أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - سوريا, فوضى بفوضى, والباديء اظلم:














المزيد.....

سوريا, فوضى بفوضى, والباديء اظلم:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3348 - 2011 / 4 / 27 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كل مواقع عدم الاستقرار في المنطقة هناك ثلاث اطراف تحدد مستوى حدة تفاعلات الصراع به. فهناك اولا حراك الطبقة الشعبية ومدى انخراطها في الانتفاض, وهناك النظام ومؤسساته وكيفية استجابتها, وهناك الاجندة الاجنبية في صورة الموقف الدولي وربما بعض امتداداته المحلية وكيف توجه التفاعل,
لقد تباين مستوى وحدة الصراع بين موقع واخر تبعا لتفاعل هذه الاطراف الثلاث. فمن الانظمة من قضى نحبه بفعل اجندة الطرف الدولي مع اجندة الطبقة الشعية كما حدث في مصر وتونس, وهناك من كبحت حالة الانتفاض فيه كالاردن, وهناك من ترحل مصير الانتفاضة فيه من اطار الصراع المحلي الى اطار الصراع الاقليمي كالبحرين وترك تحديد نتاج تبعا لنتائج الصراع بصورته الاقليمية, وهناك من الانظمة من فرض حالة توزان قوى بين الاطراف ومراوحة على عملية التفاعل في ظل حسابات تكبح فاعلية الاجندة الدولية كما اليمن, وهناك من ذهبت الامور الى حالة انقسام وبدايات حرب اهلية كما ليبيا. فالى اين يتجه الوضع في سوريا؟
الغريب في الوضع السوري, ان النظام هو الذي يصعد ويزيد في حدة دموية علاقته بالانتفاضة الشعبية؟ غير عابيء بموقف وحركة الاجندة الاجنبية, فهل يحسب ذلك لذكاء او غباء النظام؟ حتى ان البعض ذهب للتساؤل, الم قرأ النظام تجارب مصر وتونس واليمن وليبيا والبحرين, فما الذي يدفعه باتجاه مفاقمة الصراع عوضا عن محاولة كبحه؟
ان هذا السؤال يجيب عليه لوجستية الدور السوري في تاريخ الصراع الاقليمي في المنطقة منذ حرب حزيران ومرورا بحرب تشرين وحتى الان, فقد استطاع النظام السوري ان يلعب دور صمام تحكم رئيسي في قرار السلم والحرب والعنف والهدوء في هذه المنطقة, قبل وبعد اخراج مصر من عملية تفاعل الصراع الاقليمي, بل ورغم ان حجم مقدرات مصر المنخرطة في الصراع اكبر من مقدرات النظام في سوريا وان لوزن قرارها السياسي اقليميا وزنا اعلى من وزن القرار السياسي للنظام المصري, الا انه لا يمكن عدم الاعتراف ان موقع مصر الجيوسياسي هو موقع جانبي لا موقع صدارة ولا يمكن لنفاذية قرارها في ارض الواقع الا ان تمر عبر بوابة النظام السوري, فسوريا تمتاز عن مصر بهذا الصدد بان لها اجنحة جيوسياسية كلبنان والاردن والعراق, وهي قادرة برفرفة هذه الاجنحة ان تثير اضطرابا رئيسيا في المنطقة,
ولو اخذنا مثالا على ذلك حالة ممانعة النفوذ الامريكي في المنطقة وتعطيل التسوية كرافعة للمشاريع السياسية الامريكية والنفوذ الامريكي في المنطقة لتلمسنا خطورة اهمية الموقع السوري,
فلسوريا يعود فضل كبح جماح الثورة الفلسطينية والتهيئة للاجتياح الاسرائيلي عام 1948م, واليها يعود ايضا فضل استمرار عجز استعادة الفلسطينيين لنهج الكفاح المسلح, ولسوريا يعود فضل انضباط عنف حزب الله وحركة حماس, وقد اعطت سوريا درسا في الاخلاق للولايات المتحدة الامريكية في العراق واثبتت ان حجم رئيسيا لاستقرار اوضاعه او اشاعة الفوضى فيه انما هو بيد القرار السوري.
ان النظام السوري يدرك كل ذلك, ويدرك ان الدول الغربية لا يمكن ان تسمح بان يستباح الوضع السوري كما هو حال الوضع الليبي, فيتحول لسوق مفتوح لمختلف القوى الشعبية الاقليمية كالاكراد والفلسطينيين واللبنانيين, وما يرتبط بها من امن لتركيا والعراق والكيان الصهيوني والاردن ولبنان, ويدرك ان بديل ذلك هو اما اجتياح صهيوني يحتل كامل سوريا او الحفاظ على وجود النظام.
ان النظام السوري يدخل في تحدي سافر للاجندة الاجنبية, وهو يهدد باحالة الوضع السوري الى حالة شبيهة بالوضع الليبي, وهو ما سترفض الاجندة الاجنبية حدوثه لذلك نجد النظام هو الذي يتجه بالصراع الى التصعيد لا الى التهدئة, ولسان حاله يقول نعم ساستجيب للمطالب الشعبية ولكن بحسب حسابات الخاصة لا يحسب مطلب انهاك محور الممانعة الذي يؤطر الاجندة الاجنبية في سوريا
فوضى بفوضى والباديء اظلم هكذا يبدوا ما يقوله لسان حال النظام السوري خاصة رسالة المبادرات التي قدمها الخطاب الرسمي السوري فهمت خطأ من قبل العنجهية المعهودة للعقلية الغربية, وتبعا لذلك اتوقع ان يبدر من النظام السوري ردا اعنف وتصعيدا اكبر على خطوات الحصار والعقاب الذي تسعى الدول الغربية ايقاعها على النظام,
من المؤسف طبعا ان يكون سفك دم الطبقات الشعبية هو وسيلة النظام في ايصال هذه الرسالة الى اوروبا وامريكا, التي لن تاخذ مسالة سفك الدم الشعبي هذه بعين الاعتبار, حيث باتت المسالة بين الطرفين السوري والعالمي مسالة تحديد مدخل لعلاقة مستقبلية استراتيجة على احد الطرفين ان يكون خاضعا للاخر بها, لذلك علينا ان نعي ان ما يحدث الان في سوريا يحمل اشد الخطر على الصراع الاقليمي وان دم الطبقات الشعبية السورية هو فاتورته المفتوحة



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين لا تخلو الانتفاضات من الشبهات:
- اين هو البرنامج القومي للانتفاضة الشعبية؟
- اغتراب الرؤية السلفية عن الواقع في مقال ثقافة الاحتجاج:
- محاذير حول مسار الوضع السوري
- حمل العنزات والعودة للمفاوضات:
- الانتفاضة الشعبية طريق انهاء وضع الصوملة الفلسطينية:
- الوضع الفلسطيني في المتغير الاستراتيجي الاقليمي:
- في العرف الفلسطيني القتل حلال:
- فشل المصالحة الفلسطينية زنقة زنقة
- سيد جولدستون انت عار على مهنة القضاء:
- ترويض حركة حماس لخدمة مخطط نتنياهو:
- الدم الفلسطيني يسفح على نغم التصعيد المحسوب:
- مرة اخرى ضرورة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية:
- الانتفاضة وشمولية النضال الفلسطيني:
- نداء عاجل الى الشعب الفلسطيني ...الان وقت التحرك الشعبي :
- فلسطين وطن قومي لا خيار فردي:
- قناة الجزيرة تهيء للعدوان الصهيوني على قطاع غزة:
- بين علمانية ولاية الخامنئي وعلمانية ولاية القرضاوي :
- الرد الفلسطيني على متغيرات المنطقة:
- قراءة في خطاب الرئيس الاسد:


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - سوريا, فوضى بفوضى, والباديء اظلم: