أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد شما - سوريا الثورة... إلى أين؟















المزيد.....

سوريا الثورة... إلى أين؟


رائد شما

الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيناريو حماه
مازلنا ننتظر مكرمة بشار الأسد باحتساب أكثر من مائتي شهيد سقطوا منذ الجمعة العظيمة وحتى كتابة هذه السطور. فقد تعودنا من القاتل في المرات السابقة على رحابة الصدر ومكارم الأخلاق. الحديث أن بشار الأسد لم يعرف أو أنه لم يصدر أوامر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين في "الرأس والصدر"هو حديث بلا معنى أو أهمية ولا يعفيه من المسؤولية فهو الرئيس وهو المسؤول وهو من سيحاسب عن هذه الجرائم ومعه عصابته الحاكمة.
استقالة عضوي مجلس الشعب ناصر الحريري وخليل الرفاعي وأحد أعضاء مجلس محافظة درعا هي الصفعة الأهم التي تلقاها نظام الإجرام السوري والذي يجب أن نتحفظ من وصفه "بالسوري" بعد اليوم. المرجح حدوث انشقاقات أكبر وأكثر إيلاماً لهذا النظام. نتمنى من كل أصحاب الضمائر الحية أن يستقيلوا ويرفعوا الغطاء عن هذا النظام الفاسد وأن لا يصمتوا عن دماء الأبرياء التي استباحها المجرمون.
الدبابات الصدئة والتي لا تنفع إلا لقمع الشعب بدأت تدك بيوت أهل درعا مما يعيدنا بالذاكرة إلى مجزرة حماة. سيناريو حماة (أي محاصرة مدينة وقتل عشرات الآلاف ومن ثم طي الملف) لن يجدي في الوضع والعصر الراهن مع ثورة الاتصالات والإعلام. إضافة أن النظام يواجه حراك شعبي في عدة مدن متفرقة- هذا الحراك لا يتبع إلى أي تنظيم سياسي أو ديني- فإذا كان قتل ثلاثين ألفاً في حماه كافياً لقمع مدينة واحدة، الآن يجب الحديث عن أكثر من مائة ألف لإسكات كافة المناطق السورية. ما يزيد من صعوبة نجاح هذا السيناريو هو عجز التعتيم الإعلامي السوري من في توفير غطاء لارتكاب مجازر كبيرة من هذا النوع.
الولايات المتحدة ومعها أوروبا بدأت بالتلميح إلى عقوبات على أفراد من النظام السوري وربما ستذهب إلى ما هو أكثر من عقوبات إذا ما استمر النظام بإرتكاب جرائمه. فكل تصعيد من النظام سيزيده عزلة وضعف كما سيزيد الغضب الشعبي والدولي ضده وبالتالي سيعجل بإنهياره.

المعارضة المتعارضة
لا يمكن أن نقبل بعد اليوم أن يحدثنا أحد عن إصلاح لهذا النظام المجرم لذلك نرجو من يدّعون المعارضة في سوريا وخارجها أن يصمتوا ويتركوا الأمر لشباب سوريا الأحرار فهم وحدهم أصحاب القرار وهم وحدهم أصحاب الحق والدم.
الثورة السورية قامت كنتيجة للحراك الإقليمي وبسبب تراكمات وأخطاء النظام القمعي في سوريا، ولم تقم لأن المعارضة أو معارض ما دعى لقيامها. مشكلة المعارضة السورية هي عجزها عن مواكبة الثورة ومساندتها واستمرار البعض في البحث عن صفقة ما مع النظام.
السبب الرئيسي لعدم مشاركة شريحة كبيرة من المجتمع السوري "الأغلبية الصامتة" في الثورة يرجع لتخوفها من المجهول ولتخوفها بشكل أكبر من المعارضة وتحديداً الإسلاميين وعدم قدرة باقي أطياف المعارضة على تقديم بديل للنظام. الثورة السورية هي ثورة على المعارضة قبل النظام، هي ثورة لبدأ مرحلة جديدة بعيدة كل البعد عن الماضي وعن أخطاء الماضي. المعارضة السورية هي جزء لا يتجزأ من هذا الماضي البائد.
الحديث عن مؤتمر للمعارضة في تركيا ونحن نعرف مدى العلاقة التي تربط النظام السوري مع تركيا، يندرج ضمن محاولات أقل ما يمكن وصفها بأنها مشبوهة وتهدف إلى إطفاء الثورة السورية والتآمر عليها وتحييدها عن مسارها الوطني.
أي دعوة للحوار أو التفاوض مع المجرمين هي خيانة للثورة ولدماء الشهداء، وهي إعطاء فرصة لآل الأسد لتصفية وسجن قوائم الأحرار الجاهزة..... لا حوار مع القتلة.
حرب أهلية
الواضح أن النظام نجح إلى حدٍ ما بتحييد المسيحيين والدروز بنسبة أكبر والأكراد بنسبة أقل واستطاع في نفس الوقت ضمان ولاء أو صمت الطائفة العلوية على المجازر بحجة أنها ضد (المندسين، الإخوان، الأصوليين، الطالبان، المتطرفين الخ وما تيسر ..القائمة قابلة للتعديل في الأيام القادمة). النظام يحاول أن يستفز طائفة بعينها ليدفعها إلى حمل السلاح نرجو أن يلتزم الجميع بأقصى درجات ضبط النفس.
لم أدعو يوماً لثورة طائفية ولا أؤمن بأن سوريا ستكون دولة طائفية على الطريقة اللبنانية، لكن يجب الحذر من اللعبة التي يلعبها نظام الأسد لحرف الثورة عن مسارها حتى تأخذ شكلاً طائفياً معتقداً أنه سيستطيع بذلك تصفية هذه الثورة. الحل الوحيد والأنسب هو بمشاركة باقي أطياف المجتمع السوري وعدم حصر الثورة بالشارع "السني" . الحياد أخطر من المشاركة، فلا مكان لأنصاف الحلول ولا مكان للمتفرجين!

صفقة مع الجيش
في ظل التركيبة الحالية للجيش السوري فإنه من الصعب الحديث "في الوقت الراهن" عن صفقة مع الجيش تزيح النظام وتحقن الدماء. السبب بسيط هو تمركز الفاعلية لدى قوات النخبة الأكثرعدةً وعتاداً وهي الفرقة الرابعة تحت قيادة شقيق الرئيس ماهر الأسد والحرس الجمهوري المفصول تماماً عن الأركان والذي يتلقى أوامره من القصر الجمهوري مباشرةً. حتى إذا افترضنا وجود ضباط شرفاء في الجيش فإن تحركهم قبل حدوث تصدع حقيقي في الفرقة الرابعة أوالحرس الجمهوري أشبه بمحاولة انتحار جماعي.
الاحتمال وإن كان ضعيفاً في هذه اللحظة فهو كأي متغير عرضة للتحول مع تطور الأحداث وازدياد الضغوط الداخلية والدولية. الصفقة ستكون جاهزة عندما يدرك ضباط الجيش أن عائلة الأسد أصبحت حمّلاً ثقيلاً يجب التخلص منه حفاظاً على المؤسسة العسكرية ووحدة البلاد وربما حفاظاً على أنفسهم ومصالحهم.
انضمام الجيش للثورة قد يبدو للبعض صعباً لكنه مع ذلك ليس مستحيلاً. برأيي يجب أن يكون للجيش دور فاعل وكبير في مرحلة ما بعد الثورة فهو الوحيد القادرعلى ترسيخ الديموقراطية وتأمين انتقال سلس للسلطة وحماية الدستور الجديد الذي سيضمن المساواة بين "كل" أفراد الشعب، كما أنه سيضمن أيضاً "حماية الأقليات" وعدم انفراد بعض المتطرفين بالقرار، وبالتالي فهو الوحيد الذي سيضمن السلم الأهلي. الجيش يجب أن يكوت الحامي لدولة المؤسسات المدنية من دون أن يكون له دور مباشر في الحياة السياسية بما يشبه دور الجيش التركي "الحارس" للنظام السياسي في تركيا.
بوضوح أكثر يجب أن يستمر العلويون في قيادة الجيش في سوريا وأن يكون هذا الجيش مفصولاً عن الحياة الاقتصادية والسياسية. هذا الحل سيعطي الأمان للطائفة العلوية وسيضمن عدم وصول متطرفين إلى الحكم.

سلاح أحرار سوريا الوحيد هو الصبر والصبر والصبر... كونوا على ثقة أن النار والبارود لن تثني عزيمة وإرادة الشعب. النظام السوري "سقط" ويجب عدم إعطائه الفرصة لينهض من جديد (مهما كانت التضحيات) والشعب السوري "نهض" رغم القهر والألم والدم ولن نسمح بأن يسقط من جديد.



#رائد_شما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يُنضِبَ رصاصكم دمنا
- اقتلونا برفق أيتها المخلوقات المسعورة
- الشهادة من أجل البقاء
- خطاب الأسد في مجلس عزاء الحرية
- درعا تكتب بالدماء شعراً
- سوريا على طريق الثورة....... بداية الطريق
- عذراً أحرار ليبيا الحبيبة... إنهم طيارو بشار الأسد وليسوا سو ...
- سوريا على طريق الثورة (3)..... كيف..لماذا... ومتى يثور الشعب ...
- صراع فكري مع الأخ -قائد- الثورة السورية محمد رحال
- سوريا.. على طريق الثورة... إن شاء الأحرار (2)- من وحي الفيسب ...
- هذه هي البداية وحسب
- سوريا.. على طريق الثورة... إن شاء الأحرار (1)
- وخزات :لا صمت الجزيرة ولا صوت الوزير سيعلوان فوق صوت الجماهي ...
- وخزات: طل الملوحي بأي ذنب سجنت
- وخزات: حوار الطرشان على قناة أورينت


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد شما - سوريا الثورة... إلى أين؟