أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم خليل العلاف - العلم .. والثقافة














المزيد.....

العلم .. والثقافة


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 02:28
المحور: الادب والفن
    


العلم .. والثقافة



أ.د. ابراهيم خليل العلاف


استاذ التاريخ الحديث -جامعة الموصل


منذ سنوات ظهرت بعض الافكار التي ميزت بين العلم والثقافة، فهناك من يقول ان" الثقافة" ليست "علما "وانما هي اكبر من العلم .. وان من واجبات الثقافة توسيع مدارك الانسان، ومساعدته في ان يكون له موقف من الحياة والمجتمع..والفلسفة ،هي أس الثقافة .فالذي يقرأ الفلسفة ويتعامل معها يرى" الغابة" كلها في حين ان الذي لايقرأ الفلسفة لايرى الا "الشجرة" الواحدة .ومعنى هذا ان افقه يظل محدودا ونظرته الى الحياة تظل قاصرة .


المهم ان الجدل مايزال قائما ،حتى ان هناك من تحدث عن علوم انسانية وعلوم صرف.. واندفع البعض اكثر من ذلك ليقول ان العلوم الانسانية كالتاريخ والاقتصاد وعلم الاجتماع ليست من العلوم بالمعنى الدقيق .. مايهمنا التاكيد عليه ان المجتمع لايتقدم الا بالعلم والثقافة .. فالعلم مهم وضروري لبناء المجتمع والثقافة مهمة وضرورية للغرض ذاته فضلا عن ان الثقافة تهذب سلوك الانسان وتصقل تفكيره وتزوده بخبرات جديدة وتساعده على التصرف اللطيف غير الضار لغيره من بني البشر .


والطريف ان نشير هنا الى ان الكاتب الايرلندي الساخر برنادشو كان من اكثر الذين اهتموا بموضوع الفرق بين العلم والثقافة حتى انه اجاب عن سؤال يتعلق بمن هو المثقف قائلا: " المثقف هو الذي يعرف شيئا ما، عن كل شئ وكل شئ عن كل شئ ما" وهو في هذا ينطلق من مقته لاولئك الذين كانوا في زمانه يسرفون في التخصص الدقيق ودون ان تكون لهم وجهة نظر او رؤية متميزة لما يدور حولهم فهم يتجهون الى معرفة اكثر فاكثر عن اقل واقل، الى ان يعرفوا كل شي عن لاشئ.


ونحن نقول ان العصر الذي نعيش فيه اليوم هو عصر العلم والثقافة.. انه عصر المعلوماتية عصر الحاسوب والانترنت والفيسبوك والتويتر والستلايت والموبايل ....والعالم - بكل تلك الوسائل - صار كما يقولون قرية كونية صغيرة .. والانسان اليوم بات على معرفة دقيقة بكل مايجري حوله .. سواء في مدينته او وطنه او في العالم.. فخلال لحظات يصل الانسان من خلال اجهزة الاتصال الى مواقع الاحداث وهذا يتطلب منه ان يغير عقله لكي يستوعب كل هذه الامور وان لايبقى جامدا و ان لايفكر بعقلية جامدة .. الدنيا تغيرت وهو لوحده لايمتلك الحقيقة..وهناك امر اخر يجب ان يفهمه ويجب ان يتعامل معه..


والاسلام دفع الانسان للعلم وفوق كل ذي علم عليم، وللاسف فاننا مازلنا نرى البعض وهو عندما يتحدث او يكتب يصور نفسه وكأنه وحده يعرف الامور والحقائق في حين ان الحقائق نسبية وللعملة وجهان وماتراه انت صحيحا يراه غيرك غير صحيح ورحم الله الشافعي ورضي عنه عندما قال رأيك صواب الى ان يثبت خطاه، ورأيي خطأ الى ان يثبت صوابه.. وهذا فولتير يقول انني اخالفك بالرأي لكني مستعد ان اموت لاجعلك تعبر عن رأيك!!


الثقافة لم تعد ايها الاخوة والاخوات مجرد اصطلاح ومفهوم ولم تعد مجرد معرفة للمعلومات وانما هي سلوك وذوق فالانسان المثقف هو الانسان ذو السلوك القويم ..والعلم أداة ومنهج لفهم الحياة والكون واسرارهما..


وعلينا ان نتسلح ..بالعلم والثقافة اذا ما اردنا ان نكون وطنيين وان نبدا باسس قوية لاعادة بناء وطننا واسترداد سيادته واذا مااردنا ان نكون فاعلين منتجين .. اذ بدون (العلم) و(الثقافة) مجتمعين لايمكن لاي مجتمع ان ينهض ويعيد بناءه .. فلنكن متشبثين بالرؤية العلمية الموضوعية ،والافق الثقافي الواسع لنستحق الحياة ... والله سبحانه وتعالى جعل العلماء ومن هم في مرتبتهم من الذين يعلمون ويفقهون وينظرون ويدركون ويعقلون في مرتبة متقدمة .. ان اولئك هم حقا ورثة الانبياء اليس كذلك؟!.



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيري أمين العمري 1926 – 2003 والتأريخ للعراق المعاصر
- القاص عبد الحميد التحافي 1933- 2009 ..وقفة تذكر
- الدكتور أحمد قاسم الجمعة مؤرخا
- حاجتنا الى(( فضائية التقدم)) ضرورة انسانية !!
- كلية الدراسات التاريخية في جامعة البصرة تعقد مؤتمرها الإقليم ...
- لنستذكر الدكتور ماجد عبد الرضا
- مجلة الثقافة ..مجلة المجموعة الثقافية في الموصل 1958
- وحدة العراق واستقراره في عالم متغير
- فؤاد قزانجي المفهرس المكتبي العراقي
- احمد سامي الجلبي وكتابه : -صفحات مطوية من تاريخ الصحافة المو ...
- 35 عاما على تأسيس كلية التربية بجامعة الموصل
- الجنوب اليمني وتطوراته السياسية في كتاب جديد
- الدكتور غازي القصيبي.. الصوت الجرئ في المجتمع المحافظ
- الدكتور سلمان خيري محمد طعمة الزعبي مؤرخا
- لمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي ومرور 25 سنة على تأسيسه :نبذ ...
- الدكتور صالح خضر محمد الدليمي مؤرخا
- الدكتور متي عقراوي 1901 -1982 أول رئيس لجامعة بغداد
- الدكتور غانم محمد الحفّو : أستاذا ومؤرخا وشاعرا
- الاستاذ الدكتور صبري مسلم حمادي وصورة البطل الشعبي في العراق
- أنات الفراق قصيدة للشاعر الراحل الاستاذ الشيخ محمد عبد الله ...


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم خليل العلاف - العلم .. والثقافة