أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد بولس - للبدايات فرحٌ















المزيد.....

للبدايات فرحٌ


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 3349 - 2011 / 4 / 28 - 20:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


للبدايات فرحٌ
بقلم: المحامي جواد بولس - كفرياسيف

قراران فلسطينيان شكّلا سابقتين تدعوان إلى الفخر والاعتزاز وتحملان الأمل ومعه الترقب.
زهيرة كمال ابنة القدس، مناضلة عنيدة ذات ماضٍ مشرق، وحاملة لحلم وأمانٍ. أول امرأة تنتخب لتكون رأس حزب/فصيل فلسطيني يشارك في منظمة التحرير الفلسطينية. قيادة حزب "فدا" انتخبت الأخت زهيرة كمال لمنصب أمين عام الحزب ولترأسه، في حدث يبعث الفرح ويضيء أكثر من قنديل في حلكة، لولا هذه القناديل، تكاد عتمتها أن تكون قاسية ومذلة وسيدة الموقف.
عايدة توما سليمان، رئيسة لتحرير جريدة "الاتحاد" الحيفاوية العريقة. خلفاً لأسماء حُفرَت في التاريخ والذاكرة، ومناراتٍ أشعَّت: إميل حبيبي، إميل توما، توفيق طوبي، سميح القاسم، أحمد سعد وغيرهم، أسماء عصية على النسيان وتستدعي التحدي.
عن فرحي سأكتب، وعن "الأُوَل" في مواقعهن، وعن خوفي من العثرة وأملي في القدوة والخاتمة.
"أعطني جريدةً أعطِك حزبًا"، مقولة هيمنت لعقود من الزمن، وما زال البعض يؤمن بصحَّتِها، رغم ما اعتراها من وهن وسقوطها في الامتحان وتجربة الشعوب.
وإن كان القياس مجديًا، فلا مثل ما يجري في الدول العربية وغيرها، عبرة ومثالًا. دول حكمت من خلال حزب واحد، امتلك كل وسائل السلطة والجاه وفي طليعتها أبواق صرخت وصحف كتبت وجمَّلت، أفاضت وستَّرت، وكلها لم تجدِ.
العصر عصر التعددية لا "عصر" العقول وزجها في قوالب أحادية الأبعاد، مهما اقتنع صاحبها بصحتها، وحاول نشرها وإقناع الآخر بها وفقط بها!.
ومن العام إلى الخاص، إلينا هنا، إلى "شيخة" الصحف والمنابر. جريدة "الاتحاد" الحيفاوية. تصدر منذ العام 1944 وكانت، بلا شك، وحيدة ومتفرَّدة في مواكبتها وعطاءاتها، لنضالات شعبنا ولتاريخه، ومنبرًا لكل حر إنساني وكريم، وعنوانًا وضرورة لكل باحث عن بوصلة ولاهث وراءَ يقين.
كانت، ولديها كل المقوِّمات لتستمر وتعود لتكون ذلك المنبر المتميز، قابلةً ومولدة وحاضنة لبنات أفكار أجيال اليوم والغد. ولكي تعود وتتبوَّأ الصدارة لا بد من "ثورة" تواكب ما طرأ وتغير، دون أن يضير ذلك بالتزامها وكونها جريدة حزب، ما دام هذا الحزب يعلن أنه حزب الشعب، كل الشعب، لاسيما فئاته الطليعية والرائدة.
"أول الغيث قَطرٌ"، والأول يستدعي، دائمًا ذكر الأوائل. فها هم أصحاب القرار والشأن، يكرسون سبقاً بتعيين أول امرأة عربية لتكون رئيسة تحرير جريدة. قرار "باكورة" وكما كل البواكير فيه من البهجة قسط ومن التمني أقساط.
خطوة أريد أن أحمّلها أكثر من فرحي الطبيعي، بكونها "الأولى" في مسيرة الصحافة والتأثير والتغيير، فأحمّلها أحلامي، لأن عايدة ابنة بيئتها وعصرها وأعتقد أنها تعي حقاً جسامة المسؤولية وتسمع صهيل الخيل في المفارق!
ربما ستتعثَّر البدايات، فالمهنية والكفاءة بالصحافة، وبالتحرير حصرًا، علمان يعتمدان المعرفة والتجربة، إنما بإصرار ووعي يمكن جسرهما وبسرعة، خاصةً إذا احتسبنا ما اكتسبته الأخت عايدة، طيلة سني نضالها ومشاركتها الفاعلة والفعالة في ميادين الصراع والنضال والحراك الشعبي والمؤسساتي، مضيفين لذلك وطنيتها الصادقة وأمميتها الثابتة وانتماءها إلى قضايا من استضعفته مجتمعاتنا كالمرأة والعمال وغيرهم، فهنا نجد بأنها ستمتلك فرصة التغيير الحقيقي وأنها لن تقف عند تسجيلها في سجل "الأوائل" شكلاً بل سيتعدى ذلك إلى المضامين.
أقول هذا واستذكر سجل "الأوائل" وهذه غواية المؤرخين وهواية المدونين. لن أبتعد وأنا ابن كفرياسيف، تلك القرية الجليلية التي يحتفي ديوانها بالكثير من "الأوائل"، وعلى كثرتهم لم يسعفوها، فحالها اليوم وكما قلنا مرارًا، كحال مجتمعنا بقراه ومدنه.
قرأنا قبل أسبوع ما نشره الصديق البروفيسور نعيم شحادة بمقالة لطيفة عن ذلك "الأول" سليمان بولس "أبو داهود"، الذي بادر واتصل بالإرسالية البروتستانتية الإنجليزية مقترحًا عليها إيقاف قطعة أرض يملكها من أجل إقامة مدرسة مشترطًا أن تكون مدرسة للبنات. شرط شذ عن ما كان مألوفاً وما سادَ من رأي. اشترط وفاز وأسست أول مدرسة بنات عام 1885. مدرسة خرَّجَت كثيرات وأخرجتهن من وراء حجب وستائر، ودفعت بهن حرائر خضن غمار الحياة وأضأن سماء الوطن.
ولأبي داهود حفيدة اسمها "هيفاء" ولدت عام 1917. تعلمت وتخرجت صغيرة وتفوقت من مدرسة كان اسمها "انجلش هاي سكول". قبل أن تكمل السادسة عشرة سافرت إلى لندن حيث تعلمت وتخرجت من كلية تحضير المعلمين التابعة لجامعتي أكسفورد وكمبردج. عادت إلى الوطن عام 1934 لتمارس مهنة التعليم مستقرة عام 1945 في كفرياسيف حيث داومت على تخريج أجيال وأجيال حتى تقاعدت عام 1978. إنها "الأولى" "هيفاء" حفيدة "الأول" سليمان.
وفي كفرياسيف أيضاً ولدت عام 1910 سلوى الخوري العتقي، فكانت طلائعية و"أولى" أخرى شقَّت الحجاب وطارت مع السحب، إلى الجامعة الأمريكية في بيروت حيث تخرَّجت من كلية الطب عام 1937 كأول فتاة عربية تنال شهادة الطب ولتكون أول طبيبة فلسطينية.
ولا يمكننا في هذا السجل أن لا نتوقف عند رائدة وطلائعية أخرى، هي فيوليت خوري، عندما سجَّلت سابقة في سبعينيات القرن الماضي بانتخابها رئيسة للمجلس المحلي في كفرياسيف، فكانت الأولى التي تتبوَّأ هذا المنصب في البلاد على الإطلاق.
إليكن أيتها السيدات "الأُوَل" أنقل مرتجفًا ما أنقل من قصص الأوائل، لا من طرب بل كديك يرقص مذبوحًا من الألم. فعلى الرغم من كل تلك البدايات التي ذلَّلت حواجز ورفعت ستائر وأزالت حجبًا، ترانا اليوم، بعد أكثر من قرن، نعود إلى بدايات، اعتقدنا أننا تخطيناها لنجد أنفسنا وكأننا كنا نعود إلى الخلف.
أنها مخاوفُ لن أدعَهَا تعكِّر فرحَ المناسبتين. فلتكنَّ "كبنات الماء" علوُّكُن حكمةٌ ونعمة، وحَطُّكُن رأفة ورشفة من صافي النبع ومن غدير سلسال. ولتكن تغاريدكن عِذابًا تقنِعُ ذا اللب حتى من وراء حجاب.


للاقتباس:

""أول الغيث قَطرٌ"، والأول يستدعي، دائمًا ذكر الأوائل. فها هم أصحاب القرار والشأن، يكرسون سبقاً بتعيين أول امرأة عربية لتكون رئيسة تحرير جريدة. قرار "باكورة" وكما كل البواكير فيه من البهجة قسط ومن التمني أقساط"
[email protected]



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت من الجبل
- قوتُكَ لا قاتُهُم
- أمر مبكياتك
- ميداننا في صفد
- لا رأيَ لحاقن


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد بولس - للبدايات فرحٌ