أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشدي م.معلوف - - حُبٌّ تحدّى الخيال - !!!















المزيد.....

- حُبٌّ تحدّى الخيال - !!!


رشدي م.معلوف

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 23:16
المحور: الادب والفن
    




الوردة الحمراء غُرست في كرمة أعيُني ...
الّتي ما مالَ عنها يومًا نهر نظري ...
قطرات المياه نَسَجَتْ ورقها الّتي هي أيّامي ...
ما عَرَفَتْ ذُبولاً على الإطلاق ...
كان يأتي فصل الشّتاء كضيفٍ ثقيلٍ , يَصْفَعُ جميلتي فَتَبْكي أوراقًا ...
جميلة عيوني , وبهيّة قلبي , وزهيّة روحي ...
ها أنا أكتب مُلَخَّصَ وصيّتي , كي تُنْقَشَ على صخر قلبكِ ...

لا أقدر أن أكتب وصيّتي كلّها , لأنّي الآن بالكاد أتَنَفَّسُ ...
مع أنّ الحُبّ بذلاً وعطاءً وصفاءً , ولا يُعَرِّفُ شمالاً ويمينًا ...
إلاّ أنّ المنية تستوجبني أن أقول لكِ آخِر كلمة...

إنّي أُحِبُّكِ , وقد ضَحَّيْتُ بنفسي لأجلكِ ...

نَعم , لأجلِ حُبِّكِ ...
أنا الَّذي نَعِمْتُ بِكِ من غالٍ لأغلى ... عندما ضَمَمْتُكِ خشيةً عليكِ ...
يوم كان الثَّلج يتساقط مُتُّ تجمُّدًا ...


أيا حبيبتي ... يومَ أنْ أحببتُكِ شَعَرْتُ إنّي طفلٌ أرى النُّورَ لتَوِّي ...
مع أنَّ حُبَّكَ قَتَلَنِي ... إلاَّ أنَّ الحُبَّ لا يُخْفَتُ سَقفُهُ ...
الحُبُّ في الدُّنيا نحيا تحتَهُ , وفي السَّماء نحيا عليه ...

أُحِبُّكِ ... وسأبقى أُحِبُّكِ ... وبَعد لحظاتٍ سأكونُ شهيدًا للحُبِّ ... أشْفَعُ للعُشَّاقِ ...


أُحِبُّكِ ... وماذا أقولُ لكِ ... ؟
أنا مَلِكُ الكلمة الَّذي ضممتُكِ لقَصر قلبي وجعلتُكِ ملكةً ...


أُحِبُّكِ ... وماذا أقولُ لكِ ... ؟
أنا الَّذي أحببتُكِ كظُلم " فِرْعَوْنَ " , المُهِمُّ أن أفوز بحبِّكِ ...

أحببتُكِ أمَلَ " نَابِيلْيُونَ " بِرَمْيِ قُبَّعَتِهِ مِنْ فوق سور " عكّا " , بأمل أنْ أحتلَّ قلبَكِ ...

أحببتُكِ حُبَّ صراعٍ ... لأجلِكِ نَزَفْتُ دمًا وَشَرِبْتُ منه ...

أحببتُكِ كشموخ " نِيفِيرْتِيتِي " عندما كنت أرفع رايةَ رأسي عاليًا , والعُشَّاقُ يموتونَ غَيْرَةً ...

أَحببتُكِ كَسِحْرِ " هَارِسَ " وعندما أحببتُكِ تغيّرت حياتي ...

أحببتُكِ كاندفاع الفارس " أَرْكَانْتُسَ " ومِنْ أوَّلِ لقاءٍ قلتُ لكِ " أُحِبُّكِ " ...
وبحُبِّكِ الرُّوحُ والقلبُ اِتَّفَقَا ...

أحببتُكِ بعدل " زِيُوسَ " الأصيل ... وعندما أحببتُكِ ما عُدْتُ أخشى الموتَ ...

أحببتُكِ كحُبِّ الفارسِ " بِيلِرُوفُنَ " المناضِلُ ... وعندما أحببتُكِ مُتُّ لأجلِكِ ...

أحببتُكِ ... أحببتُكِ ... أحببتُكِ ... وأحببتُكِ ...
أيا كلمتي الَّتي لا أمَلُّ مِنْ تِرْدادِها ...

أحببتُكِ خاتَمًا خاتِمًا ... ألِفًا وياءً ... بدايةً ونهايةً ... مِرْبَطًا وَمِفْصَلاً ... وعمري هانَ لكِ ...


أحببتُكِ ... كسياسة الأرض المحروقة ... وعندما أحببتُكِ حَرَقْتُ كُلَّ الصُّوَرِ الَّتي كان يميلُ إليها قلبي ... وبذاتِهِ بَنَيْتُهُ قصرًا لكِ تَتَرَبَّعِينَ على عرشهِ ...



للأسف ... إنّي عَرَفْتُ حقيقتَكِ قَبل وبَعد فوات الأوان ...


أنا ما كنتُ أعرفُكِ أنّكِ متكبِّرَةٌ ومنافقةٌ ... تُلْصِقِينَ صفاتَكِ على قلبي الَّذي أحَبَّكِ بِعَدَدِ دقّاتِهِ ...

عَرَفْتُ بكِ السَّذاجةَ ... والحماقةَ ... والغدرَ ... والتَّخَلُّفَ ... والمؤامرةَ الرَّديئةَ ... الدَّنيئةَ ... البذيئةَ ...

كلُّ هذا لأنّي شاعرٌ ... يُفْهَمُ كلامي بمعنًى حَرْفِيٍّ عند الجُّهلاء ...



صِرْتُ اِسطوانَةً مشلوخةً لتراتيلَ حزينة
أنا فخرُ الجليل والعاصمة والمدينة
وموجَةُ طمأنينةٍ تُرْسِي الرُّكَّابَ والسَّفينة


يا إلهي ... ومُخَلِّصِي ... وسيِّدي ... ومَوْلايَ ... وشفيعي ...
أعنو لكَ حمدًا ... أنَّ آخِرَ دقيقة من عمري عَلّمتُ الحياة الَّتي عَلَّمَتِ الجَّميعَ ...

نعم ... عَلَّمْتُ الحياةَ درسًا لن تنساهُ ... وإنّي موقنٌ أنَّها سَتُعَلِّمُهُ للجميع ... لأنّها قاسية وبِلا رحمةٍ ونزاهةٍ ...
تقولُ بنفسها : إجتزتُ دربًا مُظْلِمًا وَاحْتَمَلْتُهُ ... فما المانِعُ أنْ أدَعَ غَيْرِي يجتازُهُ ؟
هذه الطَّريقةُ المُثلى لأعرِفَ إنْ كنتُ مختارةً مِنَ الله ...



أيا حبيبتي ... والآهُ تَرِنُّ على لساني ...
أتَذْكُرِينَ يومَ ذَهابِنا لحديقة الحَيَوَانِ ... ؟
يومَها كنّا نَرْمي قِطَعَ اللَّحْمِ مِنْ فَوْقِ السِّيَاجِ رحمةً وشفقةً لِعَمَلِ يَدِ الله ...

والذِّئبُ صار رفيقًا ... والغرابُ صار أنيسًا ... والبومُ نذيرُ راحةٍ ...

وماذا أُضيفُ بَعد كُلِّ هذا ؟

إنَّ العملاقَ ... مَنْ تَقِفُ الأقزامُ على قَدَمِهِ حقارةً ...
ويقولونَ : نحن بمستواكَ ... بل أعلى وأرقى منكَ ...


إنَّ النَّبيلَ ... وابنُ الأصيلِ ... والإنسانُ الجَّبَلِيُّ ... مَنْ يَشُلُّ يَدَهُ مَدادَ العَوْنِ ... وإنْ كانَ محتاجًا ...

والفِطْنَةُ تَعْرِفُ العِرْفَانَ ...




كم مَرَّةً حاولتُ اِلتقاطَ حبّات النَّدى الطَّهورةُ المنعشةُ للرُّوح ؟
كم مَرَّةً حاولتُ أنْ أنْسِجَ مِعْطَفًا ألتَحِفُ فيه ؟

لكنْ تَكَسَّرَ جِسْرُ رأسي ...



يا أميرُ ... وأنا الأميرُ الَّذي ماتَ عِشْقًا ... يَوْمَ أنْ صَبَّ زَيْتَ العِشْقِ على مُحَرِّكِ قلبِهِ ... الَّذي ما كَفَّ عَنْ دوران النَّبْضِ ...

واليَوْمَ صِحَّتِي تَنْزِلُ لطابِقِ اليأسِ ...

صِرْتُ مجنونًا أُتَمْتِمُ مَعَ نَفْسِي ...
رَهينٌ ... تُكَبِّلُنِي سِلْسِلَةُ الحَدْسِ ...
مِنْ نسمةٍ أُطْفِئَتْ شُعْلَةُ قَيْسِي ...

صِرْتُ رقيبًا على بُرج الفُضول ... ومنارةُ يقظتي تُبَخِّرُ المَوْجَ حتّى تُشْعِلَ خشبَ القاربِ أمانةً ...


وأنا ما إلاّ أنا ولستُ أنا ... وَلَيْتَنِي ما كنتُ أنا ...


مَرَّةً نُعِتِّ بالحيَّة وكنتِ أنتِ حياتي
وانطوى الوعدُ بَيْنَنَا ومُزِّقَتْ صَفَحَاتي
الحزنُ يملأُ قلبي ... كنتُ معكِ بذاتي
أحببتُكِ وَشَرِبْتُ سُمَّكِ الَّذي خِلْتُهُ نجاتي
أحببتُكِ مليونَ مَرَّةٍ والرُّوحُ أنشدتْ شَهَقاتي
ولم تسخي الدَّمْعَ على مِضْيَعَتِي وساعاتي
أنا شاعرُ الحزن أكتُبُ نواجِزَ معاناتي
صِرْتُ نسمةً حارَّةً تُعَرْقِلُ سَهْرَةَ آتِ
وقلبي البالِ ببالِكِ لَوْنُهُ زينَةُ الحَفَلاتِ
وأنا أنا أحببتُكِ بِسُقوط تاجِ حَلاةِ


ومضت بنا الأيّامُ ... أنا , وأنتِ , والدُّنيا , والحُبُّ السَّبْعِينِيُّ الَّذي صار سابعًا ...
والدُّنيا تَكَلَّمَتْ خريفًا ...
وَطِرْتِ بسماء المُبَاشِرِ والبَصَرُ يُبْصِرُكِ وَلا يُبْصِرُكِ ... وَقَلَعْتِ أعيُني عن رؤياكِ ...


آهٍ يَا حَبِيبَتِي ... لِمَاذَا تَرَكْتِنِي ... ؟
أَذْكُرُ عِنْدَمَا أَخْتَارَكِ قَلْبِي ... كُنْتُ كَنَهْرٍ وَالأَزْهَارُ تَلْتَفُّ حَوْلِي ... أَمَّا أَنْتِ ... كُنْتِ عَلَى رَأْسِ الجَّبَلِ وَرَأْسُكِ مُتَدَلٍّ ... كَزَوْجَةٍ تَشُكُّ بِزَوْجِهَا ...
أَنَا ... نَعَمْ أَنَا ... اِنْتَفَضْتُ وَصَارَتْ أَمْوَاجِي عَالِيَةً كَيْ أَقْطُفَكِ وَأَرْعَاكِ ...
لَكِنْ لِمَاذَا يَا حَبِيبَتِي تَرَكْتِنِي ... ؟

كُنْتُ أَرْفَعُكِ عَلَى أَكْتَافِي ...
الكُلُّ كَانُوا يَقُولُونَ لِي : مَا إِسْمُكَ ... ؟
كَانَ جَوَابِي : إِسْمِي الْعَرِيسُ ...



#رشدي_م.معلوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - مَن هو الحقير - ؟!


المزيد.....




- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشدي م.معلوف - - حُبٌّ تحدّى الخيال - !!!