أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - متى يتوقف مسلسل الفساد في العراق؟














المزيد.....

متى يتوقف مسلسل الفساد في العراق؟


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 24 - 02:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


والله إنه لأمر مخجل أن تستمر المهزلة في العراق والفوضى تضرب بأطنابها في كل عمق واتجاه لتزداد يوما بعد آخر أبعاد الأزمة عموديا وأفقيا ويبدو أن العراق سوف لن يخرج من نفق الزجاجة التي حشره فيها السياسيون اللصوص، ولا أظن أن الأزمة قريبة الانتهاء لأن القائمين على الوضع السياسي برئاساته الثلاث وبرلمانييه وزبانيته قد سدوا كل مجساتهم إزاء ما يحصل من عبث حقيقي ووجهوا بوصلاتهم باتجاه النهب والفساد وتكريس هذا الإنفلات كحالة مألوفة لتصبح أمرا خطيرا بات حديث القاصي والداني من إدارة الظهور لمطالب الناس المشروعة ولا من حراك حقيقي وفاعل للناس المتضررين وكأنهم تحولوا الى بيادق بيد الفاسدين والهوة تزداد كل يوم بين الغنى غير المشروع والفقر الممنهج ولا من بصيص أمل.
إن الشعب العراقي ليس قطيعا يساق كما تشاءون وتمررون ملفات فاسدة وتشرّعون لثقافة النهب واللصوصية ومثلما هو من أختاركم سيكون هو السبب لسقوطكم وسوف تكونون أنتم الخاسرون والمغضوب عليهم لأن الكرسي لا يدوم وكنوز العالم كلها لا تساوي ذرة كرامة، وما نهبتم سادتي من ملايير ستعود حتما لأهلها الشرعيين، وكم سيكون أمرا معيبا أن تساقون للمساءلة وهاكم ما يحدث من حولكم وما تشاهدون داخل بيوتكم لما يحصل لأعتى الحكام وها هم يحشرون كالقردة في الزنازين أو يفرون كالجرذان ولا من يأسف عليهم وما طاغية العراق إلا مثال لعلكم ترتدعون .
اللافت في كل هذا الخراب الجديد أن فرسانه هم من يدعون الفضيلة والتدين والتمسك بالدين وألسنتهم أطول مما نتصور في حث الناس على القيام بالشعائر دونما حياء أو ذرة خجل وهم يتسيدون ملفات النهب ويشرّعون لسرقة أموال العراقيين المنكوبين ولا يمر يوم إلا وتصعقنا الأخبار بأن الفساد يسري وينتشر بشكل خطير في الوزارات والدوائر الحكومية والتلاعب بالصفقات وغيرها من ملفات فساد صغيرة وكبيرة ولا من إشارة أو فعل معاكس كرد مزلزل لهذا التسيب الذي يساهم فيه من أمّنهم الناس على أموال الدولة ومستقبلهم وأولادهم.
المطلوب من كل العراقيين التحرك وعلى جميع الأصعدة أحزابا ومنظمات مجتمع مدني وسياسيين وطنيين وإعلاميين شرفاء ومواطنين أوفياء لإيقاف نزيف هدر المال العام من لصوص يبدو أنهم وصلوا إلى حالة من انعدام الضمير وفقدان أي إحساس بالمواطنة وتحولوا إلى أعداء للعراق والعراقيين وكأن تصفية حساب لهم مع الناس والبلد المنكوب وترك كل العراق يئن تحت وطأة التخلف والحرمان والبطالة وإنهيار البنى التحتية والبطالة المتفاقمة ووصول العراقيين الى ما دون حد الفقر.
فهل من المعقول أن يظل الصمت إزاء هذا الخراب؟ وتحت أية ذرائع يلوذ الناس بالخنوع وكأن الأمور لا تعنيهم وهي تضرب بأدق تفاصيل وجودهم الإنساني من حيث تدهور الخدمات وتكريس إهمال الأوضاع المزرية والتي تتفاقم بشكل مخيف وفقدان الأمن وتفكك النسيج المجتمعي لأن الفقر لعين ومن يعمل على تكريسه ليعود أمرا واقعا فهو أكثر لعنة ومن يسكت عليه يفقد أي إحساس بآدميته؟
نحن لا نريد أن يختار الناس طريق العنف لاسترداد حقوقهم وإزاحة الفاسدين واللصوص بل هنالك طرق حضارية كفيلة بان تهز عروش هؤلاء وتحيلهم إلى فئران
سيما ونحن نعيش حالة من الصحوة الجماهيرية في بلدان عدة استطاعت بأجسادها العارية ان تطيح بحكام طغاة وإمبراطوريات فساد ترتعد لها الأبدان وإذا بنا نجدها حكومات كارتونية تهاوت منذ الضربات الأولى.
إن وطننا العراق يعيش حالة من عدم استقرار الأمني والسياسي والمجتمعي بعد أن حولته أحزاب المحاصصة الى ملكيات خاصة وبات لكل حزب حصته من المناصب والقرارات والوظائف والامتيازات والاستحواذ على مقدرات العراق أرضا وخيرات، ليكون الشعب العراقي هو الخاسر الأكبر بعد أن استحوذت هذه الأحزاب على كافة الخيرات لصالحها ومن يدور في فلكها وإطلاق الأيادي الفاسدة للنهب دونما وازع أخلاقي وبصفاقة وبهيمية وعلى عينك يا تاجر ومن يمسك متلبسا باللصوصية لا من مراقبة أو محاسبة ضده رغم مئات الموظفين ولعلهم الآلاف من هيئات متعددة تطل علينا من خلال الفضائيات بلمفات فساد من قبل هذا المسؤول أو ذاك وهم لا زالوا يمارسون مهامهم الوظيفية واللصوصية والشعب المظلوم يتفرج على المهزلة دون أن يحرك ساكنا والحكومة تتستر على الناهبين.
إن الصمت هنا يعتبر مشاركة في هذا الخراب والعراق يحتاج لنهضة حقيقية للخلاص من هذا الهدم وعلى أيدي عراقيين، هكذا يدعون، وهل من يسرق وطنه يستظل بظله وينهل من معينه الثري وهو يؤسس لقيم ما عرفها العراقيون ولا فكروا أبدا في أن يكونوا سببا في متاهته وضياع أهلهم من المظلومين الذين استبشروا خيرا بسقوط الصنم ليفرجها الله عليهم وينعم عليهم العهد الجديد بالحرية والكرامة والخير الوفير ولكنهم ما تمتعوا ولا ذاقوا ولا نعموا بخيرات بلدهم الوفيرة ليفتح إخوتهم بالأمس صنابير النهب وإلتقاط اللقمة من أفواه اليتامى وترك حبل الدمار على غاربه ولا من أمل في تصحيح هذا الوضع المأسوي وهذا السلوك من الساسة والمسؤولين الذي أذهل الجميع عراقيين، عربا وعجما وما من يوم يمر حتى نسمع كلام بملأ الأفواه عن الفساد، ولكن من هم الفاسدون وأين هو المال المسروق وما هي الإجراءات التي إتختها الدولة لإيقاف هذا الهدر؟
ماذا سيحصل إذا ما انتفض العراقيون دفاعا عن كرامتهم التي باتت عرضة لعبث اللصوص وحفاضا على مالهم المسروق ووفاء لوطن ما زال يئن تحت وطأة الخراب والفاسدون يصولون وبفعل ووقاحة من تسلق سدة القرار وبأصوات (أولاد الخايبة).
لم يبق أمام العراقيين غير تصحيح المسار وبفعل لا يعرف الكلل بعد أن ظهرت هشاشة الوعود وها هي المائة يوم من الوعود قاربت على نهايتها فهل من تغيير على الواقع وهل من تحريك للملفات التي طالب بها المتضررون.
أن كل يوم يمر تتبدد أموال ما أحوج العراق لها والفاسدون يستأسدون كل يوم ولا من رادع، فما الذي ينتظره العراقيون؟
[email protected]



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا للبعث السوري
- المرجعية ومواقفها الغامضة
- لصوص بحماية القانون
- بغداد كما وجدتها لا كما ودعتها
- فراس عبد المجيد شاعر يخرج من ركام الأزمنة المرة...
- حسين إسماعيل الأعظمي فنان وباحث أصيل لفن المقام العراقي
- ارفعوا أياديكم عن إتحادنا
- الكاتب المسرحي ماجد الخطيب يوثق لمحنة وطن وعذابات أمة
- أول الغيث قطر.......
- مذبحة سيدة النجاة لن تكون الأولى ولا الأخيرة
- هزلت والله...!!
- طيور عابسة مرثية لكل المغتربين
- هاكم أجساد العراقيين على حمولة من ناسفات أيها القتلة
- حوتة صغيرة فعلت كل هذا فماذا عن الحوت الكبير؟!
- حذار من غضب العراقيين.. أيها اللصوص
- إتحادنا....واتحاداتهم!!!
- حذار من الغلو أيها الطائفيون
- أي هوان أنت فيه يا عراق؟!
- قصائد
- هل نأت الانتخابات عن ابتلاء الطائفية؟


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - متى يتوقف مسلسل الفساد في العراق؟