عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)
الحوار المتمدن-العدد: 3343 - 2011 / 4 / 21 - 08:41
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
كان من المتوقع أن يفعل النظام الحاكم في البحرين ما فعله، من قمع واعتقال وتوقيف وقطع أرزاق وترحيل. وكان من المنتظر أيضاً أن تهبّ قوات ما يسمى بدرع الجزيرة للدخول إلى الدولة الصغيرة وكأنّها تفتح باب خيبر! كلّ هذا كان متوقعاً ومدروساً ببركات التنافس الأميركي الإيراني على المنطقة، وضرورات الإنتفاخ السعودي كولي أمر لأمة الإسلام، الذي على مزاجها وحدها.
كلّ ذلك كان متوقعاً ومعهوداً، لكنّ الصمت حياله كان غريباً فعلاً، خاصة من قبل وسائل إعلام وكتّاب عهدنا لهم تشجيعاً دائماً على الحرية والتحرر، وتنديداً مستمراً بالسلطات التي تقمع شعوبها وتكممهم.
لست أتحدث هنا من منطلق مذهبي، فوسائل الإعلام المذهبية أكثر من أن تعدّ، أما أخبارها وآراؤها ومواقفها وتعليقاتها فإنّها أقرب ما تكون إلى النشرات والبيانات الحزبية الضيقة حد الإختناق. الأمر أنّ الإعلام والكتّاب وقعوا في المطبّ الطائفي وغرق كلّ منهم في اتجاه سلطوي أو معارض يتخذ من كلام مرجعيته أساساً، ويرفض أن يتقبل مجرد رأي آخر بغض النظر هنا عن الحقيقة والمتحكمين بها.
آخرون سواهم خافوا على المصالح والمكاسب، ومنهم من خاف الوقوع في المطب الطائفي، حيث رأينا هذه الفئة انكفأت عن نصرة المعارضة البحرينية كلياً وجعلت تتجاهل البلد بأكمله بناسه وأرضه وكلّ ما فيه.
طالت المسألة الآن، وتفاقمت الأوضاع تزداد سوءاً يوماً بعد يوم. وها هم الموظفون يطردون من وظائف القطاع العام، والأطباء والمهندسون يحجزون، وأساتذة الجامعات وطلابها يطردون ويوقفون، والمبتعثون يعادون، وأندية كرة القدم تعاقب، والمراكز الدينية والإجتماعية تهدم، والجمعيات تحلّ، والشباب يعتقل، ودرع الجزيرة تتصرف كما لو أنّها احتلال، والحكومة البحرينية تربط وجود هذه القوات بوجود "الخطر الإيراني" أي إلى ما شاء الله! وجزيرة سترة لا يمرّ يوم عليها من دون أن نسمع عن اقتحام واعتقال وضرب وقمع وقتل واختطاف وإهانة لسكانها.
هذه هي البحرين اليوم كما يجب أن تتحدث به وسائل الإعلام، التي تغافلت هذه المرة فقط عن الحقيقة، لأنّ الحقيقة المرغوب بها نسجت بخيوط البيت الأبيض نفسه، وبشهادة قاعدة الأسطول الأميركي الخامس.
#عصام_سحمراني (هاشتاغ)
Essam_Sahmarani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟