أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - أقدم زبون للمحكمة الدولية















المزيد.....

أقدم زبون للمحكمة الدولية


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 3348 - 2011 / 4 / 27 - 16:05
المحور: كتابات ساخرة
    



ـ أخي، إلى ماذا تستمع؟
° إلى أغنية صباح فخري " جاءت معذبتي في غيهب الغسق ِ"..
ـ يا عيني على مزاجك، الرائق، فيما الدنيا مشتعلة في الخارج.
° لأنها كذلك، أخذتُ استراحة قليلاً من نشرات الأخبار.
ـ لماذا لم تتحوّل إلى الفضائية السورية، وأخواتها، اللواتي لا يُجدن سوى التباكي على حالهن مثل العوانس؟
° على حالهن، أم على حال الوطن؟
ـ الوطن؟؟ أسفي على وطن ٍ إعلامه يحرّض السلطة المجرمة على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الأعزل، المسالم، المطالب بالحرية.
° المطالبة بالحرية، هي أكبر الجرائم بنظر هذا الإعلام المُدجّن. وأغرب ما تسوّقه هذه الفضائيات، الرسمية، هو إعادة مشاهد الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، معلقين عليها بالقول: لمَ لا يحتجّ مجلسُ الأمن، والدولُ الغربية من ورائه، على هذه الانتهاكات المرتكبة بحق شعبنا العربي؟
ـ كان الجدير بمجلس الأمن أن يجيبها قائلاً: على الأقل، أولئك الإسرائيليون يقتلون أعداءهم العرب، المسلحين، وليسَ مواطنيهم العزل.
° على كل حال، فالأكيد أنّ مجلس الأمن لن يَدَع هذا السفاح يوغل في إجرامه بحق شعبنا السوري؛ فهو بصدد إصدار إدانة قوية لنظامه، ومطالبة بإحالة القضية للمحكمة الجنائية الدولية.
ـ ولكنّ ممثل النظام في مجلس الأمن، ردّ بوجهه الكئيب: " القضية ليست خطيرة، إلى حدّ تدخل مجلس الأمن فيها. وممكن أن نفتح تحقيقا في سورية، مستقلاً، عن الأحداث الأخيرة "..
° نعم، الحق معه. إنّ مقتل بضع مئات من المدنيين على أيدي الأمن والشبيحة، هو قضية بسيطة، مقارنة بجرائم نظامه على مرّ الأعوام. يعني كان على مجلس الأمن، بحسب تفكير جناب السفير، الانتظارَ لحين انتهاء الجيش السوري الباسل من تكرار مجزرة حماة في كل مدينة سوريّة ثائرة.
ـ لقد لطخوا اسم الجيش السوري في الوحل..
° بل في الزبل. يا حيف على تقاليد جيشنا السوري؛ الذي كان فيما مضى مصنعاً للرجال الأبطال، المؤمنين بقيَم الوطنية والحرية والديمقراطية.
ـ لقد باع الديّوس، المقبور، هضبة الجولان بثمن بخس، عندما كان وزيراً للدفاع، فكافأ نفسه بمنصب رئيس الدولة بعد ثلاثة أعوام. بينما كان عليه، لو حصل ذلك في بلد آخر، أن يُقدّم للمحكمة العسكرية بتهمة الخيانة العظمى و..
° لا، لا تغلط. المحكمة العسكرية، في سورية الأسد، مخصصة فقط للبحث في قضايا معتقلي الرأي؛ كما يحصل الآن وبالرغم من إلغاء حالة الطواريء.
ـ إنّ أملَ السوريين، حالياً، هوَ في المحكمة الدولية، المفترض أن تأخذ لهم حقهم من رأس النظام المجرم وأقربائه وأعوانه. لأنّ قضايا اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والآخرين من شهداء ثورة الأرز، قد قاربت أيضاً على الفصل فيها.
° سمعتُ من مصدر في القصر، موثوق، أنّ صاحبنا، الديّوس الابن، بعث رسالة للمحكمة الدولية، يقول فيها: بما أنني أقدَم زبون عندكم، فأرجو أن أحصل على تخفيض بنسبة خمسين بالمائة على مجمل الأحكام الجنائية، التي ستحكمونني بها.
ـ كان على سفيره، في مجلس الأمن، أن يذكرَ بأنّ نظامه أنشأ فيما مضى لجنة تقصي بموضوع اغتيال الحريري ورفاقه. ولكن اللجنة اختفى أثرها، بعدما تشكلت لجان أخرى للتقصي عن اغتيال آخرين، مثل عماد مغنية ومحمد سليمان و..
° واختفت تلك اللجان بدورها، كما اختفى مَن قبلها ومَن بعدها لعلكم تذكرون.
ـ نعم، فحتى اللجنة التي تشكلت في الأمس القريب، بخصوص أحداث درعا، فإنها حلّت بكل بساطة بحجة أنّ رئيسها صار وزيراً للقتل.. أعني، وزيراً للعدل.
° يا عيني على السلاسة والشفافية، في القضاء السوري؛ خصوصاً بعد الإعلان رسمياً عن إقرار المراسيم الرئاسية، الأخيرة.
ـ ولكن، هل تعتقد بأنّ صاحبنا، الكذا وكذا، سيمثل أمام المحكمة الدولية الجنائية؟
° هذا سؤال مهم؛ كما اعتادَ المحللون الإستراتيجيون عندنا أن يستهلوا به حديثهم. وعلى ذلك أجيبكَ بما نقله إليّ ذلك المصدر الموثوق، القريب من القصر. يا سيدي، يُقال أنّ صاحبنا اجتمع مع والدته، التي ما زالت هي السيّدة الأولى، وعلى الرغم من وجود كنتها؛ حَرَم الرئيس، المصون..
ـ لتحمد الله، حرمُ الرئيس، لأنهم لم يصدروا مرسوماً رسمياً بتطليقها، كونها أصلاً من أهل مدينة حمص، الثائرة على النظام. ولكن، بهذه المناسبة، هل تعتقد بأنّ هذه الحمصية ستبادر، من تلقاء نفسها، إلى الاستقالة من منصبها كحرم الرئيس احتجاجاً على استباحة مدينتها من قبل الأمن والجيش؛ كما فعل نائبا درعا وآخرين من مسؤوليها..؟
° لا، هذا مستبعد. لأنّ المثل يقول " من عاشر الديّوسين أربعين يوماً صارَ منهم وفيهم ".
ـ لا حول ولا قوة إلا بالله. المهم، أكمل لي الحديث بين الأب القائد والسيدة الأولى؛ التي هي ليست حرمه بل أمه..
° نعم، قلنا أنهما اجتمعا يوم أمس، وجرى بينهما هذا الحوار.

الأبّ القائد: يا ويلي، أخي خرّب بيتي. وهذا كله نتيجة إفسادك له بالتدليل.
السيدة الأولى: كيف تقول هذا، وأنت من تعطيه الأوامر بأن يأخذ فرقته الرابعة إلى هذه المحافظة أو تلك..؟
هو: يعني، يا أمّي، ستقع الجرّة على أمّ رأسي.
هي: قضية المحكمة الدولية، التي تخاف أنت منها، لن تختلف عن سابقتها.
هو: ولكنّ الأمرَ جديّ، هذه المرة. ألم تري ما فعلوه مع صديقنا، العقيد زنقة زنقة؟
هي: إنه مجنون، ولذلك لا يريدون محاكمته؛ بل يبحثون عن بلد ما، فيه مشفى مناسب للأمراض العقلية، لكي يحجزوه فيه و..
هو: وأنا، يا ماما؟ ألم يكونوا يلقبونني في صغري " على البركة "..؟ وعندما كنتُ أسألك عن معنى هذا اللقب، كنت تقولين لي: " معنى ذلك أنك ولد شاطر ".
هي: ولهذا السبب، تحديداً، عليك الآن ألا تخشى من المحكمة الدولية. فالأوربيون يعرفون مباديء حقوق الإنسان، وبالتالي فلا يمكن أن يسجنوا ولداً متخلفاً عقلياً.
هو: ولد..؟
هي: ستبقى بعين أمك، دوماً، الولدَ الشاطر.

ـ حوار في منتهى السلاسة والشفافية. ولكن، ألم يسألها عن مصير ابنها الآخر، المتفرعن في الأرض؟
° نعم، سألها يا سيدي..
ـ وبماذا أجابته؟
° قالت ودمع العين يسبقها: من يرتكب جرائم الحرب لا يخشى من الشنق ِ.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس القرد يحرر البلد
- آخر خطاب لمسيلمة الكذاب
- ....المقاومة الإسلامية
- ارحل يا حمّار
- يوم الأسير السوري
- سيادته يوجّه الإعلامَ للإصلاح
- سيادته يأمر الشبيحة بتطبيق الإصلاح
- الواد طالع لأبوه
- طير وفرقع يا بشار
- أنا والرئيس في باريس
- أسكي شام: استهلالٌ، أو اكتشافُ الأسلاف
- أعمالي غير الكاملة في موقع متكامل
- خاتمَة السيرَة: الشام القديمَة
- الأمكنة الكمائنُ 14: المَبغى المُقدّس
- الأمكنة الكمائنُ 13: الجدرانُ الأخرى
- الأمكنة الكمائنُ 12: السّفح المُتسكع
- الأمكنة الكمائنُ 11: المَخطر المَشبوه
- الأمكنة الكمائنُ 10: الجوار المُتأجّج
- الأمكنة الكمائنُ 9: المَحفل المُزدوَج
- الأمكنة الكمائنُ 8: أسطحُ الأصحاب


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - أقدم زبون للمحكمة الدولية