أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - أعراض قناوية














المزيد.....

أعراض قناوية


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 18:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا نظرنا بإمعان إلى مقدمات وتداعيات ما حدث مؤخرا في محافظة »قنا« وربطنا بينه وبين تطورات الأحداث في مصر عموما، لن يكون من المبالغة أن نقول إن هذه المقدمات وتلك التداعيات تمثل خطرا حقيقيا يمكن أن يتحول إلي »كارثة قومية« إذا لم يتم تدارك الأمور ومعالجتها بحسم.
والأبعاد الرئيسية لـ »الأعراض القنائية« تتمثل فى الآتى:
أولاً ـ شرارة هذه الأحداث انطلقت من حركة تغيير المحافظين، وأهم ملاحظة على هذه التغييرات أنها تمت بنفس الأسلوب الذى كان يستخدمه النظام السابق، وهو أسلوب يفتقر إلي الشفافية، ولا يكلف نفسه عناء شرح أسباب ومعايير اختيار المحافظين، فضلا عن أنه يعتبر هذا المنصب شكلا من أشكال »مكافأة نهاية الخدمة« لعدد يزيد أو يقل من كبار الضباط والمستشارين وأساتذة الجامعة.
ورغم أن الغالبية العظمى من المصريين كانت تطالب بهذا التغيير، وتنتقد الحكومة لتباطئها فى القيام بذلك، فإن المصريين لم يروا جديداً فى الحركة التى وقعت بعد أن تمخض الجبل فولد فأرا، فمعظم المحافظين الجدد مجهولون بالنسبة للغالبية الساحقة من المصريين، ولم تكلف الحكومة نفسها عناء التعريف بهم أو شرح المعايير التي جعلتهم أهلاً لهذا الاختيار دون غيرهم.، فضلا عن أن القدر الضئيل من المعلومات المتاحة عن بعضهم جاءت صادمة، لأنهم فى الأغلب الأعم من رجال النظام السابق، بل ان بعضهم متورط فى جرائم مناهضة الثورة والثوار، وبعضهم الآخر قد انتهى تاريخ صلاحياته للعمل العام الشاق فى زمن التحولات الثورية المنشودة.
وفى سياق هذا الأسلوب العقيم، والبالى، فى اختيار المحافظين عموماً، جاء اختيار محافظ قنا محملاً بنفس المنطق البيروقراطى مضافا إليه الهوية الدينية للمحافظ الجديد مضافا إليها ما يقال عن سجله كأحد قيادات الشرطة في عهد حبيب العادلى وما نسبه إليه البعض من تجاوزات وانتهاكات لحقوق الإنسان.
وكان من حق أبناء قنا ـ بمن في ذلك المسيحيون منهم ـ أن يتساءلوا: لماذا يكون محافظنا مسيحيا دائماً؟! ولماذا يكون المحافظ المسيحى من نصيب قنا بالذات؟ ألا يصلح أن يكون محافظا للقاهرة مثلا أو محافظاً للدقهلية أو غيرهما!!
ولماذا يكون حافظا قبطيا واحدا وليس اثنين أو ثلاثة أو أكثر أو أقل؟!
ثانيا ـ نقد هذه »اللغوصة الحكومية« في عملية اختيار المحافظين بدون معايير وبدون شفافية لا علاقة لها برفض تعيين محافظ قنا الأخير من زاوية أنه مسيحى الديانة، وانطلاقا من مقولة أنه »لا ولاية لذمى على مسلم«.
فهذا النوع من الاعتراض يستحق الإدانة أكثر من إدانة منهج الحكومة الذى انتقدناه.
فتأسيس رفض المحافظ على حجة أنه قبطى يعد انتهاكا فظاً لمبدأ المواطنة، وإهانة للدستور، واستخفافا باستحقاقات الدولة المدنية الحديثة، بل إنه يمثل أيضا تشويها للدين الإسلامى الحنيف الذى لا يفرق بين البشر على أساس معتقداتهم الدينية، بدليل أن هناك فقهاء مهمين ولهم مكانتهم المرموقة لا يجدون مانعا »شرعيا« فى أن يكون رئيس الدولة مسيحياً.
وخطورة رفض إعطاء منصب المحافظ لمصرى مسيحى لا تقتصر على الفجاجة الفكرية لهذا الرفض وإنما تمتد أيضا إلي آثاره العملية وعواقبه التي يمكن أن تهدد السلم الأهلى وتخرب الوحدة الوطنية وتزعزع دعائم العيش المشترك.
فما بالك وأن بعض من يرفضون اليوم تعيين قبطى مصرى في منصب المحافظ كانوا يرحبون بالأمس بتعيين ماليزى أو أندونيسى مسلم رئيساً لمصر!!
ثالثاً ـ لا يمكن التعامل مع هذا الرفض لتعيين مسيحى فى منصب المحافظ بمعزل عن سلسلة من الأحداث التي وقعت مؤخرا وتصب كلها فى مجرى واحد عنوانه العريض محاولة أسلمة المجتمع بالقوة والعنف.
من ذلك حادثة قطع الأذن و»غزوة الصناديق« التى أعقبت الاستفتاء علي التعديلات الدستورية، وحديث فرض »الحدود« على لسان أحد قادة الإخوان المسلمين.
كل هذه الأحداث والمواقف التى ليس آخرها مظاهرة السلفيين أمام مسجد النور ـ أمس الأول ـ للمطالبة بـ »تحرير« كاميليا شحاتة من قبضة الكنيسة، تعنى فى التحليل النهائى تخريب الثورة، وزرع الفتنة فى صفوفها، وصرف الأنظار عن الأهداف التي رفعتها هذه الثورة إلى أهداف وهمية، حتى لو كان بحسن نية، فالطريق إلي جهنم مفروش بالنوايا الحسنة.
***
رابعًا ـ هذا الرفض القاطع لتلك الشعارات المتطرفة المناهضة لمبدأ المواطنة ولمدنية الدولة لا يعنى معاداة فصائل الإسلام السياسى قاطبة أو وضعها كلها فى سلة واحدة، فمن المؤكد أن هناك اختلافات وفروقا بين مكونات هذا التيار الذى يضم متطرفين بالقطع لكنه لا يعدم وجود معتدلين وعقلاء ومستنيرين يجب التحالف معهم على أرضية المواطنة وعلى قاعدة الدولة المدنية.
وقد رأينا ـ مثلاً ـ أن »شباب الإخوان« كانوا من المشاركين المهمين في إطلاق شرارة ثورة 25 يناير، ثم فى دعم صمود هذه الثورة المجيدة فى مواجهة البلطجة وجرائم النظام السابق، كما أن بعض المنتمين إلي هذا التيار قد أعلنوا صراحة رفضهم لتلك التصريحات والمواقف العنصرية والعدوانية المنافية للديمقراطية وحقوق الإنسان.
***
خامساً ـ هذا الاعتبار الأخير ينقلنا إلي المهمة الأساسية التي يجب على الجماعة الوطنية أن تضطلع بها اليوم قبل الغد، ألا وهى ضرورة بقاء »توافق وطنى« بين فصائل وتيارات هذه الجماعة الوطنية من أجل بلورة عقد اجتماعى جديد للوطن والأمة لـ »مصر الثورة«.
وبديهى أن العمود الفقرى لهذا التوافق الوطنى المنشود هو المشتركات بين المصريين، على أرضية المواطنة بالطبع، وبديهى أيضا أن هذا التوافق الوطني لن يتحقق إلا بالحوار، أما الإملاء والهيمنة ومحاولة لى الذراع والترهيب والترويع باسم الدين ورفع رايات التكفير والتخوين فهي كلها أساليب قد ولي زمانها، وإذا كان الشعب المصرى قد خرج إلي الشوارع والميادين وواجه جحافل أمن النظام السابق حتى أجبر رأسه علي التنحى، فإنه قادر علي كبح جماح أولئك الذين يريدون استبدال الاستبداد السياسى بالاستبداد الدينى.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصير مبارك .... الغامض!
- مبارك .. الذي لا يتعلم
- وقاحة بلا حدود:خرافة إخراج مبارك من «بيت الطاعة»
- ما أحلي الرجوع إليه .. العودة إلي -بيت العائلة-
- أرفع راسك فوق أنت فى روز اليوسف
- رسالة عاجلة إلي عصام شرف وعمرو عزت سلامة ..»إعدام« جامعة الن ...
- ثورة علي ظهر سلحفاة!
- الناس يتساءلون: هل تعرضت ثورة 25 يناير.. للاختطاف؟!
- منغصات سخيفة لا تفسد العرس الديمقراطي.. لكنها تستوجب المساءل ...
- جودت الملط وعصام شرف: كبرياء العتاب.. ونبل الاعتذار
- لماذا يكره الناس مباحث أمن الدولة؟
- عصام شرف ومهمة إنقاذ الوطن
- ما رأى المجلس الأعلى والفريق شفيق فى تصريحات وزير الداخلية و ...
- الثورة.. »المفخرة«
- »موضة« الموت حرقاً!:بيانات سياسية بالأجساد
- قانون تغريبة زين العابدين: الخبز بدون حرية وبلا كرامة.. لا ي ...
- المرجئة!
- ثلاثية خروج مصر من فخ الطائفية
- هل أصبح ل»القاعدة«.. قاعدة في مصر؟!
- مصر .. على حافة المجهول


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - أعراض قناوية