أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامي عبالقادر ريكاني - الاستبداد,ورحلة شعوب الشرق الاوسط الى الحرية















المزيد.....

الاستبداد,ورحلة شعوب الشرق الاوسط الى الحرية


سامي عبالقادر ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 25 - 01:34
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لايخفى على المشاهد للفضائيات والاجهزة الاعلامية في الشرق الاوسط من ترديد مصطلح الديمقراطية ، والتي اصبحت هي ايضا كبقية المرادفات المجنى عليها في الادبيات السياسية في ساحاتنا ، والتي ما ان تظهر لتعبر عن الواقع الماساوي الذي يعيشه المواطن تحت دكتاتوريات تستميت من اجل الامساك بكرسي السلطة الضاربين بكل القيم والمباديء والدساتير الدولية وحقوق ورغبات شعوبها عرض الحائط ، حتى تتسرع الانظمة الاستبدادية عبر أجهزتها الإعلامية وجوقتها من المروجين والمزينين لأعمالها من حاشية السوء وأصحاب الأقلام الذين باعوا ضمائرهم بحفنة من الدولارات ، الى قولبة كل المصطلحات والمباديء والقيم الانسانية سواء اكانت سماوية او بشرية، بعد قتلها وتفريغها من محتواها وتنحيطها وملئها بكل ماهو نتن ونصبها على المناصب التذكارية وتعليقها خلف كراسي المؤسسات الحكومية ودوائر الدولة وعلى صفحات الجرائد والمجلات من اجل المزيد من الضحك على الذقون .
والادهى من ذلك محاولة هذه الدكتاتوريات من استعمال نفس المصطلحات وتوظيفها عبر اليات ماكرة ووسائل اكثر خبثا من سابقاتها وتحت الشعارات الوطنية والقومية والدينية من اجل اضافة المزيد من تكريس هذه الدكتاتوريات عبر الباس ما توصل اليه البشرية والفكر الانساني حصيلة صراعه وتجاربه مع الدكتاتوريات عبر القرون السابقة من مباديء وقيم وحقوق ودساتير دولية وتوظيفها في خدمة مئاربهم الدنيئة من اجل استعباد شعوبها والقضاء على أي محاولة نحو التحرر من قبضة هذه الدكتاتوريات، وتعيد اليوم الاسطوانة المشروخه عزفها, ولكن هذه المرة باسلوب القرن الحادي والعشرين قرن الديمقراطيات.
مرت قرون من التاريخ السياسي الاستبدادي على الشرق الاوسط ذاقة شعوبها انواع من العذابات بدءا بانتهاك الحقوق ومرورا بكبت الحريات وانتهاءا بالابادات الجماعية في صراعات لم يكن لهم فيها ناقة ولاجمل صراعات لم يفهم الشعوب فيها الفرق بين اهواء الحكام وواجبات الدولة ومتطلبات المواطنة ، حيث كان الحاكم هو المالك للدولة والدولة هي تجسيد لشخص الحاكم والشعوب مجرد ارقام حسابية يستعمله المستبد من اجل مئاربه واهوائه تحت شعارات ومسميات مختلفة ،دينية ، وقومية ، ووطنية ، واخيرا اليوم باسم الديمقراطية تذبح على ادراج المؤسسات والبرلمانات الشكلية احلام المواطن.
مصطلحات قدستها الشعوب والحكام كل على طريقته دفعت بهم في حرب ازلية دارة رحاها في حلقة مفرغة ضاعت فيها مصالح البلاد والعباد وابتعدت عن الاهداف والقيم السامية التي احتوتها مضمونها لتصب في مصلحة الاستبداد والطغيان السياسي في ظل دكتاتوريات، ارزحت شعوب المنطقة تحت وطئتها المدمرة على مدى القرون السحيقة ولحد الان.
كانما على العقول اقفالها التي منعت التفكير الانساني من البحث عن ماتضمنته هذه الرسالات السماوية من المباديء والقيم وكذلك بما احتوتها المباديء الانسانية كالوطنية والقومية والديمقراطية من اهداف وقواعد وقوانين لتخليص الانسان من الظلم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ،والتي حولت عن وجهتها على ايدي مستبديها لتكون وسيلة من اجل اضافة المزيد من تكريس قاعدة الدكتاتوريات باسم هذه المباديء والقيم والاهداف.
فمن يوم ان جاءت الديانات السماوية ومنها الاسلام بالاخص باهدافها السامية من اجل تخليص البشرية من الاستبداد وحاربت كل انواع العبوديات وعملت من اجل ترسيخ مباديء العدالة والمساواة الانسانية في كافة المجالات والتي جاءت هذه الرسالات دائما لتوجه مسار الحياة لما فيه صلاح العباد والبلاد والتي كانت الاخرة ثمرة ما يبذله الانسان من جهد نحو ترسيخ هذه المباديء ،فلم يكن الدين ابدا من اجل الدين ولم يكن ابدا هدفها الحرب دفاعا عن الله فان الله غني عن العالمين ،ولكن الله اعتبر الحرب على الاستبداد والطغيان الاجتماعي والسياسي هو بمثابة الدفاع عنه ، وبين بان الهدف من الدين هو صلاح الدنيا ، وليست الاخرة سوى ثواب واجر لما يقدمه الانسان من جهد بما اودع فيه من قدرات وملكات عقلية وطاقات جسدية من اجل الارتقاء بالمجتمعات البشرية في جميع مجالاتها،ولكن قوة الاستبداد حولة هذه المباديء ووجهته نحو مصالحه واهوائه بعد ان نصب نفسه خليفة لله وناطقا باسمه واعلنت الحرب على كل من يعارضه ويعارض اهواءه باسم الدين وتحقيقا لارادة الله،وعن طريق حشد من الزبانية وحاشية السوء من البوقجية ووعاظ السلاطين من اجل غسل ادمغة شعوبها من على المنابر وفي المحافل والمؤسسات الدينية ،واعتبار الخروج والمعارضة على الحاكم خروجا عن ارادة الله وارتدادا عن الدين وحولت هذه السياسة الى نص مقدس كرست من اجل ابقاء هذه الشعوب اطول مدة ممكنة تحت ظلم هذه الدكتاتوريات.
وبعدها جاء الاستبداد باسم القومية ليحل مكان الاستبداد باسم الدين, ففي الشرق الاوسط كانت الطامة الكبرى عندما استغلت الشعارات القومية على ايدي حكامها ومدعيها لتكون اداة للاستبداد والقهر وكبت الحريات وانتهاك الحقوق ونهب الاموال العامة والخاصة والقضاء على المعارضة بحجة الخيانة والعمالة وزحزحة الاستقرار الداخلي وتاليه مدعي حامي القومية واطلاق يده في جميع الشؤون العامة والخاصة دون الرجوع الى راي الشعب ولو للاستشارة عند صنع القرارات التي تمس الشان العام ،ونصب نفسه وكيلا ووصيا على مصائر افراد شعبه وقومه , ووضعوا شعوبهم داخل بوتقة لصهرهم وفق مفاهيمهم الخاصة ليتقولبوا وفق عقلية القائد ونظرياته في الحكم.
وكانت حصيلة بحث شعوب الشرق الاوسط عن العدالة والمساواة في صراعهم الاذلي مع الاستبداد ان استوردت مصطلح الديمقراطية هيكلا ورسما دون ادواتها والياتها وبعد ان فهموها نظريا ولم يعوها عمليا ،فكانت النتيجة ديمقراطيات مشوهة وناقصة سهلت توظيفها كشقيقاتها من قبل اسياد الشرق الاوسط لتمنح الشرعية القانونية لبقائهم على السلطة عن طريق انتخابات تجرى باسم الديمقراطية يحصلون من خلالها على جيش من ال (9999 ) تقف صفا واحدا في وجه كل من يتافف اويتاوه اويقف امام اهواء وتصرفات المستبد باسم الشعب،محولة الديمقراطية في الشرق الاوسط الى حالة تنطبق عليه المثل الكردي (كالسرج على الحمار).
من هنا بدات رحلة شعوب الشرق الاوسط نحو الحرية باعلان ثورتهم السلمية اولا والدموية ثانية حين لم تفلح الاولى, وبعد تمردهم على كل القيم والمباديء سواء اكان باسم الدين او القومية او الديمقراطية او أي مباديء انسانية اخرى ,واعلنوا بان لا قيمة لهذه المباديء مالم تحقق اهدافهم في الحرية والعدالة والمساواة ومالم يحررهم من الاستبداد والطغيان السياسي والاجتماعي , واستجابت لارادتهم التطور التكنلوجي والالكتروني فوضعت في خدمتهم جميع منافذ الشبكة العنكبوتية لاعلان ثورتهم عبر الفيسك بوك والتويتر واليوتوب والمنافذ الاخرى وتعاطفت وتعاونت معهم جميع شعوب العالم الحرة, في تطلعاتهم نحو الحرية والعدالة وتكاتفت معهم جميع المؤسسات الاعلامية بجميع فروعها المسموعة والمقروئة والمرئية.فكانت النتيجة انقلابات سلمية مع بعض التضحيات ,والتي تعتبر قليلة اذا ماقورنت بعظمة التغييرات والاهداف التي حققتها في كل من تونس ومصر وبعدها اليمن والتي تسير على نهجها لحد الان ومقارنة بالثوراة الدموية في كل من ليبيا وسوريا , والتي لن تتوقف هذه الثوراة حتى تتحق جميع شعوب المنطقة اهدافها نحو الحرية والعدالة والمساواة وعلى جميع الاصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ووفق نظام براغماتي عملي وواقعي يضمن تحقيق ذلك .



#سامي_عبالقادر_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامي عبالقادر ريكاني - الاستبداد,ورحلة شعوب الشرق الاوسط الى الحرية