أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم السعيدي - طوى - قصة قصيرة














المزيد.....

طوى - قصة قصيرة


باسم السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3343 - 2011 / 4 / 21 - 22:24
المحور: الادب والفن
    


كنت أنظر اليه وهو يهرول مسرعاً نحو القمة ، كأنه في غيبوبة ،لكنه يسير بقامة مستقيمة ،يصعَّد في عالم آخر متقن المعالم بالنسبة له لكنه غائب عن الانظار، قررت أن أتبعه لأرى ما ستؤول اليه آماله ، تداخلت أنفاسه وهو يجاهد قانون الجاذبية ليرتقي صهوة صخرة اخرى ، فلا يلبث أن يحث الخطو الى ثالثة فرابعة ، لم أعد أميز ما بين شهيقه وزفيره ، فقد تجاهل على ما يبدو متابعة فيزياء وتناغم ايقاع أقنية التنفس ، لكنه لم يشعر بالإعياء الذي بدأ يدب في أوصالي .
تابعته بصمت كي لا أترك حركة له تغيب عن ناظريّ، ولا تمتمة من دون ان تصل مسامعي ، لكنه لم يلتفت الي ، غريب أنه لم يلحظ وجودي رغم أن المسافة بيننا لم تتعدَّ خطوات عشراً ، تابع صعوده وارتقاءه ذلك الجبل ، وتبعته كخطوه . لست أدري لماذا تفوقت تمتماته على أصوات كل شيء ، حتى بات الكون كله في سكون منتظراً خطاباً ما ، أو إنجازاً ما ، كان الجبل يتداعى أمام إصراره العجيب ، يطوي الخطوات كأنه يطوي صفحات كتاب كبير دون أن يشعر بعبئها ، ويثابر .. حتى وصل الى قمة الجبل ..
كنت على مقربة منه ، لكنه لم يلتفت الي ، شعرت به يذوب كلياً في أحلام اليقظة التي صيَّرها حقيقة لا أستطيع أنا ولا الآخرون أدراكها ..
أحسست بخضوعه اللامتناهي وكأنه يقف أمام كلِّ شيء .. لكنني كنت أقف خلفه ولا شيء أمامه سوى ذلك السكون.
شعرت بهذيانه يصل اليَّ على شكل موسيقى بلا نوتة ، كانت موسيقى اللاشيء ، لكنه كان يظن أن تلك الموسيقى هي حديث الوجود نفسه ، رغم إني تساءلت عن هذا اللاشيء . لم أفهم ذلك السراب الذي يراه هو ماءاً وأفتقد أنا الى الوهم ذاته الذي يتآلف مع قلبه الغائب فى لاوعيه .
أنهى تمائمه ، وتبين أنه كان يخاطب هذا اللاشيء وينصت اليه ، لكنني كنت حائراً .. هل سيصدق نفسه ؟ أم سيستوعب الوهم الذي كان يحياه بكل وجدانه ؟ويميز بينه وبين الواقع ؟
غابت عني نهايات إستجلاء الحقيقة وغرقت في ضباب الجبل الصامت الذي ينتظر مثلي ، ثم ضاعت تلك الأفكار الجميلة عنه بين التمائم التي كانت تسبح على شفتيه و الصمت الذي يكتنف الجبل ، وفجأة .. عاد الى نفسه .. واليَّ.. فسألني .. هل رأيت كلَّ شيء؟
أومأت برأسي موافقاً دون أن أتمكن من الإجابة عن سؤاله ..
أقفل راجعاً .. وأنا خلفه بخطوات كأنني خجل من اللحاق به والسير بجانبه .
نزل الى الوادي .. فوقف عند النهر .. وخاطب الأشباح قائلاً ..
لقد أفهمني بما يريد ...
عندها تواريت منسحباً لانني لم أعد قادراً على فهم ما جرى



#باسم_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يمينان .. ولا يسار في المشهد العراقي
- أردوغان ، PKK واللسان الذرب
- الساعة الحادية عشر – قصة قصيرة*
- عواطف السلمان - قصة قصيرة
- عواطف السلمان
- إحتضار في حضرة الوطن
- دومينو السياسة
- غوصٌ في بؤبؤ
- عشق .... شيما
- لو كان بيريز في بغداد.. فما قول الجزيرة ؟
- المالكي .. وناصر الجنابي
- القائد ( مدندلاً)
- القضية العراقية .. تدويل ؟ أم قتل تحت عباءة الوطن؟
- السيد الحسني البغدادي .. مثال على خطل الدستور
- العراق في طريق العلمنة .. شئنا أم أبينا
- الجبل دكّاً .. دكّا (قصيدة)
- حرب أهلية .. خجولة
- ما بعد سلسلة الإساءات للإسلام .. أما آنت الوقفة مع الذات!!
- العشاء الأخير للسيد .. العراق
- الضاري للجزيرة .. عفو القاعدة أمر يخصها


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم السعيدي - طوى - قصة قصيرة