أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رباح حسن الزيدان - خلاف القرون














المزيد.....

خلاف القرون


رباح حسن الزيدان

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 24 - 06:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بعد اربعة عشر قرناً وبعد هذا المد والجزر الذي اصاب العقل العربي الاسلامي , يأتي المتمنطقون ويقولون ان معاوية كان اقدر على سياسة الشعوب من علي فعلي شتت شمل الجماعة ومعاوية وحد الصف وأتجه للفتح.
وكمْ يعترض المتمنطقين على انتقاد معاوية بن ابي سفيان في مسألة خلافيَّة ، فيُحتَجُّ له بألف حُجَّةٍ وحُجَّة ، وتُقام له الدنيا ولا تُقعد ؛ لأنَّ الصحابة كالنجوم ، كلُّهم قدوة وأُسوة ! ولكنَّ الإمامَ عليَّاً كرم الله وجهه يُسَبُّ ثمانين عاماً ثمَّ يُسدل على ذلك ستار أسود ، وتُطوى سجلاَّت هذه الجريمة العظمى والكارثة الكبرى ، ويُـقال بعد كلمة ( معاوية ) : رضي الله عنه وأرضاه . ألم يكنِ الإمام عليٌّ كرم الله وجهه من الصحابة ؟! ألم يكن أول السلمين؟! ألم يكن خليفة المسلمين ؟! فكيف سُكِت ويُسكَت على لعنه ثمانين سنة ، وعلى أكثر مِن سبعين ألف منبر في حواضر البلاد الإسلاميَّة ؟! .
وكان معاوية يعمل على توسيع الفجوة بين عمر وعلي, في الوقت نفسه الذي يعمل فيه على تقليص الفجوة بين عثمان والشيخين, ليجعل عثمان بن عفان رضي الله عنه من حزب الشيخيين من جهه وعلي ضدهما من جهة اخرى .
ولعله من العجيب حقا ان معاوية بن ابي سفيان, زار ابن عمه الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه, عند بدء الفتنة, فأقترح عليه ان يمد ببعض جند الشام, ولكن ذو النورين ابى لأنه لم يشأ ان يضيق على أهل مدينة رسول الله (ص) بجند الشام, ولم يشأ أن ينفق عليهم من بيت مال المسلمين, فلم يحاول معاوية ان يتحمل نفقتهم من خراج الشام, على الرغم من ان عثمان رضي الله عنه, قد ترك لمعاوية أمر الشام كله, بما يدر عله من أموال طائلة, وكان معاوية يصطنع بهذا المال انصارا له .
ومن الغريب حقا, أن معاوية انصرف من عند ابن عمه عثمان راجعا الى ملكه بالشام, وما أهتم الا بأن يطلب من عثمان أن يجعل حق طلب القصاص من قتلته _ بعد ان يقتل _ له !!!
لماذا لم يقم مع ابن عمه ليقيه من القتل؟ لماذا لم يرسل اليه جندا من الشام يتحمل هو من بيت مال الشام نفقته .
ثم لماذا لم يبادر الى نجدة عثمان عندما أستصرخه المرة بعد المرة, لما حاصره الثوار, ومنعوا عنه الماء والطعام, فلم يمده أحد بالماء والطعام الا علي كرم الله وجهه, الذي أرسل اليه ولديه الحسن والحسين ليقوما مع بعض أبناء الصحابة على حراسة عثمان؟ لماذا تربص معاوية بعثمان رضي الله عنه الدوائر, وأنتظر حتى يقتل ليطالب بدمه بدلا من ان يخف الى نصرته وهو قادر عليها ؟
ومعاوية يعرف حق المعرفة انه لا يحق له أن يطالب بدم عثمان رضي الله عنه, فالقصاص هو حق لو ولي الامر وهو الامام علي, ولا يحق لأحد سواه والا كانت جاهلية مرة أخرى .
أما كان له ان يبايع عليا, كما بايع الناس, ويترك له بعد ذلك أن يقيم الحد.
ولكن معاوية انتزع لنفسه حقا ليس له, وهو يعلم ان ليس له, وأستصدر بذلك فتوى من بعض المنتسبين الى الدين, أغرقهم بالمال, فأفتوه بما يريد, وهؤلاء هم أفة الدين في كل زمان ومكان, ولقد كان الرجل منهم يستمتع بما يغدق عليه معاوية, فيصدر الفتوى كما يشاء معاوية, بلا وازع من دين ولا خجل من الناس.
وما كان الواحد من هؤلاء المرتشين بصاحب دين, ما كان لأحد منهم سابقة في الاسلام فكل اصحاب السابقة من المهاجرين والانصار أجمعوا على لوم معاوية, ووصفوه بالبغي على الامام الشرعي ووصموه بأنه يمزق الامة .
أما صنائعه المرتشون , فما كانوا يستطيعون أن يخالفوا أراء المهاجرين والانصار, ولكنهم ما كانوا يستطيعون ان يتركوا عن أمر سيدهم وولي نعمتهم معاوية, فلما رأوا اجماع اصحاب السابقة من المهاجرين والانصار على نبذ معاوية, وعلى أتهام بأنه هو وجنده الذين حاربوا عليا كرم الله وجهه في صفين, هم الفئة الباغية, لجأ هؤلاء المرتشون الى حيلة يضللون بها الجهلاء, فزعموا أن معاوية في حربه لعلي كرم الله وجهه, مجتهد أخطأ فله أجر من الله !! فالمجتهد مأجور : أن أصاب فله أجران, وأن أخطأ فله أجر واحد .
فكيف رأوا انه مأجور من الله, الأنه خالف الله ومزق الامة وخرج على الجماعة ؟؟!! ببغيه على الامام الشرعي الذي بايعه من بايع الخلفاء من قبله.
وبينما الجميع مشغولون بالصراع بين علي والشيخيين , كان معاوية هذا الداهية الجبار يضحك على ذقون الناس بينما هم مشغولون بهذا الجدل التافه ليسهل طريقه لنيل الخلافة وتحويلها الى ملكا له ولبنيه سائرا بذلك على وصية ابيه عندما قال له حين ولي الشام :"يا بني ان هؤلاء الرهط من الناس سبقونا وتأخرنا, فرفعهم سبقهم وقصر بنا تأخيرنا, فصاروا قادة وسادة وصرنا اتباعا, وقد ولوك جسيما من امورهم, فلا تخالفهم فأنك تجري الى أمد, فنافس فأن بلغته أورثته عقبك ".



#رباح_حسن_الزيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اول صراع بين الدولة والدين في الاسلام
- من سلوكيات الفرد العراقي
- كيف سيختار عامة الناس ؟
- مفهوم الدين في عصر التنوير
- الاسلام والعلمانية تنافر وانجذاب
- اسلام الساسة
- اراء برناردشو وغاندي في نبي الاسلام محمد
- لا تغالي
- دور منظمات المجتمع المدنى فى التحول نحو الديمقراطية في العرا ...
- بعض الاشكاليات العامة للديمقراطية
- الديمقراطية : بعض الاشكاليات العامة
- بعض الاشكاليات المرتبطة بمضمون الدولة
- المجتمع المدني بين كرامشي من جهة وهيجل وماركس من جهة اخرى في ...
- المجتمع المدني العالمي : تعدد التفسيرات
- نرجسية المثقفين العرب
- العلمانية بين التضامن الاجتماعي و الواجبات تجاه الله
- دور الاشتراكية والشيوعية في تشكيل المدرسة العلمانية الفرنسية
- الإكليروس و العلمانية في النموذج الفرنسي للعلمانية
- اصبح الاسلام موضوع من لا موضوع له
- مفهوم العلمانية


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رباح حسن الزيدان - خلاف القرون