أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين القطبي - شرق اوسط .. حقنه














المزيد.....

شرق اوسط .. حقنه


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 998 - 2004 / 10 / 26 - 08:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الحقنه، لا اقصد كيس الماء الساخن، ولا الابره التي تزرق في الوريد او العضله. وانما للكلمه معنى اخر في قاموس المفرده العراقيه، وهو الشخص الذي يصعب اقناعه، الدائم التذمر و"الدردمه" المتجهم، العكر التقاطيع والذي لا يعجبه العجب ولايمكن معاشرته.
وجدت الاعلام العربي، الذي يتابع كل شاردة في العراق، يدب جيوش مراسليه في اغوار القرى بحثا عن الاخبار المزعجه، يلتقط بشماته كل سيئة للتشهير، ويكرر بترديد ببغاوي منذ اعوام جمل من شاكلة خطر التقسيم والطائفيه والتواجد الاسرائيلي ومن ثم تنزيه ممارسات شاذه يسمونها المقاومه.
مهما فعل الاكراد ومهما اقسم الشيعه بانهم ليسوا مع التقسيم، لم تسمعهم الاذان. ومهما اصر العراقيون بانهم ليسوا طائفيين، وانما النظام القمعي السابق هو الذي كان يجزي لطائفة على حساب اخرى، لم يفهموا القول. ومهما صرخ العراقيون بان لا اسرائيليين في العراق، بل يتواجدون وبالتنسيق مع الحكومات في مصر، الاردن، قطر، وربما كل الدول العربيه والاسلاميه، طنشوّا عن السمع. ومهما قيل عن حقيقة العصابات التي تمارس اليوم صناعة المقاومه، المدرّه في بعض المناطق غير الامنه، وانهم من بقايا النظام البوليسي المقبور، تظاهروا باللامبالاة.
مهما تحدث العراقيون عن جرائم الاباده التي مارسها النظام السابق سواء في الاهوار، او الانفال، او في قمع الانتفاضه، ذهب الصوت ادراج الرياح.
تريهم المقابر الجماعيه فلا يعبأوون، تخبرهم عن جرائم التهجير فلا يكترثون، تصور لهم غرف التعذيب، تنشر اسماء مئات الالاف من الشهداء، تعرض صور المدن العراقيه المتخلفه التي تجاوزتها ازقه الحارات في الصومال وافغانستان وبنغلاديش، تتساءل عن هدر ميزانية النفط في الحروب...كل ذلك ومهما فعلت ومهما قلت فلن تلقى اذنا صاغيه.
ولكن وفي الوقت ذاته ترى مراسلي هذه المحطات يتنقلون بين الازقه وهم يكررون خبرا واحدا، يكاد يكون بنفس التفاصيل عن تفجيرات المقاومه قد لا يختلف فيه سوى المكان وعدد الضحايا.
هم ينتشرون في كل ارجاء العراق، يتابعون ادق تفاصيل الاخبار، ذات الوقائع المفجعه، وصور الدماء والاشلاء بنقل يكاد تكون مباشر، ولكنهم لايستطيعون ان يستمعوا لكلمة واحده.
واقول صراحة، لقد افرحني ان اجد الكثير من العراقيين، ولست الوحيد الذي مّل من مطاردة هذه الفضائيات، قد اقتنعوا بان هذا الاعلام مزعج ومن الصعب معاشرته، ولم نجد وصفا اصدق، وينطبق عليه فبت غير حقنه.
ولكن، وكلمة حق تقال بحق الاعلام، انه ليس الوحيد في العالم العربي الذي احتار به الوصف وانطبقت عليه الكلمه، والا ماذا تقول عن عمرو موسى مثلا، الذي طنش دهرا عن قراءه تقارير المعارضه العراقيه واخبارها التي تنقل جرائم النظام، ثم يرحب اليوم بدعوة "المعارضه في الفلوكه" لمؤتمر شرمة الشيخ؟
ماذا تقول عن امراء الخليج الذين يؤون النظام السابق، وعن سوريا التي اصبحت منتجعا جنسيا لبقايا مخابراتنا، وعن الاردن التي نتسق نشاطات "المقاومه" .
ماذا تسمي ليبيا التي تدعم بالمال واليمن بالمرتزقه وشمال افريقيا بالدبلوماسيه وايران بالتسلل وتركيا بالتامر، انه شرق اوسط لا ينفع معه حديث ولاعرض الحقائق ولا صور الضحايا التي خلفها النظام السابق، شرق اوسط يصعب اقناعه، ويستحيل ارضاءه. ولا يفهم الحديث، شرق اوسط ضحكته تعكر، وعشرته تكدر، من حقنا ان نعالجه باسلوب المرحوم سليم البصري الذي عالج الحقن بـ"يابه دطير".



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سباق الغزالة والسلحفاة، الغرب والشرق
- بيوت المهجرين .. ورمضان
- اكتشاف امه جديده في العراق
- اين السوبروطنيين العرب ؟
- الاستقلال، ما الذي يجنيه الاكراد؟
- من يدفع الاكراد لل-ثأر-؟
- الاروهابيون
- المرأة السعوديه ... الرجل السعودي
- المثقف العربي، بين نار الارهاب، وثلج امريكا


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين القطبي - شرق اوسط .. حقنه