أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - دولة ياسين الحافظ














المزيد.....

دولة ياسين الحافظ


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 998 - 2004 / 10 / 26 - 08:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يروي المثقف السوري ياسين الحافظ في كتابه "الهزيمة والايديولوجيا المهزومة" أنه في بحر 1966/67 قضى حوالي سنة في باريس. وقد كتب على إثر ذلك فقرات تحت عنوان " لقاء حميم مع الغرب" , لا يمكن أن تنسى. وبالرغم من مرور سنوات على صدور هذا الكتاب (1979), فإن من يعود إليه اليوم, لا يجد أن الكثير تغير عما كان الحافظ يستشعره ويراه في الواقع العربي في الستينات والسبعينات من القرن الماضي. وليس مهما هنا أن نحدد التيار السياسي الذي كان ينتمي اليه الحافظ, فالواقع أنك مهما اختلفت معه سياسيا, فإنك ستصغي الى كلماته بخصوص لقائه مع الغرب ومقارنته مع العالم العربي, كما لو أنها نبضات قلبك. والحافظ – لمن لا يعرفه – ليس ساذجا ولا مبهورا على طريقة كتاب القرن التاسع عشر الذين زاروا الغرب وراحوا يتحدثون عن "معجزاته" المعاصرة بإعجاب خال من النقد. كلا, فالحافظ يميز بين "غرب الفتوح الثقافية والعلمية والمجتمعية والاقتصادية التي صنعت العالم المعاصر" و " غرب الاغتصاب الكولونيالي ثم الهيمنة الامبريالية". وهذا ما يعطي كلامه وزنا خاصا. فهو يقول:
" في الغرب , كنت اذهل عندما أرى قوة الفرد وجرأته وثقته بنفسه أو تحرره الكلي من مختلف أشكال الخوف: هناك (في الغرب) الفرد ديك, هنا(في العالم العربي) الفرد دودة. هناك حبل سرة الانسان موصولة بالالوهة, وهنا حبله مقطوع بتاتا, بما هو عبد. هناك العنفوان, وهنا الوداعة. هناك بروميثيوسية طاغية , وهنا القناعة وراحة البال. هناك الشك والتساؤل والنقد, وهنا اليقين والتلقين والامتثال. وعندما كنت أتساءل من أين هذه القوة التي للفرد الغربي, كان الجواب يقفز من خلال ملاحظة بسيطة للعيان, دونما حاجة لبحث وراء الأسباب التاريخية والايديولوجية والمجتمعية والسياسية: لأن بلاده كفت عن أن تكون بلاد الخوف. في ديارنا العربية , منذ سنواته الأولى, وربما منذ شهوره الأولى, تتعاور الفرد أشكال لا تحصى من الخوف: خوف من العائلة , من المعتقد الايماني, من التقليد, من المجتمع, من المدرسة, من الغد, واخيرا من السلطة الاستبدادية الشرقية. في بلاد الخوف , سرير "بروكوست" ينتظر كل فرد, يتمدد فوقه ولكن لتقطع خصيتاه فيغدو ضحية وديعة مذعنة, حياتها فرار وموتها خلاص."
هذه هي "دولة الخوف" التي أبدع ياسين الحافظ في وصفها وتحليلها. لا شك أن لدى قرائي العرب فكرة واضحة عنها. وأما عن العوامل التي مهدت لاسقاط الخوف في الغرب, فياسين الحافظ يعرف اطارها بأنه سياسي ويسميه بالديمقراطية. فيقول: " هذه الديمقراطية التي تحرر الانسان من الخوف وتنمي كرامته الانسانية وتشحذ قيمه الأخلاقية, فرضت نفسها علي من جديد , من خلال هذا الاحتكاك مع الغرب."
ومن ثم, يلتفت ياسين الحافظ الى النخب العربية , فيرى أنها المسؤولة عن واقع الخوف. يقول : "أخذت أتذكر كيف أن النخب السياسية العربية لم تلبث, بعد الاستقلال, أن خانت قضية الديمقراطية, وبررت هذه الخيانة تارة باسم (الاشتراكية) وتارة أخرى باسم وحدة الأمة أو ضرورات المعركة مع الامبريالية واسرائيل". ويذهب كاتبنا الى أبعد من ذلك, حيث يحدد "الحركة التقدمية العربية" – وهو منها واليها- "بفرعيها القومي العربي والماركسي العربي المسفيت" كمسؤولة عن "وأد الديمقراطية في المشرق العربي".
وإذا كان هذا صحيحا, كما نرى, فهو لا يعفي أبدا لا الأنظمة ولا الأشخاص الذين كانوا في السلطة, بقطع النظر عن انتماءاتهم وأحزابهم. ففي رأيي أن الذين وأدوا الديمقراطية في العالم العربي كله – وليس فقط في مشرقه – هم جل الذين ساهموا الى هذا الحد أو ذاك في السلطة, وجعلوها سلطة السيف المسلط على الرقاب في دول الخوف.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ...دولة ديمقراطية ثنائية القومية
- مسألة انضمام تركيا الى اوروبا تصطدم بالشواذ
- انتخابات أفغانستان أتعبت المراقبين !
- عن الاطفال المقاتلين
- سوريا: هل التغيير هو الاصلاح ؟
- اسرائيل وايران والمسرح النووي
- بين بوش وكيري
- حروب شارون
- مشكلة الصدر
- ضم اسرائيل الى اوروبا ؟
- باكستان والقنبلة
- دارفور مرة أخرى
- توصيات حول دارفورللمقارنة
- الجدار سيبتلع نصف الضفة
- ايران والعراق
- أزمة دارفور
- نقل السيادة
- تنازل أمريكي لبن لادن
- حوار مع برهان غليون حول القضايا العربية
- هل علموا واعوزهم الوقت؟


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - دولة ياسين الحافظ