أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - هل تتحمل منطقة الرحامنة، ومدينة ابن جرير، أن يتضاعف منبطحوها ؟!.....1















المزيد.....

هل تتحمل منطقة الرحامنة، ومدينة ابن جرير، أن يتضاعف منبطحوها ؟!.....1


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 18:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إلى المنبطحين المتكاثرين تكاثر الفطر ليشمل الانبطاح كل ذوي النفوس المريضة بالتطلعات البورجوازية.

محمد الحنفي

الانبطاح في عرف الأباة من المغاربة ممارسة دنيئة، ومنحطة، وله أخلاقيات يتصف بها الوضيعون الذين لا قيمة لهم إلا عند المستفيدين من انبطاحهم.

واعتبار الانبطاح ممارسة دنيئة، ومنحطة، ناتج عن كون المنبطح يتسم بمجموعة من السمات التي تجعله كذلك. ومن هذه السمات نجد:

1) أن المنبطح انتهازي بطبعه، وانتهازيته ملازمة لوجوده، ولفكره، وممارسته. وعلى أساس اتسامه بالانتهازية ينسج علاقاته مع شبكة من المنبطحين الانتهازيين، الذين يجر بعضهم بعضا في نفس الاتجاه، وبنفس الممارسة التي تنطبع في مسلكيته بشيئين أساسيين:

الأول: بالبحث المستمر عن الفرص التي تتيح للمنبطحين ممارسة الانتهازية، وبشكل فج، وأمام أنظار المجتمع، لتحقيق أهداف انتهازية معينة، على حساب عموم أفراد المجتمع، الذين يعانون كثيرا من ممارسة الانتهازية في المجتمع، وعلى جميع الكادحين.

الثاني: احتقار الذات أمام المنبطح له، والتعالي على المواطنين البسطاء، الذين يترفعون عن الممارسة بكل أبعادها الانتهازية، انطلاقا من حملهم لوعي معين. فاحتقار الذات، والتعالي على المواطنين الشرفاء، تعتبر ازدواجية ملازمة لممارسي الانبطاح، مهما كان شأنهم المعرفي، ومهما كانت رتبهم الاجتماعية، ومهما كان مستواهم الاقتصادي.

2) أنه يهدر كرامته دونما حاجة إلى ذلك أمام المنبطح له، ومن أجل الوصول إلى تحقيق أهداف معينة من وراء ذلك الانبطاح . فهدر كرامة المنبطح صارت من المسلمات التي ينطلق منها في علاقته بكل من يمكن أن يتم الانبطاح إليهم من ذوي الثروة، والجاه، والنفوذ، والسلطة، ما دام بيدهم قضاء مآرب المنبطح على المديين: القريب، والمتوسط. فلا قيمة لكرامة المنبطح، ولا قيمة للأنفة، والعزة، ولا قيمة للإنسانية في ظل وضعية الانبطاح، التي تعتبر طريقا مثلى، في نظر المنبطح، لتحقيق الأهداف المرسومة، والمتمثلة، بالخصوص، في نيل الامتيازات التي تحكمه، من تكديس المزيد من الثروات، التي تجعل غيره ينبطح أمامه في يوم ما.

3) أنه يستهين بالكرامة الإنسانية، التي تعمل العديد من الجهات: جمعيات، ونقابات، وأحزاب مناضلة، على ترسيخها في المسلكية الفردية، والجماعية. ذلك أن ترسيخ الشعور بالكرامة الإنسانية بين الأفراد، والجماعات، يمكن أن يؤدي إلى محاصرة ممارسة الانبطاح في المجتمع، وعلى جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، مما يمنعهم من ممارسة الانبطاح، ويحرمهم من تحقيق أهدافهم المرسومة من وراء ممارستهم له.

4) أنه يعادي حقوق الإنسان الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، من منطلق أنها تعتبر مرتكزا لتثبيت الكرامة الإنسانية، في مسلكيات الأفراد، والجماعات. وهذا العداء الذي يكنه المنبطح لحقوق الإنسان مبعثه الحرص على إيجاد مجتمع بدون حقوق، حتى يصير أفراده قابلين بالانبطاح أمام ذوي سلطة المال، والجاه، والنفوذ، وأمام أجهزة السلطة المخزنية. ومن أجل أن يتمكن المنبطحون من تحقيق أهدافهم المختلفة، التي لا يتأتى تحقيقها إلا بإرضاء المنبطح لهم، الذين يتلذذون بالمذلة التي يؤول إليها المنبطح.

5) أنه يعادي الحرية: حرية الإنسان، والأرض، من منطلق أن من حرية الإنسان ترفعه عن الدنايا، وتمسكه بحفظ كرامته، وسعيه إلى جعل تلك الكرامة واقعا قائما لا يرتفع عليه، ورفضه لكل الممارسات التي تؤدي إلى إهانة كرامة الإنسان. والمنبطح عندما يعادي الحرية، فلأنها تقيم سدودا منيعة بينه، وبين ممارسة الانبطاح، ولذلك نجد أنه يسعى، بممارسته للانبطاح، إلى جعل الاستعباد سمة بارزة من سمات المجتمع، من منطلق أن سيادة الاستعباد تمكن من ممارسة الانبطاح بكامل التلقائية، وجعل ذلك الانبطاح رمزا للتسلق الطبقي: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.

6) أنه يعادي الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية؛ لأن الديمقراطية من هذا النوع، وبهذا المضمون، تؤدي إلى تسييد إرادة الشعب المغربي، وتفرض وجود دستور ديمقراطي يضمن هذه السيادة، التي تمكن الشعب من تقرير مصيره الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. والمنبطح لا يرغب في ذلك، ولا يسعى إليه، ولا يتقبله؛ لأنه يتنافى مع إنضاج الشروط التي تمكن المنبطح من تحقيق تطلعاته الطبقية. وكل ما يسعى إليه المنبطح، هو تسييد الممارسة اللا ديمقراطية، واللا شعبية التي تأتي في إطار ما صار يعرف بديمقراطية الواجهة، التي تمكن المنبطحين من الوصول إلى مراكز القرار، حتى يتمكنوا من نهب المال العام، وبالطرق التي صارت معروفة لدى الغادي، والبادي.

7) أنه يعادي العدالة الاجتماعية، التي يمكن أن تضمن التوزيع العادل للثروة على جميع المواطنين، على أساس المساواة فيما بينهم. وهو ما لا يرضي المنبطح الذي لا يرغب أبدا في تحقيق العدالة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تتحقق معها كرامة الإنسان، الذي يصير حاملا أبعاده المتحولة باستمرار. وحتى لا يصير المواطن حاملا للوعي المتقدم، والمتطور، فان المنبطح يحرص باستمرار على عدم تحقيق العدالة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من خلال حرصه على تكريس مظاهر التخلف، التي تخدم تحقيق تطلعاته الطبقية على حساب الكادحين، الذين يعانون من كل مظاهر البؤس الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

ومنطقة الرحامنة، ومنها مدينة ابن جرير، التي كانت منطلقا لممارسة الانبطاح أمام شخص معين، ليعم ذلك الانبطاح أمام نفس الشخص، وأمام نفس الحزب، جميع أرجاء المغرب، الذي يعرف تخلفا ملحوظا على مستوى الوعي بالذات، وبالواقع، في تجلياته المختلفة، لينحصر الرهان على ذلك الشخص، وذلك الحزب، الذي يصير وسيلة لتحقيق التطلعات الطبقية للمنبطح. وتبدل الشخص، ثم الحزب تبعا للشخص، لا يعني توقف ممارسة الانبطاح في منطقة الرحامنة، عن ممارستهم للانبطاح: بل إن أٌفُولَ شخص معين، ومعه حزبه، يجعلهم أكثر ترقبا لقدم شخص آخر يحل محله، وحزب آخر يحل محل الحزب. فكأن منبطحي منطقة الرحامنة، كتب عليهم أن يصيروا كذلك، كما كتب عليهم أن يتعودوا على ممارسة الانبطاح، ودون حياء، لا من الواقع، ولا من المجتمع، ولا من التاريخ الذي يؤرخ لانبطاحهم، ولمراحل ذلك الانبطاح، ولتحوله، وللجهات التي تم الانبطاح إليها، وللغاية من ممارسة الانبطاح.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....11
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- الحوار المتمدن أو المنارة الفريدة التي تستحق أكثر من جائزة.
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...
- المعيقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في ...


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - هل تتحمل منطقة الرحامنة، ومدينة ابن جرير، أن يتضاعف منبطحوها ؟!.....1