أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صلاح بدرالدين - - السيكوريتاتيا - السورية















المزيد.....

- السيكوريتاتيا - السورية


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3348 - 2011 / 4 / 27 - 16:37
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


" السيكوريتاتيا " السورية
صلاح بدرالدين

لاتكتمل صورة المشهد السوري الراهن الا بمقارنته بما حدث في رومانيا قبل نحو خمس وعشرين عاما عندما بدأت الأنظمة الشمولية في أوروبا الشرقية وبينها نظام الدكتاتور الروماني – نيقولاي شاوشسكو - تتهاوى واحدا بعد الآخر وهو الأقرب الى الحالة السورية من مثيلاته فبخلاف الجانب الاجتماعي الايجابي المميز في جميع دول المنظومة الاشتراكية السابقة وتقديماته في مجالات العمل والصحة والسكن والأمومة والطفولة وضمانات التقاعد هناك العديد من عوامل التشابه وخاصة في الجانب السياسي ونظم الحكم والحريات العامة والحقوق المدنية وقيم المجتمع وكرامات الأفراد تجمع بين الحالتين الى درجة التطابق وفي البداية علينا التأكيد على حرمان شعبنا في ظل الاستبداد ومنذ أكثر من خمسة عقود وحتى الآن بعكس ماكان قائما في رومانيا زمن الدكتاتور من توفر فرص العمل والضمانات الاجتماعية والصحية وفي اعتراف رسمي من الحكومة السورية بلغ عدد الذين يعيشون في أدنى درجات سلم الفقر أربعة ملايين والرقم الحقيقي ضعف ذلك على أقل تقدير كما أن الواقع السوري وبعكس الطرف المقارن يظهر وجود طبقات وفئات مستغلة نابعة من اطار العائلة الحاكمة والدوائر القريبة من مصدر القرار واعتاشت على قوت الشعب وأموال الدولة ونهب الممتلكات العامة وتشكل بين خمسة وسبعة بالمائة من السوريين في حين تعيش الغالبية الساحقة اما في حالة الكفاف أو في فقر مدقع وأخيرا واذا كان – شاوشسكو – قد انتخب من حزبه رئيسا بعد أن استقر الرأي عليه لمسوغات وأسباب موضوعية وكفاءة مميزة بعد عقود من النضال السري والعلني ضد النازية والفاشية ومن أجل الاستقلال الوطني فان الطالب الجامعي الغر – الأسد الابن – حل رئيسا بالوراثة على طريقة الملوك والأمراء والمشايخ من دون أن يتميز بأية صفة نضالية أو علمية أو معرفية وكانت ميزته الوحيدة ( في نظر جماعته التي عدلت بنود الدستور خلال ساعات لتكون على مقاس عمره ) أنه ابن الدكتاتور الراحل الرئيس حافظ الأسد الذي استولى على السلطة بعد انقلابين عسكريين وخان رفاقه وزج بهم بالسجن حتى الموت .
دكتاتور رومانيا كما مستبد سوريا جمع بين قيادة الحزب الحاكم الأوحد القائد للدولة والمجتمع ورئاسة البلاد كحاكم مطلق الصلاحيات والقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة والاشراف المباشر على المنظومة الأمنية والشرطة السرية والامساك بمفاتيح الاقتصاد الوطني وخزينة الدولة وذلك بمعاونة أفراد العائلة أولا " على مبدأ الأقربون أولى .. " والمحيطين في دوائر فئوية محلية من المنتفعين والموالين تتسع وتتشعب لتشمل كل من يرتضي الذل والخنوع لأسباب مصلحية ذاتية وهنا أرى من الضرورة بمكان تبيان أن عملية التغيير تأخرت في سوريا ربع قرن وظلت بمعزل عن ركب الموجة العالمية في انهيارات الأنظمة الشمولية لأسباب موضوعية داخلية من أهمها مضاعفة عدد وعدة الأجهزة الأمنية وتوسيع صلاحياتها واطلاق العنان لنزعاتها العدوانية الغرائزية ضد معارضيها مما دفع ذلك باتجاه التفكير الجدي في قراءة وتشخيص انتقال النظام المستبد من حالة ارهاب الدولة والاقتراب الى الموقع الفاشي مع توفر بعض مواصفاته وعلائمه على طريق الاكتمال النهائي وخارجية من بينها الموقع الجيو – سياسي ومسألة الصراع العربي الاسرائيلي وكان التأخير الأكثر وطأة بقاء النظام خلال ثمانية أعوام من سقوط توأمه البعثي العراقي .
حكم – شاوشسكو - البلاد بقبضة من حديد، وإتسم حكمه بالشدة والدموية على الرغم من بعض الإنجازات في مجالات تنموية وعلمية وثقافية كما أسلفنا وكان يعتمد في تسلطه واستبداده الفردي على مؤسسة أمن الدولة التي اشتهرت با – السيكوريتاتيا – السيئة الصيت والسمعة المكونة من سبعمائة ألف من القوات الأمنية الخاصة بفروعها واختصاصاتها المتنوعة وبميزانيات سخية لحماية نظامه والتجسس على الشعب الروماني وقد بلغ خلال أيام الثورة ضحايا هذا الجهاز الرهيب الألف نسمة ومعظمهم من الشباب وبما أننا مازلنا في مجال المقارنة بين حالتين نقول أن مستبد سوريا يحكم البلاد بالقهر والتخويف والتصفيات والاعتقالات وارهاب الدولة وبواسطة خمسة عشر من المنظومات الأمنية يبلغ تعداد منتسبيها بحسب التقديرات الأقرب الى الصدقية ستمائة ألف وقد تلوثت أياديهم منذ زمن بعيد وأساؤوا الى السوريين وتورطوا في المذابح وقتل المدنيين الأبرياء منذ الثمانينات وحتى هذه اللحظة وبلغ عدد الضحايا من السوريين منذ اندلاع الانتفاضة السلمية قبل شهر خمسمائة جلهم من درعا الصامدة أو – تيميشوارا – الرومانية التي انطلقت منها الشرارة الأولى أي نصف عدد ضحايا – شاوشسكو – والحبل مازال على الجرار وفي تماثل جلي بين حراكي البلدين نراهما انطلقا من صلب المجتمع ومن قواه الحية من الشباب ومن منابت عمالية وطلابية وطبقية متنوعة تجمع على ازالة الاستبداد والخلاص من الظلم والاضطهاد وانتزاع الحرية وصون الكرامة وتحقيق التغيير الديموقراطي واذا ما انضمت رعية أحد الكهنة في – تيميشوارا - الى ثوار التغيير من أجل تحقيق الأهداف السالفة الذكر فما العيب في تحويل الجامع العمري في درعا الى مأوى للمنتفضين ومكانا لاجتماعاتهم ومشفى لاسعاف المصابين أمام الحصار العسكري – الأمني – الاقتصادي الظالم وقطع الكهرباء وخيوط التلفون ومنع التجوال وكما نعلم فان الآلة الاعلامية للنظام وفي مجال الدعاية الرخيصة والمبالغات والافتراءات تحاول تصوير الجامع العمري كدليل على أن الانتفاضة تقاد من الحركات السلفية المسلحة في حين مازال رأس النظام يحاول تلميع – شرعيته – الزائفة عبر فتاوى الموظف الأمين لسيده مفتي الجمهورية وشهادات بعض رجال الدين الذين باعوا ضمائرهم من أمثال البوطي وتعزيز موقعه بواسطة الاستنفار المذهبي البغيض .
ان واقع المنظومة الأمنية أو – السيكوريتاتيا – السورية التي يتربع على عرشها رأس النظام أقيمت ونظمت على مقاس الدكتاتور وفي مواجهة الشعب وليست لها أية مهمة سوى الحفاظ على أمن الرئيس ونظامه ومؤسساته الحاكمة وليست من أجل تحديات خارجية أو من مخاطر الكيان الصهيوني المزعوم وهوالقلق في هذه الأيام على مصير حاكم دمشق الذي تحولت جبهة الجولان المحتل في عهده وسلفه الى أكثر المناطق هدوءا واستقرارا وأمانا بل من غضبة الشعب السوري الذي بدأ صبره ينفذ وقرر الانتفاضة من أجل اسقاط النظام وليس كما يدعي البعض من السذج أو المتواطئين والمأجورين باجراء الاصلاح تحت اشرافه والفصل الكاريكاتوري غير الموضوعي بين الرئيس ومنظومته الأمنية القمعية وكأنهما متناقضان متنافران متباعدان في حين أنها حاملته وحارسته وسر وجوده وبزوالها يزول النظام بعد أقل من ساعة .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء الى السوريين في خارج الوطن
- الكرد في حقبة النظام - الأسدي - - 2
- مقترحات للمناقشة برسم شباب - الائتلاف الكردي -
- الكرد في حقبة النظام - الأسدي - - 1 -
- للانتفاضة السورية شباب يحمونها
- بدون - استغباء - السوريين يافخامة الوريث
- من جلاء المستعمر الى رحيل الاستبداد
- مابين الاصلاح والتغيير سر خطير
- مذكرات صلاح بدرالدين في ندوة مؤسسة كاوا
- من يستدعي الخارج : الانتفاضة أم النظام السوري
- كرد سوريا بين - المواطنة - - والتجنيس -
- الاتحاد في اطارانتفاضة الشباب
- شبابنا حماة الديار
- بوركتم ياشباب - قامشلو -
- نداء صلاح بدرالدين الى الشعب الكردي السوري
- النظام يختارطريق المواجهة والانتفاض هو الرد
- شكرا - لدرعا - شكرا - للاذقية -
- ماذا يعني عودة الأسد الى قيادته الحزبية
- - تضامن أممي - من نوع جديد
- أيها الشباب لاتبالوا .. انها الحرب النفسية


المزيد.....




- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صلاح بدرالدين - - السيكوريتاتيا - السورية