أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - افيال النظام..وحقائق الارض الجريحة..














المزيد.....

افيال النظام..وحقائق الارض الجريحة..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 01:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قد لا تكون بحاجة الا الى ان تبدأ حديثك ببعض التهوين والسخرية والتهوين من الاخبار الصادمة التي تتكاثف في سماء الفضاء الاعلامي الواسع صابغة الافق بلون الدم القاني المراق بلا رقيب ولا حساب..ثم ليس عليك الا ان تنفي كل ما قيل وكل ما حدث وكل ما سوف يقال او يحدث..ومن ثم عليك ان تردد البيانات الحكومية بحذافيرها ملتزما بمسمياتها ومصطلحاتها ووجهات نظرها وتوصيفها للاحداث..وبعدها سيكون لزاما –كتحلية-ان تبدأ بموجة من ادعاء الانفعال الغاضب المتذمر تجاه الاسئلة المحتارة المشككة بكل ما تفضلت به من مخاريق..عندها ستكون اعلاميا رسميا سوريا وبامتياز واقتدار لافت..
فيل ولو طار..كانت هذه الكلمات التي اراد بها مثلا الاعلامي السوري المتحدث من دمشق ساخرا ومفندا ومكذبا الانباء التي تتحدث عن قمع المتظاهرين المنادين بالحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية في المدن السورية الذبيحة..مثلا كان كافيا لرسم ابتسامة تهكم ورضا على اسارير وجهه ولكنه لم يكن كافيا لحجب رفيف خفقات اجنحة الافيال التي تتطاير من بين كلماته الاقرب الى النفاق الرخيص منها الى الصدق والالتزام والمهنية المسؤولة..
استجابة لنداءات اهالي درعا المحاصرين كان هذا الاقتحام المروع المدرع المسلح لطرقات المدينة الآمنة الغافية تحت ظل سكون ساعات الصباح الاولى..
ودرءاً للفتنة والتخريب والانحراف كان هذا التدخل العسكري الثقيل من قبل الجيش السوري الصدئ من تطاول قيلولته على حدود اراضيه المحتلة لعقود تتماهى مع سنوات حكم آل الاسد العجاف..
ومنعا لاعلان امارة اسلامية سلفية في المدينة الجنوبية الهادئة كانت سرف الدبابات والآليات المدرعة تدوس على أمن وكرامة واجساد الشعب السوري البطل المنادي بالحرية في شوارع المدينة المستباحة بالقوى التي كان يفترض بها ان تكون برداً وسلاماً وراحة بال وسكينة لاهالي البلدة المنكوبة..
وجرأةً منقطعة النظير وقلة حياء وافتقاد للخجل كانت محاولة الاعلام السوري المنهك بالكذب البواح والتضليل ان يجعلنا نصدق بكل هذا الكم من الاباطيل والدجل والخداع..
مبررات تصفع الذاكرة بقصة النداء الذي لامس نخوة الرئيس العراقي المخلوع وحرسه الجمهوري ليعتلي به ارض الكويت وشعبها..مبررات وخطاب اعلامي اخرق قد يكون مستساغا في زمن الاعلام احادي الصورة والاتجاه والمتمتع باحتكار آذان وعيون وعقل المتلقي المحاصر بالبث المركزي الممنهج..اما في عصر المعلومات والفضاء المفتوح فهو ممارسة اقرب الى التهريج والمسخرة منها الى المهنية المطلوبة للتأثير على الرأي العام المحلي والعالمي في هكذا منعطفات تاريخية مفصلية قد تمتد آثارها لسنوات طويلة قادمة..
ان مخاطبة الشعب السوري ببيان مختصر مقتضب بعد ساعات طويلة من بدء تدخل الجيش في قمع المتظاهرين بددها الاعلام المرتبك في عرض البرامج التي تتحدث عن معاناة الدببة حديثة الولادة في اقفاص الاسر..وبعد تشبع الفضاء الاعلامي بصور وانباء القتل والتنكيل والقمع الدموي الذي خلف العديد من الشهداء والجرحى والاشلاء الممزقة واستثار غضب واستنكار المجتمع الدولي..كل هذا يدل على مدى استخفاف الاعلام الرسمي السوري بالرأي العام وافتقاده الرغبة –مجرد الرغبة- بمحاولة اقناعه بوجهة نظر الحكم للاحداث..
كما ان استخدام تقنيات التضليل الكلاسيكية المعتقة من خلال اظهار بعض الاصوات التي تستصرخ وتحث وتتوسل سماحة وقلب الرئيس الطيب المتردد المتعفف المترفع ان يضرب بيد من حديد على العناصر المناوئة لسيادته يدل على خفة وزن المواطن السوري الشهم الشريف الشجاع في ميزان الحكم القمعي الراعش المستبد ..كما انه يدل على السقوط والفقدان التام للمصداقية من قبل الدوائر الاعلامية الرسمية وعلى انتقال مأساوي للرعب والخوف من جانب الشعب الى جانب النظام ..
ان الموقف اليوم الذي يجب ان يعيه النظام هو ان صوت الجماهير السورية الغاضبة قد انطلق عاليا مناديا بان ( الشعب يريد إسقاط النظام ) وانه لا تراجع عن هذا الخيار الوطني الجامع الشامل الموحد لجميع ابناء الشعب .. وان التغير في سوريا قد اكتسب الحتمية التي تتغذى من انحراف وهمجية الممارسات القمعية لقوى النظام الامنية منفلتة العقال..وان الجيش السوري الذي اذلته واهانت كرامته تجاوزات النظام وتفلتاته من خلال زجه في مواجهة الشعب الاعزل مطالب اليوم باخذ زمام المبادرة والوقوف الى جانب الشعب وقواه الحية..وان يقوم بدوره التاريخي بحماية المواطنين والاصطفاف الى جانب حق الشعب بالتعبير ضد باطل التسلط والاستبداد.. اوان يتعرض للعنة الشعب وغضب التاريخ الذي لن يغفر له خذلانه للشعب والوطن في محنته



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يخرج الحي من الميت..
- الثورة المضادة والهجوم المعاكس..
- انصافا لحق الشعوب في تحقيق ارادتها..
- أم القمم..
- التدخل السعودي في الشأن المصري..نفي واثبات وتاريخ..
- مشاكل لنظام السوري ..مابين توجيهات الرئيس وحلول جاري الطيب ا ...
- اتهامات النظام السوري..اصابع كثيرة وجهات اكثر..
- ليس بالمبادرات وحدها تحيا الشعوب..
- محنة الاعلامي الحكومي عندما يكذب على الهواء..
- لم يفعل النظام السوري الا ما هو أهله..
- فرصة اخيرة ..في عالم متغير..
- التحشيد الطائفي..ممارسة غير محسوبة العواقب..
- مصر وايران..تقارب جيد في توقيت سئ..
- دفاعا عن حق السوريين في الحرية..
- اقدام فتية تدوس على قلب الثورة..
- عندما يستحضر موسى كوسا تجربة حسين كامل..
- ما لكم وما للشام..
- خطاب الوريث..وليس خطاب الرئيس..
- الطائفية..الخط الدفاعي الاخير للانظمة المتهاوية..
- البحرين..بين بشرة اوباما وسرعة بديهية عبد السلام عارف..


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد
- في المنفى، وفي الوطن والعالم، والكتابة / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - افيال النظام..وحقائق الارض الجريحة..