أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - فساد في الدولة ام دولة فساد ... ؟؟؟















المزيد.....

فساد في الدولة ام دولة فساد ... ؟؟؟


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 20:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فساد في الدولة ــ ام دولة فساد ... ؟
اذا كان الفساد محصوراً في حالات فردية ’ كوزير او نائب او مديرعام وموظف ’ او رأس مؤسسة ’ فالأمر يمكن للقوانين ان تحاصره وتعالجه ’ اما اذا شكل مؤسسات منظمة معقدة ناشطة منتشرة داخل كيان الدولة كالمرض الخبيث’ تفسخ الموسسات وتبتلع القوانيين والقيم وتجعل من السلطات حاضنـات لها ’ فالأمر هنا يشكل كارثة مخيفة لاتتوقف اضرارها عند حدود الدولة ’ بل تفرض خرابها وتشويهاتها على المجتمع العراقي بكامله’ وهنا هي الفاجعة الحقيقية التي يجب مواجهتها .
ليس سهلاً على العراق ان يكون امناً مستقراً متقدماً على سكـة مستقبلـه ’ فهناك قوى دولية واقليمية واشرسها محلية ماسكة بعافيته تريد ان تفترسها كاملة ’ وكمن يريد الأيقاع بفريسته يعوي البعض بالديموقراطية والأخر بالمسائلة والعدالة وهناك من يقرع طبول التصعيد وينشد فورة الأحقاد والكراهية واوهام الخوف من الآخر ’ وعندما يعثـر العراق تمتد نحوه سكاكين جنرالات الطوائف والقوميات والمذاهب محتفلة بأنتصارها على شعب تدعي تمثيله ووطناً اغتنمته لتواصل احتفالية التقسيم والمشاركة .
العراق’ هذا الذي سحقته الأقدار وانسحقت عليه ’ يعافى دائماً ويضمد جراحه وينهض بوجه الجنرالات الوارثة ’ حركة اصلاح ورغبة تغيير تعي رسالتها ’ تشد اهلها الى بعضهم حبل المعاناة والتضحيات المشتركة من زاخو حـد الفاو ومن داخلـه حتى خارجـه ولا توجد على الأرض غير تلك الحقيقة التي ستعبر عن ذاتها آجلاً ’ فالمدن العراقية ومنها الكوردستانية ’ قـد يغتصبها الجنرال ’ لكنـه سوف لن يحتل قلبها .
الأنسان العراقي ’ الذي دمرتـه وشوهت حقيقتـه عقود الأرهاب والأذلال والحروب والأحتلالات والحصارات وسنوات الفتنـة والموت اليومي للأرهاب المليشياتي ’ لازال متماسكاً ماسكاً عروة حلمـه في التحرر والديموقراطية والعدالة والمساواة ’ وبصبره وشجاعته قد تجاوز الأسوأ نشيطاً في اصلاح واعادة بناء ذاتـه ومجتمعه جاهزاً لأنجاز مرحلة التغيير والتقدم .
الملوك والروساء والأمراء وجنرالات الأحزاب والمليشيات ’ وحدها التي لاترى اين تقف اقدامها ’ ولاتدرك انها الآن اصبحت خارج الزمن ومرحلتها قد تجاوزها الواقع المحلي والكوني ’ وهي الآن على ابواب تاريخ الذكريات المعيبة ’ وان الشعوب تتعامل الآن من اجل حاضرها ومستقبل اوطانها واجيالها بارواحها ودمائها ’ فثورة تونس مثلاً قدمت اكثر من 400 شهيداً والاف الجرحى ’ وقدم شباب مصر اكثر من 850 شهيداً والاف الجرحة ’ وشعبي اليمن وليبيا قدما الاف الشهداء والجرحى ويدخلا الآن دائرة النصر ’ وشعب سوريا يقدم يومياً اكثر من 40 شهيداً ومئآت الجرحى ’ وان استطاعت عوائل العهر الخليجي اجهاض الثورة التحررية في البحرين ’ بعد ان شوهت اهدافها الوطنية والأجتماعية وسلمية مطاليبها اقطاب التطرف الطائفي في المنطقة ’ فالعائلة السعودية ستكون الأولى على قائمة موجات التغيير ’ وسنرى وليس آجلاً طابور الملوك والرؤساء والأمراء وجنرالات احزاب الطوائف والأعراق والعشائر والأعراق دون استثناء امام محكمة الجنايات الدوليـة .
تلك الحقائق الصارخة ’ لاتريد ان تفهما مافيات الفساد في العراق’ متوهمة ان خداع الناس وتضليلهم واستغفالهم سيوقف اعصار التغيير ’ وان عنادهم وتمسكهم الغبي بواقعهم الفاسد سوف يجنبهم مطاردة اجهزة الأنتربول والوقوف يوماً في مؤخرة طابور المتهمين امام المحاكم الجنائية محلياً ودولياً .
صحيح ان الوضع في العراق هو ما بعد عملية الأسقاط ’ حيث وفر التدخل الأمريكي معاناة تلك المرحلة لأسبابـه ’ ولآسبابه ايضاً جعل العراق يسير على قدم واحـدة مستعيناً بعكازتـه للفوضى الخلاقـة .
الفساد الأداري والمالي والعلمي يتخذ الآن شكله المرعب داخل كيان الدولة الفتية ’ مؤسسة منظمة نشيطة تتحكم في مفاصلها كما اشار الى ذلك النائب الأستاذ حسن العلوي " الفساد الأداري والمالي هو انشط مؤسسة تعمل في العراق ... انـه لاينقطع وهو يتكامل مع بعضـه ... وانه ليس حالة فردية ’ وانما مؤسسة لها اصولها ورجالها ولها غطائها السياسي وتعمل تحت مظلـة زعامات سواءً في السلطة او المعارضة ... اي ان هذه المؤسسة لها ادارة تديرها " مع ان الأمر ليس مفاجئاً بالنسبة لبنات وابناء العراق فهم يقرأون ويسمعون ويشاهود وهم من ذات البلد والمعاناة .
الأصلاح الذي اصبح ضرورة ملحة ’ لايمكن انجازه الا عبر اسقاط مؤسسات الفساد من داخل الدولة العراقية وبأرادة شعبية وطنية ’ حيث ان الأجهزة والمؤسسات الحكومية الراهنة غير مؤهلة لذلك ولايمكن التعويل عليها ’ لأن اغلبها هي جزاً من ذات المؤسسة التي اشار اليها الأستاذ حسن العلوي وحاضنة لها ’ يبقى امام الجماهير المليونية ان تهيء نفسها عبر فرض مطاليبها المشروعة دفاعاً عن هامش الديموقراطية ومساحة الحريات والتحولات الأيجابية على اصعدة الوعي والتنظيم عبر التطاهرات والأحتجاجات والفعل الأعلامي كخارطـة طريق تعبر عن ذاتهـا انتفاضـة سلميـة مـن داخل صناديق الأقتراع للأنتخابات القادمـة في 2014 حيث هناك فقط يمكن اسقاط مافيات الفساد واستبدالهـا بمؤسسات تتحلى بالكفاءة والنزاهة وصدق الأيمان للشعب والوطن .
هنـا نتسائل بألم :
ــــ هل ان الأطراف التي فازت في الأنتخابات الأخيرة وتشكلت منها حكومة الشراكة الوطنية الراهنة ’ قادرة على انجاز مهمة تحرير المجتمع العراقي من مافيا مؤسسات الفساد واغلب اطرافها تشكل حاضنة لهـا ’ حتى لو حاول بعضها التمرد على واقع نظام المشاركة في التحاصص ومؤسسات الفساد ’ فرداً كان ام كياناً ’ فسيتم الغاءه واسقاط دوره من داخل مجلس النواب الذي فصل انتخابياً لتعذيب العراق ... ؟
بالتأكيد ــ لا ـــ .
ـــ هـل هناك بديلاً جاهزاً فكرياً وسياسيأً وتنظيمياً مؤهلاً لأستيعاب النهوض الجماهيري الرافض المحتج المتظاهر ضد مؤسسة الفساد ’ والداعي للأصلاح والتغيير السلمي ... ؟
لا يوجد حتى هذه اللحظـة سوى بعض المبادرات والمحاولات المنطوية على ذاتها ولاتشكل اكثر من قفزات تجريبية خارج الحراك العراقي الفعلي .
اذن .. هل هناك ثمة بدائل اخراى قادرة ومؤهلة لأستيعاب الحراك الشعبي وحالة الوعي ورغبة الأصلاح والتغيير السلمي ’ وقد يكون من داخل العملية السياسية والحكومة الراهنة وخارجها ’ ومن داخل الشارع العراقي الممثل بمنظمات المجتمع المدني المستقلة من داخل العراق وخارجه ’ وبمشاركة جدية للطليعة الخيرة الواعية التي تمثل حقاً الثقافـة والسياسة الوطنيتين ... ؟
نعم مثل هذا قد يكون موجوداً او سيوجد وينتظره الجميع وسيتفاعل معـه ويشارك في جهده الوطني الأنساني ـــ وان خليت قلبت ـــ
28 / 04 / 2011



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكالية العلاقة بين السفارات والجاليات العراقية ..
- امرأة في حدث وقصيدة ...
- المالكي : على لوحة الأشاعات ...
- السلاح ليس طريقاً للمصالحة ...
- العراق بين الأمس واليوم ...
- شفت شواربه وتغزرت بيه ...
- ثقافة الغضب ...
- مسان جيتج عشك ...
- نتضامن مع الحزب الشيوعي العراقي ...
- ثورة الغضب : الى اين ... ؟؟؟
- دروس من مظاهرات الغضب ...
- الغضب في الأتجاه المعاكس ...
- وزراء بدون ( وايرات )
- دار السيد ليست ( مامونه ... )
- نتمناك : يا زمن شرطة مهاوش ...
- معكم : مستقلون من اجل العراق ...
- المرأة في الزمن الذكوري ...
- معارضون من ذلك الزمان ...
- لوعة في عيون سومرية ...
- لن نرتدي الظلام فالنور اجمل ...


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - فساد في الدولة ام دولة فساد ... ؟؟؟