أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير بشير محمود النعيمي - الحرب والعقيد سعيد المصلاوي6 للكاتب العراقي سمير بشير النعيمي















المزيد.....

الحرب والعقيد سعيد المصلاوي6 للكاتب العراقي سمير بشير النعيمي


سمير بشير محمود النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 24 - 18:51
المحور: الادب والفن
    


الحرب والعقيد سعيد المصلاوي-6

بقلم :سميربشيرالنعيمي


بعد لحظات خلتها دهرا رفعت راسي ونظرت من فوق أكوام التراب الذي يحيط بي فصدمت لهول ما رايت.... هالات كبيرة من الدخان يشق عنان السماء ولهيب النار يغطي عدة شاحنات ثم بدأ الجميع بالنهوض من مخابئهم مهرولين نحو الشاحنات المحترقة للمساهمة باطفائها بالقاء التراب او استعمال الطفايات الصغيرة لاطفاء حرائق الشاحنات ولكن كانت لهب النيران تتصاعد بسرعة مرعبة وحرارتها تلفح وجوهنا و لم نستطيع عمل شيء لها فقد احترقت الشاحنات بالكامل والحمد لله كانت حمولتها من الخيم والبطانيات ولحسن الحظ عطل احدى الشاحنات التي تحمل العتاد ووقوف الشاحنات الاخرى بقربها للمساعدة قد تسبب في تاخير الشاحنات التى تحمل العتاد عن اللحاق بنا مما ساعد على نجاتها من قصف الطائرات الايرانية .. والا لكانت كارثة كبيرة !!!! حمدنا الله لعدم وجود خسائر بشرية بيننا عدى خدوش و اصابات بسيطة لبعض الجنود ... تمت معالجتها من قبلنا و ابتعدنا عن السيارات المحترقة بعد ان سجل المقدم برزان ارقامها وعائديتها
أثر هذا القصف الجوي من الطائرات الايرانية على معنوياتنا وزاد من قلقنا اكثر واحسسنا بخطورة وصعوبة ماموريتنا لاننا اصبحنا هدفا مرصودا من قبل الاعداء ومشروعا للاستشهاد باي لحظة لاننا نسير بدون غطاء جوي وتحت رحمة الطائرات الايرانية (الفانتوم الامريكية الصنع) . والتحقت بنا السيارات المتاخرة والتي تحمل صناديق العتاد واصبحت مهمتنا اخطر ...
لايستطيع احد الهرب من الموت ومن القدر المكتوب .... ولكننا ابعدنا جنودنا عن السيارات المحملة بالعتاد ووزعناهم بسيارات اخرى !!!
انتابت العصبية المقدم برزان واخذ يتكلم بصوت عالي وكأنه اصيب بالهستيريا للفزع والرهبة التي ملأت قلبه وصرخ بنا: -
لقد رصدونا الكلاب..... و ليس عندنا حماية فارجوكم لا تقتربو في سيركم من بعض واسرعو لنصل الى العمارة باقرب وقت .
اجابه احد السواق :_ نعم سيدي.... ..
وصلت بعض سيارات الاطفاء المدنية من مدينة علي الغربي للمساهمة في اطفاء الحرائق ولكن بعد فوات الاوان .. .... وزع لنا احد الجنود صمون وبيض مسلوق لا اعرف من اين اتى بها؟؟ لم نستطع ان نمضغ لقمة واحدة ....كنا مرعوبين افكارنا مشتته وصراخ المقدم برزان ..يحبط معنوياتنا و يشعرنا بخطورة ماموريتنا .....
تحركت سياراتنا بدون تنظيم والخوف والرعب والوجل يملىء قلوبنا والذي يزيد من قلقنا هو عدم وجود حماية فوق رؤوسنا
وسرعة الطائرات( الامريكية الصنع ) وقرب حدودنا مع العدو ...وعدم وجود صفارات انذار على الشارع العام لكي تنبهنا من خطورة الغارات وصعوبة انتباهنا لاصوات الطائرات لكثرة اصوات هدير محركات السيارات العسكرية المارة بالشارع !!
ولكن عيوننا تراقب السماء بقلق و السنتنا تلهج بالدعاء الى الله سبحانه وتعالى بان ينقذنا مما نحن فيه ......
الشارع العام كئيب تسير به سيارات الجيش مسرعة وبكثافة في الاتجاهين وتلاقينا بين الفينة والاخرى سيارات الاجرة المدنية وهي تحمل فوقها نعوش الشهداء ملفوفة بالعلم العراقي وكلما مرقت سيارة تحمل نعش شهيد.... يمتص سائق سيارتنا بعصبية ظاهرة سيكارته بعمق مع نفخة قوية من زفيره المخلوط بدخان سيكارته ويرفع يده بالتحية للشهيد قائلا : ( روح خلصت الله يرحمك) ويضيف ايضا :: (الله يعلم متزوج ويتم جهاله واذا اعزب سيحرق قلب امه .... انا لله وانا اليه راجعون ..الله يلعن اللي كان السبب بهذي الحرب ) .
مرت ساعات سيرنا الموحشة الحزينة ...المرعبة .....ثقيلة وكئيبة ....واخرت سيرنا الشاحنات التي احترقت في علي الغربي وتجاوزنا العصر ومازلنا لم نصل العمارة
و مرفجاءة بسرعة البرق سرب من الطائرات المقاتلة فوق رؤوسنا ولشدة فزعنا توقفنا على عجل مرتبكين ورمينا باجسادنا خارج السيارات مهرولين و مرعوبين باتجاهات مختلفة ...وبعد لحظات صرخ احد هم :...
هذه طائرات الميك العراقية وليست ايرانية ....نهضنا ... ...ونفظنا الاتربة العالقة بملابسنا ..تخالج نفسياتنا انفعالات مختلفة تارة مرعوبين نهرول هاربين من قصف الطائرات ثم بعد زوال الخطر ولو لفترة قصيرة نبتسم ونضحك وننسى ... !!

قبل لحظات كنا مرعوبين لا نعرف لاي جهة نهرول انقاذا لانفسنا من قصف الطائرات .. وبعد لحظات اخر ..ننسى بسرعة ونضحك.... نعمة النسيان لها فضل على الانسان لانها تجعله يتجاوز.. المشاكل والمصاعب ويستمر بالحياة ............... ريئيس عرفاء صادق اشترى من الطريق اقداح للشاي (درزن استكانات ) لرخص ثمنها ولكونه يحب شرب الشاي بكثرة
و الذي اثار ضحكنا بالرغم من ظرفنا المرعب هو حين ترجلنا من شاحناتنا مفزوعين من الطائرات التي تحوم فوقنا كان صادق يهرول .....وممسكا بقوة بعلبة الاقداح(الاستكانات)
....والاستكانات تصدر اصوات حسب حركة واهتزازات جسمه فتثير الضحك ولكن من هو الذي يستطيع ان يضحك بهكذا موقف لاننا كنا مشغولين بانفسنا هاربين من الموت ..وبعد ان اطمأنت نفوسنا من انها طائرات عراقية وليست عدوة انتابنا فاصل من الضحك وشر البلية مايضحك كاننا اصبنا بالهستيريا ...... ضحكنا كثيرا ربما لاننا فرحنا لان الخطر زال عنا ولو للحظات وايضا قمنا بانتقاد ركضة ر.ع صادق وهو ممسك بيديه بالاستكانات ...كان صادق مرح ويحب التنكيت والضحك فتقبل انتقادنا له بروح رياضية وقال وهو يضحك::ليش اني زوج اموت واخليكم تستورثون الاستكانات؟
وكانت كلماته البلسم الشافي لكأبتنا واحزاننا ..فترة قصيرة مرت بنا ....من الابتسام وهدؤء الاعصاب ولو للحظات وقد استغل هذه الفرصة احد السواق فوزع علينا اقداح الشاي من (ترمز) يحمله معه و سيكاير السومر و بسكت (من الارزاق الجافة التى توزع بالمعارك وتسمى ارزاق طؤارىء) تناولنا وجبتنا على عجل ثم واصلنا سيرنا مسرعين الى مدينة العمارة .... ....ولما بدأت الشمس تنحدر نحو المغيب ... هدأت نفوسنا .....فغروب الشمس يشعرنا بالاطمئنان لانحسار ضؤء النهار فيحل الظلام ويستر شاحناتنا ويعيق رصدنا من قبل طائرات العدو !!!

الى اللقاء مع ح-7



#سمير_بشير_محمود_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن غالي والتفريط به خيانه لا تغتفر
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي الحلقة5 للكاتب العراقي الكبير سم ...
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي4
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح 3
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي 2 للكاتب سمير بشير النعيمي
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح1
- ذكريات منصرمة في ذاكرة السنين |||قصة
- نهنىء انفسنا لاننا منتمين للحوار المتمدن للفوز الرائع بجائزة ...
- حول قانون التقاعد العسكري العراقي !!
- الطبيب انسان قبل ان يكون جراح
- الامة العربية والاسلامية كلمات خفت بريقهاغ
- لكم دينكم ولي ديني
- بناتي العزيزات مع خالص محبتي واعتزازي قصة قصيرة
- الحجامة انفع دواء لكثير من الامراض
- الحب والعشق قبل الزواج | بحث
- الساعة الثانية بعد منصف الليل قصة قصيرة
- حب تحت المطر قصة قصيرة


المزيد.....




- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب
- تردد قناة سبونج بوب على النايل سات …. أجدد الأفلام وأغاني ال ...
- الكشف عن القائمة القصيرة لجائزة -PublisHer-


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير بشير محمود النعيمي - الحرب والعقيد سعيد المصلاوي6 للكاتب العراقي سمير بشير النعيمي