أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال شاكر البيابي - السنة والشيعة في السعودية: تأكيد الذات وإلغاء الآخر (ا-2)














المزيد.....

السنة والشيعة في السعودية: تأكيد الذات وإلغاء الآخر (ا-2)


نضال شاكر البيابي

الحوار المتمدن-العدد: 3350 - 2011 / 4 / 29 - 19:39
المحور: حقوق الانسان
    


يُعرف الانتماء بأنه :الارتباط بمجموعة من القيم والمفاهيم مع جماعة ما ، ودافعه (الجوع الاجتماعي). إن الإنسان بفطرته ينزع إلى »الانتماء « إلى جماعة ما، تحقق له الشعور بالطمأنينة والسكينة، والانتماء قد يكون إلى لغة أو دين أو عرق أو مهنة.. إلخ ، وقد يكون خليطاً من كل تلك العناصر المتباينة ، تتسع دائرة الانتماءات أو تضيق إذا جاز التعبير، لكنها في نهاية الأمر تُكون شخصية الإنسان ، أي إنسان ، مجموعة من الانتماءات. وبالتأكيد ثمة تفاوت بين أثر كل تلك الانتماءات في شخصية المنتمي، حتى بين أبناء البيئة الاجتماعية الواحدة ، بيد أنها تصنع للفرد قالبه الخاص والمتمايز عن الآخر ، وهذا الآخر قد يكون شقيقه الذي نشأ معه في نفس البيئة الاجتماعية ، إلّا أن التمايز بينهما هو الثابت. أن أكون منتمياً يعني بالضرورة أن أكون متمايزاً عن الآخر ، أيّاً كان هذا الآخر ، فلسنا نسخاً نكرر بعضنا البعض. التمايز والاختلاف أشبه ما يكون بالبصمة الوراثية( DNA ) ، وتلك طبيعة بشرية وسنة كونية.
ما يهمنا هنا هو الانتماء الديني ، بوجهه المذهبي الإسلامي(السني والشيعي) على الأخص. يتشرب السني أوالشيعي مذهبه ولادة ونشأة ، كالمسيحي والبوذي وبقية سائر المنتمين، تحصيل حاصل ، مجرد تلقين، محض تبعية عمياء، فلم يكن هذا الانتماء –غالبا- نتيجة بحث واستقصاء أو اختيار، ( ولستُ هنا أتحدث على سبيل المدح أو الذم ،إنما أصف حالة الانتماء كما أحاول فهمها ) أو نتيجة لقلق مبرّح وشغف بالحقيقة. ولا شك أنه حق للمنتمين بصرف النظر عن حيثياته. ( والطريف في الأمر أن أكثر الناس زهوا وفخرا بمذهبهم أو دينهم ، هم الذين ورثوه ولادةً ونشأةً واكتساباًً..!)
ولو ولد أحدهم في بيئة اجتماعية بوذية مثلا ، لربما سنجده منافحاً عن متانة وقدسية مسلَماته بنفس الحدة وبمقدار الزخم والعصبية ،وهذه سمة رائجة عند الأتباع والمنتمين في كل الثقافات والأديان والايديولوجيات ،شرقيا ًوغربياً.
مبدئياً، لا يشكل الإيمان بحد ذاته بأية عقيدة ، سواء كانت سماوية أو غير سماوية ، خطراً أمنيا ًعلى الآخر المختلف، أوهكذا ينبغي أن يكون الإيمان حالة وجدانية خاصة، لكن الخطر الحقيقي يكمن في تحول الإيمان أو الاعتقاد بمذهب ما أو ديانة ما إلى عقيدة متزمتة أحادية، تحتكر الحقيقة وتختطف الحق، وتفرض على الأتباع ، لسبب أو لآخر ، إقصاء وإلغاء المختلف. أحياناً يكون الدافع إثباتا ًلصدقية الانتماء، وكأنما هو في المحصلة النهائية بمثابة العقاب للمختلفين معه.
بمعنى أن يتحول هذا الإيمان أو الانتماء إلى رهاب وهوس يهدد أمن الآخرين اللامنتمين إلى عقيدته أو مذهبه.
تكمن إشكالية الانتماء المبني على أسس طائفية، في تأكيد الذات ، بل سموه ، من خلال نبذ ونفي الند ، الآخر.إن إلغاء »الآخر« بنيوية في العقلية الطائفية لا عرضية.
أن تكون طائفياً لا يعني دائما أن تكون منتمياً بعمق ديني لطائفتك، فقد يكون مجرد انتماء اجتماعي اكتسابي ، ولا يعني ذلك أن طائفيتك ستخفت حدتها أو تهدأ نهارها أو يخبو تحريضها ضد الآخر، فلا توجد ثمة علاقة سببية بين عمق الانتماء وتفاقم الحالة الطائفية لدى الطائفي. فالمسألة نفسية شديدة التعقيد والخصوصية.
تبدأ خطورة الطائفي ( وقد يكون مدفوعاً بدفع سياسي أحياناً ، وأخرى بدفع عقدي، وبينهما تداخل لازم )عندما يغذي أتباعه وجماعته بمشاعر الخوف على الذات ، أي أن الجماعة مهددة بالزوال ، أو أن أهلهم مهددون من الطرف الآخر ، أيّا كان هذا الطرف الآخر، وقد يحول هذا الخوف أكثر الناس وداعة إلى جزارين بدم بارد.
فهل يمكن أن نعول خيرا ًعلى وداعته بعد تلقيحه على مدار الساعة بكراهية الآخر الذي يمثل خطراً وجودياً عليه وعلى أهله وعشيرته؟!
الطائفي ليس فقط متحيزاً ومتعصباً لبني جلدته ، بل أحياناً يكون انتحارياً ، أو قاتلاً ، أو نصيراً للقتلة وهذا أضعف الإيمان، وخصوصا لما يكون الضحايا من الطرف المذهبي المضاد.( مثلما يحدث الآن في البحرين )
الطائفي إذا وجد أحدا ًفي جماعته فترّ إيمانه ، وضعف تحيزه، لا يتوانى في وصفه بالخيانة والمروق أو بضعف الولاء المذهبي في أحسن الأحوال وأكثرها بياضاً. أما مصير الآخرين ، على الجهة المقابلة من الضفة ،أعداء الله ورسوله ، التحريض المستمر على مدار الساعة وتلقيح الأجيال بمدى خطورة أؤلئك الملاعين.
الطائفية تعني»نحن« الأصل النقي ، و»هم« المبتدعة والدخلاء على الدين، أتباع الشيطان وأذياله. ويستدعي ذلك بالضرورة الإيمان بمشروعية رد التهديد الذي يشكله»الآخرون «، ولو وصل الأمر لارتكاب أبشع المجازر بحقهم ، فالطائفي سيظل مقتنعاً – وبضمير حي-أنه دفاعٌ مقدس ، عن الحق ، وحفاظاً على حياة العشيرة ، الطائفة .
والأحداث الطازجة في عالمنا العربي تكشف لنا بجلاء أن كل اعتداء جائر دافعه الهواجس والوساوس وأحقاد التاريخ والزيغ السياسي سيخلف عند أجيال الضحايا نزوعاً للثأر والانتقام ، و ضحايا اليوم سيتحولون إلى قتلة في الغد القريب، وهكذا دواليك.
ذروة المأساة أن يكون الحقد الطائفي ممنهجا ًعلى مستوى التربية والتعليم والإعلام..!



#نضال_شاكر_البيابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيرات السلمية في القطيف .. محاولة للفهم
- فتاوى الفقهاء: دفاعا عن أولياء نعمتهم ..!
- النخب السعودية: تخبط ونشاز في إيقاع العصر
- أما آن للثبات من تحول ؟!
- المناهج الدينية ، وزر الماضي وعبء المستقبل
- قراءة في الفلسلفة «العدمية» لنيتشه
- أنا أفكر، إذن أنا موجود
- لا يوجد في البنات صغيرة !!
- من يذكي النزعات الطائفية في أوطاننا ؟!
- حرق القرآن الكريم..كلنا ندين بشدة ولكن..!
- الهيئة عندما تنتهك إنسانيتنا!
- شخصنة الاختلاف
- عندما يتحول المثقف إلى روزخون ..!
- مجتمعنا السعودي وبعبع الحرية
- البريك والرغاء الطائفي وتأصيل الكراهية..!
- الكارثة الأخلاقية..تكريم الجلادين..!
- انتظار المخلص..وأسئلة حائرة
- شات القنوات الفضائية والحب المحرم
- (المرأة ومجتمع التناقضات)


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال شاكر البيابي - السنة والشيعة في السعودية: تأكيد الذات وإلغاء الآخر (ا-2)