أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (١٩): التحليل بين الموضوعية والقمع الفكرى














المزيد.....

على هامش الثورة المصرية (١٩): التحليل بين الموضوعية والقمع الفكرى


عبير ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 20:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم كل التحولات التى نرجوها لازال البعض يفترض -مخالفة للصواب- أنه يمتلك الحقيقة ويملك أن يقول للآخرين ما هو الصواب وأن يمنح صكوك الغفران أو بمعنى أخر صكوك المعرفة
تطرح تلك الكلمات نفسها بقوة كلما شاهدت بعض من يطلق عليهم محللين سياسيين وأمنيين وغيرهم الكثير، ففجأة تجد نفسك فى مواجهة المحلل السوبر الذى لا يكتفى بمعرفة كل الحقيقة فقط، ولكن معرفة ما يجب فعله وما لا يجب فعله ورغم أن هناك محللين يملكون قدرة تحليلية حقيقية قائمة على الفصل بين المعرفة والتحليل والتوجيه، فأن الأصوات العليا فى معظم الأحيان تتسم بالقمع الفكرى وتدير ما يفترض أنه حوار تحليلى على أساس أنه خطاب تلقينى أسعد كثيرا كلما وجدت أن الأكثر علما ومعرفة وثقافة هم بالفعل الأكثر دماثة وقدرة على اتباع الموضوعية بقدر الإمكان، مقابل أصوات أخرى تسعى عبر علاقات وطرق وصول مختلفة لأن تسيطر على المساحات الإعلامية متخيلة أن الأصوات الأعلى هى الأكثر صوابا
لازالت تلك الأصوات خاضعة لفكرة التلقين والقمع وتمارسه حتى وهى تتحدث عن الديمقراطية والحرية والحقوق المتساوية، تمارس القمع وهى تسمح لخطابها أن يقمع أى اختلاف عبر تبنى تفسير واحد ورؤية واحدة بوصفها هى الصواب.

لازالت تلك الأصوات تفتقد الحوار الديمقراطى، وتعتمد على الصوت العالى كمعيار قوة بدلا من الإعتراف بحدود القدرة البشرية لا تستطيع تلك الأصوات أن تتبنى التواضع العلمى الذى يفترض فيه أن تحلل وفقا لما تعرف، وأن تصل لنتائج وفقا لرؤيتها المسبقة وليس وفقا لإمتلاك حقيقة لا يعرفها أحد أخر لازلت أرى الكثير من تلك الشخصيات شديدة الهشاشة، ولازلت غير قادرة على استيعاب المنولوج عندما يتعلق الأمر بالمعرفة والتحليل. المعرفة ليست مطلقة فكلنا نتعامل مع ما لدينا من معلومات على أسس انتقائية، وبما أن معارفنا انتقائية فأن عملية التحليل التى نقوم بها تخضع بدورها لمعارفنا الانتقائية ولرؤيتنا الذاتية، بما يعنى أن التحليل ليس مطلق وليس متفرد وأن ما أتصوره وفقا لقدراتى التحليلة وما لدى من معارف يظل رهنا بتلك المعرفة والرؤية كلما استمعت لتلك الأصوات التى تمارس القمع الفكرى والتفسير الأحادى، التى تفترض أنها ترى وتشخص وتقدم الوصفة الوحيدة للعلاج، كلما استمعت لتلك الأصوات إدرك حدود التهافت فيما يقولون فليس كل ما يلمع ذهباً، وليس كل ما يقال بأصوات عالية حقاً أقدر أساتذة لديهم القدرة والمعرفة والعلم الذى قدموا لنا منه الكثير ولكن بأدب وتواضع العلماء، وأشفق على من يفتقد مرآة تمكنه من معرفة حقيقته الذاتية ومعرفة حجم ما يقوله أؤمن بقدرة الفرد الذاتية على الفهم والمعرفة والإدراك، نعم يحتاج لمختص ليقدم له معرفة قد لا تصل إليه، لكن على أن يتم تقديم تلك الحقيقة بطريقة تصل للجمهور غير المتخصص. أقدر أن تقدم الأفكار بشكل قابل للجدل والنقاش وإعمال العقل ليصل الفرد بذاته لخياراته وفقا لمعارفه. وأرفض شخصيا فكرة القطيع التى ترى أن البعض يملك الحقيقة المطلقة وأن الجموع عليها أن تتبعه. أرفض الحياة كمسرح حيث البعض يمثل والأغلبية تتلقى ما يقال وفقا لنهايات مغلقة كتبها المؤلف سلفا أرجو الا أكون فى اقترابى هذا أعيد التصنيف وفقا لعقلية اقصائية أو لعقلية امتلاك الحقيقة، فما أحاول قوله أن هناك حاجة لمشاهدة ناقدة تفرز المتحدث والمعلق وغيره فلا أحد يملك الحقيقة المطلقة الغير موجودة فى الحياة علينا أن نقرأ ونشاهد ونحلل برؤيتنا الذاتية، علينا أن نعرف من يتحدث وما الذى يقال ولماذا، علينا أن ندير الحوار فعقلية القطيع لم تكن يوما انسانية ولن تكون على من يتحدث عن الديمقراطية أن يقبل من البداية أن رأيه يحتمل الخطأ، وأن غيره يمكن أن يكون على صواب



#عبير_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (٤) : الأسقف المنخفضة
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (٣): سقف الحلم
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (٢): حدود الحلم
- شباب مصر هيتجوز بجنيه واحد بس (١): استعادة القدرة على ...
- أن تقدر بأكثر من قدرك!!
- على هامش الثورة المصرية (١٨): عندما يستهدف الجيش ...
- على هامش كارثة (٣): عندما تتحدث الضحية
- على هامش الثورة المصرية (١٧): صديقى الفلاح وحادث ...
- على هامش الثورة المصرية (١٦): السخرية ما لها وما ...
- على هامش كارثة (٢): العودة لمصر بين الواقعية والإخلاقي ...
- مشاهدات على هامش كارثة (١): زلزال اليابان وتميز البشر
- على هامش الثورة المصرية (١٥): أمن الدولة: هل هو ...
- على هامش الثورة المصرية (١٤): مصر تريد رئيسا.... ...
- على هامش الثورة المصرية (١٣): مصر والثورات العرب ...
- على هامش الثورة المصرية (١٢): حادث كنيسة أطفيح و ...
- على هامش الثورة المصرية (١١): قرار استقالة وزير ...
- على هامش الثورة المصرية (١٠): المواطن المصرى وفو ...
- على هامش الثورة المصرية (٩): قالو وقلنا
- على هامش الثورة المصرية (٨): فى العالم العربى
- على هامش الثورة المصرية (٧): قائمة الشرف والعار: تصور ...


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبير ياسين - على هامش الثورة المصرية (١٩): التحليل بين الموضوعية والقمع الفكرى