أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - حول علمية النظرية الماركسية















المزيد.....

حول علمية النظرية الماركسية


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 3348 - 2011 / 4 / 27 - 12:28
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ارسل لي قارئ عزيز من بابل رسالة طويلة اقتبس منها جملة واحدة "سؤالي نحنوا كلنا اعتقاد جازم بان الماركسية نظرية علمية صادقة اذا طبقت وفق ضروفها ..."
منذ البداية وحتى قبل البيان الشيوعي اطلق ماركس وانجلز على نظريتهما اسم "الاشتراكية العلمية" تمييزا لها عن شتى النظريات والفلسفات الاشتراكية التي انتشرت في زمانهما. واسمياها بهذا الاسم نظرا الى انها مبنية على العلم وليس مجرد نظريات فلسفية. وقد ترسخت هذه النظرة حين اكتشف كارل ماركس المادية الديالكتيكية. ولم يطلقا عليها اسم الماركسية ولكن انجلز اطلق عليها اسم الماركسية تخليدا للعالم الذي اكتشفها، كارل ماركس. وهذا يعني ان للماركسية اسمين هما الماركسية والاشتراكية العلمية اي ان الاسمين اسمان مرادفان لنظرية واحدة رغم ان بعض المظرين حاولوا ان يفصلوا بين الماركسية وبين الاشتراكية العلمية لاغراض شتى ليس هنا موضع مناقشتها.
سمياها الاشتراكية العلمية واكدا على ذلك حين اعتبرا انها تستند الى علم الحركة في المادة والمجتمع، المادية الديالكتيكة. ويعود الفخر في اكتشاف هذا العلم الى العالم والفيلسوف العظيم هيغل الذي اكتشف جميع معالم قوانين الديالكتيك. ولكن هيغل كان مثاليا في فلسفته لذلك طبق الديالكتيك وفقا لفلسفته المثالية. اقتبس كارل ماركس الدياكتيك من هيغل وطبقه على الفلسفة المادية فاصبح المادية الديالكتيكية. تذكر في رسالتك عزيزي القارئ من بابل كتاب فالح عبد الجبار الذي ينكر فيه وجود الديالكتيك. ليس فالح عبد الجبار اول ولا اخر من ينكر وجود الديالكتيك وقد كانت لي مجابهة مع فالح عبد الجبار في مناقشة بعض مقالاته المنشورة في الحوار المتمدن ولكني لا استطيع ان اناقش كتابا لم اقرأه وليست لي رغبة الان في محاولة الحصول على الكتاب ومناقشته.
الديالكتيك هو قانون الحركة في المادة والمجتمع كان دور كارل ماركس اكتشافه وليس اختراعه. وانكار وجود الديالكتيك كمن ينكر وجود قطبي المغناطيس السالب والموجب او ينكر وجود الموجب والسالب في الكهرباء او اي قانون اخر من القوانين الطبيعية السائدة في حركة المجتمع الانساني وفي الطبيعة لان الديالكتيك كان قانون الحركة في الطبيعة قبل نشوء الحياة على الكرة الارضية. فكانت حركات تطور الكون دائما وستبقى ابدا تجري حسب القوانين الديالكتيكية.
فعلم الجيولوجيا مثلا هو علم ديالكتيك تكون القشرة الارضية. نجح علم الجيولوجيا مثلا في دراسة تطور تكون الكرة الارضية وتحديد تاريخه عن طريق ديالكتيك حركة تكون الكرة الارضية. توصلوا الى معلوماتهم العظيمة عن طريق دراسة التغيرات الكمية وتحولها الى تغيرات نوعية في تاريخ مليارات السنين التي مرت على تكوين قشرة الكرة الارضية بشكلها الحالي. فطبقات الارض الجيولوجية ليست سوى نتائج تحول التغيرات الكمية البطيئة التي تمتد الى ملايين السنين وتحولها عند التغير النوعي الى شكل اخر من الطبقات الجيولوجية ودراسة الطبقات الجيولوجية هي التي مكنت علماء الجيولوجيا من تحديد تاريخ الكرة الارضية منذ استقلالها كجرم كوني وحتى اليوم. والعلم يعرف اليوم الى درجة عالية الدقة تاريخ هذا التطور في حركة تكون الكرة الارضية. يستطيع حتى علماء الجيولوجيا انكار وجود الديالكتيك ولكنهم لا يستطيعون ان ينكروا علمهم كله الذي يستند على تاريخ تحول الطبقات الجيولوجية من شكل الى شكل اخر وملايين السنين من التغيرات الكمية التي استغرقها تحول كل طبقة جيولوجية من شكل الى اخر. وما ينطبق على علم الجيولوجيا ينطبق على علم الفلك وعلم تكوين الكون بشكله الذي يعرفه العلم حاليا وتطور هذا العلم في المستقبل نحو الاكتمال لان العلم ليس له نهاية.
ودراسة تاريخ تطور اي فرع من فروع العلوم البشرية ليس سوى دراسة التغيرات الكمية التي تتحول الى تغيرات نوعية. والتغيرات النوعية في تاريخ تطور العلوم هي التغيرات التي تشكل المراحل التي يذكرها تطور العلوم. اكتشاف الدورة الدموية، اكتشاف باستور للميكروبات، اكتشاف الاوكسيجين، اكتشاف الراديوم، اكتشاف الملاريا ودورة حياة البعوضة، النظرية النسبية، اكتشاف النور الكهربائي، قانون ارخيميدس، قانون الجاذبية، فيثاغورس، اكتشاف الذرة، فلق الذرة الخ... كل هذه الاختراعات والاكتشافات مراحل معينة من العلوم البشرية تشكل الطفرات النوعية لالاف السنين من البحوث والتغيرات العلمية البسيطة التي لا تشكل مرحلة واضحة من مراحل التطور العلمي الا عند الطفرة النوعية التي ما تزال واضحة ويبقى اسم مكتشفيها او مخترعيها في اغلب الاحيان عنوانا لها، ابن سينا، فيثاغورس، ارخيميدس، باستور، نيوتن، ماري كوري، اديسن، اينشتاين الخ.. كل هؤلاء العلماء لم يكونوا وحيدين في بحث المواضيع التي درسوها وعملوا على اكتشافها بل كانوا القمة في الموضوع الذي بحثوه، العلماء الذين تحققت على ايديهم الطفرة النوعية في التطورات الكمية الصغيرة غير المحسوسة التي ادت الى الطفرة النوعية التي اكتشفوها. ان دراسة تاريخ تطور كافة العلوم الانسانية ما هي سوى دراسة التغيرات الكمية وتحولها الى تغيرات نوعية في مجال العلم المعني في البحث وارتباطه وتداخله مع تطور العلوم الاخرى والاكتشافات الاخرى. لذلك فان الحقيقة هي ان كل عالم في مختبره او في مجال بحثه هو ديالكتيكي شاء ام ابى، وسواء اعترف بوجود الديالكتيك ام لم يعترف بوجوده.
ومن اروع الامثلة على التغيرات الكمية وتحولها الى تغيرات نوعية جدول العناصر الموجودة في الطبيعة. فقد بذل العلماء وغير العلماء جهودا كثيرة لالاف السنين من اجل اكتشاف العناصر المختلفة عن بعضها. وبلغ العلم الذروة في اكتشاف الجدول الكامل لهذه العناصر. والعلم اليوم يعرف ان هذا الجدول هو عبارة عن التغيرات الكمية في عدد بروتونات الذرة وما يرافقها من تغير في عدد الالكترونات والنيوترونات. فعند زيادة بروتون واحد في نواة الذرة يتحول العنصر الى عنصر جديد يختلف في خواصه الكيماوية والفيزيائية عن العنصر الاخر. وجدول العناصر المعروف بكل دقة اليوم هو عبارة عن جدول يزيد في كل عنصر من العناصر بروتون واحد في نواة الذرة وهو ما يغير العنصر من كافة الوجوه. والجدول كله عبارة عن التغيرات النوعية الناجمة عن زيادة بروتون واحد في ذرة كل عنصر من هذه العناصر. بل ان العلم احتاج الى عنصر غير موجود في الطبيعية على سطح الكرة الارضية اسمه البلوتونيوم. وقد احتاج العلم الى الحصول على هذا العنصر من اجل تدمير البشرية فنجحت جهود علمية كبيرة في تحقيق الحصول على هذا العنصر باضافة عدد البروتونات اللازمة الى العناصر الموجودة ونجح العلم في اختراع القنبلة الذرية التي استخدمها مجرمو الحرب الاميركان في تدمير هيروشيما وناكازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية فكانت بداية الاعداد للحرب العالمية الثالثة التي نعيشها منذ ٢٠٠١.
وفي موضوعنا حول الماركسية فان دراسة تاريخ تطور المجتمع البشري ليست دراسة تاريخ الملوك والامراء والجيوش والحروب كما هو مألوف في كتب التاريخ التي تعلمناها وانما هو تاريخ تطور علاقة الانسان بالطبيعة وعلاقة الانسان بالانسان. والانسان نفسه هو نتاج لتطورات كمية تحولت الى تغيرات نوعية في ملايين السنين من تطور الحياة على الارض ابرز العلماء الذين اكتشفوا هذه التطورات هو داروين. وكان بحث كارل ماركس لتطور المجتمع البشري في كتابه "الراسمال" وكتاباته الاخرى التي تطورت الى هذا العمل العظيم هو تطور التغيرات النوعية التي حصلت في علاقات الانسان بالطبيعة وعلاقات الانسان بمجتمعه. بحث علاقة الانسان المنفصل لتوه عن المجتمع الحيواني واعتماده على الوسائل الاولية كالصيد وتعاون الناس في تحقيق صيد الحيوان الذي كان المصدر الاساسي لاستمرار حياة الانسان. درس كارل ماركس تطور علاقة الانسان بالطبيعة واسماها قوى الانتاج لان الانتاج البشري لا يحصل الا باتحاد عمل الانسان على الطبيعة، بالعمل على تطوير الطبيعة لخدمته. وبين كارل ماركس تطور العلاقات بين اعضاء المجتمع الانساني وتطورها مع تطور قوى الانتاج واسماها علاقات الانتاج. وكان بحث كارل ماركس في الراسمال عبارة عن تحديد الطفرات النوعية في تطور قوى الانتاج نتيجة التطورات الكمية البسيطة في تطور انتاج الانسان بعمله على الطبيعة. تحول الانتاج الاجتماعي الى سلعة ونشوء التبادل بين الانسان نتيجة نشوء السلع، التحول التدريجي الكمي لسلعة اجتماعية وتحولها الى وسيلة التبادل، النقود، وتحول النقود الى راسمال، وتاثير كل هذه التغيرات النوعية على علاقات الانتاج بين الانسان ونشوء الطبقات والصراع الطبقي واتجاه تطور الصراع الطبقي والتحولات التي طرأت على المجتمع نتيجة التطور في قوى الانتاج والطفرات النوعية في علاقات الانتاج الاجتماعي، تحول المجتمع البدائي الى مجتمع عبودي، تحول المجتمع العبودي الى مجتمع اقطاعي، تحول المجتمع الاقطاعي الى مجتمع راسمالي، وتوصل الى التطور الديالكتيكي الذي يتجه نحوه تطور الصراع الطبقي فتوصل الى حتمية تحول المجتمع البشري الى الاشتراكية ثم الى الشيوعية. اضافة الى ان دراسة تطور المجتمع الانساني هي عبارة عن دراسة ديالكتيك التطور الاجتماعي خلال ملايين السنين فلم يكن من الممكن ان يتوصل كارل ماركس الى المستقبل الضروري للمجتمع البشري لولا استناده الى التطور في علاقات الانتاج البشرية الناجمة عن تطور قوى الانتاج الاجتماعية دراسة ديالكتيكية. ان انكار وجود الديالكتيك يعني انكار كل هذه التطورات العلمية والاجتماعية في تاريخ تطور المجتمع الانساني العلمي والانتاجي. فالديالكتيك لم يكن من وضع هيغل او كارل ماركس بل كان اكتشاف الواقع في حركة الطبيعة والمجتمع.
الماركسية باركانها الثلاثة الديالكتيك والاقتصاد والاشتراكية هي في المادية التاريخية نظرية تطور الحياة الاجتماعية منذ نشوء الانسان على الارض وحتى اليوم والتوصل الى طبيعة استمرار هذا التطور في المستقبل. ومن يريد انكار الماركسية والديالكتيك عليه ان يبرهن ان هذا التطور جرى وفق قوانين اخرى غير الديالكتيك وليس مجرد انكار الماركسية او انكار الديالكتيك. فهذه التغيرات حدثت خلال ملايين السنين ولم تحدث لان كارل ماركس او غيره من علماء الاقتصاد والمجتمع قبل كارل ماركس اذ لولا هؤلاء العلماء والفلاسفة لما استطاع كارل ماركس التوصل الى هذا العلم الدقيق في تاريخ تطور المجتمع البشري سابقا وتقدمه الضروري الحتمي في المستقبل ايضا.
ٍٍ



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول دكتاتورية البروليتاريا ٢
- حول دكتاتورية البروليتاريا
- الثورة البرجوازية والثورة الدائمة ٢
- الثورة البرجوازية والثورة الدائمة ١
- معاداة الستالينية هي ثورة ردة
- المجتمع الاشتراكي وقانون التطور المتوازن للاقتصاد الوطني
- حول حزب العمال الشيوعي التونسي
- حول امكانية عودة اليهود العراقيين الى وطنهم العراق
- درس من ثورتي تونس ومصر الشعبيتين
- جواب جديد الى د. حسين علوان حسين
- قانون ازمة فيض الانتاج في النظام الراسمالي
- جوابي الى يعقوب ابراهامي
- الراسمالية وقانون فوضى الانتاج
- اجوبة الى د. حسين علوان حسين
- علاقة اليهود العراقيين بالموسيقى العراقية
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ...
- هل تحقق في الاتحاد السوفييتي مجتمع اشتراكي حقيقي وكامل؟
- فترة التحضير لبناء مجتمع اشتراكي
- هل كانت ثورة اكتوبر ثورة اشتراكية؟
- هل كانت ثورة اكتوبر خطأ ارتكبه لينين ام ضرورة تاريخية؟


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسقيل قوجمان - حول علمية النظرية الماركسية