أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - الطوق المحكم















المزيد.....

الطوق المحكم


غازي صابر

الحوار المتمدن-العدد: 3341 - 2011 / 4 / 19 - 01:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يدرس الوضع السياسي والإقتصادي والإجتماعي العراقي بدقه لابد وأن يلاحظ أن العراق عباره عن سوق لدول الجوار .فكل شئ إسمه إنتاج متوقف في العراق . وسيلاحظ إن العديد من الطبقه السياسيه التي تدير دفة الأمور في تنقل مستمر بين بغداد ومرجعيتهم في هذه البلدان .وسيلاحظ تعثر العمليه السياسيه حد التوقف أحياناً نتيجة لصراع هذه القوى فهي تكاد تتطابق في رؤاها مع مرجعيتها في هذه البلدان .ولهذا فلاعمل حقيقي لمؤوسسات الدوله كالبرلمان ودوره في سن القوانين المهمه والملحه ودوره في مراقبة الإداء الحكومي، ولا وجود لآي دور بارز لرئاسة العراق .
ثمان سنوات مرت ولاكهرباء قامت ولاشوارع أو مجاري أو أبنية محطمه بفعل نيران الأعداء أو الأصدقاء إعيد ترميمها أو مرت عليها يد الرحمه والرأفه من مدن العراق . كل هذا يدل على إن هناك مشروع محكم الطوق لبقاء العراق على هذا التردي والتشرذم، وللأسف تساهم قوى من داخل العراق في هذا الطوق . لإنها تعتاش وتمول حركتها من أموال الخارج .
منذ سقوط بابل بيد الفرس ودول الجوار العراقي تتصارع لإحتلاله ونهب خيراته . لا بل وحتى البلدان البعيده . فقد إحتله الإسكندر بدعوى تخليص بابل من إحتلال الفرس . وتناوبت على إحتلاله الفرس مرة إخرى ثم العرب ثم المغول التتر حتى تربع على إحتلاله الأتراك ثم الأنكليز . وكل إحتلال عندما يدخل أرض العراق يمخض بسيفه دماء أبناءه ويدعي إنه جاء لإنقاذ العراق من الإحتلال الذي سبقه .
لكن الحقيقة الواضحه هي أطماعهم بخيراته ونهب ثرواته . ونتيجة لطول فترات الإحتلالات هذه من قبل دول الجوارفقد ترك كل إحتلال جالية له تعايشت مع العراقيين و بمرور الزمن أصبحوا عراقيين لكن البعض منهم كل حبه وإخلاصه لقوميته أو طائفته في دول الجوار هذه .
ولإن منطق العصر أوصل الشعوب والبلدان الى تغليب المصلحه الإقتصاديه فوق كل شئ ، وقامت الحروب الضروس من أجل ذلك ، وهذه مأساة العراق فهو بلد غني بثرواته وهو محط مطامع دول الجوار هذه . فالرئيس الإيراني في تصريحاته عقب أحتلالهم لإحد أبار النفط في ميسان قال وفي الفم المليان إن بغداد كانت تابعه لهم فماذا تعني ميسان ونفطها .وقديماً قال معاويه لاتزدهر دمشق إلا بخراب بغداد ، والأتراك لازالوا يضعون ليره لميزانية الموصل بأعتبارها تابعه لهم لإنهم وقعوا هزيمتهم مع الأنكليز وهم متواجدون على أرض الموصل .
ولأن الأقدار شاءت أن يصل العراق عقب كل هذا التأريخ الطويل من المحن والمأسي بدخول الأمريكان وسقوط الدوله العراقيه كدوله ونظام ولإن دول الجوار كانت جاهزه لدخوله نتيجة لتخطيطها المسبق والدائم ومن خلال أعوانها في الداخل فقد أحكمت الطوق عليه ومن كل صوب .

التأريخ والإقتصاد
دول الجوار لا تريد أن تتناسى تأريخ الماضي والمليئ بالصراعات والحروب من أجل السيطره أو نتيجة للخلافات الفقهيه والقوميه . فالسعوديه بمرجعيتها الوهابيه لا تريد أن تتناسى إختلافاتها الفقيه مع شيعة العراق وكثيراً ما تعتبرهم أداة بيد إيران ويشاطرها البعض من دول الخليج هذا التوجه ، ولهذا هي تسعى جاهدة ومن قبل التغيير في 2003 لإسناد كل الطوائف الإسلاميه الأخرى . وإيران بالمقابل تعتبرشيعة العراق إخوانهم ولهذا هي تسعى جاهده خصوصاً بعد مجئ الثوره الخمينيه الى دعم الأحزاب الشيعيه بكل ما تملك من قوه وإتضح للعلن أبعاد تدخلها في كل صغيره وكبيره في الحياة العراقيه .والأتراك ليسوا بعيدين عن هذا المشهد والسعي لإحتضان بعض القوى تحت مسميات الإسلام المعتدل وهذا له برنامج واسع تتبناه تركيا وفي كل البلدان الإسلاميه وهي تداعب أحلام الماضي يوم كانت تسيطر على البلدان الإسلاميه وخليفتها يقبع في إسطنبول .والأردن هي الإخرى تعتبرإن العراق كان يحكمه الملك فيصل الأول شقيق الملك عبدالله مؤسس الأردن الحديثه ولها أيضاً برنامج يدعمه تجار المنطقه الغربيه في العراق وهم يكونون الأن عصب الأقتصاد الأردني بأموال عراقيه تسربت لهذا البلد خلال الحرب العراقيه الإيرانيه ، وهي مأوى الأن للعديد من القوى الفاعله في الساحه العراقيه .ولاننسى دور الأخ الأصغر الكويت ودوره اللولبي بين الدول الكبرى ودول الخليج في إحكام هذا الطوق كلما حاول العراق الإفلات ولو قليلاً . أما سوريا ودورها في إسناد المعارضه المسلحه وكثيراً ما صرح الرئيس الأسد إن حل القضيه العراقيه بيد سوريا . كل هذه البلدان كانت ولاتزال ولو عن طريق الهمس تصرح إنها تمتلك مفاتيح حالة إستقرار أوضاع العراق .
إحكام الطوق
ما حدث للعراق منذ سقوط النظام السابق على يد الإمريكان ولحد هذا اليوم وتردي العراق من قبل دول الجوار وكأنه يسير وفق برنامج متفق عليه . وهذا يعني إن كل هذه الدول المجاوره لها نفس الأهداف في جعل العراق مجرد سوق تنتابه الفوضى ولايمكنه أن ينهض ويعود كبلد له سياسته وإقتصاده المستقل ومن شواهد هذه التوجهات هي :
ــ البلدان التي تنبع منها المياه القادمه للعراق بدأت ببرامج لتقليل المياه التي تصل للعراق من خلال تغيير مجاري الأنهار في إيران ومن خلال إقامة المزيد من السدود في تركيا وفي سوريا والكويت يدعم بناء سدود سوريا . وهذا يعني تعطل الزراعه وإعاقة إعادة الكهرباء . والتي تعني إعادة بناء الصناعه وبناء كل شئ في العراق. والأنكى من هذا إيران تجرف أملاح أراضيها بأتجاه الأراضي العراقيه أو ترميها في شط العرب .
ــ إستمرار الحمله الشرسه والدمويه بتصفية كل الكفاءات والقيادات الوطنيه ومن كل الطوائف وحتى الأخوه المسيحيين . بغية إفراغ العراق من الأعمده التي يعول عليها في إعادة البناء ، حتى بلغت هجرة الأطباء والمهندسيين والعلماء الى كل البلدان في العالم وهم يعانون الغربه والبعد عن الوطن . وهذا يعني تعطل المستشفيات وسفر المرضى لدول الجوار لتلقي العلاج .
ــ ولأن العديد من الأحزاب في الداخل تتلقى معوناتها من هذه البلدان فهي في صراع دائم لإختلاف الرؤى والمصالح في ما بينها وهذا ما إنعكس على عمل البرلمان وبقية مؤوسسات الدوله ، ولم ينجز البرلمان السابق سن قوانين مهمه وملحه ولا حتى البرلمان الحالي لإن العصي مثبته في عجلة عمل كل حركة الدوله من قبل دول الجوار . حتى غاب دور البرلمان في مراقبة اللصوص وإنتشر الفساد المالي والأداري في حكومات المحاصصه الطائفيه والقوميه وهذا ما تعمل عليه دول الجوار .
ــ وأمام ضياع هيبة الدوله العراقيه وأمام هذا التأمرأصبحت الطائرات التي تقل العراقيين والأجانب من والى العراق تقودها دول الجوار . ولاتحتكم الدوله وقطاعها الخاص إلا على طائرات مؤجره من هنا وهناك .وهذا مايحرم الأقتصاد العراقي من قطاع النقل الجوي .
ــ العمل على تأجيج الطائفيه والنزعات القوميه بين مكونات الشعب و بتوجيه من هذه البلدان وبدعوى حمايتهم من الطائفه الأخرى والصراع على أدلجة المناهج الدراسيه وإشباعها بما هو مختلف عليه تأريخياً وفقهياً . لغرض شق وحدة الصف وشرذمة مكوناته .
واليوم هذه الدول منتعشه على خراب بغداد والشعب العراقي مأكله وملبسه ودواءه وكل ما يحتاج اليه يأتي من هذه البلدان . يعني الأموال التي تأتي من النفط تعود اليهم كقيم لما يصدرونه لنا من بضائع أقل ما يقال عنها إنها رديئه مقارنة بالبضائع العالميه . وهذا يعني أن حياتنا بأيديهم ، ويعني أيضاً إننا سنتحول الى شعب عاطل ، شعب إستهلاكي . شعب لايفكر بغير البحث عن الجيد من البضائع .والشعب الذي لايتحرك في الإنتاج سيتحول للركود والركود يعني التعفن عل قول جيفارا .
إحكام الطوق حول الشعب العراقي بهذا الشكل هو حصار أخر . حصار يراد به جعل العراقيين في صراعات دمويه من أجل المناصب وجني المال بعيداً عن هموم بسطاء الناس وبعيداً عن الحاله المأساويه لبناه التحتيه وللتخلف الذي ينخر بجسد االبلاد . وإبقاء الأوضاع على حالها بطاله وتخلف وقيم عشائريه وإنفلات أمني وغياب قوانين ونظم تحدد حقوق الناس وما عليهم من واجبات وعدم وجود قوى أمنيه نزيهه تطبق هذه القوانين ستدفع هذه الأوضاع بالشباب والناس العاطلين الى اليأس والى تحركات لا حصر لها كألإنتحاروالهروب الى المجهول ولشتى طرق الإستنكار والتمرد .



#غازي_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة المعلم الأول
- التعميرو التخريب
- عيد العمال وذكريات الطفولة
- نجم والي وصحبه
- الزياره المشؤومة
- الحوار المتمدن إسم على مسمى
- الصراعات الإقليمية والعراق
- كركوك وقشة البعير
- خال الحكومه
- قصة قصيره الخشبه والمسمار
- كوارث الفكر القومي والطائفي
- قصة قصيرة المقابلة


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - الطوق المحكم