أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - الانتفاضة العربية














المزيد.....

الانتفاضة العربية


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3348 - 2011 / 4 / 27 - 17:13
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


أصبحت التحليلات السياسية طبقا شعبيا شائعا في أوساط الجمهور العربي، بعد أن تمكنتْ القنواتُ الإخبارية العربية من فرض سطوتها علينا!
ونظرا لهذا الطغيان الإعلامي ، فقد انتفتْ المفاجآت، ولم يعد بوسع أحد أن يفاجئ غيره بأي خبر ، فالكل يتابعون أولا بأول كلَّ ما يحدث.
وكثُر ظهور المنجمين السياسيين، وتعددَّتْ فئاتُ المحللين وفقهاء السياسة، فيما يحدث من تغييرات في العالم العربي.
فمنهم من ينسب الأحداث الجارية اليوم في العالم العربي إلى رغبة العالم العربي المقهور المظلوم في التغيير، وحقه في الحصول على حكامٍ آخرين أوفياء صادقين مخلصين، لا يعتنون ببناء السجون ومراكز المخابرات أكثر من عنايتهم ببناء مؤسسات الرفاه والفنون.
ومنهم من يُرجِع الأحداث في العالم العربي إلى طبيعة المجتمع العربي ، طبيعته كمجتمع قبلي ديني، يُرسِّخ الطاعة العمياء لكبار السن والشيوخ والأئمة والمخاتير بغض النظر عن مقدار وعيهم، وما يتبع ذلك من التقصير في حق الشباب وإهمالهم.
ومنهم من يُرجع السبب إلى حالة الوعي التي أنجبتها وسائل الاتصال الحديثة، وجعلت التواصل بين أي فرد في بلادنا وآخرين في بلاد أوروبا، أقربَ من التواصل بين الشاب وأبيه وأمه في منزلهما!
ومنهم من يشير إلى أن السبب الرئيس يعود إلى الفقر والفاقة، فالدول العربية غنية بمواردها الطبيعية والجغرافية،أما الشعوب العربية فهي فقيرة، وحكام العرب من أغنى أغنياء العالم، أما شعوبهم فهي الأفقر.
أما من يرغبون في أن يكونوا مميَّزين في مجال التحليل السياسي، فإنهم يقومون برفض كل التحليلات السابقة، فيُرجِعونَ أسباب الانتفاضات العربية إلى (نظرية المؤامرة) فيشيرون بإصبع الاتهام لأكثر المتهمين في العالم القديم والحديث شرا وإفسادا (الموساد)، ويسردون قدرات هذا (الغول) على قلب كل أنظمة العالم لخدمة اليهود اقتصاديا وتجاريا!
إن كل التحليلات السابقة قابلة للتصديق، لأن السياسة هو العلم الوحيد المتغيّر، غير القابل للتأطير بسبب قدراته الهائلة على الانتقال السريع من النقيض إلى النقيض، فهو مجموعة من الخطط والألعاب، وهو أقرب إلى الرياضات، منه إلى العلوم الأكاديمية المعروفة!
والحقيقة إن ما يجري اليوم في العالم العربي، هو بداية صحوة شعبية عربية، بعد أن تمكنتْ الديكتاتوريات العربية خلال عقود طويلة من تكميم أفواه الشعوب العربية، بالقمع والحصار والقهر، ونقلتْ الشعوبَ من معركة خاسرة إلى معركة خاسرة أخرى ،في الوقت الذي ينعم فيه الحكامُ وأبناؤهم بثروات البلاد وخيراتها.
الحقيقة أن الشعوبُ العربية قد استيقظتْ من سباتها الطويل واستعادتْ قدراتها على التغيير بفعل التواصل الإعلامي ، وأصبحت قادرة على أن تُقارنَ أحوالها بأحوال الأمم المحيطة بها، وأصبحت ترى صورتها في مرآة إعلامية واسعة، تضم كل دول العالم،فقد رأت شحوب وجهها وضيق حالها، بينما يسعد الآخرون ويَهْنَئون ويعيشون حياة الرفاهية على الرغم من قلة الموارد عندهم إذا قورنت بمخزون الموارد الهائل في العالم العربي.
واهتدتْ الشعوبُ العربية إلى أن ثروات الشعوب والأمم لم تعد تُقاس بمساحات البلدان الجغرافية، بل هي الثروات الكامنة في طاقاتها البشرية الشبابية ، وأن نهضة الدول تُقاس بمقدار استغلال عقول وإبداعات الشباب والاستفادة من مواهبهم ، وتوظيف قدراتهم وإبداعاتهم لركوب قطار المستقبل.
فالرهان في عالم اليوم ليس على المخزونات الإستراتيجية من المعادن والنفط، ولا على مخزوناتها من شعر الفخر والمدح والحماسة، بل إن الرهان الأساس هو رهان يقاس بموازين أخرى، منها ميزان الإسهام في إغناء الحضارة بالأفكار والنظريات والمنظومات الشعبية المختصة بالتثقيف، والإسهام في إبداع مفاهيم جديدة للحياة بتطويع منظومة التراث والعادات والتقاليد لتوافق الثورة التكنولوجية، مع الاحتفاظ بالأصالة.
ولا يمكن أن نربح الرهان إلا بالتمرد على المقررات المدرسية الحشوية الجامدة، وكل ذلك أيضا لا يمكن إنجازُه إلا في بيئة ديمقراطية، تحترم الإنسان، ولا تعتبره كَمَّا زائدا عن الحاجة.



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدب مضغوط
- من القبائل إلى الغروبات
- صرخة بعث لفاروق جويدة
- غسيل العار
- الفئران وصاروخ القبة الحديدية
- من دُرر المُبدعات
- من قتل الملك داود
- اغتيالات تكنلوجية
- من يوميات مكتوم
- ما سرُّ عبقرية محمود درويش؟
- مرض القهر التراكمي
- المستبدون في كتاب محظور
- كاوبوي إسرائيل
- هل سيصمد مفاعل ديمونا للزلازل؟
- ألفية صراع الأعراق
- من مقامات الحاكم بأمره
- ذكرياتي مع العقيد
- قانون حنين زعبي وعزمي بشارة
- حكام بعقود
- تحليل إسرائيلي 2011/2/12


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - الانتفاضة العربية