أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - دستور 1923 هل كان دستوراً مدنياً ؟ 2














المزيد.....

دستور 1923 هل كان دستوراً مدنياً ؟ 2


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 16:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أما عميد الثقافه المصريه ( طه حسين ) فبالرغم من وعيه بأن الاصوليين متربصون له،وخصوصاً بعد معركة كتابه ( فى الشعر الجاهلى )
عام 1926 ، فإنه أمتلك شجاعة الكتابه فى مجلة الحديث عدد فبراير 1927 فقال " لست أرضى عن هذا الدستور الرضا كله ، ففيه نقص وفيه تشويه وفيه نصوص لابد من تغييرها . ثم هاجم الذين صاغوا مواد الدستور هجوماً عنيفاً بسبب الماده التى نصت على أن الأسلام هو دين الدوله . وببصيرته الرحبه أنتقد هذا النص ، ومن يقرأ المقال اليوم يدرك أن طه حسين كان يستشرف المستقبل المتردى الذى نعيشه الأن ، حيث ذهب إلى أن النص فى الدستور على أن الأسلام هو دين الدوله " مصدر فرقه ، لانقول بين المسلمين وغير المسلمين فقط ، وإنما نقول إنه مصدر فرقه بين المسلمين أنفسهم ، فهم لم يفهموه على وجه واحد ، وأن النص على دين للدوله يتناقض مع حرية الأعتقاد لأن معنى ذلك أن الدوله مكلفه أن تمحو حرية الرأى محواًُ فى كل ما من شأنه أن يمس الأسلام من قريب أو من بعيد ، سواء أصدر ذلك من مسلم أو عن غير مسلم . ومعنى ذلك أن الدوله مكلفه بحكم الدستور أن تسمع ما يقوله الشيوخ فى هذا الباب ، فإذا أعلن أحد رأياً أو ألف كتاباً أو نشر فصلاً أو أتخذ زياً ، ورأى الشيوخ فى هذا مخالفه للدين ونبهوا الحكومه إلى ذلك ، فعلى الحكومه بحكم الدستور أن تسمع لهم وتعاقب من يخالف الدين أو يمسه . " وفى هجومه على الأصوليين ذكر أنهم " كتبوا يطلبون ألا يصدر الدستور ، لأن المسلمين ليسوا فى حاجه إلى دستور وضعى ومعهم كتاب الله وسنه رسوله ، وذهب بعضهم إلى أن طلب من لجنة الدستور أن تنص على أن المسلم لايكلف بالقيام بالواجبات الوطنيه ، إذا كانت هذه الواجبات معارضه للأسلام ، وفسروا ذلك بأن المسلم يجب أن يكون فى حل من رفض الخدمه العسكريه ، حين يكلف بالوقوف فى وجه أمه مسلمه ، كالأمه التركيه مثلاً " إن النقد الذى وجهه الليبراليون المصريون ضد دستور 1923 إنما هو جزء من المشروع الثقافى لهؤلاء المثقفين الذين أمتلكوا شجاعة الأعلان عن أرائهم بوضوح ، تلك الأراء التى يمكن تلخيصها فى جمله واحده : إنه لا يمكن خروج مصر من ثقافة ومن أليات القرون الوسطى إلا بعد تأسيس دعائم الدوله العصريه ، وأول هذه الدعائم ضرورة فصل الدين عن الدوله وبتعبير أدق ، فصل المؤسسات الدينيه عن المؤسسات السياسيه ، وأن المحك الطبيعى والمدخل الحقيقى لهذا الفصل هو أعداد دستور عالمانى يخلوا من النص على دين معين للدوله ، كما هو الوضع فى الأنظمه الليبراليه ، التى تكرس دساتيرها وقوانينها لترسيخ حق المواطنه ، وتعلى من شأن هذا الحق ، الذى يتجسد فى منظومة أن الولاء للوطن سابق على أى ولاء
( عقيدى أو مذهبى أو فلسفى ) وتتأسس فلسفة هذه الدساتير على أن الدوله وفق التعريف القانونى ، شخصيه أعتباريه ، مثلها مثل المؤسسات والهيئات ، وأن المؤسسات والهيئات ليس لها دين ولا تتعامل بالدين ، وفى ضوء هذا التعريف القانونى ،فإن الدوله يجب أن تكون محايده تجاه مواطنيها ، وأن هذا الحياد هو الضمانه الحقيقيه لتطبيق قواعد العداله على جميع أبناء الوطن بغض النظر عن ولاءاتهم الدينيه ، وفى ضوء هذا الفهم الوطنى العلمى لمعنى الدساتير العالمانيه فإن الليبراليين المصريين فى عشرينيات القرن العشرين ، كانوا يدقون اجراس الخطر من خطورة النص على دين معين للدوله . ولعل هذا ما جعل الزعيم الوطنى ( جواهر لال نهرو ) أن يصف دستور 1923 الذى صدر بعد تضحيات شعبنا فى ثورة 1919 بأنه " لا يشبهه دستور أخر فى الرجعيه "

( نقلاً عن كتاب الليبراليه المصريه قبل يوليو 1952 للكاتب طلعت رضوان : أصدار الهيئه المصريه العامه للكتاب 2010 )



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداية الهجوم الأصولى 1
- دستور 1923 هل كان دستوراً مدنياً ؟ 1
- ازمة المرأه العربيه 1
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 12
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 14
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 13
- اقتباسات هامه جداً 2
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 10
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 11
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 8
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 9
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 6
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 7
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 5
- قالوا عن الصحافه العربيه 1
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 4
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 3
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 1
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 2
- المجتمع ونسبية القيم والمعايير 1


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - دستور 1923 هل كان دستوراً مدنياً ؟ 2