أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - اغتراب الرؤية السلفية عن الواقع في مقال ثقافة الاحتجاج:














المزيد.....

اغتراب الرؤية السلفية عن الواقع في مقال ثقافة الاحتجاج:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 16:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين طالعت مقال الاخ صلاح حميدة, عن ثقافة الاحتجاج, وجدتني اتفق معه بقدر واختلف معه بقدر, غير انني وجدت في كلا الحالين فرصة لتعميق حوار حول ثقافة الاحتجاج وكيف تمارس بصورة خاطئة في المنطقة,
فعلى صعيد المبدأ لا ينكر احد من المتفقين والمختلفين, على حق المجتمع في الاحتجاج على النظام الاقليمي والسلوكيات الخاطئة فيه. وحتى الانظمة نفسها تقر وان بصورة لفظية وانتهازية بهذا الحق, في محاولة منها لاحناء راسها للعاصفة وتجاوز محنة علاقتها بالمجتمع.
كما لا ينكر احد ان الانتفاضات التي تحدث بالمنطقة ليست بالانتفاضات الطبقية التي تعتبر لا شرعية, في عرف النظام والثقافة الاجتماعية معا, فهي انتفاضات تتقاطع على الاشتراك بها كل الطبقات والشرائح الاجتماعية, الا رموز _ السلطة_ في حين تنال الانتفاضة رضى باقي _ شريحة النظام_ بل هي تشارك بها ولو من باب تخليص الثارات, ومن باب العودة لموقع الحكم من شباك الانتفاضة المجتمعية,
وايضا لا ينكر احد ان الانتفاضات الشعبية هي حالة مواجهة لا يهم اكانت سلمية او عنيفة, بين الحاكم والمحكوم, اذا حررنا وصف العلاقة من حيثياته وشروطه. وكل ذلك يقع في خانة الاتفاق مع الاخ صلاح حميدة, لكنه اتفاق مشروط حول ما هو بعد المبدئية,
ان الخلل الذي تعاني منه رؤية الاخ صلاح حميدة حول ثقافة الاحتجاج, انما تتمحور بالضبط حول خلل التجريد الذي يحصر علاقة المواطنة بالحكم فيه, وحول خلل مقارنة الواقع الراهن بمقياس واقع مضى وباد تاريخيا, وهو مختلف في محتواه وشروطه, وهذا هو خلل الرؤية السلفية, ليس السلفية الدينية فحسب بل ايضا حتى السلفية الماركسية والسلفية الليبرالية, فالخلل في كل سلفية هو التجريد عن شروط الواقع,
وحتى اوضح الامر, فانني استفسر من الاخ صلاح حميدة عن رايه في مطالبة عمال مصر بمضاعفة اجورهم مرات عديدة في بلد نام انهك اقتصاده ومحاولة ارضاء الطبقات الشعبية الى درجة ان مصر وجدت نفسها لا تستطيع تامين رواتب موظفيها وهي باتت بحاجة لاقتراض تسعة مليارات دولار للايفاء بمستلزمات الرواتب والالية الاقتصادية؟
ان هذا القفز عن رؤية الواقع هو سلفية نقابية ليبرالية, لا يحدث بمصر فقط, بل نجده ايضا يمارس في فلسطين وضد سلطة تعتاش على المساعدات الخارجية, وتبتز سياسيا في ثوابتها الوطنية تبعا لذلك.
لقد استحضر الاخ صلاح حميدة سلوك الرسول والخلفاء الراشدين, وجعل سلوكهم _ الديموقراطي_ مقياسا لمحاكمة سلوك حكام الواقع الراهن به, والمقايسة هنا خاطئة, دون المس باحترام السلف المذكور,
فمن الصحيح ان السلف المذكور كانت له مسئولياته الاجتماعية, غير انه لا يجب ان ننسى انها لم تكن مسئوليات _ قومية_ محددة وثابتة وراسخة, فمسئوليتهم القومية في تلك الفترة كانت بحسب ما تصل اليه ارجل خيولهم, كما ان انفاقهم القومي لم يكن بحجم الانفاق القومي الراهن, في مقابل دخل سعته بسعة توسع الغزو ومكتسباته, ولا ننسى ان الصيغة الطبقية للمجتمع لم تكن بحدة وشراسة المكون الطبقي لصيغة المجتمع الراهن,
ان هذا المقياس السلفي يختلف جذريا في شروط تحققه عن شروط الواقع الراهن, ويتناقض معه فورا مرحلة الدولة الاموية التي تلت مباشرة عهد الخلافة الراشدة, وزاد الاختلاف الى درجة التناقض وحدوث الثورات على الحكم في العهد العباسي, فكيف نقفز عن كل هذه الحقائق ونجبر الراهن على التقايس والمقارنة مع ما قبل 1400عام؟
جانب اخر يغيب عن الرؤية السلفية الاخذ به, هو تغييبها لواقع وحدة متناقضات واطراف وقوى وشروط الصراع العالمي, التي باتت لا تحتكم الى علاقة السيطرة المباشرة بل الى علاقة تلازم الوجود وتقاطع العلاقات وجدلها, ففي ايم السلف الصالح لم يكن لدولة الفرس والرومان من سيادة وسيطرة على الواقع الاغربي الاسلامي, إلآ, بتوفر شرط السيطرة العسكرية المباشرة, اما اشكال التبعية الاقتصادية والدوران في فلك النفوذ السياسي وصيغ الخرائط الجيوسياسية العالمية فلم يكن موجودا على عكس صورة العالم الراهن, حيث نجد الولايات المتحدة الامريكية ولمصلحتها الاقتصادية تناطح الصين الشعبية حول مسالة حقوق الانسان, والت لا تعني في حقيقتها سوى حث الصين على رفع تكلفة انتاج سلعها وتقليل فرص تنافس السلع الصينية في السوق الاقتصادية العالمية,
ما اود قوله في هذا المقال هو ان ثقافة الاحتجاج لم تعد تتعلق بمبدئيتها فقط بل باتت هي بذاتها مشروطة بوحدة المصير المجتمعي في صورة مصيره القومي الواحد. وشروط هذا المصير القومي في الصراع العالمي,
اخي صلاح حميدة انا وانت نرى نفس صور المكون الانساني الذي يمارس ثقافة الاحتجاج على الشاشات الفضائية’ وللحق اقول لك ان هناك ممارسة قمعية لاي وجهة نظر تنتقد هذه الانتفاضات, باتهامها بمحاباة الانظمة, لذلك اسالك ما هو الادراك الثقافي لممارسة الاحتجاج عند القصر المتواجدين في هذه المظاهرات والتي تتراوح اهمارهم من سن الطفولة الى سن السابعة عشر, وما هو حجمهم في هذا التواجد, وهل فعلا ومن باب المسئولية التربوية والكفالة الاسرية يحق لهم التواجد هناك او يحق لذويهم ان يحضروهم الى مثل هذه الاماكن الخطرة, لتعتاش بعد ذلك قناة الجزيرة والعربية على خبر استشهادهؤلاء الاطفال ولتتهم الانظمة بقتلهم؟ وهل فعلا يملك ذويهم الاحساس بمسئولية ثقافة الاحتجاج او يمتلكون ادراكها؟



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاذير حول مسار الوضع السوري
- حمل العنزات والعودة للمفاوضات:
- الانتفاضة الشعبية طريق انهاء وضع الصوملة الفلسطينية:
- الوضع الفلسطيني في المتغير الاستراتيجي الاقليمي:
- في العرف الفلسطيني القتل حلال:
- فشل المصالحة الفلسطينية زنقة زنقة
- سيد جولدستون انت عار على مهنة القضاء:
- ترويض حركة حماس لخدمة مخطط نتنياهو:
- الدم الفلسطيني يسفح على نغم التصعيد المحسوب:
- مرة اخرى ضرورة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية:
- الانتفاضة وشمولية النضال الفلسطيني:
- نداء عاجل الى الشعب الفلسطيني ...الان وقت التحرك الشعبي :
- فلسطين وطن قومي لا خيار فردي:
- قناة الجزيرة تهيء للعدوان الصهيوني على قطاع غزة:
- بين علمانية ولاية الخامنئي وعلمانية ولاية القرضاوي :
- الرد الفلسطيني على متغيرات المنطقة:
- قراءة في خطاب الرئيس الاسد:
- قطر تسوق نفط شرق ليبيا, اول مردود الاستثمار الخليجي في الدم ...
- هل تنطوي النوايا في الاردن على اكثر مما هو معلن؟
- المتغير الاستراتيجي في طبيعة مجلس التعاون الخليجي ودوره:


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عبد القادر احمد - اغتراب الرؤية السلفية عن الواقع في مقال ثقافة الاحتجاج: