أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - حساب الرئيس لنفسه














المزيد.....

حساب الرئيس لنفسه


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 21:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


حساب الرئيس لنفسه د/ نصار عبدالله
فيما نقل عن الرئيس مبارك طبقا لما نشرفى عدد من المواقع الإليكترونية ، فيما نقل عنه أنه قال: لقد أخطأت مرتين: مرة عندما وافقت على التنحى رغم اعتراض سوزان ، والأخرى عندما رفضت اللجوء إلى السعودية حينما كانت الفرصة متاحة، وفضلت البقاء فى مصر،... فإذا صدق ما نشر بهذا الخصوص ، وأغلب ظنى أنه صادق، فإن معنى هذا أن الرئيس السابق حينما حانت لحظة الحساب ، لم يختر من أخطائه سوى تلك الأخطاء التى ارتكبها فى حق نفسه من وجهة نظره ، وفقط فى حق نفسه ، لكى يندم عليها ، وكأنه لم يخطىء قط فى حق مصر وفى حقوق أبنائها، أوكأن ما فعله على مدى ثلاثين أو أربعين عاما ليس فيه ما يستوجب شيئا من الحساب أو الندم ، ..مثلا موافقته على أن يقوم نجلاه وهو رئيس للدولة بممارسة أنشطة تجارية رغم علمه اليقينى بأن مثل هذه الموافقة ـ وربما المباركة ـ سوف تفتح باب الفساد على مصراعيه أمامهما وتغريهما شيئا فشيئا إلى الإنزلاق فيه، كأن هذا المسلك من جانبه ليس فيه شىء من الخطأ الذى يستوجب الندم .! ومثلا، كأن تقريبه للفاسدين والمنافقين فى الكثير من المواقع القيادية ، وحرمان مصر من الكفاءات الحقيقية لأبنائها ليس بدوره خطأ يستوجب الندم ، أوكأن تحالفه وتحالف أبنائه مع الفاسدين من رجال الأعمال ثم إصدار التشريعات التى تحاصر حرية الصحافة والإعلام لحماية هؤلاء وأولئك، كأن ذلك كله ليس خطأ يستوجب الندم ، أوكأن العبث الذى قام به فى الدستور عام 2005 تمهيدا لمشروع توريث نجله، ليس بدوره خطأ يستوجب الندم!! ، ...فقط فإن الخطأين اللذين ارتكبهما مبارك من وجهة نظره أولهما أنه وافق على التنحى ولم يتشبث بموقعه ويسفك مزيدا من الدماء دفاعا عنه ( وكأن دماء 869 شهيدا لا تكفى) وثانيهما أنه لم يلذ بالفرار فى الوقت المناسب ، وكلا الخطأين يؤكدان أنه لا يفكر إلا فى نفسه ( تماما كما كان أيام رئاسته ، وكما كان أيام نيابته لرئيس الجمهورية ) .. وهذا المنطق الذى يقوم على التفكير فى الذات ، والذات فقط ، .. هذا النوع من المنطق، إذا كان يمكن التجاوز عنه فيما يتعلق بالمسائل الشخصية التى لا تتجاوز آثارها إلا حياة أصحابها ، فإنه لا يمكن التجاوز عنه بحال من الأحوال فيما يتعلق بأصحاب المواقع التى هى أقرب إلى طبيعة الرسالات وليس إلى طبيعة المناصب، حيث المصلحة العامة ينبغى أن تسبق المصلحة الشخصية، وحيث حساب المرء لأخطائه فى حق مجتمعه ينبغى أن يسبق حسابه لأخطائه فى حق نفسه . والواقع أن المنطق الذى يفكر به الرئيس السابق المخلوع محمد حسنى مبارك هو نفس المنطق الذى كان يفكر به الرئيس الأسبق ( المقتول ) محمد أنور السادات، والذى بناء عليه تم اختيارمبارك فجأة عام 1975لكى يكون نائبا للرئيس ، فمن الواضح جدا أن السادات لم يكن يفكر فى مصر ، ولا فى مستقبلها ، قدر ما كان يفكر فى تأمين حاضره هو ومستقبله هو ، عندما اختار شخصا عاطلا من الطموح القومى والوطنى وعاطلا من أية رؤية سياسية قد تدفعه إلى المزاحمة على موقع الرئاسة ، ولم يجد السادات من تتوفر فيه المزايا خيرا من مبارك الذى كان كل طموحه فى الحياة يتمثل (طبقا لما كان يتردد ) فى حصوله على عمولة مجزية فى صفقة طائرات (كصفقة طائرات الميراج الفرنسية التى زكاها مبارك باغتباره خبيرا فى أسلحة الطيران ، زكاها للإخوة لليبيين لكى يشتروها من فرنسا ) ، من الواضح جدا أن اختيار مبارك نائبا لرئيس الجمهورية كان جزءا من استراتيجية الرئيس السابق السادات لتدعيم حكمه وتمهيد الأرض لحكم طويل الأمد يمارس فيه السادات وآل بيته كل صنوف الفسادات ، أما الجزء الثانى من الإستراتيحية فقد تحقق فى مايو 1980 عندما قام السادات بتغيير الدستور لكى يتيح لنفسه فيما بعد فترة رئاسة ثالثة ورابعة وخامسة ، ومن يدرى ماذا كان سيجرى لو سارت الأمر كما يشتهى السادات ، ربما كنا سنفاجأ فى فترة الرئاسة الخامسة أو السادسة بمشروع للتوريث يجرى إعداده لحساب جمال السادات وليس لحساب جمال مبارك ، من الواضح أن مبارك هو امتداد صارخ ومتطرف لمنهج سلفه السادات فى الذاتية المفرطة والإنكباب على جنى المكاسب الشخصية وغياب الإهتمام الحقيقى بالمشروع القومى ، اللهم إلا من خلال الطنطنة الجوفاء فى وسائل الإعلام بمشاريع قومية وهمية ، فى ظل ذلك كله من الطبيعى جدا أن يشعر مبارك بالندم لأنه لم يستأسد فى الدفاع عما جناه من مكاسب أو على الأقل لم يلذ بالفرار كما فعل من قبله حكام عرب آخرون . ومثل هذا النوع من الندم ليس صورة من صور التوبة، ولكنه ضرب من ضروب الإصرار على الإثم .
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المخلوع والمقتول
- حدث فى عام 1997
- تساؤلات دستورية
- عن التعديل والتأسيس
- هل تنحى الرئيس فعلا ؟؟
- معارك مبارك الأخيرة
- انتفاضة الورود
- الوجوه الغائبة (2)
- هذه هى الأسباب
- أسئلة الكارثة
- الوجوه الغائبة
- فودة: حوارات وذكريات
- عن أساليب التزوير (2)
- عن أساليب التزوير (1)
- عن الحبر الفوسفورى
- ميساء آق بيق
- رأس المال والصحافة
- جداول الناخبين على الإنترنت
- عن رفت المحجوب(2)
- عن رفعت المحجوب (1)


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - حساب الرئيس لنفسه