما يكون قد نجح فيه نسبيا، إذ أن حركة 20 فبراير رسمت أفقا لمطالبها وحددته في "الملكية البرلمانية" وذلك منذ تأسيسها. وهنا ينبغي التنبيه إلى أنه لا يمكن إطلاقا تبرير ذلك بعدم تواجد ذوات من داخلها قادرة على تجذير المطالب وتثويرها لأن الحركة كانت واضحة منذ إعلانها عن الأرضية التأسيسية الخاصة بها، إلا أن هذا لا يعني بالتأكيد إلغاء إمكانية اعتماد الفرص التي تتيحها هذه الدينامية من طرف المناضلين الثوريين لأجل طرح الأفكار البديلة وفضح طبيعة الشعارات البرجوازية التي تعمل على تأبيد الوضع القائم وتكريس نفس السيطرة الطبقية للطبقة المسيطرة، مع ما يعنيه ذلك من الاستمرار في نهج نفس السياسات اللاوطنية اللاديمقراطية واللاشعبية. فبالنظر إلى التوجهات الفكرية والسياسية التي تعمل من داخل 20 فبراير نجد هيمنة التوجه الظلامي الذي لا يملك بديلا حقيقيا عن النظام القائم نظرا لاستحالة وجود نمط إنتاج إسلامي، وبالتالي فإنه لن يخرج في نهاية المطاف عن إعادة إنتاج نفس علاقات الإنتاج القائمة حتى وإن تم الأمر بلباس ديني. ومن جهة أخرى التواجد المهم للإصلاحيون الجدد الذين يرفعون شعار "المجلس التأسيسي" و "دستور ديمقراطي شعبي" ساعين إلى تجسيدهما من داخل نفس النظام بطبيعة الحال. وهما في نظرنا توجهان يلتقيان معا على أرضية العداء للبديل الثوري، نظرا لما يشكله من خطر فعلي من الناحيتين الاقتصادية والسياسية على أوهامهم المستقبلية بالتحول للعب أدوار "البرجوازبة الوطنية". كما لا يمكن بتاتا إغفال توجه آخر ظهر حجمه متفاوتا من منطقة لأخرى، وهو المتعلق بالتوجه الثوري الذي يحشد جماهير غفيرة –في مناطق تواجده على الأقل- إلا أنه لم يظهر بشكل مستقل وواضح لاعتبارات تتجاوز الرغبة الذاتية أو "القدرة والجرأة" على الإعلان عن التواجد من داخل حركة 20 فبراير كتوجه مستقل، والأمر مفهوم جدا لأن طبيعة تعاطي النظام الرجعي القائم بالبلاد مع النقيض الحقيقي معروفة، وتاريخ المواجهات الصدامية معه تشهد على ذلك.
أمام هذا الحال فإنه من المنطقي جدا أن يطرح سؤال ما العمل تجاه حركة 20 فبراير كماركسيين لينينيين ؟ ذلك أن المناضلين الثوريين المشتغلين ميدانيا بشكل يومي في مختلف جبهات الصراع المفتوحة ضد النظام الرجعي القائم بالبلاد ينظرون بـ"عين الرضا" إلى الدينامية التي أطلقتها الحركة وإن كان مؤسسوها قد حددوا سقفا لتحركاتها ومطالبها، فإن الشعب المغربي استطاع بعفويته وتلقائيته تجاوزهم منذ أول يوم، وتمكن بالملموس من تعرية وفضح حقيقة النظام وأزال عنه القناع حين قدم 05 شهداء بمدينة الحسيمة وشهيد بمدينة صفرو ومئات المعتقلين بباقي المدن الأخرى، كما استطاع التوجه الثوري الكفاحي من إنتاج أشكال متقدمة بديلة لتنظيم الجماهير الشعبية في إطار "لجن شعبية محلية" وإن كانت جنينية ولا تزال في حاجة إلى التبلور أكثر، إلا أنها البداية الحقيقية لعمل الماركسيين اللينينيين في الوقت الراهن من أجل إشراك الجماهير في صوغ القرار وصنع المصير. ولأن تأثير فكرنا داخل العمال والفلاحين والمهمشين والمقصيين اجتماعيا على العموم لا يزال ضئيلا فإنه لا محيد عن الاستمرار في بناء هذه الأشكال الشعبية بعزم وصبر وثبات بشكل متواز مع البحث عن الاستمرار في المستويات الأخرى الأكثر رقيا داخل الفئات المثقفة والتي تتعاطف أو تتبنى بشكل واضح وصريح فكر الطبقة العاملة.
وكي لا نكتفي بوصف الواقع، فإننا نقترح على الشباب الثوري المنخرط بحماس منقطع النظير في تأطير وبلورة أفكار وأشكال الاحتجاج من داخل حركة 20 فبراير إلى اعتماد الشعار المركزي التالي : "النضال من أجل حكم وطني ديمقراطي شعبي تكون فيه السلطة للشعب" لكونه شعارا يدعو بشكل واضح وصريح إلى فك الارتباط مع الإمبريالية مع ما يستدعيه هذا الأمر من تموقف من نمط الحكم القائم والنظام الجاثم على صدور أبناء الشعب المغربي منذ الاستقلال الشكلي، وبالتالي منح الفرصة للشعب من أجل تولي السلطة عبر أشكال وآليات قادر على إبداعها في معمعان النضال، لأنه لا يمكن لنا حصر الأشكال الممكن اتباعها لتجسيد سلطة الشعب، فالأشكال قد تتغير وتتعدد كما توحي لنا بذلك تجارب الشعوب التي نجحت في قطع علاقاتها مع النظام الرأسمالي.
إذن فالانخراط في الأشكال النضالية التي تدعو إليها حركة 20 فبراير واجب ثوري ينبع أساسا من قدسية تجسيد مهمة مواكبة جميع تحركات الشعب المغربي من أجل المطالبة بالتغيير والعيش الكريم، إلا أنه ليس من أجل الاكتفاء بدور المتتبع، بل من أجل الرفع من قيمة وعي الجماهير إلى مستوى يرقى لإمكانية تحقيق مطامح ومتطلبات التغيير الثوري : التحرر الاقتصادي والانعتاق الاجتماعي والازدهار الثقافي. لكن في الوقت ذاته ليس بمستوى الرهان عن هذه الحركة وما تدعو إليه، على اعتبار أن الثوريون لا يراهنون سوى على الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والمثقفون الثوريون وعموم الجماهير الكادحة المنضوون تحت القيادة الفعلية لحزب البروليتاريا المستقل عن جهاز الدولة وعن باقي الطبقات الأخرى.
فمن هذا المنطلق، وبغية تحديد الحجم الحقيقي لحركة 20 فبراير، فإنه بإمكان الشباب الماركسي اللينيني في الوقت الراهن فتح نقاش مع الشباب المنتمي لهذه الحركة ( وبهذا الصدد يمكن أن نعتبر هذه الورقة بمثابة نداء أولي لهم من أجل التواصل والتفاعل) حول الاستراتيجية العامة لتحركاتهم وعن مدى إمكانية تقبلهم لرفع الشعار المذكور سابقا، أي "النضال من أجل حكم وطني ديمقراطي شعبي تكون فيه السلطة للشعب" واعتماده كحد أدنى للإلتفاف حوله والبدء في الرفع من وتيرة الأشكال النضالية التي تنهجها الحركة، بدء من محاولة الاعتصامات المفتوحة جزئيا وسط أهم المدن الكبرى (الرباط- الدار البيضاء- مراكش- فاس- طنجة- وجدة) كمرحلة أولى من أجل تحقيق بعض المطالب الاستعجالية المتمثلة أساسا في حل الحكومة والبرلمان بغرفتيه ومحاسبة كل الوجوه والأسماء المتورطة في تفقير الشعب ونهب خيراته، التراجع الفوري عن سياسة الخوصصة لعدد من القطاعات العامة الحيوية وإرجاعها إلى الأملاك العامة للدولة، ضمان الحريات النقابية والسياسية وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين دون قيد ولا شرط بما فيهم المعتقلون على خلفية التظاهر بدء من 20 فبراير.
ومن جهة أخرى على الثوريين بالمغرب، والماركسيين اللينينيين على وجه الدقة، تجاوز بعض الاختلافات الثانوية في الوقت الراهن والتي لا تخدم مصالح الشعب المغربي بأي شكل من الأشكال، والدفع بدلا من ذلك في اتجاه التنسيق داخل أهم القطاعات الجماهيرية (المعطلين والطلبة والتلاميذ) من أجل استرجاع المكانة التاريخية ولعب الأدوار الطلائعية التي اضطلعت بها لسنوات خلت، فوقفت بمثابة الصخرة التي انكسرت عليها كل الرهانات للتحالف الطبقي المسيطر، وظل صدى كل معركة جماهيرية يتردد في الجامعات وساحات الثانويات.
وعليه فما أشد حاجتنا في الوقت الراهن إلى بناء أنفسنا وتنظيم ذواتنا من أجل أن نكون في مستوى اللحظة السياسية الراهنة التي تمر بها بلادنا، لأننا بالتأكيد لسنا بحاجة إلى ماركس آخر، ولسنا بحاجة إلى لينين آخر، بل نحن بحاجة كل الحاجة إلى حزب ماركسي لينيني.



#الرفيق_بن_حدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية اللينينية اختيار وهوية
- بحلول ذكرى استشهاد الرفيقة الماركسية اللينينية، المناضلة الث ...
- توحيد الحركة القاعدية خطوة أولى على درب استرجاع المكانة التا ...
- بصدد أحداث الجامعة المغربية الأخيرة


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الرفيق بن حدو - حركة 20 فبراير : نشأتها وآفاقها - نحو مقاربة ماركسية لينينية -