أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - المسؤولون .. بأي دينٍ يدينون ؟














المزيد.....

المسؤولون .. بأي دينٍ يدينون ؟


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3349 - 2011 / 4 / 28 - 11:04
المحور: كتابات ساخرة
    


إخترعَ بعض الكُفار ، آلات وأجهزة .. يّدَعونَ إنها تستقرأ المُستَقبَل ... فيقولون انه في اليوم الفلاني سوف تمطر في هذه المنطقة أو تلك .. أو ان عاصفة ترابية ستهب . ولا يعلمون ان هذه الخزعبلات ، هي رجسٌ من عمل الشيطان .. ولا فرقَ بينها وبين أعمال السحر والشعوذة ، المُنافية للشرع ... ولا يدرونَ ان هطول المطر من عدمهِ ، وكميته وموقعه .. شأنٌ يخص القَدَر ، وليس من حَق البَشر ، التدخُل في مثل هذهِ الأمور .. فذلك تطاولٌ وتجاوز لا يُمكن قبوله . هل نسيتم ما تُسمونه الهزات الارضية والتسونامي الذي ضربَ مؤخراً اليابان ؟ وهل هنالك دولة أكثر منها تقدماً وإمكانيةً ؟ هل إستطاعتْ ان " تمنع " المُقّدَر ؟ وهل تمكنتْ كُل أجهزة الإستشعار لديها ، من وقف غضب الطبيعة ؟ أو على الأقل تغيير إتجاهها نحو السواحل الكورية او الروسية ؟ طبعاً لم تستطع ان تفعل ذلك !. أبناء آدم من عِباد الله ، يقدرون فقط ، على التقليل قدر الإمكان من الأضرار المادية ، من خلال هندسة بناء مَرِنة ، وكذلك بإمكانهم القيام بإعادة البناء ، بسُرعة ورعاية أهالي الضحايا وتعويضهم ماديا ومعنوياً ... وهذا كُل ما فعله اليابانيون ... لكنهم لم يستطيعوا منع أو تأجيل المحتوم ... صحيح انهم لم يُثيروا ضجة إعلامية مُفتَعَلة ، بل ثابروا بكُل جد وبذلوا قصارى جهدهم ، من أجل تخفيف آثار الكارثة ، وعملوا بصمت وبلا إدعاء ، بل ان مئات الآلاف منهم تطوعوا لمساعدة المنكوبين والملايين تبرعوا لمواجهة آثار المصيبة وكبار قادة الدولة ، تركوا منذ الساعة الاولى مكاتبهم وكانوا وسط الناس قريبين من موقع الكارثة ... عجباً لهؤلاء القَوم .. بأي دينٍ يدينون وأي فكرٍ يعتقدون ، حتى يكونون بهذا الرُقي والنشاط والصبر والهِمّة ؟!
قبل يومَين كنتُ اُشاهد الاخبار من على تلفزيون " الموصلية " ، لاسيما حول العواصف المطرية التي إجتاحتْ المنطقة .. وكانتْ الكاميرا تتنقل من قرية منكوبة الى اخرى .. وتُبين الاعداد الكبيرة من الصرائف المُهدمة وبيوت الطين المنهارة .. طبعاً كان ثلاثة أرباع التقرير ، مُخصصاً للقطات المسؤولين بكامل قيافتهم وهم يَدلون بتكبُر ، بتصريحات سخيفة ، عن جهودهم الجبارة في جلب مساعدات الى المتضررين .. وظهرَ واضحاً " التنافُس " بين المُحافظ وفُرق الجيش العراقي وأعضاء مجلس النواب والبيشمركة.. في تنسيب " فضل " المبادرة والمُساعدة الى هؤلاء المساكين ، الذين أصبحوا مادةً للتسابق الإعلامي في كَيل المديح لهذهِ الجهات !. كَمْ كان مؤسفاً ومأساوياً .. أن تلتقي الكاميرا بشخصٍ فقدَ منزله وماشيته وأغراضه ، ليقول فقط : نشكر المسؤول الفلاني ! .. ثقافة الاعلام المتدنية التي أدمنتْ سياسة المديح للسلطات وجعَلَتْها من أولوياتها ، ولا تُرّكِز على جوهر المُشكلة ... ان قُرى كثيرة عائدة الى ثاني أهم وأكبر محافظة في العراق ، لا زالتْ معظم بيوتها من الطين ، وان الشوارع غير مُبلطة والمستشفيات والمدارس فيها شبه معدومة ، ولا يصلها الماء الصالح للشرب ولا الكهرباء .. ان مواطني هذه المناطق البؤساء ، يعيشون على هامش الحياة .. انهم حقاً مُهّمشون . ليسوا بحاجة الى عواصف او كوارث طبيعية ، لكي يصبحوا ضحايا .. فهُم منكوبين بالأساس !.
ان تضييع المسؤولين للمال والوقت والجهد ، وعلى رأسهم المحافظ ومجلس المحافظة ومجالس الاقضية والنواحي ومدراء الدوائر ... في صراعات جانبية على إحتكار السلطة والمال والنفوذ .. وتركهم تماماً ، هموم الناس ومتطلباتهم .. وإهمال الخدمات الاساسية الواجب توفيرها ... وصمة عار في جبين هؤلاء المسؤولين والقادة .
مرةً ثانية .. يّدعي الكفرة ، ان يوم الجمعة والسبت القادمين ، أي غداً وبعد غد ... ستشهد المنطقة ، منخفضاً جوياً مصحوباً بعواصف مطرية ربما تكون أشد من سابقتها .. وإذا صَدقَ هؤلاء المُنجمون " لا سامحَ الله " ... فماذا حّضرت الحكومة المحلية في نينوى ، لمواجهة الكارثة المتوقعة ؟ وماذا وضعتْ من خطط لمعالجة البُنية الهشة لعشرات آلاف المنازل الطينية ، التي تعجز عن مقاومة بضع ساعاتٍ من المطر القوي ؟
أتعجبُ لهؤلاء القادة والسياسيين والمسؤولين ... بأي دينٍ يدينون وأي فكرٍ يعتنقون ؟ بحيث أصبحوا لا يُبالون الى هذه الدرجة ، بمعاناة الناس ومصائبهم !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إختلاف الآراء
- الحدود
- لَمْ أرى بِعيني . لكني سمعتُ بأذني !
- الأمطار الغزيرة .. فضحَتْنا
- أثيل النُجيفي واللعب الخطر
- حكومتنا .. و - المَلا سيسو - !
- ماذا ينقص - ديمقراطيتنا - ؟
- مبروك .. عيد رأس السنة الإيزيدية
- حكومتنا .. والحَرُ والبَرد
- رؤساءنا لا يلعبون ولا يُغَنون !
- صناعة الحرب
- ثورات المنطقة .. بعض الدروس
- أعمدة الفساد الأربعة
- وعود الحكومة العراقية
- علاوي والهاشمي ..مثل الساعة السويسرية !
- ألمالكي وبَرْهَم .. تَرَكا القراءة !
- العراقيون في سوريا .. في خطر
- قنابل موقوتة بأمرة مُقتدى
- 9/4 يوم تحرلال العراق
- السفرات المَدرسية


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - المسؤولون .. بأي دينٍ يدينون ؟