أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علم الدين بدرية - احتضار أم ولادة














المزيد.....

احتضار أم ولادة


علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمرُّ الحضارات جميعها في مسيراتها التطويرية ، وارتقائها الثقافي والاجتماعي ، بفترات توعكٍ مرحلي وانحطاطٍ زمني مؤقت ، تتخطاه بإرادة وإصرار شعوبها ، وتصميمها على متابعة مسيرة التقدم والتطور والارتقاء ، لتسطِّر معالمَ واضحةً ومنيرةً في التاريخ الإنساني ، فيبقى أثرُها صرحاً ثقافياً ومنارات مضيئة بالمعرفة والإرث الحضاري والإنساني ، تنهل منه الأجيال القادمة .
لا شكَّ بأنَّ الأُمةَ العربيةَ قاطبةً ، تُعاني اليوم من انحطاط مرحلي أو جزئي ، له علاقة بالتغييرات التي حدثت خلال القرن الماضي في الشرق الأوسط والعالم العربي ككل، والتغييرات العالمية التي تحدث حالياً ، وتترك ظلالاً قاتمةً ، ولا أقول مُدمِّرةً على ارض الواقع ، إنَّ هذه الأزمة هي أزمة مرحليّة راهنة بسبب قصور وتوعك وقتي ، وهناك مخاض ، أو بزوغ فجرٍ جديدٍ ، لكن هل هو مخاض إقلاع وانطلاق ونظرة واقعية للأمور ؟! أم هو مخاض انتكاس وارتداد قد يؤدي إلى مزيدٍ من المخاضات ، ومزيدٍ من التوعكات ؟!
هذا تساؤل مبدئي نترك الإجابة عنه للأيام القادمة !!
الأوضاع المزرية التي تمرّ بها المنطقة بأكملها تنعكس سلبيَّاً على شعوبنا العربية ، فبعد هيمنة وحيد القرن الأمريكي على العالم بأسره ، وانتزاعه ما تبقى من كرامة عربيّة مُداسة ، وانتهاكه لأبسط حقوق الإنسان في العراق وأفغانستان وغيرها من الدول المُستباحة ، لم يبقَ أمامه إلاّ أن يجوب المشرق العربي من الخليج إلى المحيط منتهكًا ما تبقى من شرفٍ وماء وجه ينضح من جباه متخاذلة جبانة..وعميلة ، لملوك ولطغاة الشعوب وسماسرة التآمر ألأباطرة...هؤلاء المشعوذون أمثال " القرندس " الليبي معمر القذّافي ، والمستأسد على شعبه المسكين والجائع بشَّار القط!! آسف الأسد كيف لا ووالده الراحل كان بطل العبور من الهضبة إلى اللاذقية ومن اللاذقية إلى القرداحة ومن مذابح حماة الى مجازر تل الزعتر ، وهو سليل من تمرغت يداه بدم الطاهر والمعلم الكبير الزعيم المغدور كمال جنبلاط والحريري وغيرهم من الأحرار ...
ما نراه اليوم من تحرك متواصل وانتفاضة شعبيّة من المحيط إلى الخليج ، هو حصيلة ونتيجة طبيعيّة للكبت والظلم وكمّ الأفواه على يد الطغاة وتجّار الشعوب ، أنه مسار طبيعي ولّد الانفجار العارم حين وصل الوعي الفردي والجماعي ذروته في تحديد العقليّة الجماعيّة في تحدّي ومجابهة المشاكل المصيريّة ،وهنا نجد شريحة واحدة من شرائح المجتمع وهي الأكثر استعدادًا لتحمل عبء المواجهة الفكرية والحوار الأيديولوجي من بين مجموعات العمل السياسي المختلفة على الساحات العربية تتمثل في الشباب المثقف ، ويعود ذلك إلى عدة أسباب تتعلق بطبيعة هذه الشريحة الاجتماعيّة وظروف تعاملها مع المستجدّات. فهي تميل إلى التضحيّة بمصالحها الشخصيّة ، فالشباب المثقف والواعي يمرّ من خلال نشاطه بعمليّة تطور شخصي، اجتماعي وسياسي لا يمكن تجاهل أهميته .... وتعود أهمية هذا النشاط على الحضور الجريء والمتواصل لهذه المجموعات واعتماد أفرادها على نموذج من المواقف الوطنيّة والقضايا المبدئيّة للنقاش العملي والفكر الثوري في تغيير واقع مدنّس بالتبعيّة والدكتاتوريّة المستبدّة التي حكمت في غياهب من الجهل وعمى البصيرة المجتمعات والدول العربيّة ما ينيف عن قرن كامل ، كون الشباب هم النواة الأولى لبناء وبلورة الهويّة الجماعيّة للجيل القادم ، وكونها قابلة أكثر من غيرها لإثارة الأسئلة الجريئة حول القضايا الجوهريّة فلا بد أولاً من إعادة الاعتبار لهذه القضايا المركزيّة وإثارة النقاش الفكري حولها. ثانيًا ، بما أن المستقبل هو للجيل الصاعد ، وبما أن الذي عايش الإحباط والنكوص واستدخلهما لا يمكنه أن يقدم برنامجًا إصلاحيًا ولا يمكنه صنع مستقبل أفضل للأجيال القادمة، فأنة لا بد للشعوب العربيّة من دعم الدور الفعّال لجيل الشباب كي يساهموا هم في صناعة مستقبلهم ومستقبل مجتمعاتهم وبناء أنظمة دولهم الديمقراطيّة والعلمانيّة هذه الدول التي تتراوح اليوم بين اليأس والأمل والخيبة والرجاء ...!!
هذا الامتداد والسيل العارم لن يبقي أنظمة استبداديّة أو أصوليّة والشرارة التي بدأت في تونس لن تقف في ليبيا واليمن ، أن الأحداث الأخيرة في سوريا ما هي إلاّ امتداد وتواصل لقمع أنظمة القهر والتخاذل وهي الإشارة الأولى لزوال حكم الطاغية بشار الأسد والزمرة الحاكمة في دمشق ..
باسمك أيتها الحرية يقترف هؤلاء الحكام أعداء شعوبهم أبشع المجازر ، وباسمك ينتهك هؤلاء حقوق وسيادة الإنسان ، ومن أجلك يموت أطفال العراق وسوريا واليمن وليبيا وتونس ومصر والسودان وأفغانستان ، ودفاعًا عنك تذوي شعوب وأوطان ... من تحت أقدام المواطنين الفقراء ، يَسلبُ الطغاةُ أمن وأرض وأحلام الشباب فيعيشون لاجئين في بيوتهم... مقيمين وليسوا مواطنين في وطنهم!! باسمك أيتها الحرية يعربد فوق بطاحهم حفاة الأرض وهم في عرف العالم حكّام وملوك وأمراء ، ولهم الوطن والحقوق والأرض !! ابكي أيتها الحرية وقلِّبي نعش الأبرياء اليوم ثورة الشرفاء ، إن شئتِ تشييع الشهداء فرداؤك كفنهم وبكاؤك عزاؤهم فأنت مثلهم مسلوبة الحرية فاقدة الأمان ، استباحوك كل زناة الأرض ولطخوا عذريتك أولاد الحرام ابكي.. ابكي أيتها الحرية فاليوم قد مات الإنسان !!
تقف الشعوب العربيّة على مفترق طرق مصيري ومنعطف حاد ، وفترة مخاض حقيقي قد تؤدي إلى الإقلاع إلى دورة قادمة وعصر جديد تنمحي فيه الأنظمة القمعيّة وأثارها الدكتاتوريّة ، أو قد يترتب عليها الانتكاس في دورات متراجعة ، أو الانتكاس لمزيد من الانتكاس وتعميق له . لكننا نتفاءل بوصول الجماهير إلى درجةٍ عاليةٍ من الوعي والتعبئة ، ولديها دائماً الاعتراض ، ورأيها وصورتها للوضع الذي تعيشه ، والاعتراض على ما هو شاذ وغير منطقي ولا ينطبق ومصالحها الاجتماعيّة والسياسيّة.



#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الْمَوتُ عَلىَ حَافَةِ النِّسْيَانْ
- رِسَالَةُ صَمْت
- إشْراقَةٌ
- هَاجِسٌ عَلىَ الطَّرِيقْ
- أَنَا وأَنتِ
- الزَّمَنُ الأَصْفَرْ
- غَدًا
- قِيَامَةٌ
- خَفَقَاتٌ خَريْفِيَّةٌ
- إليها في البعد الآخر
- هوميروس
- اسْتِحَالةُ قَصِيْدَة
- تساؤلات
- اللَّحَظَاتُ الأَخِيْرَةُ
- انْعِكَاسٌ وَصَدَى
- حَنِيْنٌ وَذِكْرَى
- قَطَرَاتٌ مُهَاجِرَةٌ
- وَدَاعٌ
- إيقاع خريفي
- أَطْلالٌ وَبَقَايَا


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علم الدين بدرية - احتضار أم ولادة