أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام ابو شريف - ماذا يجري في الشرق الاوسط ؟ .















المزيد.....

ماذا يجري في الشرق الاوسط ؟ .


بسام ابو شريف

الحوار المتمدن-العدد: 3350 - 2011 / 4 / 29 - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



* لابد من استكمال الثورة الشعبية في مصر وكسر القيد الأمريكي الإسرائيلي.
* المطلوب تنظيم وطني وقيادة وطنية تستمر لمنع العسكر المتحالف مع واشنطن من إبقاء مصر أسيرة واشنطن وتل أبيب .
لا شك أن الهبات الجماهيرية العظيمة التي شاهدنا مثلا لها في مصر كانت نتيجة حتمية للاحتقان الذي تراكم على مر السنين بسبب الفقر والاستبداد والدكتاتورية الرعناء والفساد المستشري في أوساط الحكام الموظفين لدى الكومرادور المصري المرتبط عضويا و مصلحيا بالمركزي الامبريالي .
لقد أثبتت هذه الهبات المطالبة بالحرية و الديمقراطية ومحاربة الفساد واجتثاثه من جذوره ، أنها قادرة على تحريك الملايين من المحرومين والفقراء والمطالبين بالحقوق الإنسانية والعدالة ولقمة العيش .
وفاجأت هذه الهبات أحزاب المعارضة التي عجزت أو لم تتمكن من تحريك الجماهير وزجها بالمعركة ضد الدكتاتورية الفاسدة وانتزاع السلطة وشق الطريق على هدى برنامج جذري يخدم مصالح الشعب .
كان الميدان خاليا من قيادات جديدة ترى برنامج المستقبل بوضوح وقادر على ضوئه أن تنزع القيادة .
فاقتحم البديل المؤقت ( الجيش ) إلى أن تبلور الطبقة الحاكمة ( المرتبطة بالمركز الامبريالي) الموظف البديل لمبارك .
زج فورا بالعسكريين الذين اتقنوا تحت وصاية أميركية تنفيس " الاحتقان عبر " كبش محرقة " هنا وهناك وجميعهم من موظفي الطبقة أو الشلة المالكة و المرتبطة بالولايات المتحدة والمركز الامبريالي .
فاعتقل مبارك وأولاده و زوجته وغيرهم ،من الموظفين والسماسرة الذين عملوا تحت إمرة الحلفاء المحليين للمركز الامبريالي . وسهلوا للولايات المتحدة أن تتحكم بقرار مصر السياسي . أما المجموعة العسكرية التي استلمت السلطة فهي ليست بعيدة عن الارتباط بمصالح واسعة مع الولايات المتحدة . بل هي تنظر للأمر ( أمر حسن العلاقة ) كمصلحة ذاتية و وطنية ، ولذا فان احد همومها الرئيسية هو إبقاء هذه العلاقة وتطويرها.
ونجحت المجموعة العسكرية التي سلمت السلطة في مصر حتى الآن في استبعاد جماهير الانتفاضة من إقامة نظام جديد بمؤسسات جديدة تقوم على أسس من الحرية والديمقراطية. فقد راحت تبني النظام المرتبط بالمركز الامبريالي مرة أخرى وبهدوء مستغلة مظلة محاكمة الوجوه السابقة الفاسدة وتحت راية الثوار المحرومين والعاطلين عن العمل .
تبني المجموعة العسكرية نظاما يبقي على التبعية والإلحاق بالمركز الامبريالي ، وسيتحول الأمر إن بقيت تسير بهذا الاتجاه إلى تغيير وجوه تتنافس في الولاء والتبعية للمركز الامبريالي وسيبقى قرار مصر السياسي رهنا لأوامر واشنطن وتل أبيب . يصفقون للجماهير الثائرة ويعملون لإحباط أهدافها .
ونجح العسكر حتى الآن في حرمان ملايين الجماهير التي انتفضت على الدكتاتورية من النظام السياسي الجديد الذي تقوم بتفصيله بهدوء تحت غطاء محاربة رموز الفساد وإثارة الضجة حول ذلك وخداع الناس بان هذه المحاكمة هي انجاز ثورة الجماهير .
ابعد الطبقة العسكرية العليا الجماهير من أي مكتسبات سياسية بعد انتفاضتها الهائلة ، وراحت تدريجيا تفرض قيود على تحركها تحت حجة " لقد أنجزتم فماذا تريدون أكثر من ذلك ؟ ".
لكن الحقيقة هي أن هذا الإبعاد السياسي للجماهير الثائرة ( الفاقدة لقيادة وطنية ذات برنامج جذري ) هو إبعاد لجوهر المطالب الشعبية والسبب الجوهري لانتفاضها .
فالفقر لم يوضع على جدول الأعمال لإيجاد حلول له ن والبطالة ازدادت خاصة في أوساط الشباب ( 18-40) والعلاج الصحي والدواء ما زال غير متوفر لأبناء الشعب ، ومازال أعضاء الشلة التي تتحكم برأس المال وبسوق العمل وسوق المال والسيارات والغذاء والدواء والهاتف والغاز و أراضي صحراء سيناء التي اشتروها !!! من الدولة !!! .
مصر تعاني من الفقر ( 40% من أبنائها يعيشون بدولارين في اليوم ) والبطالة بين الشباب ( 70% من الشباب عاطلون عن العمل ) .
هذا ما لم يوضع على جدول أعمال الذين تسلموا السلطة بتسهيل أمريكي ولإبعاد الجماهير الثائرة عن دائرة القرار.
إبعاد واستبعاد الجماهير التي انتفضت لإنهاء مسببات الاحتقان الاجتماعي يفقدها تدريجيا القدرة على تحقيق الحد الأدنى من مطالبها كإزالة الفقر وخلق فرص عمل لجيش العاطلين عن العمل ، ويفقدها فرصة تسلم زمام الأمور وقيادة الحركة الاجتماعية في مصر لتجذير الديمقراطية بسن قوانين تصونها ( لا رجعة فيها ) و الإقرار ببرنامج للاستثمار الداخلي يخلق مئات الآلاف من فرص العمل ويقضي على الفقر تدريجيا .
مصر الآن بعد " انتفاضة ميدان التحرير وهبة الملايين من المحرومين " تواجه مفترق تكاد تكون فيه الخيارات واضحة تماما ، فمصر بمقومات ما بعد تسلم " العسكر " السلطة تسير نحو انتخابات ديمقراطية بغياب حزب وطني قوي وقيادات وطنية تلتزم ببرنامج تغيير النظام ومؤسساته تغييرا يخدم مصالح الشعب الجذرية .
فالمقدمات تشير إلى أن الرأسمالية المحلية المرتبطة بالمركز الامبريالي سوف تستمر في الإمساك بكافة خيوط صنع القرار من خلال وجوه جديدة قد تكون ليبرالية ومعارضة ولكن تسير لخدمة وتسهيل استمرار الهيمنة الأميركية – هيمنة المركز – كما حصل هذا في الفيلبين بعد ثورة جماهيرية عاصفة .
فحدث هذا بعد انهيار الدكتاتورية وحصل في كوريا الجنوبية أيضا ، ولكن هذا لا يعني ( ويجب أن لا يفهم خطأ ) أننا نقف ضد الهبة الجماهيرية الشامخة التي أطاحت برموز الدكتاتورية وإساءة التصرف في الشأن العام والفساد الذي استشرى في أوساط طبقة كبار الموظفين بتشجيع من وكلاء الرأسمالية العالمية – أي الرأسمالية المحلية التي تعيش على فتات النهب الامبريالي للشعوب الفقيرة .
نحن نقف مع انتفاضة الجماهير العربية لكننا ندعو استمرارها لبلورة قيادة وطنية تمنع الاصطفاف مرة أخرى تحت راية الامبريالية وتمنع الرأسمالية المحلية التابعة للمركز الامبريالي من الاستمرار في نهب المواطنين و تركيعهم في مستنقع الفقر والبطالة والمرض والأمية .
وستواجه الانتفاضة الجماهيرية إن هي سارت على هذا الدرب قدما ، أن من تسلم الحكم بعد رحيل مبارك وتحت إصرار الجماهير على التغيير سوف يمنعها من الاستمرار وسيخلف بدائل لمؤسسات القمع التي اجتثت .
فمن غير المسموح خلق الحزب الوطني الحريص على تطبيق برنامج استقلال حقيقي وتنمية حقيقية واجتثاث حقيقي لمجموعة تمركز رأس المال بيدها في مصر بدعم من الولايات المتحدة والقوى الرأسمالية العالمية في أوروبا .
عند الانتهاء من محاكمة ومعاقبة الموظفين السابقين كمبارك وغيره ستكون المفاوضات قد اكتملت بين واشنطن والليبراليين الإصلاحيين ( غير المنظمين ) والعسكر كي يظهر البديل الذي تريده أمريكا وقد يكون هذا مستندا إلى حفنة جديدة من وكلاء المركز الامبريالي من أغنياء مصر .
فقد تعاونت واشنطن على أفضل وجه مع أصحاب الرتب اللامعة في الأجهزة العسكرية المصرية قبل وأثناء وبعد حكم مبارك .
سوف تضمن من خلال استمرارها هذا التعامل والتعاون استمرار الهيمنة الأمريكية على القرار المصري تحت شعارات التطور التدريجي نحو ديمقراطية حقيقية !!! .
لذلك تضمن واشنطن أن تنفذ رغبات إسرائيل في الشرق الأوسط وان تفرض على الشرق الأوسط سياسات إسرائيل .
هذا بعد أن تستمر واشنطن في إخضاع مصر لما هو مصلحة الولايات المتحدة و إسرائيل وليس المصالح الوطنية لمصر والعرب .
يندرج هذا تحت بند تحييد وإبعاد ثقل مصر العربي عن لعب دور مؤثر في صنع القرار السياسي الذي يخدم الجماهير العربية في مصر والشرق الأوسط .

تحليلينا هذا لا يعني أن الأبواب قد أوصدت أمام تغيير يتجه نحو الأهداف الحقيقية للجماهير المصرية .
فالأمور قد تسير بالاتجاه الصحيح إن استعادت الحركة الجماهيرية وعيها وبلورت تنظيما أو جبهة من القوى المصرة والمصممة على التغيير الجذري وتمكنت من انتخاب قيادة وطنية جديدة تلتزم ببرنامج جدي للتغير واجتثاث مؤسسات السلطة السابقة وسيطرة حفنة من أثرياء العمالة الامبريالية وإقامة مؤسسات ديمقراطية حقيقية لا هم لها سوى تنفيذ برنامج للتنمية يزيل الفقر تدريجيا ويخنق عبر مشاريع إستراتيجية البطالة ويحمي ثروة البلاد من الغاز والنفط والسياحة ويستغل أراضي سيناء بدل أن تتحكم تلك الحفنة الغنية الفاسدة فيها .
سيشكل مثل هذا الاحتمال صعقة كبيرة وضربة للهيمنة الأميركية التي اعتقلت القرار الوطني المصري منذ فترة طويلة عبر تحالفها الاستراتيجي مع الجيش وليس مع مبارك الذي كان موظفا لدى الحفنة الغنية وقيادة الجيش " المدلل لدى واشنطن "
سيكون مثل هذا التطور صعقة لواشنطن ولتل أبيب ، وستكون مرة أخرى إثباتا قاطعا على فشل المخابرات الأمريكية والإسرائيلية في استباق التطورات بتوقعها .
فقد كانت الانتفاضة الشعبية فشلا ذريعا للمخابرات الأميركية والإسرائيلية اللتين فشلتا في توقعها أو إجراء حساباتهما على أساس احتمال هبة الجماهير في مصر .
وستأتي التطورات التي رسمناها نظريا لإنقاذ حركة الجماهير العربية في مصر ضربة ثانية لمخابرات إسرائيل والولايات المتحدة.
سيترافق هذا الفشل مع تغيير جوهري في السياسة المصرية التي كانت ومازالت في " الحالة الانتقالية " خاضعة للمشيئة الأميركية الإسرائيلية .
إذ لن تساهم مصر بعدها في حصار غزة بناء على الأوامر الأمريكية الإسرائيلية ولن تقبل بالتوسع الإسرائيلي وتهويد القدس والاستمرار في احتلال الضفة الغربية .
سيصبح العالم مجبرا على التوقف أمام المعضلة بالشرق الأوسط للجم إسرائيل واستخدام الثقل الدولي لإنهاء الاحتلال ولن تستطيع الولايات المتحدة أن تعتمد بعد ذلك على دعم مصر لمؤامرتها في لبنان وحمايتها للتسلط الإسرائيلي .
كما لن تستطيع الولايات المتحدة الاعتماد على مصر لإكراه الحكام الفلسطينيين على المعاودة والرضوخ لمخططات إسرائيل والصمت على جرائمها وعدم تحريك الشارع الفلسطيني ( لا بل منعه بالقوة ) من التحرك والثورة على الاحتلال وجرائمه .
هذا الأمر ، أي وقوف مصر الديمقراطية مع الشعوب ومصالحها وضد التدخل والإكراه الأميركي ، ينطبق أيضا على الموقف من البطش والنهب الذي يجري على يد الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان ودول أخرى لم يعلو ضجيج الجرائم الأميركية فيها بعد .
انتفاضة مصر قد تتحول إلى نموذج يحتذى به إن برزت القيادة الوطنية للائتلاف الوطني المسلح ببرنامج جذري سياسي – اقتصادي - اجتماعي .
هنا تبرز أوجه الترابط بين نضال الجماهير العربية في فلسطين ضد الاحتلال ونضال الجماهير العربية في مصر لخلق مصر ديمقراطية وطنية.
كذلك الترابط بينها وبين حركة الجماهير في اليمن وسوريا وبلدان عربية شرق أوسطية بلغ الاحتقان فيها حد الغليان .
هذا الأمر لا يستثني ما يمكن أن تشهده إسرائيل من بروز قوى تسعى للسلام خوفا من تسونامي عالمي قادم ضد الاحتلال والتوسع .
بسام ابو شريف



#بسام_ابو_شريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس الراحل عرفات بلغ أن الإدارة الأميركية خانت الشعب الفل ...
- في ذكرى تأسيس الثورة
- لا مكان للعبث السياسي ولا للانهيار المعنوي
- مسيحيو الشرق ودورهم الطليعي الجديد
- ميتشل بشر الفلسطينيين: -غيرنا مواقفنا ونحن ألان مع طردكم من ...


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام ابو شريف - ماذا يجري في الشرق الاوسط ؟ .