أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - فضيحة الثعلبان -چيق- و -چاق- و الضبع -ورين-















المزيد.....

فضيحة الثعلبان -چيق- و -چاق- و الضبع -ورين-


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 22:13
المحور: الادب والفن
    


فضيحة الثعلبان "چيق" و "چاق" و الضبع "ورين"
كانت "بُمبن" أغنى غابة بين غابات ما قبل التاريخ ، يحكمها ضبع إسمه "ورين" : طويل ، عريض ، و أبخر ؛ أتقن منذ أن كان جرواً فنون الفتك غيلة بكل منافس من حيوانات الغابة و طيورها . و ما كان بمقدوره التسلطن على "بمبن" لو لم تتآمر معه أسراب الدبابير و الغربان و الأبوام لأنه كان يسمح لها بالتقمُّم حيثما تشاء و كيفما تريد على جيف فرائسه الكثيرة ليل نهار . و مع جبنه و حرصه على الغدر بمناسبة و بدون مناسبة بالضعاف و غير الضعاف من دواب الغابة بلا تمييز رغم إمتلاء معدته بدماء و لحوم و عظام فرائسه المهروسة ، إلا أنه كان معجباً أشد الإعجاب بقدراته و بعطنه و بشَعره الكث و بغيرها من صفاته الشخصية التي كان يعتبرها أوصافاً كاملة و فريدة على نحو قاطع و لا نقاش فيه . كما كان يعشق كل شيء يصدر منه ، و خصوصا بعره الذي جمع أكوامه المبعثرة ليصنع منها جبلاً شامخاً ، و سيّجه بستة عشر سياج تحرسها طيوره القمّامة . و لضبط تصرفات و أفكار حيوانات الغابة و يربح قلوبهم و عقولهم كقائد مجاهد غيور ، فقد فرض عليهم كلهم بلا إستثناء زيارة جبل بعره العطن فرادى أو مجتمعين مرة كل أسبوع ، و التسبيح عند محرابه ، و إيقاد الشموع و ترديد الأناشيد و الإبتهالات له ، و إلا يُصار إلى حبسهم بتهمة "الزندقة" في جحور خاصة أعدها لهذا الغرض ، ليزدردهم "ورين" مرتين بالإسبوع وهم مشددي الوثاق . كما أصدر تعليمات صارمة لرعيته بعدم العواء أو الزمجرة أو الضحك على بعره تحت أي ظرف كان ، و إلا كان مصير جماجمهم التهشيم بين فكيه القويين كالسندان المسنن ؛ و دأب على تمضية ليله و نهاره بتشمم روائح النابحين و الضاحكين و المزمجرين على جبل بعره و مباغتتهم من الخلف و الإجهاز عليهم بأسنانه الحادة الكثيرة بمساعدة أسراب الدبابير و الغربان و الأبوام . و لأن "ورين" عبدٌ مخلص لمبدأ "الإحتواء المزدوج" ، فقد كان يسوس رعيته من الدواب بضرب الواحد ضد الآخر ، خصوصاً من يشم فيه رائحة الغدر به ؛ و في مقدمة هؤلاء كان الثعلبان المتصارعان على الإستحواذ على المزيد من أراضي الحمى للطرائد في بمبن : "چيق" و "چاق" اللذين دأبا على جلب الطرائد الدسمة له ليستأثر أحدهما بإهتمامه دون الآخر. و قد بقي "ورين" طيلة فترة سلطانه يستمريء إدارة لعبة تسمين خرفان "چيق" الضعيف لإفتراس دواب "چاق" السمين حتى يضعف ، و من ثم تسمين "چاق" الضعيف لإفتراس دواب چيق السمين ، و هلم جراً في صراعات لا نهاية لها .
سمع النمر مصّاص الدماء بطغيان "ورين" على دواب "بمبن" ، فطمع بقتله و نهب خيرات غابته ، فهجم عليه بمساعدة أتباع "چيق" و "چاق" ، و فتك فتكاً ذريعاً سريعاً مريعاً بأسراب الدبابير و الغربان و الأبوام المدافعة عنه ، ثمّ حبسه . بعدها أوعز لـ "چيق" و "چاق" بالإجهاز على غريمهما ، فقتلاه شرَّ قتلة . بعد موت "ورين" ، أعلن كل من الثعلبين أن روح و جسد "ورين" قد حلَّتا فيهما بقدرة قادر ، و أنهما لم يعودا مجرد ثعلبين ، بل أصبحا ضبعين أقوى من الضبع المقتول "ورين" . و لإقامة الدليل العملي القاطع و المقنع على ذلك ، فقد صنعا جبلين من بعرهما المحاط بسياج واحد لكل منهما ، بعد أن أحرقا بعر "ورين" و دمرا أسيجته و راحا يقلدان كل أفعاله و حركاته من أبخرته إلى قهقهاته . و أعلنا نفسيهما سادة على الغابة بعد أن قسّماها بينهما إلى شطرين لإدراكهما من التجارب المريرة السابقة بينهما أن تقاسم الغنائم بينهما أنفع و أجدى و أدسم من التناحر عليها . و لكي لا تقارنهما الدواب بالضباع الحقيقية فتكتشف حقيقتهما ، فقد قاما بإجتثاث كل الضباع من "بمبن" لتصبح أثراً بعد عين ، و أستويا على عرش الغابة . و صارا ينتقيان في كل يوم أسمن و أطيب حيوانات الغابة للإستمراء بقضم لحومها الطرية ، و إمتصاص نخاع عظامها بتلذذ علني . كما إتخذا لهما حاشية و أعواناً و جلاوزة من الأبوام و الدبابير و الغربان ، و أمرا كل الدواب بزيارة جبلي بعرهما المتضخم ليلاً ، و الترنم على الشموع الموقدة بأغنية :
يا مليكنا إنّ الدواب تهواكا
يومٌ عظيمٌ إذا ما فيه شُفْناكا
لتبشِّرنا ، و أنت تفتح فاكا :
"ناموا كي أُكُن لكم صَكّاكا
فتدخلوا الجنّة كأنكم مَلاكا !"
و بعد مضي ثلاثة عشر عاماً ، تناهى إلى مسامع "چيق" و "چاق" و كل بقية دواب "بمبن" خبر سار عجيب غريب : لقد إكتشف علماء الغابات الجليدية في الشمال أن بعر الضباع يحتوي مادة سحرية تحوِّل من يتناولها مجمدة إلى دابة أصغر من عمرها بعشرين سنة بعد مضي ستة أيام بالتمام و الكمال . تهللت أسارير "چيق" و "چاق" لهذا النبأ العظيم الذي سيجعلهما أغنى من قارون ، فأسرعا باستدعاء الدواب المهتمة من الغابات الجليدية الشمالية للإستثمار في هذا المشروع بالنظر لضخامة جبلي بعرهما في "بمبن" ، و أقاما مؤتمراً صحفياً مشتركاً بينهما للتبجح بصواب و حكمة و عبقرية إيعازهما لجميع الدواب بالإبتهال في محراب بعريهما الذي أثبتت الأبحاث العلمية الدقيقة قداسته لإحتواءه على إكسير الحياة .
هرولت الشركات الإستثمارية إلى "بمبن" ، فأزاح "چيق" و "چاق" كل المعوقات أمامها كي تنجز أعمالها بسلاسة و يسر ، و تبرّعا لها بجبلي بعريهما مجاناً ، بعد أن تسلما عمولتهما الشرعية بنسبة 75% من صافي الأرباح . و سرعان ما بدأت تلك الشركات بتصنيع حبوب إكسير الحياة من بعر "چيق" و "چاق" و ذلك وسط حملة دعائية واسعة مفتاحها المستهل الغنائي الراقص التالي :
چيق چاق ، چيق چاق :
دوندرمة طيبة !
چيق چاق ، چيق چاق :
ما بيها زربة !
كل هذا بالطبع لأن الثعلبين أصرّا على تسمية الدواء الجديد الغالي بإسميهما المباركين . و لتعظيم الأرباح ، فقد أعلنا عن بدء بيع المنتج الجديد في مهرجان يُعقد في يوم محدد سُمي مهرجان يوم "عيد التسويق" ، و من ثم عرض النتائج الملموسة أمام رؤوس الأشهاد من الدواب بعدها بستة أيام بالتمام و الكمال في مهرجان يوم "عيد التشويق" . و لكون المنتج من حبوب إكسير الحياة محدوداً جداً ، لذا فقد قرر "چيق" و "چاق" إقتصار بيعه على أتباعهما من الدواب بالتزكية أو الكفالة الشخصية من طرفهما هم و جلاوزتهما تلافياً لخطر إستحواذ الغرباء على منافعه . كما إقتصر البيع على من تجاوز من الدواب سن الخمسين ، و بعشرين ألف حبة فقط ، و بمعدل حبة واحدة مغطسة بالبوظة لكل دابة .
حل مهرجان يوم "عيد التسويق" وسط الأضواء و الإحتفالات ، و نفدت كل حبوب الدواء خلال ساعة واحدة ، و قبض كل من "چيق" و "چاق" المليارات من الحَبِّ الأخضر ، و الذي أنفقا جله في أستيراد القطط الجميلة من غابتي "بلبول" و "تكتول" للهو معهن من مشاق العمل المضني بكل جدٍ و إخلاص في خدمة دواب "بمبن" .
و قبل ساعة واحدة من مضي مهلة الستة أيام على تناول الدواء ، بدأت مراسيم مهرجان "يوم التشويق" ، و الذي كان أضخم من سابقه بكثير ، فخصه "چيق" و "چاق" برعايتهما الكريمة ، و حضراه وسط التصفيق بنفسيهما ، و جلسا في مقدمة المنصة بين ممثلي و علماء الشركات المصنعة . و بدأ الرقص و الغناء على أنغام الموسيقى في مكبرات الصوت الضخمة ، فيما جلس آخذوا إكسير الحياة في منصة ضخمة أعلى . و كلما إقتربت ثانية الصفر ، كلما إشتد توزيع كل المحتفلين – و خصوصاً أقارب المتعاطين للدواء و اللذين حظروا بمئات الآلاف - النظر إليهم و إلى ساعة رقمية ضخمة بانتظار دقة "ثانية الصفر" ، و تحولهم السحري إلى شباب . دقت الثانية الصفرية ، فحصل العجب العجاب : سقط كل من تناول الدواء ميتاً و قد تحول فجأة إلى عجوز هرم .
ساد الذعر و الهرج و المرج أوساط المحتفلين ، فخفّ عريف الحفل إلى مكبرات الصوت طالباً من الجميع الإلتزام بالهدوء التام بإعتبارهم دوابّاً متحضرة و مؤدبة و مثقفة و واعية و خجولة ، و ناشدهم إتخاذ كياسة كل من "چيق" و "چاق" ، الجالسَين بكل لطف و أناقة و هدوء أمامهم ، قدوة لهم . كما أعلن لهم بصوت متهدج : أن كبير علماء الشركة المصنّعة سيتولى حالاً فحص جثث المتعاطين بنفسه ، و من ثم حل المشكلة سريعاً حسب الأصول ، مؤكداً أنه لكل مشكلة حلها الناجع ، و أنه لا داعي للقلق أبداً ، ناهيك عن الذعر الذي يمكن أن يثير عليهم شماتة الأعداء ، و زعل الأصدقاء . هدأت الدواب و هي تبرطم و تبسبس ، فتقدم كبير العلماء نحو جثث الموتى ، و فتح علبة أجهزة الفحص بحوزته ، و راح يفحص بعض الموتى ، ثم فحص عينات من حبوب إكسير الدواء المسوَّقة ، ثم توجه نحو مكبِّر الصوت ، و خاطب الآلاف المؤلفة من الحاضرين :
- سيداتي ، آنساتي ، سادتي : هناك مشكلة صغيرة بالإمكان تجاوزها حالاً . المشكلة هي أن الحبوب المباعة قد تمَّ تصنيعها سهواً ليس من بعر الضباع الذي يحتوي إكسير الحياة ، و إنما من بعر الثعالب الذي يحتوي إكسير الموت . و بتقديري المتواضع ، فأن هذه المشكلة الصغيرة بالإمكان تفاديها بيسر و سرعة و ذلك بتصنيع الحبوب مجدداً من بعر الضباع ، و زرقها في جثث الموتى ، فيعودون فورا إلى الحياة ! فقط أعطوني بعر الضباع الآن ، و سيكون كل شيء على ما يرام ! أكرر : أعطوني بعر الضباع الآن ، و سيكون كل شيء على ما يرام !

ران الصمت على الجميع ، فقفزت كلبة رفيعة الصوت نحو مكبّر الصوت ، و صرخت في جماهير الدواب :
- و أنّى لنا جلب بعر الضباع الآن بعد أن أبادها "چيق" و "چاق" إبادة تامة قبل ثلاثة عشر سنة ، ها ؟ ثم إذا كان بعر "چيق" و "چاق" يسبب الموت ، فكيف يبيعانه علينا بمليارات الحَب الأخضر النفيس كي يمتعا نفسيهما ، هما و جلاوزتهما ، بالقطط المستوردة بأغلى الأثمان ؟ ها ؟ و متى كان بعث الحياة في الجثث الهامدة للموتى أمراً ممكناً ؟ ها ؟ أخوتي و أخواتي معشر الدواب : أهجموا على هذين الثعلبين الطاغيين اللذين لم يجلبا لنا غير الموت الجماعي منذ أن صدَّقا كذبتهما بكونهما ضبعين ، و خَلِّصوا الغابة من شرورهما إلى الأبد ، و على الفور !
زحفت جماهير الدواب الغاضبة و العادِية كتلة واحدة على منصة "چيق" و "چاق" ، اللذين إرتعبا من قدح الموريات ، فهربا متخفيين بفروتي ضبعين . و لعلم الدواب بعدم وجود ضبعين متنكرين غيرهما في الغابة ، فقد أمسكت بهما ، و مزقتما إرباً إرباً ، و دَفنت رأسيهما في مرافق عامة ، و رفعت عليها يافطة ضخمة مكتوب عليها : "البول مجاناً في كل الأوقات !"
بعد مضي أقل من قرن من الزمان على هذه الواقعة ، تهادى بعيرٌ شاعرٌ مخمور – إنتهى تواً من عبِّ صندوق من علب الجعة – نحو المرافق المجّانية المدفون فيها رأسي "چيق" و "چاق" . و بعد أن أفرغ مثانته عليهما ، أنتبه إلى وجود ثعلبين يبكيان عند حائط المرافق . فسألهما :
- يابا ، عود لويش گاعدين دا تبچون هنا ، ها ؟ شنو هذولا المحتلين السفلة هم سحگوا لكم واحد من أقاربكم جوّا الدبّابات مالتهم بالجديد ؟
- لا عمّي ، لا . هذولا المحتلين الجدد أصدقاءنا كلّش كلّش ؛ و إحنا ويّاهم دهن و دبس كلّش كلّش. بس عمّي ، مو المرحوم جدّي و جدّه لهذا صديقي همّا النايمين هنا ، و إنت صار لك نص ساعة تفرِّغ عليهم !
- جدكم ؟ إي ، لعد إشجابه لهنا ؟
- عمّي ، مو هوّا مدفون هنا : جوّا المرافق !
- و عود لويش أهلكم دفنوه هنانا ؟ ها؟ شنهو ما لگوا مكان أحسن منّه بكل هذه البرية يطمّوه بيه ؟ ها ؟
- عمّي ، أهلنا مو همّا إللي دفنوهم هنا . الكفار و الحاقدين و المحتل الأجنبي همّا إللي كتلوهم ، و دفنوا روسهم هنا ! تدري لويش ؟
- ها ؟ إي صدگ ، لويش ؟
- عمّي ، لأن جدّي آنا و جدّ صديقي سلمان هذا چانوا بطلين مناضلين ضد قوى الظلم للإمبريالية العالمية و الإرهاب الدولي !
- إي و الله ، يا جناب البعير! و همّاتين بعد : چانوا من أولياء الله الصالحين و الكرماء كلّش كلّش . و چانوا يومية الصبح و الظهر و بالليل يدگون باب باب ، و يوزعون كيك و چكليت و بدلات حرير طبيعي بالباكيت على المواليد الجديدة إبّلاش ، و ينطون أدوية و بلوكات دولارات للمرضى و للفقراء ، و يوزعون مواد غذائية و سمچ بز و كاڤيار و براندي للحواوين الجوعانة .
- و الله تمام ، يا جناب البعير ! ها ، و إللي يريد له بيت واحد ، ينطونه قصرين رنّانة إبّلاش . كلشي يوزعونه بلاش لوجه الله ؛ و حتّينا الحيوان الشايب لمّن يموت ، يجيبوله إكسير الحياة ، و يرجعونه للحياة شاب صاغ سليم ! و ثنيناتهم ماتوا فقراء ، و قَمَري واحد ما عدهم ورث ، و أهلهم ينامون على الحصران بالچول .
- هيچي ؟ ليش همّا منهو أجدادكم ، بالخير ؟!
- عمّي ، جدّي آنا چان أسمه : "چيق" .
- إي عمّي ، و آني جدّي إسمه "چاق" .
- صحيح ؟ عاشت الأسامي ! هَمْ "چيق" ، و هَمْ "چاق" !
- إي ، عمّي ، صحيح ؛ و همّا چانوا الملوك مال غابتنا "بمبن" ، بس يا حيف المرافق اللي مطمورين بيها هنا مكتوب عليها : البول مجاناً في كل الأوقات !
- إي ، و شكو بيها ؟ مو أحسن مو الواحد يبول بفلوس؟
- عمّي ، مو كودَن إبَّلاش ، هوايا دواب تعوف كل مرافق العالم ، و تجي لهنا يوميّا ، و تفرِّغ عليهم !
- و شكو بيها ، يعني قابل إذا صارت بفلوس أحسن ؟
- إي عمّي ، هوايا أحسن !
- گولوا لي الله يخليكم : بس لا أنتم رايدين تكمشون الچيس على گبر أجدادكم ؟
- لا عمّي ، لا ! يعني ، چان إجتهم نجاسة أقل !
- هيچي ! يابا دِ خَلّوا هذه الشعب المنكود يبول إبَّلاش ، إي ما يصير هم يوميّا يجي علينا إحتلال جديد ، و هم حتّى البولة تطلع زقنبوت بفلوس !
- عمّي : مو همّا چانوا ملوك محترمين و معتبرين ، و يحبّون شعبهم ! و شعبهم همّاتين چان هوايا يحبهم ، و يموت عليهم !
- زين : لعد إذا هيچي ، ليش ما تطلبون المساعدة من هذولا أصدقاءكم المحتلين الجدد , حتى يسدّولكم هاي الطمّة ، و يحسبوها مشروع سياحي ستراتيجي علموازنة الإستثمارية ، و يلغفون بيه المليارات ؟ هع ؟
- عمّي ، و الله گلنا لهم ، وتوسَّلنا بيهم ! بس هما گالوا :"هاي ممنوعة علينا ، و تعذرونا منها ، لأن سياستنا هي : إبقاء القديم على قدمه ، و التَنْفيس عن المحصورين حتى لا يسوولنا ضغبرات !"
- هيچي ! يابا أشو دِ تعالوا ويّاي شويّا نگعد على صفحة هناك ، و إحچولي على كيفكم التاريخ البطولي لأجدادكم ، من طأطأ إلى سلام عليكم ، بلكي يجيلي شيطان الشِعِر ، و أكتب لهم قصيدة رائعة تمجّدهم و تخلد إسمهم بالتاريخ على هاي القطعة الچبيرة اللي ما بيها غير چلمتين !
بعد أن أنهيا رواية قصة جدّيهما للبعير المخمور ، مَشَقَ لهما هذه الأبيات على يافطة المرافق . و لكونه مخموراً ، فأنه لم يهتم كثيراُ بضبط الوزن و القافية :
تي نفس كلٌ من "چيق" و "چاق" ،
"چاق" الذي كان يحبّ سماع القيق ،
و "چيق" الذي كان يعشق وَقْع القاق !
طاق طيق ، طاق طيق ، طيق طاق !
لا تصدِّقوا كونهما ثعلباً واحداً ،
بل كانا – و أيم الله – ثعلبين !
طاق طيق ، طاق طيق ، طيق طاق !
لا ذنب لهما في الدنيا غير أنهما
صدّقا فِريَتهما بكونهما ضبعين ؛
طاق طيق ، طاق طيق ، طيق طاق !
فعاشا بالحيلة ، و نَفقا مجرمَين ،
و فسد مكرهما ، فلحقا بالزرابَين !
و ذا مصير كلّ نغلٍ ناكرِ الأبوين !
طاق طيق ، طاق طيق ، طيق طاق !

15/4/2011



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /8 ، و هو ال ...
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /7
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /6
- الدكتور محمد مهدي البصير / الشخصية الحلية الفذة
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /5
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /4
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /3
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /2
- الصراع في ملحمة كلكامش : قراءة في جدلية الملحمة /1
- قصة قصيرة : يوم جمعة في حياة جندي مكلف عراقي
- حكاية الموت الغريب للفيل -جَلا-
- ملاحظات حول حركة حقوق المرأة و مدرسة النقد الأدبي الأنثوي
- خَلَفْ
- دِشَرْ
- ستراتيجيات سلطة الاحتلال الأمريكي للعراق خلال الفترة 2003-20 ...
- قصة الخنزير البهلوان -نجم-
- رسالة قصيرة


المزيد.....




- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - فضيحة الثعلبان -چيق- و -چاق- و الضبع -ورين-