أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - مهمة مستشار..! أم وظيفة وزير تجارة..!














المزيد.....

مهمة مستشار..! أم وظيفة وزير تجارة..!


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 18:20
المحور: كتابات ساخرة
    



" جلس راعي غنم يراقب قطيع بهائمه المُمتد أمامه. توقفت قربه سيارة حديثة. خرج منها شاب أنيق وسأل الراعي: أرجوك، إن حزرت كَم رأس ماشية لديك، هل تعطيني خروفاً منها..؟ نظرالراعي الى قطيعه ودون ان يفكر، قال موافق.
دخل الشاب الى سيارته وانهمك ما بين هاتفه النقال وحاسوبه الشخصي المحمول. وعبر الانترنت وبواسطة ( GPS) اتصل مع وكالة الفضاء الامريكية (ناسا). بعد فرز وقراءة صفحات المعلومات، جاءته النتيجة: لديك يا عزيزي 1567 رأسا من الماشية!.
ذُهِل الراعي وقال: صدقت، إختَرْ واحد من خرافي. وضع الشاب بسرعة واحدة منها في صندوق سيارته. وقبل أن ينطلق به، قال له الراعي: لطفاً، إذا استطعت أن احدد لك نوع عملك وعنوان وظيفتك، هل تـُعيد لي خروفي ؟ وافق الشاب دون نقاش.
قال الراعي: أنت تعمل مستشاراً..! أليس كذلك ؟ دُهِش الشاب وقال: هذا صحيح، لكن كيف عرفت ذلك؟؟
أجابه الراعي: بسيطة.
أولاً، إنك أتيت إلى هنا دون أن يطلب منك أحد ذلك !.
ثانياً، إنك تدخلت في عملي وأنت لا تعرف شيئا عنه !.
ثالثاً، إنك سعيت لنيل مكافأة عن عملك في الإجابة على سؤال بسيط غير ضروري، أنت طرحته ولم تكن تعرف الإجابة عليه. بينما كنت أنا أعرف إجابته سلفاً !. وهذه أساس وصفات معظم المستشارين.
رابعاً: أرجو أن تخرج كلبي !! من صندوق سيارتك.

ألا تذكركم حكاية الراعي والمستشار* بمن تعرفونه عن قربً، شخصا وعنوانا. نعم، فما زال الكثير منهم يمتهن دور مستشار أو خبير فني أو ربما وزير ؟. فهم كُثر والحمد لله. وما زال أمثالهم بالمئات بل الآلاف منهم يعبثون بعراقنا المنكوب بهم وبأشباههم ؟
بالنسبة لي، ذكرتني الحكاية بالمرحوم حسن العامري وزيرا التجارة في حكومة البكر وصدام. وعلى سبيل المقال، إن خوفه من أفراد عائلة القائد الرمز الحاكمة فقط، لم يبقِ لهُ أيّ شخصية أو كرامة ولا حتى احترام لوظيفته كوزير لأكبر واهم وزارة تدير اكبر مؤسسات القطاع العام "الاشتراكية" في عز الثورة التنموية "الانفجارية" في العراق.
تصوروا ! كيف يمسخ الخوف حتى الوزير: مرات عديدة، كان الوزير العامري بشخصه، يترك مكتبه وعمله لينتظر في استعلامات الوزارة قدوم سائق او مراسل أو خادم لإحدى أخوات صدام لتمشية معاملاتهم. ناهيك عن تفاهة وقلة معلوماته العامة والمهنية. لكنه كان خدوما ومحبوبا جداً من الجميع وخاصة، من كبير ألآله، صدام.
يوم وفاة "صبحة" أم كبير ألآله. رفع سماعة التلفون وخابر مباشرة الى مأمور مخزن الأجهزة المنزلية، طابا منه وعلى وجه السرعة، إرسال أربع مكائن "آيس كريم" الى قرية "العوجة" مسقط رأس صدام في تكريت، حيث أقيمت سرادقات مجلس عزاء المرحومة، أم هُبَل الرَمز!.
كان مأمور المخزن المرعوب يعرف واجبه، لم يتخطـَّ سلسلة المراجع. اتصل بمديره مسئول مخازن الافريقية- الشعبة المنزلية وأخبره بأمر الوزير الشفوي والطارئ.
بفطنة متمرسة تعرف سذاجة وزيرها الشجاع !، اتصل مدير المخازن مباشرة بوزيره حسن العامري: معالي الوزير عذراً، أنا متأكد ان معاليكم يقصد أربع مكائن " Ice Maker" لصناعة الثلج وليس " آيس كريم".. مو صحيح هذا ما طلبته سيدي !؟.
قفز الوزير فرحاً : لـَكْ عَفيه، عَفيَه.. هَمْزين ربَّك.. جان سَويتني سينَمَه.. جانْ صِرِتْ مَضْحكة لِلـْيسوَه والْ مَيسوَه ..
لمعالي الوزير العامري، طرائف اخرى مضحكة ومخجلة كثيرة سأنشرها. لكن بعد الرحمة ع الميتين . يبقى تساؤلي المحزن والمبكي، ان عجلة وزارة التجارة رغم هزالة وزيرها، لكنها بلا مقارنات أو حتى مقاربات، كانت تدور وتُدار بنزاهة ودون رائحة كوارث فساد تزكم الأنوف..!

* حكاية الراعي: من الانترنت مع التصرف.



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نقول وداعاً ! لل -الشيوعي الأخير- سعدي يوسف ؟
- -2- -المنامة-.. عروس عروبتنا وقِبلة إسلامنا الجديدة.!
- 1 --المنامة-.. عروس عروبتنا وقبلة إسلامنا الجديدة..!
- شموئيل موريه .. شجون وأحلام وآمال عراقية نقية طيبة
- تظاهرات-1ا- الحظة التأريخية وموقف كتابنا!
- تظاهرات – 2 نار الديمقراطية ولا جنات البعث والاسلام السياسي! ...
- القُمامة والإقامة والهوية الوطنية الهولندية..!!
- علي تكساس و-مرتزقة أبا يعقوب يوسف ابن عَمر-
- الحملات الإيمانية ومسخرة تكرار التاريخ..!
- خير وسيلة للدفاع ، تشويه الآخرين..!
- هل يتعلم ساستنا من شيوعيي العراق، تجاوزهم الماضي.؟!-2-
- هل يتعلم ساستنا من شيوعيي العراق، تجاوزهم الماضي..!؟
- المجلس الوطني للسياسات والاستراتيجيات.. ولد ميتاً
- تسريبات وتساؤلات حول تشكيل الحكومة العراقية..!
- الرئيس -مام جلال- بين -بشاشة- الوجه وقباحة المشهد..!
- السيد أحمد القبانجي : كارل ماركس اقرب الى الله من ابن سينا.. ...
- السيد القبانجي :دفاع عن الثقافة والموسيقى والفنون..!
- العراق بحاجة الى أية حلول،، وليس تشنجات مكابِرة..!
- الحياء.. نقطة..! لو جرة..؟
- يا ترى.! من أي مرجعية وطنية..! أتى الفرج الطائفي..؟


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - مهمة مستشار..! أم وظيفة وزير تجارة..!