أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - غناء لقمر بعيد -5-














المزيد.....

غناء لقمر بعيد -5-


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 18:25
المحور: الادب والفن
    


شال ابيض بانتظار النهار

الوقت تباشير ربيع, تجلس في شرفة غرفتها في الطابق العلوي, تأخذ وجبتها الصباحية من شمس الضحى, تختزن ما توفر من دفء.. يحف إليها معابثا من ما بعد السرو الممتد في الوادي على مد البصر..
بيت هنا.. بيت هناك, وسراب يلوح ومضا, سرعان ما ينطفئ, يأخذ اللهفة إلى رماد..هل جعل الوقت الكائنات محض دمى تحجر الحزن في مآقيها بلورا صلدا كحجر!!
يجري في أوصالها بعض دفء يوشوش فيها رغبة غفت في فيافيها منذ سنين
هل حضر؟؟
تعود على لهف إلى الحجرة المطرزة ببراويز الصور والإطارات تسكنها كائنا.. تطل عليها ابتسامة لها دفء شمس بعيدة..تناجي وتنادي:
- لِمَ تأخرت تعال..
يهبط عفيا, وفي كفه جورية حمراء يعصرها..يصبغ شفتيها.. تزهر فيها قبلة تسمرت على شفتيها منذ عشرين حولا أو يزيد.. تهتف:
- كأنها البارحة!!
هو النهر ينثر الجوري على العابرين من العشاق, فيحملون في صدورهم أعشاش العصافير واليمام, ويحلمون.. يا ألهي كيف صار الوقت!!
تغلق أذنيها عن أزيز وصراخ وارتجاف, وارتجاج انفجار, ورصاص ودم عفر المكان.. وصوت حُبس على هول الفجيعة..,صار ذاكرة بعيدة, وبات الطابق العلوي هناك يلوذ بهامات نخلات عارية من شواشيها, لم تعد مساحات نخيل تطاول الغيم في السماء, بعد أن هام المهر على وجهه وغاب.. مرت بإصبعها على فمه ببقايا دفء الضحى:
- ماذا تبقى منكَ في حجرتنا هناك؟
عض شفتيه على ألم وربما بعض عتاب:
- وماذا تبقى منكِ
- أنتَ..
أغلقت الحجرة على امرأة تحمل من أمسها براويز مهشمة, ورجل سكن الجدار ولا زال يغلق على شفتيه ابتسامة ذاهلة.. وبقايا حلم!! وزمجرة ريح في وبقايا عزف على مغزل الوقت الخئون..
" لا تنزع خيوط الفجر/في هذه الحجرة حلم مجنون/ حلم يتأبط ذراع الريح/ معبق برائحة الهال/ يرافقني منذ سنين "
تفتح خزانة الملابس.. ربطة عنق ما زالت تحمل بعض عطره..قلبت الفساتين.. وكما كل مرة تحتار عندما تختار.. أي الألوان يحب, وأي العطور.. أي الفساتين تثير فيه الحنين.. تدخل وقت المرأة.. تعلق أقراطها تنثر عطرها.. تفتش عنه في المرآة.. تصرخ معاتبة:
- ألم يعد يثيرك فستاني ولا نفذ إلى نبضك عطري
يعود إلى زاوية المرآة.. ترقص على شفتيها ابتسامة غامضة, تنشغل في فك شفراتها ورموزها..تلهث.. وتلهث.. فيلهث:
- أزف ميعاد قهوة الضحى
يأخذها الارتباك, تترك شعرها غجريا منعوفا.. وتنثر بقايا عطر من قارورة عتيقة, يأخذها إلى خاصرته.. يرحل مع أسراب الحمام فوق هامات النخيل عند ضفة النهر.. تفتح عينيها على حقل سنابل, وأسراب طيور تفترش التلال, ينصت لغناء الشجر, لا ينال منه الضجر, وإذا جاء المغيب حلق في الأسحار ينتظر خيوط النهار
تجس في شرفتها والمدى على خضر داكنة تميل إلى التفسخ, تقذف الريح زوبعة باردة.. تهرع إلى الحجرة تعاتب الساكن في الإطار:
- كم من العمر مضى جعل رأسك تاج ثلج؟!!
تهتف الريح:
- دثري صدرك بشالك الأبيض فهو ما زال يحبه, وارسمي على شفتيك زنبقة الصباح.. إنه بانتظار قطار النهار..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غناء لقمر بعيد -4-
- غناء لقمر بعيد -3-
- غناء لقمر بعيد -2-
- غناء لقمر بعيد -1-
- قيامة غزة
- العزف على الوتر الثامن – 10 -
- عزف على الوتر الثامن –9–
- عزف على الوتر الثامن –8–
- هذا بيت أبي
- عزف على الوتر الثامن –7–
- عزف على الوتر الثامن –6–
- عزف على الوتر الثامن –5 –
- عزف على الوتر الثامن – 4 –
- عزف على الوتر الثامن – 3 –
- عز ف على الوتر الثامن – 2 -
- عزف على الوتر الثامن – 1 -
- غريب عسقلاني في هموم امرأة خضراء – 7 –
- هموم امرأة خضراء – 6 –
- هموم امرأة خضراء – 5 -
- هموم امرأة خضراء – 4 -


المزيد.....




- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب
- تردد قناة سبونج بوب على النايل سات …. أجدد الأفلام وأغاني ال ...
- الكشف عن القائمة القصيرة لجائزة -PublisHer-


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - غناء لقمر بعيد -5-