أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلامة كيلة - سورية أيضاً، لِمَ لا؟














المزيد.....

سورية أيضاً، لِمَ لا؟


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 22:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


شهدت سورية حركات احتجاج في العديد من المدن، وبغض النظر عن حجم هذه التحركات واحتمالات توسعها، فقد أشّرت إلى أنها ليست خارج الوطن العربي الذي يشهد انتفاضات انتصر بعضها ولازال بعضها الآخر يتراكم من أجل ذلك. ويمكن أولاً ملاحظة العنف الذي ووجهت به هذه التحركات، وحملات الاعتقال التي طالت المئات، التي يبدو أنها نتاج إحساس النظام بأنه يجلس على برميل من البارود، والتي شهد نتائج ذلك في تونس ومصر وليبيا واليمن، لهذا يتصرف بـ "حسم".
لكن ليست المشكلة هي في أن سورية هي جزء من البلدان العربية التي انتفضت شعوبها، ولا نتيجة تأثر بعض الشباب فيما جرى، وميله للتقدم من أجل أهداف طالما طرحها الشعب، وكانت في أساس انتفاض الشباب في تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين وعمان والأردن والجزائر والمغرب، فلاشك في أن الجو العربي العام يدفع نحو الخروج من القنوط واليأس الذي دُفع إليه الشباب نتيجة انسداد الآفاق، لكن الذي يجعل لهذا الحراك أثر هو أن الظروف التي باتت تعيش فيها الطبقات الشعبية هي متشابهة في كل هذه البلدان، رغم كل ما يقال عن اختلافات أو تمايزات.
فقد جرت تحولات اقتصادية عميقة خلال السنوات الماضية كان أسرع من كل السنوات التي بُدء فيها بـ "الإصلاح الاقتصادي" سنة 1986، وأدت إلى النتائج ذاتها التي حدثت في تونس ومصر. فقد توسع دور قطاع العقارات والسياحة والبنوك داخلياً، وتوسع الاستيراد نتيجة تراجع حاد في الإنتاج المحلي. وهو الأمر الذي أدى إلى تهميش قطاع واسع من الطبقات الشعبية، سواء نتيجة البطالة التي ربما تصل إلى 30% من القوى العاملة، أو الإفقار نتيجة انخفاض الدخل مقابل ارتفاع مذهل في أسعار السلع التي باتت عالمية (أو حتى أكثر من ذلك نتيجة احتكار فئة حاكمة). كما تمركزت الثروة في قلة محيطة بالسلطة باتت وافرة الثراء والبذخ، وتحتكر كل المشاريع التي تدرّ الربح، وتسيطر على كل "الاقتصاد الأسود".
تقول دراسات الحكومة أن متوسط الدخل هو 11 ألف ليرة سورية شهرياً، بينما وعلى ضوء دراسة الحاجات الأساسية للمواطن لا بد من أن تكون 31 ألف ليرة سورية، أي ثلاثة أضعاف الراتب الحالي (وتشير إلى أن الحد الأدنى في دمشق لا بد من أن يكون 40 ألف ليرة). هذا الوضع وحده يفسّر تراكم الاحتقان لدى قطاعات واسعة من المجتمع، وإحساسها بالعجز عن العيش، وهي الحالة المثالية لكل انفجار اجتماعي يفضي إلى الثورة.
وإذا لمسنا أثر "الانفتاح" الاقتصادي والتحكم الاحتكاري في الاستيراد فسنجد أن رفع أسعار المازوت والبنزين خلال السنتين الماضيتين قد أفضى إلى انهيار مريع في الزراعة حوّل سورية إلى دولة تستورد القمح بعد أن كانت تصدّر أجود أنواعه، وانتهى تصدير القطن، وانهارت مناطق زراعية مهمة مثل الجزيرة، ونزح أكثر من مليون فلاح إلى أطراف دمشق وحوران والمدن الأخرى. وهذا الأمر حصل مع صناعة النسيج التي شهدت انهياراً كبيراً، خصوصاً مع ارتفاع أسعار المواد الأولية والمازوت، واستيراد السلع الصينية ثم التركية، من قبل محتكرين يهدفون إلى الربح الأعلى.
طبعاً دون أن نتحدث عن انهيار التعليم والقطاع الصحي، وتعمم الفساد. وانهيار "القطاع العام" بعد نهب طويل له، وإيكاله لمدراء لا كفاءة لديهم، ويعملون على المصلحة الشخصية، والذين منهم نشأت "طبقة جديدة" أسميت رجال الأعمال الجدد، والتي باتت تهيمن على مجمل الاقتصاد، الذي بات اقتصاداً ريعياً.
هل فعلت رجالات النظم في تونس ومصر أكثر من ذلك؟ الغريب أن التشابه كبير بين مجمل النظم العربية (حتى في الاتهامات التي تكيلها على المحتجين، مثل القلة المندسة، وزج اسم الفلسطينيين)، فقد باتت نظم بوليسية وتتحكم قلة سلطوية في مجمل الثروة، وتنشط في العقارات والخدمات وكل ما يدرّ ربحاً ريعياً. فحين لا يجد الشعب ما يسمح له العيش، خصوصاً الشباب الذي يعاني من بطالة كبيرة، لا تعود المسألة بسيطة، أو تستطيع سلطة مهما كانت قوتها الأمنية وقف دفق الشعب الذي يكون أخطر من تسونامي.
وأشير أنه هنا لا يفيد الكلام "ضد الإمبريالية"، ولا الحديث عن "الممانعة"، بعد أن يصغ الاقتصاد بما يخدم سيطرة النمط الرأسمالي، والطغم الإمبريالية، هذه الطغم التي سعت، ومن أجل تعميم منطق المضاربة في أسواق الأسهم والبنوك، إلى تهديم الاقتصاد المنتج لمصلحة اقتصاد ريعي يقوم على نهب الثروة التي بناها الشعب خلال عقود طويلة من تاريخه. وبالتالي لا يفيد الموقف السياسي، أو التبرير بالموقف السياسي، ولا الحديث عن مؤامرات.
الاقتصاد نهب، والشعب أفقر، في ظل نظام قام على أساس دكتاتوري، وكانت الدكتاتورية ضرورية لتسهيل النهب، وباتت ملازمة لاستمراره. لكن حين لا يكون هناك من فارق بين الحياة والموت لن يختار الشعب سوى الانتفاض، فلا يقبل أي كان أن يموت بصمت. وحينها شاهدنا ماذا كان وضع النظم. الشعب هنا يريد الخبر والحرية، ولقد بات الشعب هو اللاعب الأول.
الوضع يحتاج إلى تغيير عميق في النمط الاقتصادي وفي النظام السياسي.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو حزب شيوعي عربي جديد-2
- حول الموقف الأميركي والأوروبي من التغيير في تونس ومصر، وربما ...
- شرارة الانتفاضة تصل ليبيا والعراق
- مبادئ الماركسية في الوضع الراهن
- الفيس بوك، انتفاضة
- من هو الشيوعي اليوم؟
- ما حدث وما يمكن أن يحدث في تونس
- ليس رحيل بن علي فقط بل والطبقة الحاكمة أيضاً
- مهماتنا الثورة ومشكلات التنظيم
- الصراع الطبقي في الوطن العربي في الثمانينات
- المسألة الطائفية كتحدي للمسألة القومية العربية
- طريق الانتفاضة لماذا تثور الطبقات الشعبية؟
- أطروحات من أجل ماركسية مناضلة
- بيان لن يصدر حول الدعاية الصهيونية باسم اليسار
- الدفاع عن الصهيونية -ماركسياً-؟
- سلامة كيلة في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الماركسية ...
- الليبرالية بصفتها يسار ملاحظات حول أطروحات كريم مروة الأخيرة
- عن الأفق الاشتراكي: علينا أن ندفن موتانا
- عن عودة المفاوضات المباشرةالسلطة تكيفت مع المشروع الإمبريالي
- قضية الصحراء المغربية سنوات من حرب لا معنى لها


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سلامة كيلة - سورية أيضاً، لِمَ لا؟